بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

قواعد وأحكام تتعلّق بالبدع


فصل

في مصدر الابتداع


يـَا أُمَّةَ الإرْجَافِ يَــا أَهْـــلَ الهَــــوَى  
   يَــــا مِحْنَـــةَ الأوْطَــــانِ وَالأَدْيَــــانِ
جَاوَزْتُمُ هَـــدْيَ الرَّسُــــولِ وَسِرْتُــــمُ   
  بِخِـــلافِ شِرْعَـــةِ أَحْمَــدَ العَدْنَـانِـي
وَرَضَيْتُـــــمُ الآرَاءَ وَانْقَدْتُــــمْ لَهَـــــا  
   وَنَبَذْتُــــــــــــمُ لأوَامِــــــرِ القُـــــرْآنِ
قَلَّدْتُــمُ زَيْــدًا وَعَمْـــرًا فِــي الـــوَرَى 
    وَتَبِعْتـــــــمُ لِفُلانَـــــــةٍ وَفُـــــــــــلانِ
مِـــــنْ كُلِّ نَــــذْلٍ قَدْ أَرَاكُـــمْ سِيـــرَةً 
    مِــــنْ زِبْلَـــةِ الأفْكَــــارِ بِالأَذْهَــــــانِ
شَرَّقْتُــــمُ يَوْمًــــا وَغَرَّبْتُــــمْ غَــــــدًا 
    سَيْــــرَ المُكِــــبِّ يُقَـــــادُ للعُمْيَـــــانِ
أَصْغَيْتُـمُ نَعْــــقَ الغُـــــرَابِ فَكُنْتُــــــمُ 
    تَبَــــعَ الغُــــرَابِ لِجِيفَــــةِ الحَيَـــوَانِ
مَـا بَالُكُمْ تَشْـــرُونَ بَخْسًــــا بِالّــــذِي  
   قُطِعَــتْ لَــــهُ الأنْفَــــاسُ بِالإنْسَـــانِ
كَــــمْ ذَا تَقَوَّلْتُـــمْ عَلَــــى اللهِ افْتِــــرًا   
  وَجَــــرَاءَةً لَكُــــمُ عَلَــــى الرَّحْمَــــنِ
وَنَسَبْتُــــمُ لِلدِّيــــنِ مَـــالا يَرْتَضِــــي   
  وَرَضَيْتُـــمُ مَـــــا بَــــاءَ بِالنُّكْــــــرَانِ
خَوَّنْتُــــمُ خَيـــرَ العِبَــــــادِ وَهَدْيَـــــهُ     
وَنَكِرْتُــــــــمُ لِحَقَــــــائِقِ الفُرْقَــــــانِ
خَـــــالفْتُمُــوهُ لِشَرْعِـــــهِ فَعَبَثْتُـــــــمُ   
  فِـــــــي دِينِــــهِ كَتَلاعُبِ الصِّبْيَـــــانِ
كَـــمْ زِدْتُــــمُ عَــــنْ قَوْلِـــهِ وَرَمَيْتُــمُ    
لِطَرِيقِـــــــهِ بِالعَجْــــزِ وَالنُّقْصَـــــانِ
كَيَّفْتُـــمُ سُنَـــــنَ الهُـــــدَى بِهَوَاكُــــمُ 
    وَطَمَسْتُــــــمُ لِمَعَالِــــــــمِ الإيمــــــانِ
أَوَّلْتُـــــمُ تِلْكَ النُّصُـــــوصَ بِرَأْيِكُــــمْ 
    وَعَمَدْتُـــــمُ التَّحْرِيـــــفَ بِالبُهْتَـــــانِ
وَرَدَدْتُمُ مَـــا لَـــمْ تُطِـــــقْ أَقْلاَمُكُــــمْ   
  تَخْرِيبَـــــهُ لصَرَاحَـــــــةِ التِّبْيَــــــانِ
أَعْرَضْتـــمُ عَـــنْ دِينِكُـــمْ فَهَوَاكُــــــمُ  
   مِنْهَــــا قَبِيــــحُ الــــرَّأْيِ بِالأذْهَـــانِ
وَاللهِ قَــــدْ نُكِسَــتْ بِكُــــمْ أَحْلامُكُــــمْ   
  وَتَشَرَّبَـــتْ لِلــــــزُّورِ بِالإدَمَــــــــانِ
حَتَّــــى رَأَيْتُــمْ كُـــلَّ حُسْـــنٍ سَيِّئًــــا   
  وَطَلَبْتُـــمُ لِمَسَـــــــاوِئِ الأَدْيَـــــــــانِ 
فصل

