بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

وهج الأعاصير على رؤوس إخوان القردة والخنازير

12- وهج الأعاصير
على
رؤوس إخوان القردة والخنازير([1])


 
اللهُ أَكْبَـــرُ إِنْ ضَـــاقَتْ بِنَـــا السُّبُــــلُ 
    وَاللهُ أَعْظَـــمُ لاَ يُجْـــرَى بِــــهِ المَثَــلُ
واللهُ يَنْصُـــرُ مَـــنْ ذَلَّـــتْ عَشِيرَتُـــهُ   
  وَاللهُ قَـــاصِــمُ مَــنْ دَانَـتْ لَـــهُ الـدُّوَلُ
وَاللهُ يُنْجِـــي مَتَــى ضَـــاقَتْ حَبَائِلُهَـا    
وَاللهُ يَعْصِــمُ لَوْ جَـــارَتْ بِنَـــا المِلَـــلُ
وَاللهُ يَحْفَظُنَـــا مِـــنْ ظُلْــــمِ أَنْفُسِنَــــا   
  وَاللهُ يَسْتُرُنَــــا مَــــا نَابَنَـــــا الزَّلَــــلُ
وَاللهُ يَرْزُقُنَــــــا رَغَـــــدًا فَيَكْفلُنَــــــــا  
   وَاللهُ يُلْبِسُنَـــا مِـــــنْ خَيْرِهَــا الحُلَـــلُ
وَاللهُ يُسْكِنُنَــــــا رَحْبًــــــا نُعَمِّــــــــرُهُ    
وَاللهُ يُنْزِلُنَــــا يَــــــا حَبَّــذَا النُّـــــــزُلُ
وَاللهُ غَايَتُنــــــا فِيهَـــــــا وَمَقْصِدُنَــــا  
   وَاللهُ يَغْمُرُنُـــــا مِـــنْ جَنْبِـــهِ الأَمَــــلُ
وَاللهُ كَــافِلُنَـــــــــا وَالمُؤْمِنِيـــــــنَ إِذًا  
   وَاللهُ أَكْبَــــرُ أَمَّــــا بَعْــدُ يَــــا جُعَـــــلُ
يَا أَحْقَرَ الخَلْقِ مَــالِي مَـــا أَقُولُ لَكُــمْ  
   إِلا الهِجَــــاءَ فَمَــــا فِيكُمْ لَنَـــا أَمَـــــلُ
إِنِّــــي لَرَافِعُكُــــمْ إِذْ قُمْــتُ أَشْتُمُكُــــمْ   
  فَالقُبْــحُ أَكْبَــرُ مِمَّـــا الحِبْــرُ يَحْتَمِـــلُ
وَالشِّعْـــرُ يَعْجَزُ أَنْ يُبْــدِي مَخَازِيَكــمْ  
   وَالحَرْفُ يَذْهَــلُ وَالآهَــاتُ وَالجُمــــلُ
أَدْنَيْـتُ كَفِّــــي إِلَـــى حُــشٍّ أُطَاوِلُــــهُ  
   وَلَيْتَهَـــا قَصُــــرَتْ إِذَ أَمَّهَــا العَجَــــلُ
قَدْ نَالَــــك َالحَظُّ بِـــــالأَقْـلامِ أُرْسِلُهَــا  
   فَـافْــرَحْ بِقَوْلِـــيَ يَامَــنْ هَمَّهُ الزَّجَــلُ
أَبُو الحُرُوفِ قَضَى مِنْ جُودِ صَاحِبِهَا   
  بِـالخَــطِّ صَـــارِمُهُ وَالقَـــوْلُ يَشْتَعِـــلُ
قَوَاصِمُ الظَّهْـرِ عِنْدِي لَــوْ بَعَثْـتُ بِهَـا  
   إِلَيْكُـــمُ لَفَغَتْ مِـــنْ رِيحِهَـــا السُّبُــــلُ
