بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

عقيدة التوحيد

2- عقيدة التوحيد

 
سَلِّمْ عَلَـــى القَوْمِ الَّذِينَ هُـــمُ هُـــم 
    أَهْـــلُ الدِّيَانَـــةِ وَالتُّقَــــى فَيُسَلِّمُــوا
فَأُلاءِ أَصْحَابِــي وَأَهْــــلُ وَلاَيَتِــــي  
   فَلَكَـمْ دَعَـــوْتُ لَهُمْ وَكَـــمْ أَتَرَحَّــــمُ
أَهْـــلُ الجَمَاعَةِ إِنْ سَأَلْـتَ لِحَالِهِــم    
فِي النَّاسِ إِذْ حَادُوا وَيَوْمَ تَقَسَّمُـوا
الصَّابِرِيـــنَ لأمْـــرِهِ مُــذْ أُعْلِمُـــوا   
  أَنَّ الَّــذِي كَتَــبَ الأُجُـــورَ سَيُعْظِــمُ
المُمْسِكِيـــنَ بِحَبْلـــهِ وَطَرِيقِــــــــهِ   
  وَالصَّادِعِيــنَ بِأَمْـــرِهِ مَـا حُكِّمُـــوا
تَـــوْحِيدُهُ بِالغَيْــبِ ذَاكَ دِثَارُهُــــــمْ  
   وَشِعَـــارُهُمْ وَالقَصْدُ حَيْـثُ تَيَمَّمُـوا
حَقُّ الرَّحِيمِ عَلَــى العِبَـادِ كَذَا رُوِي      
وَجَزَاؤُهُ الجَنَّــاتُ مِنْـــهُ سَتُقْسَــــمُ
عَهْدًا مِـــنَ الدَّيَّـــانِ أَلْـــزَمَ نَفْسَـــهُ  
   لاَ قَـــوْلَ أَفَّـــاكٍ لِرَبِّـــهِ يُلْـــــــــزِمُ
وَلَهُ بَرَى الثَّقَــلاَنِ ، عَنْهُ سَيُسْأَلُــوا  
   وبِـــهِ سُمُوُّ القَـــدْرِ لَيْتَكَ تُكْـــــــرَمُ
إِرْثُ الخَلِيـــلِ وَدِيــــنُ كُـــلِّ مُنَبَّــــإٍ    
وَعَلَيْـــهِ جَــاءَتْ كُتْبُ رَبِّكَ تُرْسَــمُ
مِنْهُ الحَيَـــاةُ وَفِيـهِ مَوْتُــكَ أُلْزِمَـــتْ 
    فِيـــهِ الـــوَلاَءُ كَــذَا البَرَاءُ مُحَتَّـــمُ
سَبَبُ الشَّفَاعَةِ وَالجِنَـــانُ بِهِ بَـــدَتْ  
   مَيْسُـــورَةً تُقْضَــى كَــذَاكَ وَتُسْلــمُ
قَـــدْ حَقَّقُـــوهُ لَــهُ بِأَقْسَـــامٍ غَــــدَتْ  
   قَصْــــدًا وَفِعْـلاً أَوْ مَعَـــارِفَ تُعْلَـمُ
فَالأَوَّلُ الإِخْلاَصُ صِدْقًـا فِي الدُّعَـا    
أَعْنِي العِبَادَةَ فِــي المَعَـاجِمِ تُفْهَــمُ
وَبِحَدِّهَـــا المَشْهُـــورِ تِلْكُمْ طَاعَــــةٌ  
   حُبًّـــا وَتَعْظِيمًـــا وَرَبُّكَ أَعْظَــــــمُ
خَوْفًـــا رَجَـــاءً وَالتَّوَكُّـــلُ تَــــــارَةً  
   ذَبْحًـــا وَنَذْرًا رَاكِعِيـــنَ وَصُــــوَّمُ
بَلْ كُلُّ مَا يَرْضَى العَزِيــزُ بِكَسْبِـــهِ   
  قَـــوْلاً وَفِعْـــلاً ظَـــاهِرًا أَوْ يُكْتَـــمُ
