وقفة عند موائد الإفطار

وقفة عند موائد الإفطار

[ بعض بسمة وكثير عبرة ]

 

........

 

قِفْ يَا أَكُولُ فَقَدْ تَرَاءَتْ فِي الــوَرَى  

   حِلَـقُ الطّعَـــامِ وَجِـــيءَ بِالأمْـــــدَادِ

وَمَوَائِــدٌ مِثْــلُ الحَدَائِـــقِ أُرْصِـــدَتْ  

   وَعَلَتْ صُنُـوفُ الأَكْـــلِ كَالأوْتَــــــادِ

وَاسْتَجْمَعَـتْ تِلْـكَ الأوَانِـــي زِينَـــــةً  

   وَاسْتَشْرَفَـــتْ للصَّائِمِيـــنَ تُنَــــادِي

وَتَعَطَّرَتْ مِـنْ كُـــلِّ رِيـــــحٍ طَيِّــــبٍ  

   وَتَزَيَّنَــــت لِمَنَــــاظِـــرِ الأَشْهَــــــادِ

بِغِــــلاَلِ فَاكِهَـــــةٍ وَلَحْــــمٍ وَافِـــــرٍ  

   وَضُــرُوبِ أَطْبَــــاقٍ بِـــلا تعْــــــدَادِ

وَمَزِيــــجِ أَلْبَــــانٍ وَأَجْبَــــانٍ كَــــذَا  

   نُكَـــهُ العَصِيـــرِ وَرَائِـــــــقِ الأَوْرَادِ

وَلَهَـــا الأرَائِــكُ وَالوَسَــائِدُ مُهِّــدَتْ   

  وَالجَمْعُ عَسْكَــرَ مَوْقِــــفَ الأَجْنَـــادِ

وَعُيُونُهُمْ دُونَ المَطَــاعِمِ سُحِّــــرَتْ   

  وَأَكُفُّهُــــــمْ والفَـــــكُّ بِالمِرْصَــــــادِ

وَالكُـــلُّ يَرْقُــبُ لِلأذَاَنِ وَيَرْتَجِــــــي  

   وَالكُــــلُّ يَنْظُـــــرُ لِلفَقِيـــهِ يُنَــــادِي

قِفْ قَبْلَ ذَلِكَ يَـا مُعَجِّــلُ وَاسْمَعَــــنْ  

   مِنِّــــي بَلِيـــغَ القَــــوْلِ وَالإنْشَـــــادِ

مِـــنْ أَيْنَ هَذَا الكَسْبُ يُغْنَمُ يَا فَتَـــى    

 مِـــنْ طَيِّـبٍ أَوْ مِـــنْ خَبِيثِ سَـــدَادِ

وَلِمَ سَيُصْرَفُ إِنْ تَقَـــوَّى جَمْعُكُــمْ  

   فِي طَاعَةٍ أَمْ فِــي هَـــوَى الإِلْحَــــادِ

وَاسْأَلْ عَـنِ الشُّكْرِ الّــــذِي هَيَّأْتُــــمُ   

  لِعَظِيــــمِ نَعْمَــــاءٍ وَطُـــولِ أَيَــــادِي

وَاحْكُمْ عَلَى الصَّوْمِ الّذِي قَدَّمْتَ هَـلْ   

  يُجْنَــى سِوَى المَزْرُوعُ يَوْمَ حَصَـادِ

أَمْ أَنَّ ذَا فَـــرَحٌ بِلاَ كَسْـــبٍ يُــــــرَى   

  وَجَوَائِــــزٌ رُصِدَتْ بِغَيْـــرِ مُــــــرَادِ

فَمَتَى رَأَيْتَ النَّقْصَ فَاجْبُرْ نَاقِصًـــــا  

   بِعَظِيــــــمِ أجْــــرٍ نِيـــطَ بِالأكْبَـــــادِ

وَاذْكُرْ بِهَــا جُـــوعَ الفَقِيـــرِ وَثَنِّــــهِ   

  حَـــــالَ اليَتِيـــمِ بِقِلَّــــةِ الأَجْــــــوَادِ

وَاسْأَلْ عَنِ الجِيرَانِ هَلْ ضَفِرُوا بِمَـا   

  أَدْرَكْتُـــمُ مِـــــنْ وَاسِــــعِ الأمْــــدَادِ

وَاسْأَلْ عَنِ الضُّعَفَاءِ فِي هَذِي الدُّنَــا     

 مَـا حَظّهُـــمْ مِـــنْ نِعْمَـــةِ الأَسْيَـــادِ

وَانْظُرْ إِلَى سِيَرِ الألَى فِـي شَهْرِهِـــمْ   

  وَاتْبَـعْ جَمِيـــلَ صَنَائِـــــعِ الأَجْـــدَادِ

وَلَئِنْ أَبَيْتَ فَلَيْسَ يَحْسُـــنُ أَنْ تُــرَى  

   شَرِهًـــا وَلاَ فَرِحًـــا بِــــذِي الأَزْوَادِ

وَأَرِقْ عَلَــى تِلْـــكَ المَـــوَائِدِ عَبْــرَةً  

   وَارْقُـــبْ عَلَيْهَــــا أَعْيُـــنَ الحُسَّـــادِ

وَاقْرَأْ عَلَيْهَا مِـــنْ عَزَائِـــي حَسْــرَةً  

   وَرِثَـــاءَ حَــــرْفٍ دُونَ حَدٍّ مِـــدَادِي

 

.