في كون البدع سببا للفرقة والاختلاف والضعف


شَتَّتْتُـــمُ دِيــــــنَ الإلَـــــــهِ وَكُنْتُــــــمُ   
  سَبَبًــــا لِقَطْـــعِ أَوَاصِـــرِ الإخْـــوَانِ
وَجَعَلْتُـــمُ الإسْــــلامَ أَكْثَــــرَ فُرْقَـــــةً 
    مِـــــنْ مِلَّــــةِ الأحْبَـــارِ وَالرُّهْبَـــانِ
أَضْعَفْتُمُ هَــــذِي الدِّيَـــــارَ بِخُلْفِكُـــــمْ   
  وَطَعَنْتُـــــــمُ لِلأمْـــــــنِ بِالأوْطَـــــانِ
نَفَّرْتُمُ الكُفَّــــارَ عَـــنْ دِيـــنِ الهُـــدَى  
   وَنَشَرْتُــــــمُ الإرْجَـــــافَ بِالبُلْــــدَانِ
حَــارَبْتُمُ تَبَـــعَ الرَّسُــــولِ وَحِزْبَــــهُ    
أَهْلَ الحَدِيــثِ وَعَسْكَــــرَ الإيمَـــــانِ
وَرَمَيْتُمُ الأخْيَـــارَ عَـــنْ كَــفٍّ بِمَــــا    
أَنْشَــــأْتُـمُ مِــــنْ بَاطِــــلِ البُهْتَـــــانِ
زُورًا وَظُلْمًــــا قَدْ بَنَيْتُــــمْ أَمْرَكُــــــمْ    
وَخَضَعْتُـــمُ لأَوَامِــــــرِ الشَّيْطَــــــانِ
مَــــا هَمّكُـمْ غَيْـــرُ انْتِقَــــادِ مُوَفَّــــقٍ  
   سَلَكَ الطّرِيــقَ الحَــــقَّ بِالإحْسَــــانِ
حَسَدَا لِـــذِي فَضْـــلٍ بِنِعْمَـــةِ رَبِّـــــهِ  
   وَنَفَـــــاذَ غِــــــلٍّ ضَـــاقَ بِالوِجْــدَانِ
فَلَكُمْ بِكُــــلِّ مَحَلَّـــــةٍ قَـــــدْحٌ بِمَـــــنْ  
   عَـــرَفَ السَّبِيـــلَ لِخَــالِقِ الأكْــــوَانِ
وَلَكُــمْ بِكُـــلِّ الوَقْـــتِ شُغْــــلٌ دَائِــــمٌ  
   بِــــــالغَـدْرِ أَوْ بِدَسَــــائِسِ النُّكْـــرَانِ
وَحَلِيفُكُـــــمْ فِيهَــــا فَكُــــلُّ فُوَيْسِــــقٍ   
  رَكــبَ البَـــلاءَ وَجَـــارَ بِالعِصْيَــــانِ
أَوْ كَـــــافِرٍ طَلَــــبَ الفَنَــــاءَ لِدِينِنَــــا   
  أَوْ طَـــامِعٍ بِالمُــــــلْكِ وَالسُّلْطَــــــانِ
أَوْ طَالِبٍ دُنْيًـــا وَلَيْــــسَ بِوَاصِــــــلٍ  
   إلاّ بِخَـــــــرْقِ شَرَائِـــــعِ الرَّحْمَـــــنِ