وَهُـــوَ المُـــرَادُ إِذَا نَطَقْـتَ بِأَشْهَـــدُ 
    أَنَّ الإِلَهَ هُـــوَ العَلِـــيُّ المُنْعِــــــــمُ
وَشُرُوطُهَــا تِلْــكَ الشَّهَـــادَةُ أَرْبَــعٌ 
    وَثَلاَثَـــةٌ تُتْلَـــى عَلَيْــكَ وَتُنْظَــــــمُ
عِلْـــمٌ وَإخْـــلاَصٌ يَقِينُــكَ قَــدْ تَـــلاَ   
  حُــــبٌ قَبُــــولٌ صَـــادِقٌ يَتَكَلَّـــــمُ
ثُـــمَّ انْقِيَادُكَ بَعْدَ قَــوْلِكَ قَـــدْ أَتَـــى  
   فَرْضًــــا أَكِيـدًا لاَزِمًـــا يَتَحَتَّـــــــُم
أَرْكَانُهَـــا نَفْـــيٌ وَإثْبَـــاتٌ فَــــــــلاَ   
  يَشْقَـــى المُحَقِّـقُ رُكْنَهَــا أَوْ يَنْـــدَمُ
إِذْ كُلُّ مَنْ يَلْقَــى العَلِيــمَ بِضِدِّهَـــــا  
   فَهُوَ الشَّقِـــيُّ الجَاهِلِـــيُّ المُغْــــرَمُ
فكَعَــابِدِ الأَوْثَـــانِ مَـــنْ هُوَ مِثْلُـــهُ    
 عَبَـدَ القُبُـــورَ وَبِالصُّخُــوِر مُتَيَّــــمُ
وَالمُسْتَغِيث مِـــنَ الغُيُــوبِ وَحَالُــهُ  
   كَالــرّاهبِ المَفْزُوعِ بَلْ هُوَ أَحْــزَمُ
وَكَطَامِعٍ فِـــي العَالَمِينَ وَقَدْ يَـــرَى  
   عَجْزَ الـــوَرَى عَمَّا يُبِينُ وَيُبْهِـــــمُ
وَمُغَفَّلِ يَرْجُـو الشَّفَـــاعَــةَ طَامِعًــا  
   لَكِنَّــــهُ لِشُرُوطِهَــــــا لاَ يَعْـــــــزِمُ
فَهِـــيَ الَّتِـــي لاَ تَنْبَغِــــــــي إِلاَّ إِذَا   
  رَضِيَ الخَبِيرُ عَـنِ الجَمِيـعِ فَتُغْنَــمُ
أَعْنِـــي الشَّفِيــعَ كَذَا المُشَفِّعَ ذَاَتــهُ  
   فَضْــلاً إِذَا أَذِنَ الغَنِــــيُّ الأَكْــــرَمُ
وَسُؤَالُهَا مِـــنْ غَيْـــرِهِ فَهُوَ الَّـــذِي   
  أَرْدَى القُـــرُونَ الأَوَّلِينَ فَيَحْـــــرُمُ
ثُـــمَّ التَّفَـــرُّدُ بِــالأَوَامِـــرِ ثَانِيًــــــا  
   خَلْقًــا وَمُلْكًـا وَالمُعَطِّـلُ مُرْغَـــــــمٌ
وَدَلِيـــلُ رَبِّكَ فَهْــوَ مَفْطُــورٌ كَــــذَا    
 عَقْــلٌ وَحِـــسٌ قَبْلَ ذَاكَ مُقَــــــــدَّمُ
وَالشَّـــرْعُ يُغْنِينَا فَكَمْ مِـــنْ آيَــــــةٍ  
   للهِ تُتْلَى فِـــي الكِتَـــابِ وَتُرْسـَــــمُ
وَكَذَاكَ أَوْصَـــافُ الكَرِيـــمِ فَإِنَّـــــهُ   
  يُدْعَــى الإِلَــهُ بِمَا قَضَتْهُ وَيُوسَـــمُ
مـن غَيْرِ تَفْوِيــضٍ وَغَيْـــرِ تَمَثُّـــلٍ   
  ضَـلَّ الطَّرِيقَ مُفَوِّضٌ وَمُجَسِّــــــمٌ
