بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

صيحة نذير

صيحة نذير([1])

...


"مَالِـــي أَرَاكُـــمْ نِيَامًـــا فِـــي بُلَهْنِيَــةٍ    
وَقَدْ تَرَوْنَ شِهَابَ الحَرْبِ قَدْ سَطَعَـا"
ذَا بَعْضُ حِفْظِيَ مِــنْ مَأْثُــورِ مَدْرسَـةٍ 
    بَانَتْ وَخَلَّتْ مَكَـانَ البَسْمَـــةِ الوَجَعَـا
وَاليَوْمَ أَحْسَبُنِــي مُرْتَــادَ مَـــا عَلقَــتْ    
أَطْرَافُ سَمْعِيَ  مِنْ آثَارِ مَـــا سُمِعَــا
مَا أَشْبَهَ اليَــوْمَ بِالأَمْسِ التِـي عَرَفـتْ   
  دَارُ ابْــنِ يَعْمُــرَ وَالسَّاسَانُ قَدْ جَمَعَـا
وَلَا أَرَانِي سِوَى المُزْجِي عَلَـى عَجَـلٍ    
نَحْــوَ الجَزِيـــرَةِ مُرْتَـــادًا وَمُنْتَجَعَـــا
أُبَلِّغُ الحَـــيَّ بَعْـدَ الحَـــيِّ مُصْطَرِخًـــا  
   يَا أُمَّــةَ الخَيْــرِ خَلُّوا البَيْــعَ وَالسِّلَعَـا
وَارْعُوا كَلَامِيَ يَــا أَهْــلَ التُّقَــى أُذُنًـا   
  إِنِّي أَرَى السَّيْفَ فِي إِخْوَانِكُـــمْ لَمَعَــا
يَا وَيْـــحَ نَازِلِكُــــمْ إِنْ كَـــانَ هَمُّكُــــمْ   
  بَــــرْقٌ لِأَصْفَــرَ قَدْ أَغْرَاكُــمْ طَمَعَـــــا
أَوْ جَمْعُ مُغْرِيَـــةٍ بَيْضَــاءَ قَــدْ لَمَعَـتْ 
    مِنْهَا العُيُونُ وَرُمْحُ الفُـرْسِ قَدْ نَصَعَا
أَوْ كَـــانَ حَظُّكُمْ فِـــي الأُنْـسِ غَانِيَــةٌ    
أَوْ بَيْـــتُ لَاهِيَـــةٍ قَــدْ بَـاتَ مُنْتَجَعَــــا
مَالِي أَرَى سُرُجًا لِلْخَيْــلِ قَـدْ نُصِبَــتْ  
   عَلَـــى البَرَاذِيـنِ فَاخْتَلْتُمْ بِمَــا وُضِعَــا
وَالخَيْلُ قَدْ أَلِفَتْ جَـــرَّ المَتَـــاعِ فَــــلاَ 
    مَجْدًا أَصَـــابَتْ وَلَا عَبْدٌ بِهَــا انْتَفَعَـــا
أَلَا تَرَوْنَ الّـــذِي قَـــدْ حَـــلَّ دَوْلَتَكُـــمْ   
  أَوْ تَسْمَعُـــونَ لِقَـــوْلٍ عَنْكُــمُ سُمِعَــــا
جَمْعًـــا أَتَاكُـــمْ بَنُو كِسْـــرَى بِأَلْوِيـَـةٍ   
  إِنْ سَــاحَ أَوَّلُهَــا ضَــاقَتْ بِمَنْ تَبِعَــــا
جُنْــدٌ مُدَجّجَـــةٌ فِــي أَرْضِ مَعْرَكَــــةٍ 
    لَا يَهْجَعُــونَ إِذَا مَـــا جُنْدُكُــمْ هَجَعَـــا
يَرْضَـــونَ بِالْقُـــوتِ إِنْ قُمْتُـمْ لِمَائِـدَةٍ  
   قَوْمٌ تَكِــرُّ فَمَـــا مِنْهُـــمْ فَتًــى رَجَعَـــا
أَوْ كَــــانَ شُرْبُكُــــمْ مَــــاءٌ فَعِنْدَهُــــمْ   
  شُرْبُ الدِّمَاءِ سِقَاءُ المَرْءِ مَــا شَبِعَــا
قَـــوْمٌ لَهُــمْ طَلَبٌ مَا ضَـــلَّ سَائِرُهُـــمْ   
  عَـــنِ المُرَادِ وَإِنْ بِالْجُــورِ مَـا قَطَعَــا
يَالَيْتَهُـــمْ فَرَغُـــوا لِلْحَــرْبِ إِذْ جَهِلُـوا   
  فَفِي النِّزَالِ لَنَا مَـــا نَرْتَجِــي طَمَعَــــا