فَـاسْمَـعْ لِـــذِي كَلِـــمٍ إِنْ قَــالَ أَنْفَـــذَهُ  
   أَوْ إِنْ تَغَــــافَلَ يَوْمًـــا فَــاتَــهُ الزَّلَــلُ
يَا شَامِتِينَ وَمَــا نُصْغِــي لَكُــمْ أُذُنًــــا   
  وَنَــاعِقِينَ بِصَــرْحٍ مَـــا لَــهُ عَـــــذَلُ
لاَ تَحْسَبُــوا رَسْمَكُـــمْ سَفَهًـــا يُعَيِّرُنَـا  
   إِذْ غَــايَةُ الكَلْبِ نَبْـــحٌ يَـــوْمَ نَرْتَحِــلُ
سَـــارَتْ قَوَافِلُنَـــــا بِالخَيْـــرِ مُثْقَلَــــةً  
   وَمَــا نَظَرْنَـــا عَوِيـلاً تُجْـــرِهِ الثَّكَـــلُ
لاَ نَــالَكَ الفَـــأْلُ فِـــي دُنْيًـــا تُأَمِّلُهَـــا  
   وَلاَ الأَخِيرَةَ تَرْجُـــو إِنْ عَفَـى الطَّلَــلُ
لاَ شَـــيْءَ إِلاّ جِمَـــارًا حَـــرَّ حَامِلُهَــا   
  فِــي صَدْرِ ذِي مَرَضٍ بِالحِقَدِ يَشْتعِــلَ
فَكَــمْ تُحَمِّـــلُ قلبًـــا مِـــنْ تَحَاسُدِنَــــا   
  مَـــــا لَيْــسَ يَحْمِلُهــا قِـــدْر فَيَحْتَمِــلُ
يَــزْدَادُ حِقْـدُكَ إِنْ جَــاهَرْتَ تُظْهِــــرُهُ   
  وَلَيْـــسَ تَنْفَـــــعُ إِنْ أَخْفَيْتَـــهُ الحِيَــلُ
مُصِيبَـــةُ الغِـــلِّ دَاءٌ لاَ شِفَــــاءَ لَــــهُ   
  مَا الهَمُّ مَا الضُرُّ مَا الأَوْجَاعُ مَا العِلَلُ
لاَ يُغْرِيَنَّكَ غَمْـــرٌ مِـــنْ بَنِــي وَطَنِــي   
  سَبَتْـــهُ جَارِيَـــةٌ أَوْ هَالَـــهُ الغَـــــــزَلُ
أَوْ غَـــرَّهُ وَهَـــجٌ بِالـــدّارِ إِذْ بَرَقَــــتْ  
   فِـــي حَيِّكُمْ سُـــرَجٌ بِالكِذْبِ تَشْتَعِـــــلُ
يَوْمَ المَعَادِ فَمَـا للشَّمْسِ مِـــنْ وَهَـــجٍ   
  فَــــلا سَبَــــاكَ إِذًا بَــــدْرٌ وَلا زُحَــــلُ
خُبِّرْتَ أَنَّ الخَنَــا وَالفِسْـــقَ أَعْجَزَنَــا  
   كَلاَّ وَرَبِّـــي فِيــنَــا الخَيْـــرُ وَالأمَــــلُ
وَمِــــنْ شَبِيبَتِنَـــا لَيْــــثٌ وَقَسْـــــوَرَةٌ  
   وَمِــــنْ شَبِيبَتِنَــــا جَلْدٌ بِهَــــا بَطَـــــلُ
وَمِــنْ بَنِي وَطَنِي شِيـــبٍ إِذَا عَزَمُــوا  
  عَلَــــى العَظَــــائِمِ لاَ تُثْنِيهِـــمُ العِلَــــلُ
فَاصْبِرْ وَصَبْرُكَ لَنْ يُفْضِــي إِلَى فَـرَجٍ    
عَلَيْكَ وَالصّبْـرُ يُعْطِي دُونَمَـــا يَسَـــلُ
وَرَحْمَـةُ اللهِ تَجْــرِى فَــوْقَ مَـا سُئِلَـتْ    
وَدُونَــكَ البَطْـــشُ لِلرَّحْمَـــنِ يَبْتَهِـــلُ