وَبغَيْـــرِ تَعْطِيلٍ وَفَهْـــمِ مُحَـــــرِّفٍ   
  وَبِغَيْـــرِ تَكْيِيـفٍ إِذَا مَـــا يُوهَــــــمُ
وَاحْكُــمْ بِكُفْـــرِ مُؤَوِّلٍ لَمَّـــا خَــــلاَ  
   تَأْوِيلُهُ عَـنْ وَجْـــهِ مَعْنًـــى يُعْلَــــمُ
ثُـــمَّ البَقِيَـــةُ لاَ يَشُـــكُّ بِكُفْرِهِــــــمْ 
    بَـــــرٌ تَقِـــــيٌ أَوْ بَغِـــــيٌ مُسْلِـــــمٌ
هَــــذَا وَفَصْلُ خِطَابِهِـمْ أَنْ أَلْزَمُــوا   
  إِثْبَاتَهَـــا كَالذَّاتِ نَهْجًـــا يُرْسَــــــمُ
وَالقَوْلُ فِــي بَعْضِ الصِّفَـــاتِ فَإِنَّـهُ    
كَـالقَوْلِ فِي بَــاقِي الصِّفَاتِ لَدَيْهِــمُ
أَفْعَـــالَ كَـــانَتْ بالْمَشِيئَةِ تَنْقَـــضِي 
    أَوْ وَصْفَ ذَاتٍ مُطْلَقًا لاَ يُعْـــــــدَمُ
خَبَرِيَّةً جَـاءَتْ بِمَعْنًـــى قـد مَضَــى   
  لِجَـــلاَلِ قَـدْرٍ أَوْ كَمَـــالٍ يُحْكَــــــمُ
أَسْمَاءُهُ الحُسنَى فَـــلاَ تَخْفَــى كَـــذَا  
   إِحْصَاءُهَـــــا بالعَــــدِّ لا يُتَجَشَّــــمُ
وَجَمِيعُهَــــــا مُشْتَقَّـــــةً أَلْفَاظُهَــــا  
   وَلَهَـــا دَلاَئِلُ ضِمْنَهَـــا أَوْ تَلْـــــزَمُ
فَلِذَاكَ كَــانَ الوَصْفُ أَوْسَـعَ حَيِّــزًا   
  بَلْ كَانَ في الأَخْبَارُ مَا هُوَ أَجْسَــمُ
فَهِيَ الَّتِـي فِـــي أَصْلِهَا قَدْ أُنْشِئَــتْ 
    مِنْ غَيْـــرِ نَصٍ أَوْ دَلِيــلٍ يُحْكَـــــمُ
وَتَوَسُّــعُ الجُهَّـــالِ فِي الإِخْبَارِ قَــدْ    
يُـــزْرِي بِعِقْـدِ المُسْلِمِيــنَ وَيَكْلَــــمُ
فَعَلَيْــكَ بِالأَثَـــرِ العَتِيـــقِ فإَنَّـــــــهُ    
عَمَّـــا قَلِيــــلٍ مَــا سِوَاهُ سَيُنْقَــــــمُ
ثُـــمَّ المَلاَئِكَــةُ الكِـــرَامُ فَقَــدْ أَتَـــى   
  فِـــي الذِّكْرِ أَنَّهُـــمُ عِبَـــادٌ أُلْهِمُـــوا
تَقْوَى العَظِيمِ وَفِعْلَ أَسْبَـابِ الهُــدَى 
    وَعَنِ الذُّنُوبِ جَمِيعِهَا قَدْ أُلْجِمُــــوا
وَالخَلْقُ مِنْ نُورٍ تَلأْلأَ فِـــي الدُّجَـى 
    وَلَهَـــا جَنَـــاحٌ قَدْ يُـــزَالُ وَيُعْـــدَمُ
لَمَّـــا تَشَبَّـهُ بِالرِّجَـــالِ فَقَدْ أَتَــــــى 
    جِبْرِيلُ فِــي صُـــوَرٍ لِدِحْيَةَ تُرْقَـــمُ
وَالحَـــافِظُ اخْتَـــارَ المَقِيـلَ بِأَنَّــــهَا 
    تُزْوَى فَتَخْفَـــى عِنْدَ ذَاكَ وَتُضمَـــمُ
