بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

جنان

9- جنان


 
أَيَــا صَاحِبَـــيَّ أَلاَ فَاجْلِـسُــوا 
    فَقَدْ حَانَ مِنْ سَيْرِنَا المَجْلِسُ
فَمَا الجِدُّ يُبْلُــغُ مِــنْ سَعْيِـــنَا    
لِغَيْرِ القُبُــورِ بِهَـــا نُحْبَـــسُ
أَمَهْــلاً رُوَيْدًا فَمَـــا مُسْـــرِعٌ   
  يَــــرُدُّ المَقَادِيـــرَ إِذْ تُلْبَـــسُ
وَسَمْعًا كَلاَمًـــا إِذَا يَرْتَضـــِي    
فَصِيحَ الَكلاَمِ أَخِـي المُـْؤِنسُ
وَشِعْـرٌ يُبَدَّى بِــهِ مَـــا خَفَـــا 
    بِدَارِ الجِنَـــانِ أَيَـــا مُبْلِــــسُ
شَهِيُّ الطَّعَـــامِ تَــلاَهُ ارْتِـــوَا    
وَسَرَّ العُيُونَ بِهَـــا المَلْبَــسُ
وَنهْرُ الخُمُورِ بِهَـــا أُجْرِيَـتْ  
   وَمِنْهَــا أُمِدَّتْ لَنَــا الأَكْـــؤُسُ
وَأُخرْىَ تُفِيضُ الّذِي قَدْ صَفَا  
   مِــنَ الشَّهْدِ يَبْتَاعُـهُ المُفْلِـسُ
سِوَاهَا لِمَــاءِ العُيُــونِ الّـذِي  
   تُضَاءُ إِذَا مَا جَرَى الأَشْمُـسُ
قِطَافُ الثّمَــارِ بِهَـــا قَدْ دَنَــا    
يَنَالُهُ فِي حِجْـرِهِ اللأَقْعَـــــسُ
لَهُ فِيـهِ مَاطَــابَ مِمَّــا زَكَــى   
  مِنَ الطِّيبِ يَزْدَانُهُ المِعْطَــسُ
دَوَامُ النَّهَـــارِ بِهَــا وَالضِّيَــا  
   بِمَـرِّ الزَّمَـــاِن فَـــلاَ يَغْلِـــسُ
وَكُلُّ الجَمَالِ وَكُلُّ الرِّضـَـــى  
   وَكُلُّ الّذِي بِالحِجَـــا يَهْجِــسُ
يَنَالُ الفَتَى مِنْ رُبَاهَا الوَفَـــا  
   فَلاَ ضَيْمَ فِي الدَّارِ أَوْ يَبْـأَسُ
وَذِكْرُ الجَمَالِ فَمَنْ غَيْـرُهـَــا   
 يَزِينُ السَّمَاعَ مَتَــى يُهْمَــسُ
فَلا الأُذْنُ تَشْبَعُ مِنْ ذِكْرِهَـــا   
  وَلاَ الوَقْتُ عَـنْ مِثْلِهَا يَنْفَـسُ
وَلاَ القَوْلُ يُدْرِكُ مِنْ وَصْفِهَا  
   وَلاَ الوَجْهُ فِي بَابِهَــا يَعْبــسُ
أَحُور العُيُــونِ فَمَــنْ مِثْلُهَــا   
  تَوَاضَعَ فِي حِجْرِهَا النَّرْجِسُ
وَلاَنَ الشَّدِيـــدُ لَهَـــا مُخْبِتًــا   
  وَذَلَّ حَيَــــاءً لَهَـــا السُّنْــدُسُ
وَسَاوَتْ بِنُورٍ لَهَـــا أَشْمُسًــا  
   وَفَاقَ الحَرِيرَ بِهَـــا المَلْمَـسُ
وَمَاءُ العُيُونِ غَـــدَى رَاكِــدًا   
  لِذِكْرِ الشِّفَـــاهِ بِهَـــا تُلْحَـــسُ
عَرُوسُ المُوَحِّدِ سِــرُّ النَّقَــا  
   وَرَمْــزُ الطَّهَــارَةِ لاَ تَنْجَـــسُ
وَرِيحُ العَبِيرِ أَفَـــاحَتْ شَـذًى   
  كَمِسْكِ التُّرَابِ الّذِي تَرْفُــــسُ
وَصَوْتُ كَعَزْفِ الرَّبَــــابِ إِذَا   
  صَدَاهُ بِسَمْعِ الفَتَــى يَجْــرسُ
رَبِيبَةُ حُسْنٍ عَلاَهَـــا الصَّفَـا   
  صَفَاءُ السَّمَـــاءِ فَهَــلْ تَدْنَـسُ
تَقُـــومُ لِـــزَوْجِ تَـــأَذَّى فَيَـــا  
   قِيَــــامَ الأُسُــــودِ إِذَا تَفْــرِسُ
تَقُـــولُ دَعِيـــهِ وَشَأْنًـــا لَــهُ    
فَذَا بَعْلُنَـــا فِـــي غَدٍ نُعْـــرِسُ
يَرُومُ الفَتَى وَصْلَهَـــا زَاهِيًـا   
  بِمَــدِّ اللِّسَــانِ فَـــلاَ يَخْـــرسُ
وَيَلَقى الأَمَانِيَّ حَـــالَ البِـــدَا   
  وَحَـالَ الوَفَـــاءِ غَـــدًا يُعْكَـسُ
إِذَا الفِعْلُ أَفْضَى لِغَيْرِ الّـــذِي  
   حَكَى القَوْلُ مِنْــهُ فَقَدْ يُنْـكَسُ
حَـذَارِ حَـذَارِ أَيَـــا صَاحِبِـــي  
   حَذَارِ مِنَ النَّــارِ لَـــوْ تُقْبَــسُ
فَمَا كُلُّ خَيْرٍ تَرَى يُـــرتَجَــى 
    كَذَاكَ الزُّهُورُ الّتِي نَغْـــــرِسُ
تَفُـــوحُ وَتَنْمُـــو إِلَــى مُـــدَّةٍ   
  وَنَنْظُرُ مِنْهَـــا مَتَـــى تَيْبَــسُ
فَحِرْصًا وَجُهْدًا أَلاَ يَــا فَتَــى    
دَوَامُ النَّعِيـــــمِ إِذَا يُحْـــــرَسُ





المشاركات الشائعة