عذرا هديل......

عذرا هديل......

 أأغضّ طرفي أم أريـــق دمائـــــي 

    أم أرسل المخفيّ في أحشائـــــــــي

همّ وغمّ وانتكاسة عــــــــــــــــاجز    

 وتسلّط الأنذال من أعدائـــــــــــــي

هذا الّذي يلقاه صـالح أمّتــــــــــــي  

   دون الغواة وسائر الدّهمــــــــــــاء

بالله قولوا أين أبذل ريشتــــــــــــي    

 أهجوا اليهود وســـــــــائر الأعداء

أم أقذف الأشعار في نحر العِــــــدا   

  من أمة ركبت ردى الأهــــــــــواء

أم أدفع القالين في عرضي وفـــــي 

    ديني وأحفظ منزلي وفنــــــــــــائي

عذرا هديل فلست أجهل قدرنـــــــا   

  إنّا الأذلّة في فنا الأعــــــــــــــــداء

تالله قد هانت بنا الدّنيـا فــــــــــــلا   

  نقوى على الإقدام بالهيجــــــــــــاء

مهما استغثت فلن يجيب فصيلنــــا   

  أبدا ولو طلبوا على الضــــــــــرّاء

ذهب الّذين يذاع مـن أقوالهـــــــــم   

 صوت يهدّ ركائز الصمّـــــــــــــاء

ومتى سألت النّاس عن أفعالهــــــم     

                                                  ردّ المجيب إشارة الخيـــــــــــــلاء

ومضى زمان العزّ من فرساننـــــا 

    وأبى الخلوف مسيرة الآبـــــــــــاء

لا ليس في بغداد معتصــــــــــم ولا   

  بالشّام حطّت عسكر الخلفـــــــــاء

أبدا ولن يأتي صلاح الدّين فـــــــي  

   جند الكنانة من قبيل سنــــــــــــاء

كلاّ ولا نُظر ابن تيمية بنـــــــــــــا  

   بل صدّر الجهّال للإفتـــــــــــــــاء

لكننّا نرجـــــو بمثل هديلنـــــــــــــا   

  عزّا يعيد بشائر الأنبــــــــــــــــاء

والله ما جاء الرّجال بمثل مــــــــــا   

  جاءت هديل بعزّة وإبـــــــــــــــاء

طعنت على الأعداء في جبروتهـــم   

  وأصابت الجبناء في الأحشـــــــاء

حفظت حدود الله لمّـــــــــا واجهـت  

   رشّاش فاسقهم على استهــــــــزاء

وأبت على الأنذال كشف نقابهــــــا  

   واستسلمت لمصارع الشّرفــــــــاء

بنت ولّمـــا آمنت واستيقنـــــــــــت  

   رفعت بنا الهامات للعليــــــــــــــاء

ورجالنا لمّا هـوت أخلاقهــــــــــــا   

  واستأنست بالإثم و الأخطــــــــــاء

باعت عزيز القدر من أعراضهـــا   

  ورضت مسير الذّلّ دون حيـــــــاء

فغدى الجبان يقود عسكـر حربنـــا  

   وتقاسم الأعداء للأجـــــــــــــــــواء

حتى يهود الجبن أغراهم بنـــــــــا  

   ضعف العقول وتــــــــــــافه الآراء

وبدت لنا صولاتهم في أرضنـــــــا    

 وبدا فساد القوم في الأرجـــــــــــاء

من بعد ما كانوا أذلّــة أهلهــــــــــا   

 وثفال أهل الدّور والبيـــــــــــــــداء

فالله أسأل أن يعجّل نصر مــــــــن   

  تبع الهدى في الضرّ والســـــــــرّاء

ويردّ أهل الجور عن أهوائهــــــــم   

 ويعيد حكم النّاس للأكفـــــــــــــــاء

ويسدّ من أهل الدّيانة خلّــــــــــــــة   

  ويصدّ شرّ مكائد الأعـــــــــــــــداء

والله أدعو ان يعدّ هديل فــــــــــــي   

  أهل الجنان وزمرة الشّهـــــــــــداء

 