وَالكُتْبُ تُتْلَى فِـي مَعَانِيهَـــا الهُــدَى
    رُشْـــدٌ وَخَيْـــــرٌ لِلأَنَـــامِ وَمَغْنَــــمٌ
وَجَمِيعُهَا مِنْ عِنْدِ خَـــلاَّقِ الــوَرَى   
  صِـــدْقٌ وَعَــــدْلٌ لِلْعِبَـــادِ وَأَنْعُــــمٌ
وَاعْمَلْ بِمَا شَرَعَتْ فَذَاكَ المُبْتَغَـــى  
   وَاتْلُ الكِتَـــابَ تَكُنْ أَمِيــرًا يُخْـــدَمُ
وَاللهُ أَرْسَـــلَ رُسْلَهُ بَيْنَ الــــــوَرَى  
   وَأَمَدَّهُـــمْ جِبْرِيلُ وَحْيًـــا يَعْصِــــمُ
بِهِدَايَــــةً لِلنَّـــاسِ ثُــــمَّ لِيُنْفِــــــذُوا   
  حُجَجَ الإلَهِ عَلَى العِبَـــادِ وَيُعْلِمُــوا
مَعْنَى البِشَارَةِ وَالمُـــرَادَ بِكَوْنِهِــــمْ   
  خَيْرَ العَــــوَالِمِ إِنْ لأَمْـــرٍ أَسْلَمُــوا
ثُـــمَّ النَّذَارَةُ مِنْ أَسَالِيـــبِ الـــرَّدَى  
   لِيُنِيبَ قوْمٌ عَـــنْ هُـــدَاهُ فَيُرْحَمُــوا
مِفْتَــاحُهُمْ نُـــوحٌ بِلاَ شَكٍ عَلَــــــى  
   أَنَّ المُحَمَّــــدَ لِلرِّسَــالَـــةِ يَخْتِــــــمُ
تَصْدِيقُ إِخْبَارٍ لَهُــمْ فَـــرْضٌ كَمَــا  
   أَنَّ العُقُــــولِ عَلَيْــــــهِ لاَتَتَقَـــــــدَّمُ
واللهُ يَبْعَــثُ خَلْقَـــهُ بَعْـــدَ الــــرَّدَى   
  جَسَدًا وَرُوحًا لِلحِسَـــابِ فَيَقْدُمُـــوا
غُـــرْلاً حُفَـــاةً بَـــلْ عُـــرَاةٌ كُلُّهُــم  
   فِي يَــوْمِ عَيْشٍ خَـــالِدٍ لاَ يُخْـــــرَمُ
يَـــوْمٌ يَشِيبُ الطِّفْلُ مِــنِ سَكَرَاتِـــهِ  
   وَيَشِبُّ فِي الهَوْلِ الرَّضِيعُ وَيُفْطَـــمُ
وَالأَرْضُ تُبْسَطُ كَالأَدِيمِ َفــلاَ تَــرَى 
    فَجًّـــا عَمِيقًـــا أَوْ رُبًـــا تَسْتَأْكِـــــمُ
وَالكُتْبُ تَنْشُرُ صِدْقَ أَعْمَـالُ الوَرَى 
    رُشْدًا وَبِـــرًّا قَـــدْ حَوَتْـــهُ وَمَأْثَـــمُ
فَالنَّـــارُ تَنْظُـــرُ مَـــنْ أُمِدَّ كِتَابَــــهُ   
  بِشِمَالِـــهِ خَلْفَ الظُّهُـــورِ فَتَهْجُـــمُ
والآخِذِينَ الكُتْبَ بِالأَيْمَـانِ فِـــــــي  
   دَارِ الخُلُـــودِ السَّـــرْمَدِيِّ يُنَعَّمُـــوا
ثُمَّ النِّقَـاشُ عَلَـــى الحِسَابِ فَإِنـَّـــهُ
    عَيْنُ الرَّدَى ، كَــمْ لِلْمَحَاسِنِ يَهْـدِمُ
وَالعَرْضُ خَيْرٌ لِلْعِبَادِ فَكَمْ بِــــــــــهِ 
    دَخَلَ الجِنَـــانَ أَخُ الخَطِيئَةِ يَبْسِـــمُ
وَمَوَازِنُ الأَعْمَالِ تُنْصَـبُ لِلْقَضَــــا  