فصل

في عواقب الابتداع


وَلَئِـــنْ تَبَصَّرْتُـــمْ عَـــوَاقِبَ أَمْرِكُــــمْ    
 وَنَظَرْتُــــــمُ التَّارِيـــــخَ بِالإمْعَــــــانِ
فَلَتَعْلَمُــــنَّ إِذًا عَظِيــــــمَ خَسَـــــارِكُمْ  
   وَعَوَاقِـــبَ الإسْــــرَافِ وَالطُّغْيَـــــانِ
إِنَّ البَدَائِــــعَ دَرْبُ كُــــــلِّ كَبِيـــــــرَةٍ  
   وَسَبِيلُكُـــــمْ لِلشِّـــــــرْكِ وَالكُفْــــرَانِ
فَلَكَمْ بَدَتْ مِــنْ بِدْعَــةٍ فِـــي مَهْدِهَـــا  
   وَلَهَـــا بِشَـــوْبِ الحَـــقِّ شِبْــــهُ دَانِ
ثُــــمَّ ارْتَقَتْ فِــي سُلَّمٍ مِــــنْ أَهْلِهَــــا 
    حَتَّــــــى أَتَـــــتْ لِلكُفْــــرِ بِالدَيَّــــانِ
وَلَقَــدْ عَلِمْتُـــمْ أَنَّ رَبِّـــيَ قَــدْ أَبَـــــى    
 أَعْمَـالَكُـــمْ فِـــي السِـــرِّ وَالإعْــــلاَنِ
فَجُهُودُكُــــمْ رَدٌّ وَأَجْرُكُـــــــمُ هَبًـــــــا  
   وَمَصِيـــرُ أُخْـــرَاكُمْ إِلَـــى النِّيــــرَانِ
وَعَوَاقِبُ الدُّنْيَــا لَكُــمْ مِـــنْ سُوئِهَـــا   
  مَـــا قَـدْ عَلِمْتُــــمْ سَـــائِرَ الأزْمَــــانِ
خِزْيٌ وَعَـــارٌ سَـــوْفَ يُدْرْكُكُمْ بِهَــــا  
   وَسَبِيلُكُــــمْ لِمَوَاطِـــــئِ الأَحْـــــــزَانِ
كَـــمْ فِتْنَةً فِــي الخَلْقِ قُدْتُـــمْ شَرَّهَـــا   
  فَكَوَتْكُــــمُ قَبْـــلَ العَــــــدُوِّ الثَّانِـــــي
وَشَريْتُــمُ وَقْـــعَ البِــــلا بِرُؤُوسِكُــــمْ  
   وَرَضَيْتُــــمُ بَعْــــدَ العُــــلا بِهَـــــوَانِ
لا يَرْتَضِـــي عَـــدْلٌ مَقَالَتَكُـــمْ كَمَـــــا   
  لاَ تُسْمِـــــعُ الأبْـــــوَاقُ للطُّرْشَـــــانِ
رُدَّتْ شَهَادَتُكُـــــمْ لِقُبْــــــحِ فِعَالِكُـــــمْ 
    وَأَبَــــــى الرُّوَاةُ حَدِيثَكُـــــمْ بِبَيَـــــانِ
وَلَقَدْ جَمَعْتُمْ مَــا هَـــوَى بِظُهُورِكُــــمْ
     وَشَرَيْتُــــــــمُ الآثَــــامَ بِالهَذَيَــــــــانِ
لِلـــــذَّمِّ قَــــدْ سُخِّرْتُــــــمُ بِفِعَالِكُــــــمْ   
 وَبَذَلْتُــــــمُ الأَعْـــــرَاضَ لِللَّعَّــــــــانِ
وَأَجَــــــزْتُمُ لِلنَّــــاسِ غَيْبَتَكُــــــمْ وَذَا  
   عَيْنُ الضَّــلالِ وَغَايَـــةُ الخُسْــــــرَانِ
وَحُرِمْتُمُ حَــوْضَ الرَّسُــولِ بِجُرْمِكُـمْ
     وَخَسِرْتُـــــمُ لِشَفَاعَــــــةِ العَدْنَانِـــــي
وَلَقَيْتُمُ الإعْــرَاضَ مِـنْ رَبِّ الــوَرَى   
  وَجَمَعْتُــــــمُ الآثَــــــــامَ بِالمِيــــــزَانِ
فَلَكُمْ مَدَى الأَيَّــــامِ إِثْــــمٌ قَدْ جَــــرَى  
   مَـــا سَـــارَ قَوْلُكُـــمُ مَــــعَ الرُّكْبَـــانِ