غَـــرَّ المُخَنَّـثَ أَنْ دَارَ الزَّمَـــانُ بِنَــــا    
وَذِي الدَّوَائِــرُ تَرْسُـــو ثُــــمَّ تَنْتَقِــــلُ
لاقَيْتَ فِـي الحَرْبِ نِسْوَانًـــا مُنَعَّمَـــــةً 
    فَقَلَّدَتْـكَ سِـــوَارَ الأُسْــدِ يَـــا وَعِـــــلُ
إِحْسَانُنَــــا الظّـــنَّ أَعْطَاكُـــمْ أَمَانَكُـــمُ    
وَرَأْيُنَا الغِـــرُّ مَـــنْ خَـــلاّكَ تَرْتَجِــــلُ
إِفْتَحْ عُيُونُكَ مِنْ نَـــوْمٍ وَمِـــنْ سَكَـــرٍ   
  وَاضْرِبْ بِرَأْسِكَ إِنْ أَغْفَى بِكَ الوَهَـلُ
أَفِــــقْ لِنَفْسِـــكَ يَـــا نَوْمَـــانُ إِنَّ لَنَــا   
  مِنْ بَعْدِ مَوْتَتِنَـــا أَمْـــرًا بِهَـــا جَلَــــلُ
نَصْحُوا فَيَحْسَبُنَا مَــــنْ كَـــانَ قَاتِلَنَـــا    
أَنّـا العَفَارِيتُ تَحْيَــــا يَــــوْمَ تَقْتَتِـــــلُ
دَاءٌ أَضِيفَ لَــــهُ بُــــرْءٌ فَعَالَجَـــــــــهُ 
    وَاللَّيْثُ يَسْقُــطُ حِينًــــا ثُــــمَّ يَعْتَــــدِلُ
تَهَـــالَكَ النَّـــاسُ مُذْ مُــدَّتْ لَكُـــمْ دُوْلٌ  
   وَالخَيْرُ يَخْمَـدُ وَالإحْسَــــانُ وَالنِّحَـــلُ
أَهْلَكْـــتَ بِالظّلْـــمِ أَرْوَاحًــــا وَأَفْئِــــدَةً   
  فَالرُّعْبُ قَائِدُكُمْ وَالخَــــوْفُ وَالوَجَـــلُ
كُلُّ الخُلاَئِــقِ تُجْـــرِي نَحْوَكُـــمْ مُقَــلاً    
بِالغِلِّ شَاخِصَةٌ فِـــي وَقْعِهَـــا خَطَــــلُ
لَـمْ يُخْرِجِ الدَّهْرُ يَوْمًــا مِــنْ مَنَازِلِكُــمْ    
مَـــا يَنْفَعُ البُهْـمَ أَوْ يَحْيَـــا بِهِ الأسَــلُ
رُمْـــتَ العُلُوَّ وَأَعْيَـــاكَ الطّرِيــقُ بِـــهِ  
   فَاخْتَرْتَ لِلنَّفْسِ دَرْبًا مَـــا بِـــهِ قَفَــــلُ
وَقَــائِدٌ لِحُتُـــوفِ الدَّهْــــرِ يَدْفَعُكُـــــــمْ   
  فِي وَعْدِهِ الخِزْيُ وَالخُسْرَانُ يَشْتَمِــلُ
قَــدْ بَلَّغَتْـكَ بِنَـــا الأقْــدَارُ مَـــا بَلَغَـــتْ  
   بِالظُّلْمِ وَالجُــورِ مَوْصُولاً بِهِ الأَمَــــلُ
لاَ زَادَكَ اللهُ يَوْمًـــــا أَنْــــتَ فَارِسُـــــهُ  
   بَلْ لا عَـــزَاءَ إِذًا مَـــا أَمَّكَ الأَجَـــــــلُ
كَأَنَّمَــــــا ثَمِلَـــتْ بِالــــرَّاحِ أَنْفُسُكُـــــمْ  
   وَهَلْ يُفِيقُ إِذًا مَــــنْ غَيِّهِ الثّمِـــــــــلُ
فَــاقْرَأْ تَوَارِيـــخَ مَـــنْ يَهْجُـو سَفِينَتَنَـا   
  وَانْظُــــرْ مَقَاتِلَهَـــا هَــــاتِيكُمُ الـــدُّوَلُ