   وَلَهَـــــا لِسَـــانٌ وَالشِّفَـــاهُ تَكَلَّــــمُ
وَكَذَا القِصَـاصُ فَعِنْدَ رَبِّكَ يُقْتَضَـى   
  بِالقِسْــطِ لِلْمَظْلُـــومِ مِمَّــنْ يَظْلِـــمُ
وَالجِسْرُ يُنْصَبُ بِالجَحِيـمِ تجُــوزُهُ    
أَهْــلُ الَمَكـــارِمِ كَالبُـرُوقِ تُجَــرْذِمُ
وَالفَاسِقُ المَحْـرُومُ يَسْقُـــطُ مَتْنُـــهُ 
    فِــي قَعْرِ نَـارٍ بِالحِجَـــارَةِ تُضْــرَمُ
وَجِنَانُ رَبِّي كَمْ حَوَتْ مِـنْ نِعْمَــــةٍ   
  بَـــلْ إِنَّهَـــا لِلْخَيِّـــرَاتِ الجُرْثُــــــمُ
فِيهَا مِنَ الحُورِ الحِسَـانِ كَوَاعِـــبٌ   
  مَقْصُــورَةٌ وَالقَلْـبُ فِيـــكَ مُتَيَّـــــمُ
فِيهَـــا الفَوَاكِهُ قَــدْ دَنَتْ لِقِطَافِهَــــا 
    مِنْ غَيْرِ جُهْدٍ فِي الأَسِــرَّةِ تُقْضَــمُ
أَنْهَارُ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّـى سُخِّـــرَتْ   
  بِالخَمْرِ قَدْ ثَــجَّ الغَدِيـــرُ البَجْــــوَمُ
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا الحَرِيــــرُ مُرَصَّعًـــا   
  بِـالدُّرِّ وَاليَـــاقُوتِ نِعْـــمَ الهِنْـــــدَمُ
وَغِرَاسُهَـا التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيـُـــل وَالــ    
حَمْدُ المُسَبَّــحُ كَـــانَ ذَاكَ البُرْعُـــمُ
وَمَنَازِلٌ فِيهَــــا الـــلآلِئُ وَالثَّــــرَى 
    مِسْكٌ يَفُــــوحُ وَزَعْفَــــرَانٌ يَخْتِـــمُ
خُدَّامُهُمْ فِيهَـــا الغُـــلاَمُ إِذَا قَضَـــى  
   قَبْلَ البُلُوغِ ابْــــنُ الكِـرَامِ المُسْلِــــمُ
وَالنَّـــارُ تَأْتِــى الكَافِرِينَ يَسُوقُهَــــا   
  غِلَـــظٌ شِـــدَادٌ بِالأَزِمَّـــةِ تُخْطَـــــمُ
وَالنَّـاسُ فِــــي دَارٍ تَظُـــمُّ نَزِيلَهَــــا 
    فَتُدَكُّ فِي الضِّيقِ الضُّلُوعُ وَتُحْطَــمُ
فِيهَـــا العَذَابُ السَّرْمَدِيُّ مُضَاعَفًـــا   
  لاَ خَيْرَ يَـرْجُـو مَـــنْ صَلَتْهُ جَهَنَّـــمُ
وَشَرَابُهُمْ فِيهَـا الحَمِيــــمُ يَغُصُّهُــــمْ  
   وَطَعَامُهُـمْ قَيْـــــحٌ فَبِئْـسَ المَطْعَـــمُ
وَلِبَاسُهُــمْ قَطِــرَانُ يَغْشَــى جِلْدَهُــمْ    
وَلَهِيــــبُ نَــــارِ لِلْجُلُــودِ مُسَـــــوَّمُ
وَنَعِيمُنَـــا فِـــي القَبْـرِ حَــقٌّ مِثْلَمَـــا    