لَكِنَّهُــــمْ فَزِعُـــوا بِالْعِلْــــمِ وَانْتَبَهُـــوا   
  أنَّ العُلُــومَ بِهَا يَجْتَــازُ مَـــنْ بَرِعَــــا
هَـــذِي مَدَارِسِهِـمْ مَــلْأَى وَقَـدْ خَوِيَـتْ   
  مِنَّــــا مَدَارِسُنَـــا فَاسْتَنْفِـرُوا جَزَعَـــا
إِنْ كَـــانَ كَافِرُهَــــا يَحْظَـــى بِتَرْبِيَــــةٍ   
  وَيُتْــرَكُ النَّشْءُ فِيكُـــمْ هَائِمًــا رَتِعَــا
وَالمُشْرِكُونَ غَـدَى فِيهُـــمْ ذَوُوا فِطَـنٍ 
    وَ العِلْـــجُ مُشْتَهِـــرٌ بِالْعِلْـمِ قَدْ بَرَعَــا
وَقَدْ أَرَى نَفَـــرًا مِنْكُــمْ بَنِـــي وَطَنِـــي  
   عَلَـــى قُلُوبِهِـــمْ بِالْجَهْــلِ قَــدْ طُبِعَـــا
فَـلَا هُــــمْ بِسَبِيــلِ الحَــــرْبِ هِمَّتُهُــــمْ   
  وَلَا أَرَى لَهُــمْ فِـــي العِلْمِ مَـــا نَفَعَـــا
هَــلَاّ نَفَرْتُمْ إِلَـــى فِقْــهٍ مَتَـــى مُنِعَـــتْ
     عَنْكُـمْ مَعَارِكُهَـــا وَالحَبْــلُ قَدْ قُطِعَـــا
كَــذَاك نَارُهُـــمْ بِالشِّــرْكِ قَــدْ رُفِعَــــتْ
     وَاعْتَـــادَ مَسْجِدُنَـــا شَيْخًــا بِهِ رَكَعَــا
أَيْـــنَ الشَّبَـــابُ فَقَدْ أَرْثِـــي لِحَالَتِهُـــمْ   
  بَيْنَ المَلَاعِبِ أَوْ فِــي سَافِــلٍ وُضِعَــا
بَلْ أَيْـــنَ شَيْخُكُمْ يَــا قَوْمِ لَـوْ نَظَـــرَتْ  
   عَيْنُ الخَبِيـــرِ بِقَلْبٍ كَــانَ مُضْطَلِعَــــا
يَا قَـــوْم سُنَّتَكُــــمْ أُوصِيكُــــمُ فَدَعُـــوا 
    مَا كَانَ حَادِثَةً فِـــي النَّــاسِ مُبْتَدَعَـــا
فَفِـــــي دِيَارِكُـــــمُ تَنْمُــــــو مُنَمَّقَـــــة  
    كُـــلُّ البَدَائِـــعِ لَــوْ أَنْصَفْتُـمُ وَرَعَـــــا
وَاسْتَمْسِكُــوا بِكِتَـابِ اللهِ وَاصْطَبِـــرُوا   
  فَــــذَاكَ رَائِدُكُــــمْ هَـــــادٍ وَمُتَّبَعَـــــــا
وَلْتَنْصُـــــرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ نَاصِرُكُـــــــمْ    
إِنْ كَـــــانَ سَائِلُكُمْ للهِ قَــــدْ خَشَعَــــــا



.

([1])هذه القصيدة كتبتها على منوال قصيدة لَقيطِ بنِ يَعمُر بن خارجة الإيادي  شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية ، فاتصل بكسرى (سابور ذي الأكتاف) فكان من كتابه والمطلعين على أسرار دولته ومن مقدمي حاشيته
وقصيدة لقيط التي مطلعها (يا دار عمرة من محتلها الجرعا)، هي من غرر الشعر وأشهره ، بعث بها إلى قومه، بني إياد، ينذرهم بأن كسرى وجه جيشاً لغزوهم وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثم قتله

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفقك الله ايها الكريم واصل ابا عبيد

    ردحذف

المشاركات الشائعة