مَــا بَالُ فِرْعَوْنَ غَــابَتْ عَنْـــكَ فِتْنَتَــهُ   
  أَمْ قَدْ تَغَافَلَ عَـــنْ رَسْمٍ لَــــهُ المُقَــــلُ
وَقَوْمُ نُوحٍ عَـــلا الطُّوفَـــانُ قَرْيَتَهُــــمْ  
   فَأُغْرِقَ السَّهْلُ بَلْ قَدْ أُغْـــرِقَ الجَبَــلُ
وَدَارُ صَالِحَ فَـــاقْرَأْ عَـــنْ مَــآثِرِهَـــــا  
   ثُمَّ اطْلُبِ الأَمْنَ إِنْ أَزْرَى بِكَ الوَجَـــلُ
وَأَهْـــلُ مَدْيَـــنَ والأحْقَـــافَ تَعْرِفُهُـــمْ 
    أَهْلُ التَّوَارِيخِ فَاسْـــأَلْ كَيْفَمَـا الأجَـــلُ
قَدْ كَان كِسْرَى ابْنُ شَرْوَانٍ لَكُمْ مَثَـــلاً   
  وَقَيْصَـــــرُ الرُّومِ ذِي سَادَاتُـــكَ الأُوَلُ
أَجْــــرَى الإِلَـــهُ لَهَـــا ذِكْرًا وَأَمْهَلَهَـــا  
   وَأَرْسَلَ الرُّسْلَ فِي أَعْقَابِهَـــا الرُّسُــلُ
حَتَّـــى تَصَدَّرَ أَشْقَـــى القَوْمِ مِحْنَتَهَـــا  
   فَجَـــــاءَ رَبُّـــــكَ بِالوَيْــلاتِ تَنْهَمِــــلُ
وَالحَمْـــدُ للهِ هَادِينَـــــا وَمُرْشِدِنَــــــــا   
  وَالحمْـــدُ للهِ أنْ بَـــانَتْ لَنَـــا السّبُـــلُ
وَالحَمْــدُ للهِ مَــــا بَـــاتَتْ ضَمَائِرُنَـــــا  
   للمَنْهَـــجِ الحَـــقِّ والإيمَـــانِ تَحْتَفِـــلُ
وَالحَمْــدُ للهِ أَنْ صَــــارَتْ جَوَارِحُنَــــا  
   مِنْ نِعْمَـــةِ الـــرَّبِّ للإسْـــلامِ تَمْتَثِـــلُ
وَالحَمْدُ للهِ عَــنْ دِيـــنٍ وَعَـــنْ وَطَــنٍ  
   لَـــوْلا الرَّحِيمُ لَمَـــا أَغْنَاهُمَـــا عَمَـــلُ
وَالحَمْـــدُ للهِ أنْ صَـــارَتْ أَرَاذِلُكُـــــــمْ  
   أَعْدَاءَ دِينِي فَمَـــا مِنْكُمْ لَنَــا مَثَـــــــلُ
وَالحَمْـــدُ للهِ أَنْ أبْغَضْتُمُـــوهُ فَمَــــــــا     
حُـــبُّ الخَنَازِيرِ فَخْـــرٌ حِينَ يُبْتَـــــذَلُ
وَالحَمْـــــدُ للهِ أَنْ حَارَبْتُمُـــوهُ لِكَــــــيْ    
يَبْدُوا لِذِي خَلَلٍ مِــــنْ نَفْسِـــهِ الخَلَـلُ
والحَمْــدُ للهِ إِذْ أَجْــــرَى لَكُــمْ قَلَمِـــــي   
  وَالحَمْدُ للهِ أنْ أَخْــــزَاكَ يَـــا جُعَـــــلُ
 
 
 
 




([1]) قصيدة كتبتها تعقيبا على حادثة الرسوم المسيئة لنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ، والتي نشرت على فترات متباعدة وفي أمكنة مختلفة من البلاد الاوروبية .

المشاركات الشائعة