فِيـــهِ العَـذَابُ وَإِنْ نَفَـــاهُ المُجْـــرِمُ
وَشَرَائِـــطُ المِيعَـــادِ تَسْبِــقُ يَوْمَـــهُ 
    وَبِوَقْعِهَـــا قَبْـــلَ القِيَــــامَةِ يُجْـــزَمُ
وَبِحَظِّـــكَ المَقْـــدُورِ أَيْقِـنْ فَالَّـــذِي  
   خَلَقَ الوَرَى يُمْضِي القَضَاءَ وَيُحْكِمُ
وَبِعِلْمِهِ المَاضِي وَمَـا يَخْفَى وَمَـــــا   
  تَأْتِي السِّنُونُ وَمَـــا بِنَفْسِكَ تَكْـتُــــمُ
وَالكُلُّ فِـــي أُمِّ الكِتَـــابِ مُسَطَّـــــرٌ 
    قَبْلَ الوُجُودِ فَـــلاَ يَفُـــوتُ المُبْـــرَمُ
وَجَمِيعُ مَـــا تَبْغِــي فَـــإِنَّ وُقُوعَــهُ  
   بِيَدِ العَلِيِّ مَتَــى يَشَـــاءُ وَيَعْــــــزِمُ
وَالفِعْـــلُ خَلْــــقٌ لِلْقَدِيـــــرِ وَإِنَّــــهُ   
  صُنْـعُ العَبِيدِ وَكَسْبُهُــمْ إِذْ أَقْدَمُــوا
إِيمَانُنَـــا المَعْقُـــودُ يَنْقُــصُ تـَـــارَةً  
   وَيَزِيــدُ طَوْرًا إِنْ أَطَعْــتَ وَيَعْظُــمُ
وَالقَـــوْلُ رُكْـــنٌ وَالفِعَـــالُ فَإِنَّهَــــا  
   أُخْــتُ اليَقِيــنِ بِذَاكَ قَــــالَ الدَّيْلَــمُ
وَالمُرْجِـئُ الأَفّـــاكُ يَزْعُـــمُ أَنَّهَــــا  
   عَبَثًا تُرَامُ وَفِـــي المَــوَازِنِ تُعْـــدَمُ
وَالفَــــاسِقُ المِلِّــيُّ فَاحْكُـــمْ أَنَّــــــهُ  
   يَرِدُ الجَحِيمَ وَفِـي الخِتَامِ سَيُرْحَـــمُ
وَلَقَدْ يُكَفِّــرُ جُرْمَـــهُ عَمَــلٌ مَضَــى   
  إِنَّ الفَضِيــــلَةَ لِلرَّذَائِــــلِ تَهْــــــدِمُ
وَالعَفْــوُ مَرْجُــوٌّ فَرَبُّـــكَ قَدْ قَضَــى   
  أَنَّ العِقَـــــابَ عَلَيْــــهِ لاَ يَتَقَــــــدَّمُ
وَالخَارِجِــيُّ بِضِدِّ ذَلِــــكَ قَـــدْ رَأَى    
سَبْقَ العَذَابِ كَـــأَنَّ رَبَّـــهُ يَأْضِــمُ
وَالوَعْـــدُ يَلْزَمُ وَالوَعِيــدُ فَـــذَاكَ لاَ 
    يُرْجَى سِــوَاهُ لِمَنْ عَـــلاَهُ المَأْثَـــمُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَـــى النَّبِيِّ المُصْطَفَـى  
   مَـــا دَامَ رَبُّـــكَ بِالهِدَايَــــةِ يُلْهِــــمُ
وَالآلِ وَالصَّحْــبِ الكِــــرَامِ فَإِنَّنَــــا  
   نُبْدِي الثَّنَاءَ عَلَى الجَمِيعِ وَنُكْــــرِمُ
وَسَـــلاَمُ رَبِّــــي لِلأَحِبَّــــةِ مِثْلَمَــــا 
    بُـــدِئَ الكَـــلاَمُ فَبِالسَّــلاَمِ سَيُخْتَـــمُ
 
 
 

المشاركات الشائعة