 ........ عذرا هديل

نظرة أعور وحكم أعمى

 نظرة أعور وحكم أعمى

 عور بقلبك يا لئيم وليـــــــــــس ذا   

  عور العيون فقد ركبت هـــــــواك

وأظلّ سعيك ما رأيـت وربّمـــــــا  

   رحم الإله الخلق لو أعمـــــــــــاك

لا ليس عيبك من قصور العين بل 

    حجب البصيرة عنك مـــــا أرداك

أتراك نلت السّبق في أهل الــرّدى 

    حتّى رضوا بالقبح من مسعـــــاك

أم حلّ بالشّيطان حين لــــــــم يجد    

جندا لحرب المصلحين ســــــواك

فنثرت من شرّ الكـــلام ولـــم تكن    

جرّبت سيل الحبر في يمنــــــــاك

وأتيت حصنا لا يـــــرام وإنّمــــــا  

   أعمى شعاعك زور من أغــــراك

في خير أيّام الإله ركبت مــــــــــا   

  أشفقتُ في الدّارين أن يلقـــــــــاك

قد كنت يوما تستجيــــر بظلّنـــــــا    

 فيُردّ من جَلَدِ الرّجـــــــــال عداك

وتلوذ من ضنك الدّنا بحياضنــــــا  

   فتنالُ جودَ الأكرمين يــــــــــــداك

بكم اشترى الأنذال دينك يا فتــــى    

ليصيب سهمك في الــورى مولاك

ذئب تعضّ أيادي الإنعــــــــــام ذا    

والله صدق ظنون من سمّـــــــــاك

أتعود من بعد الهداية غازيــــــــــا  

   في أرض قوم علّموك هـــــــــداك

لا عُجْبَ انّك قد شريت اليوم مــــا   

  أغرى على الأيام من ربّـــــــــاك

حبّ الرّئاسة ما دعاك لحربنـــــــا    

فرضيت بعد الدّين من دنيـــــــاك

ودفعت في مهر الحقيرة غاليــــــا  

   لتحوز فخرا كان قد أعيـــــــــــاك

وطلبت من دون الأفاضل رتبــــة   

  قذفت ظلام الزّور في محيــــــــاك

قد كنت أعجب أن أرى هيئاتكــــم  

   في كلّ يـــــــــــــوم تستحثّ رداك 

حتّى لبست وعن رضا بنطال من  

   بلغوا لنيل السبق في مسعـــــــــاك

وجززت لحيتك التي أكرمتهـــــــا    

عن سوء فعل قد أتته يــــــــــــداك

وأطلت سروال الفسوق مداهنــــــا    

أهل الشرّور ليقبلوا دعــــــــــواك

فاليوم قد صرت الأمير بجند مـــن    

أغوى بدار الصّالحين أبــــــــــاك

إن لم يكن إبليس بعض جنودكــــم   

   تقضي فيتبع صاغرا ممشـــــــاك

هذا ولست بقائم فــي ذمّكــــــــــــم  

   إلاّ وقد جانبت مــــــــــــــا أخزاك

وسألت ربّي أن يزيل غشــــــــاوة  

   رانت فؤادك قبل أن يلقــــــــــــاك

أو يبتليك بشرّ داء ترتجــــــــــــي  

   منه الممات فلا تجاب منــــــــــاك

.

