بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

أيام الفتن

10- أيام الفتن


 
سَأَلْتُ نَفْسِــي غَدَاهَـــا كَيْفَمَـا الحَالُ    
قَالَتْ كَمَا الأَمْــس إِخْفَــــاقٌ وَإِذْلاَلُ
وَمَــا تَرَاهَــا تَغَنَّــتْ صَحْــوَ لَيْلَتِهَــا 
    غَيْرَ المَنَامِ حَــذَاهُ يُرْتَجَـــى الفَـــالُ
بُعَيْدَ مَـــا طَرَقَـتْ بِالبَـــابِ رَاجِيَــــةٌ   
  فَمَـــا بِذَا البَــابِ لِلسَّاعِيـــنَ حـَـلاّلُ
كَذَاكَ مَــا صَلحَتْ بِالنَّـــاسِ أُمْنِيَــــةٌ  
   وَمِنْ بَنِيهَا لِــذِي الأَسْبَـــابِ إِهْـــالُ
عَشَاءُكَ الأَمــْسَ مُـــرٌّ عَلْقَــمٌ وَلَنَــا  
   عِنْدَ الغَـــدَاءِ مِــنَ الغُصَّاتِ أَمْثَـــالُ
نَدْرِي بِذَا اليَوْمِ مَــا قَدْ حَلَّنَا وَغـَــدًا   
  نُأَمّـــِلُ الخَيْـــرَ فَــأْلاً ، أَيُّمَــا فَــــالُ
هَذَا الّــذِي حَلَّنَـــا يَـــا قَوْمُ فَاجِعَـــةٌ  
   تَفْنَــى لِوَطْأَتِهَــا الأَعْمَــارُ وَالمَـــالُ
وَيَــدْرُسُ العِلْــمُ فِيهَـــا أَيُّمَــا دَرَسٍ 
    وَلِلهَــوَى وَفُهُـــومِ السُــوءِ إِعْمَـالُ
وَيَأْفَـــلُ الحَـــقُّ مِنَّـــا ثُـــمَّ يُنْكِــــرُهُ   
  مَنْ كَـــانَ تَرْبِطُـــهُ بِــاللهِ أَوْصَــاـلُ
وَيَضْعُفُ الدِّينُ لاَ يَبْقَـــى لَــهُ سَنَــدٌ  
   وَلِلهُـــدَى بِبِقَـــاعِ الأَرْضِ إِهْمَــــالُ
وَيُبْتَغَى الشَّرُّ بِالمَعْرُوفِ مِــنْ فِئَــةٍ  
   لَطَالَمَـــا حَفَّهَـــا بِالــعُرْفِ سِرْبَـــالُ
يَغْـدُو الحَلالُ حَرَامًا فِي مَنَاظِرِهَـــا    
وَلِلحَــرَامِ كَطِيــبِ العَيْــشِ إِجْــــلالُ
وَيُرْتَجَى الخَيْرُ مِمَّنْ كَانَ صَنْعَتُــــهُ  
   مَحْضُ الظَّــلالِ ولِلـلآفَــاتِ يَحْتَــالُ
أَخُ المُرُوءَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِـي ضَعَــةٍ   
  وَذُو الدَّنَـاءَةِ فِــي عِطْفَيْـــهِ يَخْتَـالُ
وَالصِّدْقُ عَيْبٌ لِمَنْ يَخْتَارُ صَنْعَتَــهُ   
  وَلِلكَـــذُوبِ إِذَا مَـــــا رَامَ أَقْــــــوَالُ
قَدْ جَاءَ ذَاكَ بَنِيهَا مِنْ رَحَى هَـــرَجٍ 
    بَيْــنَ الأُخُـــوَّةِ لَــوْ بِالقَـــوْمِ عُقَّــالُ
فَلاَ الجَهُولُ بِسَهْلٍ حِيـــنَ سَطْوَتِــهِ    
إِنَّ البُغَــــاةَ لِمَــــا يَأْتُـــونَ جُهَّـــالُ
وَلاَ الضَّعِيفُ تَنَحَّى حَـــالَ نَكْسَتِـــهِ   
  إِنَّ العَبِيــدَ إِذَا مَـــا اسْتَغْفَلُـوا نَالُـوا
لاَ قَاتِلٌ رَضِيَتْ يُمْنَــاهُ مَــا كَسَبَـــتْ  
   وَلا القَتِيــــلُ تَأَنَّــــتْ فِيـــهِ آجَــــالُ
وَلاَ اليَتِيمُ دَرَى مَـا نَفْسُــهُ صَنَعَــتْ   
  حَتَّـــى تَقَطَّـعَ مِـــنْ أَهْلِيــهِ أَوْصَـالُ
وَلاَ الثُّكَالَى قَضَى مِــنْ دَمْعِهِــنَّ دَمٌ 
    كِـــلاَ السِّقَـــاءَيْنِ بِالخَدَّيْــنِ هَطَّــالُ
مَا هَذِهِ الحَرْبُ إذْ قَدْ خَــطَّ خُطَّتَهَــا   
  بَنُــــو اليَهُـــودِ وَلِلعَالِيــــنَ تَغْتَـــالُ
وَيَرْتَجِي فَضْلَهَا الزِّنْدِيــقُ مُنْتَشِيًــا    