فصل

في الحكم على المعيّن


هَذَا وَفِي كُـــــلِّ المَذَاهِـــــبِ فُرْقَــــةٌ 
    وَخِـــــلافُ رَأْيٍ ظَاهِـــــر بِعَيَــــــانِ
إِذْ لَيْسَ يُجْمَعُ رَأْيُ مَنْ تَبِعَ الهَـــوَى 
    إِلاَّ بِتَقْلِيـــــــدٍ مِـــــــــنَ العُمْيَـــــــانِ
لَكِنَّنِـــي قَرَّبْـــتُ ظَـــــاهِرَ أَمْرِهِـــــمْ    
 وَمَقَالَـــةَ الرُّؤَسَـــاءِ فِــي ذَا الشَّــانِ
وَتَرَكْتُ قَـــوْلَ سِوَاهُـــمُ إِذْ قَارَبُــــوا  
   عَـدَّ الرِّمَــــــالِ بِشَاسِـــــعِ الكٌثْبَــــانِ
وَلِكُــــلِّ فَـــــــرْدٍ مِنْهُـــــــمُ رَأْيٌ وَذَا  
    خَيْــرُ الدَّلِيـــلِ لِطَــــالِبِ البُطْــــــلانِ
فَــــاللهُ قَدْ أَلْقَـــــى إِلَيْنَـــــا حِكْمَــــــةً   
  فِي مُحْكَــــمِ التَّنْزِيـــــلِ وَالفُرْقَـــــانِ
أَنَّ الخِلافَ مَتَى سَــرَى فِـــي قَوْلَـــةٍ   
  فَلِبُعْدِهَــا عَـــنْ شِرْعَــــةِ الرَّحْمَــانِ
إِذْ لاَ اخْتِــلافَ بِمَا أَتَـــى عَنْ رَبِّنَـــــا   
  فِي كُلِّ وَقْــتٍ بَــــلْ بِكُـــلِّ مَكَـــــــانِ
وَعُمُومُ أَحْكَامِي الَّتِــــي أَجْرَيْتُ فِـــي   
  ذَا النَّظْمِ مِنْ فِسْـــقٍ وَمِـــنْ كُفْـــرَانِ
أَوْ بِدْعَــــــةٍ فَتُــــــرَدُّ لِلأقْـــــــوَالِ لاَ    
أَبْغِي بِهَا حُكْمًــا عَلَـــــى الأعْيَــــــانِ
إِلاَّ قَلِيـــــلاً قَـــــدْ أَتَـــــــى تَعْيِينُهُــــمْ  
   فِي نَصِّ أَهْــــلِ العِلْـــمِ وَالعِرْفَـــــانِ
مِـنْ كُلِّ ذِي تَقْـــوًى وَذِي وَرَعٍ وَذِي   
  فِقْــهٍ وَذِي عَـــدْلٍ عَلَــــى المِيــــزَانِ
مُتَثَبِّتٍ فِي مَا يَــــرَى مِــــنْ قَوْلِهِــــمْ   
مُتَمَيِّـــــــزٍ بِالضَّبْـــطِ وَالإتْقَـــــــــانِ
مُسْتَوْثِقٍ عِلْــمَ الرّْجَـــــالِ وَضَالِـــــعٍ  
   بِقَوَاعِـــــدِ التَّمْيِيــــــزِ وَالرُّجْحَـــــانِ
يَــــدْرِي دَلالاتِ الكَــــلاَمِ وَحُكْمَــــــهُ    
 وَمُــــرَادَ أَهْلِــــهِ مِنْـــهُ كُـــــــلَّ أَوَانِ
وَيُفَرِّقُ الغَالِي عَــــنِ الأَدْنَــى وَمَــنْ   
  يَدْعُــو لِدِينِــهِ فِــي بَنِــي الإنْسَـــــانِ
وَيَمِيـــزُ بَيْــنَ صَغِيرِهَـــا وَكَبِيرِهَـــا  
   وَيَمِيـــزُ بَيْـــــنَ حَقَائِــــقِ الإيمَـــــانِ
وَلَهُ بِعُذْرِ النَّــــاسِ أَوْسَــــعُ حُجَّــــةٍ  
   بِالجَهْــــلِ أَوْ بِالغَصْـــبِ وَالنِّسْيَــــانِ
أَوْ بِانْتِفَاءِ العَقْــــلِ حَــــالَ وُرُودِهَــا   
  والقَصْــــدِ أو كَمَقُولَــــةِ السَّكْـــــرَانِ
فَالنَّـــاسُ أَغْلَبُهُــــمْ كَعِيــــرٍ أَتْبَعَـــتْ  
   سَيْرَ الرُّعَـــاةِ وَمَوْثِـــــقَ السَجَّــــانِ
وَلِبَعْضِهِمْ شُبَــهٌ عَمَـــتْ أَبْصَارَهُـــمْ    
 عَـــنْ مَنْظَـــرِ الآيَـــاتِ بِالقُــــــــرْآنِ
وَلَهُـمْ مِـــنَ التَّأْوِيـــلِ فَـــرْعٌ سَائِـــغٌ   
  فِي المَنْطِقِ العَرَبِـــيِّ خَيْـــرِ لِسَـــانِ
فِي غَيْرِ مَعْلُومٍ مِـــنَ الأدْيَـــانِ بَـــلْ    
 مِـنْ غَامِضٍ عَــنْ رُؤْيَـــةِ العُمْيَـــانِ
وَبِغَيْــــرِ قَصْــدٍ لِلْخِـــلافِ وَدُونَمَـــا   
  عَصَبِيَّـــةٍ تَدْعُـــو إِلَــــى الطُّغْيَــــــانِ
أَوْ مِنْ بَعِيدٍ عَـــنْ دِيَـــارِ الحَقِّ فِــي  
   بَلَـدِ الجُحُـــودِ وَشَــــاسِعِ الأَوْطَــــانِ
وَكَذَاكَ مَنْ يَـــرْوِي فَيَجْدُرُ أَنْ يَــرَى  
   حَــــالَ الّــــذِي يَرْمِيـــهِ بِالنُّكْــــــرَانِ
فَلَعَلَّهَــــا قَــــوْلٌ جَــــرَتْ بِمُخَـــالِفٍ   
  مِمَّـنْ بَغَـــــى لِتَنَـــــاقُضِ الأدْيَــــــانِ
فَلِبَعْضِهِــمْ ظُلْــــمٌ عَلَــى بَعْــضٍ وَذَا   
  بَيْـــنَ الخَـــــلائِقِ شَـــــاهِدٌ بِعَيَـــــانِ
وَجَمِيــــعُ مَــــا اثْبَتُّــــهُ مِـــــنْ لازِمٍ 
    للقَوْلِ فِي شَـــيْءٍ عَلَــــى البُرْهَــــانِ
فَهُوَ الدَّلِيلُ عَلَـى التّنَـاقُضِ وَالهَـوَى   
  لاَ أنَّــــــــــهُ بِمُرَادِهِــــــمْ ذُو شَـــــانِ
فَلَــوَازِمُ الأقْــــوَالِ لَيْسَـــتْ مَذْهَبًـــا 
    إِلاّ مَـــــــعَ الإقْــــــرَارِ وَالإذْعَــــــــانِ
فصل

