دمعة فراق
نجري قصائدنــا بالحـزن نكتبهــــــا
وموقع الدّمع إثر الدّمع أعيانــــــــــا
ونستبيح لكم من شعر محنتنـــــــــــا
همّا وغمّا وآلامـــــــا وأحزانـــــــــا
ونستعيذ بمن يقضــي حوائجكــــــــم
أن يدرك الحزن إخوانا وخلاّنـــــــا
فبالوصال لنــــا سعد نداومــــــــــــه
وبـالفراق نرى للشؤم ألوانـــــــــــــا
يا أكرم النّاس صدقا ما أقول لكـــم؟
إنّ الكريم لفي أعقابكم هانـــــــــــــا
حتى الزّهور التي تشذو روائحهــــا
في بهو داركم روحا وريحانــــــــــا
لم تستسغ غصصا من هجركم ولقـد
ذاقت بإثركم موتا وذبلانــــــــــــــــا
تلك الطّيور الّتــــي أمّت منازلكـــــم
بالأمس تسمعكــم للحبّ ألحانـــــــــا
غابت فما نظرت من بعدكم ولنــــــا
صوت البكاء متى ما حلّ اشجانـــــا
يا خير من ألفت مرآكـــم مقلـــــــــي
واليوم كلّ بعيد دونكم دانـــــــــــــــا
قد كان وصلكم أجـــــرا نأمّلـــــــــــه
فالآن يحرم ما كنّا وما كانـــــــــــا
هدّ الفراق بنا دنيا نلـــــــوذ بهــــــــا
من بعد ما عدمت فألا للقيانـــــــــــا
فلست أقبل من أيّامهــا منحـــــــــــــا
وقد رضيت بأن نردى فتنسانــــــــا
إن كان بعدك ما تقضي الحيـاة لنـــا
وبالقبور إذا ما كان لقيانــــــــــــــــا
فلتحمد النّفس موتــــا قرّبتك لنـــــــا
من بعد أن حكمت بالبعد دنيانــــــــا
.