بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

الاثنين، 31 أغسطس 2015

دنيا النّساء



دنيا النّساء

 

يـــــا عاذلي فيما نظمت مشبّبــــــا 

    أقصر فليس اللّوم بالحسبـــــــــــان

فلقد بليت وليــس مثلك مبتلـــــــــى  

   فاحمد لربّك يا أخ العرفــــــــــــان

فَلَقَدْ رَأَيْتُ بِأَرْضِ عِزٍّ ظَبْيَـــــــــــةٍ  

   فَاقَتْ بِسِحْرٍ سَائِرَ النِّسْــــــــــــوَانِ

فَجَرَتْ حُرُوفِي فَلْتَةً مِنْ وَالِــــــــــهٍ   

  وَأَتَى المَقَالُ بِظَاهِرِ الطُّغْيَـــــــــانِ

فَكَأَنَّهَــا قَمَرٌ أَطَلَّ بِرَوْنَـــــــــــــــقٍ  

   وَسَطَ النُّجُومِ فَلَمْ تَبنْ بِمَكَـــــــــــانِ

وَكَأَنَّهَــا شَمْسٌ تَوَارَتْ دُونَهَـــــــــا  

   سُرَجُ المُلُـوكِ وَشُعْلَةُ النِّيـــــــــرَانِ

وَكَأَنّهَا مَرْجُ الرَّبِيعِ وَقَدْ نَمَـــــــــتْ  

   فِيهِ الزُّهُورُ بِأَحْسَنِ الألْـــــــــــوَانِ

وكَأَنّهَا شَجَرُ الخَرِيفِ وَقَدْ طَــــوَى  

   مِنْ فَاكِهِ الأعْنَابِ وَالرُّمَّــــــــــــانِ

وَكَأنّهَـــا غَيْثٌ تَنَزَّلَ مِنْ سَمَـــــــــا    

 يَرْوِي شِغَافَ العَاشِقِ الوَلْهَـــــــانِ

وَكَأنَّهَا بَحْرٌ مَتَى رُمْتَ الرِّضَـــــى    

 تَلْقَى بِقَلْبِ الغَادَةِ الحَنَّــــــــــــــــانِ

وَكَأَنَّهَا رُوحٌ عَلَى صَفْوِ السَّمَــــــــا  

   خُلِقَتْ بِلاَ كَدَرٍ وَلاَ أَضْغَــــــــــــانِ

مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ المَــاءَ مِـــــنْ  

   تَحْتِ الخُدُودِ كَمَجْمَعِ الخُلْجَـــــــانِ

وَالوَرْدُ يُزْهِرُ بِالشِّفَاهِ وَصَوْتُهَــــــا    

 كَالعُودِ يَعْزِفُ فِي يَدِ الفَنَّــــــــــــانِ

وَعُيُونُهَا تَسْبِي العُقُولَ بِنَظْــــــــرَةٍ   

  وَجُفُونُهَا تَدْعُوكَ لِلإدْمَـــــــــــــــانِ

وَالشَّعْرُ يَحْكِي ظُلْمَةَ الأسْحَارِ فِــي    

 عِزِّ النَّهَارِ أَذَاكَ بِالإمْكَـــــــــــــانِ؟

وَالوَجْهُ كَالشَّمْسِ المُنِيرةِ أَشْرَقَــــتْ  

   وَسَطَ النُّجُومِ وَظُلْمَةِ الأَكْـــــــــوَانِ

فَإِذَا أَطَلَّ الصُّبْحُ سَرَّتْ مَــــنْ رَأَى   

  وَجَـرَى القَوَامُ بِهَا لِحُسْنٍ ثَـــــــــانِ

يَا عَاذِلِي لَوْ أَنَّ عَيْنَكَ مَــــــنْ رَأَتْ  

   قَمَرِي لأُسْقِطَ طَرْفُهَا بِمَكَـــــــــــانِ

هِيَ هَكَذَا فِي العَيْنِ أُبْصِرُهَـــــا وَلا   

 يُحْصِي اللّسَانُ جَمَالَهَا بِبَيَــــــــــانِ

وَالشِّعْرُ يَقْصُرُ عَنْ بَدِيعِ جَمَالِهَـــــا 

    فَيَعُودُ بَعْدَ العَجْزِ بِالطُّغْيَــــــــــــانِ

فَاضْفَرْ لِنَفْسِكَ يَا أُخَــيَّ بِمِثْلِهَــــــــا 

    وَاطْلُبْ شِفَـاءَ البُؤْسِ وَالأحْــــزَانِ