وَلِلتَّقِــــيِّ بِهَــــا هَـــــوْلٌ وَأَهْــــوَالُ
وَابْنُ العُرُوبَةِ فِي خَوْفٍ وَفِي دَهَشٍ  
   وَابْنُ الفَـوَارِسِ بَيْنَ الخُـودِ مِكْسَـالُ
وَالمُسْلِمُونَ غَدَتْ كَالحُمْرِ نَفْرَتُهُــمْ   
  وَلِلمَجُــوسِ هِزَبْـــرٌ فِيــــهِ رِئْبَــــالُ
وَفِي العِرَاقِ وَفِي شَــامٍ وَفِـي يَـمَنٍ 
    وَفِـــــي المَنَامَـــــةِ آلاَمٌ وَآمَــــــــالُ
عَسَى البِلاَد إِذَا مَـا شِيكَت انْتَقَشَـتْ   
  وَمِـــنْ بَنِيهَــا رِجَـــالاتٌ وَأَبْطَـــــالُ
وَمَنْ غَفَى بَعْدَهَا فَالمَــوْتُ عِيشَتُــهُ  
   وَلِلمَـــــوَاتِ حِكَــــايَاتٌ وَأَحْــــــوَالُ
وَمِنْ ذَوِيهَــا لَمَــنْ طَــابَتْ مَعِيشَتُـهُ 
    وَالدِّيــنُ مُنْتَهَكٌ وَالعِــرْضُ وَالمَــالُ
ذَاكَ الّــذِي عَبَثًــا قَدْ كَــانَ دَعْوَتُـــهُ   
  دَعْوَى التَّسَامُــحِ وَالإسْــلامُ يَنْهَــالُ
أَفِـــي المَجُوسِ سَـــلاَمٌ أَنْتَ تَطْلُبُــهُ  
   أَمْ لِلرَّوَافِـــضِ دِيـــنٌ أَيُّهَــا الـــزَّالُ
فَانْظُـرْ إِلَـــى بَلَدٍ بِالأَمْـــسِ رِفْعَتُـــهُ   
  وَانْظُرْ إِلَيْـــهِ وَقَدْ سَاسَتْـــهُ أَكْفَـــالُ
دُعَاةُ صُلْحٍ وَأَيْنَ الصُّلْحُ مِــنْ رَجُـلٍ  
   أَتَى العَدُوَّ وَفِــــي عَيْنَيْـــهِ إِهْــــلالُ
يَرْضَى بِمَا طَرَحَتْ كَفَّاهُ مِنْ دَلَــــسٍ 
    كَمَـــا السَّـــؤُولُ بِقَلْــبٍ فِيـــهِ إِذْلالُ
سَلِ التَّوَارِيخَ عَنْهُمْ كَيْفَ صَنْعَتُهُـــمْ   
  فَلِلْمَلاَحِــمِ فِـــي ذَا العَصْـــرِ أَمْثَــالُ
"بَنُوا بُوَيْهٍ" أَمَا جَـــاءَتْكَ عِبْرَتُهُــمْ   
  سَيَّــانَ عِنْدَهُمُ بِالشَّـــرِّ مَـــنْ نَالَــوا
وَ"لِلْعُبَيْــدِيِّ" دَرْسٌ أَنْـــتَ تَحْفَظُــهُ   
  وَ"لِلنَّصِيــــرِ" بِبَغْــــدَادَ لأَفْعَـــــــالُ
يَكْفِيكَ "بِالصَّفَــوِي" ذِكْـــرٌ لِدَوْلَتِــهِ  
   بِالكُفْـــرِ يَجْهَــــرُ لِلإِسْـــلامِ يَغْتَــالُ
فَأَيْنَ مِنْكُمْ أَيَــا قَوْمِـــي "سَلاَجِقَــةٌ"  
   للهِ غَضْبَتُهُــــــمْ والسَّيْـــــفُ وَالآلُ
وَمِنْكُمُ كَـ "بَنِي أَيُّـــوبَ" مِـــنْ مَلِـكٍ  
   وَمِـــنْ "مَوَالِيهِــمُ" للأُسْــدِ أَشْبَـالُ
وَ"آلُ عُثْمَانَ" قَدْ دَانَـــتْ مَسِيرَتُهُـمْ   
  بَيْــــنَ المَعَــــارِكِ قُــــدَّامٌ وَقُفَّـــــالُ
بَنُو العُرُوبَةِ هَــــلاّ كَـــانَ رَائِدُكُــــمْ  
   كَـ "آلِ شَيْبَـــانَ" لِلأَمْجَـــادِ سُــؤّالُ
وَ"للمُثَنَّـــــى" أَحَادِيـــــثٌ مُنَمَّقَــــةٌ  
   وَ"لابْنِ وَقَّاصَ" كَـــفٌّ فِيـــهِ بَــذّالُ
كَمْ عَاشَتِ الفُرْسُ مِنْهُمْ يَوْمَ مَسْغَبَةِ 
    فَالسَّيْـــفُ مُنْبَسِطٌ وَالرُّمْـــحُ شَغَّـالُ
وَبِالمَدَائِـــنِ قَصْـــرٌ نَحْـــنُ هَادِمُـــهُ  
   وَللأكَاسِـــرِ بَعْـــدَ المُـــلْكِ أَطْــــلالُ
وَ"لابْنِ مَالِكَ" يَــوْمٌ حَــفَّ سَاعِــدَهُ   
  سِوَارُ كِسْـــرَى وَللأبطــالِ إِجْــــلالُ
 
 
 

المشاركات الشائعة