دمعة فراق

دمعة فراق

نجري قصائدنــا بالحـزن نكتبهــــــا   

 وموقع الدّمع إثر الدّمع أعيانــــــــــا

ونستبيح لكم من شعر محنتنـــــــــــا   

همّا وغمّا وآلامـــــــا وأحزانـــــــــا

ونستعيذ بمن يقضــي حوائجكــــــــم    

 أن يدرك الحزن إخوانا وخلاّنـــــــا

فبالوصال لنــــا سعد نداومــــــــــــه    

 وبـالفراق نرى للشؤم ألوانـــــــــــــا

يا أكرم النّاس صدقا ما أقول لكـــم؟    

 إنّ الكريم لفي أعقابكم هانـــــــــــــا

حتى الزّهور التي تشذو روائحهــــا   

  في بهو داركم روحا وريحانــــــــــا

لم تستسغ غصصا من هجركم ولقـد   

ذاقت بإثركم موتا وذبلانــــــــــــــــا

تلك الطّيور الّتــــي أمّت منازلكـــــم  

   بالأمس تسمعكــم للحبّ ألحانـــــــــا

غابت فما نظرت من بعدكم ولنــــــا    

 صوت البكاء متى ما حلّ اشجانـــــا

يا خير من ألفت مرآكـــم مقلـــــــــي  

   واليوم كلّ بعيد دونكم دانـــــــــــــــا

قد كان وصلكم أجـــــرا نأمّلـــــــــــه   

فالآن يحرم ما كنّا وما كانـــــــــــا

هدّ الفراق بنا دنيا نلـــــــوذ بهــــــــا   

  من بعد ما عدمت فألا للقيانـــــــــــا

فلست أقبل من أيّامهــا منحـــــــــــــا  

   وقد رضيت بأن نردى فتنسانــــــــا

إن كان بعدك ما تقضي الحيـاة لنـــا  

   وبالقبور إذا ما كان لقيانــــــــــــــــا

فلتحمد النّفس موتــــا قرّبتك لنـــــــا 

    من بعد أن حكمت بالبعد دنيانــــــــا

.

العيد

العيد

 

عيد أهل وهل يهنا لنــــا العيـــــــــد 

    وبالخنين لنا في الصدر ترديــــــــد

أهل المذلّة لا عيد لهم ومتــــــــــــى 

    بسم الغريق فذا للموت تمهيــــــــــد

أنّى السّعادة في يوم بـه دمعـــــــــت 

    عين الكريم وقد غنّى العرابيــــــــد

قد كان بالعيد ما يغري فننشـــــــــده   

  واليوم ننكر ما تبدي الأناشيـــــــــد

إنّي أرى فرحا في غير موعـــــــده    

ولست أعلم ما تخفـي الزّغاريــــــد

وليس أشأم من يوم تواعـدكــــــــــم  

   فيه الذّنوب فما تلغى المواعيـــــــــد

ما خلّف الذّنب فألا في خواطرنـــــا  

   حتى نقابلكم بالسّعد يـــــــــــــا عيد

عيد الأكارم ما نالــوا جوائزهـــــــم    

من الأجور فذا فوز وتأكيـــــــــــــد

وخيبة القوم إن خفّـــت موازنهــــــم   

  ولو جرى لهم بالزّور تفنيــــــــــــد

عذرا أيا قارئا شعري على مضـض    

فالشّعر في خلدي غمّ وتسهيـــــــــد

إن كان بالنّفس من داء ينغّصهـــــــا    

جرى القصيد بما تجري المناكيــــد

أو كان من فرح يغني جوانحهـــــــا 

    فبالحروف لنا للفأل تشييــــــــــــــد

.

مواساة ( قصيدة عن ضحايا سقوط الرافعة في الحرم )

مواساة

( قصيدة عن ضحايا سقوط الرافعة في الحرم )

 