في جهاد المبتدع وغيبته وهجره


وَجِهَادُ أَهْلِ الفِسْــقِ فِــــي أَهْوَائِهِــمْ    
 مِــــنْ أَعْظَــــمِ القُرُبَــــاتِ للرَّحْمَــنِ
حِفْظًا لِشَرْعِ المُصْطَفَى المُخْتَـارِ مِـنْ  
   شَــــرِّ الزِّيَــــادَةِ فِيـــهِ وَالنُّقْصَــــانِ
وَبَيَـــانُ حَــــالِ المُبْطِلِينَ وَفَضْحُهُــمْ   
  مِمَّــــا أُبِيـــــحَ بِغَيْبَـــــةِ الإِنْسَـــــانِ
مُتَظَلِّمًـــــا وَمُعَرِّفًــــــا وَمُحَـــــــــذِّرًا   
  لِلخَلْقِ مِــــنْ آفَـــــاتِ كُــــلِّ بَنَـــــانِ
وَالهَجْرُ أَيْضًا لِلمُخَــالِفِ قَــــدْ أَتَــــى    
 فِــــي السُّنُّــةِ الغَـــــرَّاءِ وَالقُـــــرْآنِ
صَوْنًـــا لِدِينِكَ أَنْ تُـــــلابِسَ شُبْهَـــةً   
  تُرْدِيكَ فِي شَـــرَكٍ لِـــــذِي بُطْـــــلانِ
أَوْ أَنَّهَا لِلرَّدْعِ تَزْجُـــرُ مَــــنْ بَغَـــــى  
   حَتَّـــى يُـــــرَدَّ لِصَــــالِحِ الأدْيَــــــانِ
فَـــاللهَ أَرْجُــــو أَنْ يُبَلِّغَنِـــي الّــــــذِي    
 أَصْبُـــوا بِفَضْحِهِــمُ مَــدَى الأَزْمَــانِ
وَيُعِينَنِــي بِالقَـــوْلِ بَعْدَ الفِعْـــلِ فِـــي  
   حَــــرْبِ الأَرَاذِلِ أُمَّــــةِ الخِـــــــذْلاَنِ
   .

هناك 6 تعليقات:

  1. ابو الحارث حمزة حجاج24 مارس 2016 في 8:12 م

    بورك فيك

    ردحذف
  2. أسأل الله أن يجنبنا الأهواء والبدع ، بوركتم أخي مراد

    ردحذف
  3. بارك الله فيك

    ردحذف
  4. جزآك الله خيرا وبارك فيك أخي الحبيب مراد
    محبك في الله بوقرة ابن الصغير سحنون

    ردحذف
  5. جزاكم الله خيرا استاذ

    ردحذف

المشاركات الشائعة