إِنَّ العُزُوبَةَ شَـرُّ دَاءٍ قَدْ سَــــــــرَى   

  يَسْقِي البَلَاءَ مَعَاشِرَ الشُّبَّـــــــــــانِ

وَأَعِفَّ نَفْسَكَ بِالزَّواج ولا تكـــــــن     

 متنكّبا عن سنّة العدنانـــــــــــــــي

إن التبتّل في السّــلام لبدعـــــــــــة   

  مكروهة نصا من القــــــــــــــرآن

واقصد لذات الدين والتمس التقـــى   

  في من خطبت وسل عـن الإيمــان

ممن يزّكي النّاس ظاهر أمرهـــــا  

   والخلق تمدحها بكلّ لســــــــــــــان

علمت أصول الدّين والفقه الـــــذي 

    أمر الإله به على الاعيـــــــــــــان

أدّت فرائضها وتجبـر نقصهــــــــا   

  بفضائل الأعمال والإحســـــــــــان

واطلب خلاق البنت قبل جمالهـــــا  

    وارغب ثقيل الفعل في الميـــــزان

تلك التي جبلت على سنن الهــــدى   

  وجمال نفس صنع ذي الإحســــان

طبع الإله بقلبهـا خلـق الحيـــــــــــا  

    مألوفة حسّاسة بمكـــــــــــــــــــان

أخت القنــاعة لا تكلّف زوجهــــــا  

   إلاّ بقدر الوسع والإمكـــــــــــــــان

ترضى بما قسم الكريــم لحبّهـــــــا     

 وتردّ بذل العرف بالشّكــــــــــران

للزّوج تخفض مـا أراد جناحهــــــا  

   وتضمّ ستر العيب للغفــــــــــــران

وتطيع ربّ البيت في المعـروف لا    

  تعصيه ما قدرت على العصيــــان

للبيت تلزم لا تفـارق خدرهـــــــــا    

  للغيب تحفظ بعلها بأمــــــــــــــــان

واختر لنفسك من ذوات الحسن من   

  تسبي العيون بسحرها الفتّـــــــــان

وتتبّع النّسب الشريـف بأهلهــــــــا   

  واسأل عن الحسب القريــب الداني

فالعرق دسّاس وربك قـد قضــــــى  

   فاحمد قضاء العدل للرحمــــــــــن

ولقد روى المختار أنّ المال مـــــن    

  قصد الشريـف بحكمة الدّيّــــــــان

فإذا أتاك الرّزق مـن زوج فـــــــلا  

   حرج عليك بنعمة المنّــــــــــــــان

فمتى عجزت فصم لربّك واصطبـر   

  فالصوم يذهب شهوة الإنســــــــان

واحذر لقلبك من بلى النّســــوان لا   

  تأمن عليك مراصد الأحـــــــــزان

إنّ النّساء مقالب قد ركّبــــــــــــت   

  لـردى الشّريف ومصرع الفرسـان

فانظر إلى قصص الألى ولتعتبـــر  

   بمقام من عشق النّسا بمكــــــــــان

و لتستعذ منهنّ دهرك خائفــــــــــا  

   وارهب لنفسك فتنة النّيـــــــــــران

فلقد اتاك النصح من علم الهـــــدى  

    فالزم حديث المصطفى العدنانــــي

ما خلّف المختار حقّا فــي الدّنـــــا   

  خطرا عليك كفتنـة النّســـــــــــوان

سبقت بساح الجهل إخوان الــرّدى  

   فتكاثرت حطبا على النيــــــــــران

اوما سمعت كلام خير الخلق فـــي   

  سكّانها يا خيبة السكّــــــــــــــــــان

فعموم أهل النّار من جنس النّســـا   

  يا حسرة غلبت على النّســــــــوان

 

 

المشاركات الشائعة