يا ربح قوم قـــد أجابــــوا دعــــوة  

    للحجّ دون عصائب الأشـــــــــرار

ركبوا إلى الرحمن كلّ وسيلــــــــة  

   تدني بعيد الـــدّار والأقطـــــــــــار

قد خلّفوا الأهلين والأحباب مــــــع    

 أموالهم في أبعد الأمصــــــــــــــار

واستنفروا لبلوغ أشرف قبلـــــــــة   

  أسرت شعاع القلب والأبصـــــــار

مرّوا بميقــات فلبّوا بالهـــــــــــدى    

 واستفتحوا لمناسك الأبــــــــــــرار

واستحضروا الإحرام في نيّــــاتهم  

   ورداء زهد أبيــــــــــــــض وإزار

وتيمّموا البيت العتيـق يسوقهـــــــم  

    شوق لخير منازل ومـــــــــــــزار

طاف الكـــرام وأحسنوا في سعيهم   

  والقلب يحضر أبلغ الأذكـــــــــــار

في كلّ ركن كبّروه وسبّحــــــــــوا 

    واستغفروا بالجهر والاســــــــرار

حتى إذا تمّت منـــــــاهم وانقضت 

    عمراتهم كمحاسن الأخيــــــــــــار

كتب الإله لهم بــــأمر قد جـــــرى    

 خير القضا لنهاية الأعمــــــــــــار

موت بآخر سـاعة من جمعـــــــــة  

   فـي مسجد الرّحمات والأنـــــــوار

وبعدّة الشّهر الحــــــرام وقد قضوا 

    بالهـدم تحت مواقع الأحجـــــــــار

هذا وربّك حسن خـاتمة متـــــــــى 

    حمل الفؤاد لصبغة الأطهــــــــــار

فالله أسأل أن يجمّــع شملهـــــــــــم    

 في جنّة الفردوس خير قــــــــرار

ويمدّ أهليهم بعـون تنقضــــــــــــي 

    منه الخطوب لأحسن الأوتــــــــار

صبر جميل في الحيــاة وبعدهـــــا    

 خير الجزاء بجنّة الأبـــــــــــــرار

 

.

قوارب الموت

قوارب الموت

 

قصيد الشعر يجمع من رفاتــي  

   وأدعيتي وحظّـي من صلاتـــي

علـــى أمم أقلّت ركـــب مــوت  

   وأفئـــــدة تقلّـــب فـــي شتـــات

وقوم يـــوم أدركهـــــم بلاهــــا   

  أرادوا العيش في سبل الممــات

فكم ركبـوا زوارق ذات غـــدر   

  وقـد طلبوا سرابـــا فـي فــــلاة

رأوا برقا بليل النّــاس يســري   

  فــــــأمّ القــــوم بابــــا للوفــــاة

وقد طمعوا برغد العيش يصفـو  

   فمـــا ظفــروا بفـــوز أو نجــاة

وما لاقوا بـــأرض الـــوعد إلاّ    

 رسوما ليس تغنـي من حيـــــاة

وضيما من خراب قد تــــوارى  

   بستر الزّور من قـــول البغـــاة

فكانوا بين موج البحر غرقـــى    

 وإن بلغوا ففـــي كـــفّ العصاة

يساومهم على الإيمـــان علـــج    

 ويفتنهـــم بشــيء مـــن فتـــات

يعلّمهـم خــلاق القــــوم قهــــرا  

   ودين الشّرك يبــــدل بــــالهداة

ويحملهم علـــى خلـق البغايــــا   

  ويدمجهــــم بمجتمـــع العــــراة

ويحضنهم فينتــج مـــن ذويهــم    

 فراخــا من سكــارى أو زنـــاة

ولو صبروا لكان الصّبر خيـرا    

 كــــذاك القصـــد يدرك بالأنــاة

ولكـــنّ العبـــــاد لهـــم أمــــان 

    وأحــــلام تقرّر مــــن سبــــات

فيصحو من تغــــافل فـــي منام  

   على قطع الأواصر والصّـــلات

وخسـران لديـــن بعــــد دنيــــا   

  وذل ليــــس يرفـــع بــالجنــــاة

أفيقوا يـــا بنــي الإســلام إنّــي 

    نصـوح يــوم أبلــغ بالعظــــات

وقد نظرت عيونـــي شرّ يــوم   

  يؤمّلكـــــــم فنـــــادت بالنّجــــاة

لعـــل الله يفتـــح مــــن قلـــوب    

 فتسمـع خيـــر نظم مــن بناتـي

وتعرف من شعـــاع العلم نـورا   

  وزور القـول من شــرّ الدّعــاة

 

.