بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

خاتمة

خاتمة 

.


هَــــذَا وَقَـــدْ تَـــمَّ القَصِيـــدُ مُنَوّنًـــــا   
  أَلْفِيَّـــــةً رُسِمَـــتْ بِخَيْــــرِ مَعَـــــانِ
كَالدُّرِّ مَا نُظِــرَتْ وَأَجْمَـــلُ مَطْلَعًــــــا   
  مِنْ خَــالِصِ اليَـــاقُوتِ وَالمَرْجَـــانِ
تُدْنِــي لِذِي الأفْهَــامِ حَــالَ المُفْتَــرِى   
  وَتُقَــــــــرِّبُ الإسْـــــلامَ بِالأَذْهَــــانِ
تَنْفِــي خَبِيـثَ القَــوْلِ عَــنْ إِسْلامِنَـــا 
    كَالنَّــارِ تُظْهِــرُ خَـــالِصَ الأَثْمَـــــانِ
وَتُعِيدُ صَقـْلَ حُلِيِّهَــــا فَتَزِيـــدُ مِـــــنْ  
   وَهْجِ الزُّمُــــرُّدِ فِيــــهِ والمُرْجَـــــانِ
وَتَرُدُّ نَظْــمَ التِّبْــــرِ فِــــي أَسْلاكِهَــــا   
  بَعْــــدَ انْفِـــــرَاطِ السِّــلْكِ بِالعِقْيَـــانِ
وَتُنِيــــــرُ للنُّسَّــــاكِ نَهْــــجَ مُحَمَّــــدٍ   
  وَتَــرُدُّ أَهْـــــلَ الـــــرَّأْيِ للبُرْهَــــانِ
تُخْزِي بِحُسْنِ صَنِيعِهَـــا أَعْدَاءَ مَـــنْ   
  تَبِـــــعَ الرَّسُــــــولَ وَلاذَ بِالقُـــــرْآنِ
نَزَلَتْ عَلَى أَهْلِ الهَـــوَى كَالبَرْقِ بَــلْ   
  كَالرَّعْــــدِ أَوْ كَعَوَاصِــفِ النِّيـــــرَانِ
تَجْتَثُّ مَا زَرَعُوا مِنَ الأَشْــوَاكِ فِـــي  
   حَرْثِ الهُــدَى وَمَـــزَارِعِ الإحْسَـــانِ
وَتُنِيطُ ثَمْـــرَ السُّــوءِ مِـــنْ أَكْمَامِهَــا  
   وَتَــــــرُدُّ كَيْـــدَ الشَّـــرِّ بِالشَّيْطَــــانِ
وَتُعِيــدُ لِلأَثَـــــرِ العَتِيـــــقِ بَرِيقَــــــهُ    
وَتَقُـصُّ وَصْــفَ السُّــوءِ بِالحدثَــانِ
أَجْرَتْ عَلَى السُّنِّــيِّ  بَـرْدَ المَاءِ فِــي 
    ذَا الحَرِّ تَــرْوِي حُرْقَــــةَ الأشْجَـــانِ
وَتُنَـاصِرُ المَظْلُومَ فِي يَـــوْمِ الوَغَـــى
     مِـنْ كَيْدِ أَهْـــلِ الشَّـــرِّ وَالعِصْيَــــانِ
وَتُنِيرُ مِنْ لَيْــــلِ العُصَـــاةِ طَلاسِمًــــا  
   وَتَفُــــكُّ سِحْـــــرَ الغَـــيِّ بِالإنْسَـــانِ
وَتُمَيِّـــزُ الحَـــــقَّ المُبِيـــــنَ بِأَنْفُـــسٍ  
   غُلِبَتْ عَلَــــى التّقْلِيـــــدِ كَالعُمْيَـــــانِ
هِيَ لِلمُخَـــالِفِ غُصَّــــةٌ بِالحَلْـــقِ أَوْ   
  رُمْـــحٌ يُمَــــزِّقُ لُحْمَـــــةَ الأبْـــــدَانِ
هِيَ دُرَّةٌ هِيَ حَرْبَــــةٌ هِــــيَ شَوْكَـــةٌ   
  فِـي نَحْـــرِ كُــــلِّ مُنَافِـــــقٍ فَتَّـــــانِ
هِـــيَ تِرْسُ كُلِّ مُوَحِّدٍ فِـــي حَرِّهَـــــا  
   وَسِهَــامُ جَيْــشِ الحَــــقِّ وَالفُرْقَـــانِ
وَدَلِيلُ مَــــنْ طَلَبَ الطّـــرِيقَ لِسُنَّــــةٍ   
  قَــــدْ غُيِّبَــــتْ بِغِشَــــاوَةِ البُهْتَـــــانِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِــــــيِّ وَحِزْبِــــــهِ    
مَا غَـــرَّدَ الأَطْيَــــــارُ بِالأَفْنَــــــــــانِ
وَالآلِ وَالأَصْحَــــــابِ مَعْ أَتْبَاعِهِـــــمْ  
   عَدَّ الحَصَى فِي سَــــــافِلِ الوِدْيَــــانِ
فَخِيَــارُ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّــدٍ 
    أَهْـــلُ التّقَــــى وَالعِلْــــمِ وَالعِرْفَــــانِ
وَشَرِيــفُ أَنْسَـــابِ العِبَـــــادِ فَآلُـــــهُ 
    نَسْـلُ النَّبِـــــيِّ وَعَتْـــــرَةُ العَدْنَانِـــي
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَــــا تَبِــــعَ الــــوَرَى  
   نُورًا سَرَى مِـــنْ هَدْيِـــهِ الرَّبَّـــــانِي
فَهُوَ الّذِي سَاقَ الدُّنَـــا مِـــنْ جَهْلِهَــا   
  بِهِدَايَـــــــةِ الإرْشَـــــــادِ والتِّبْيَـــــانِ
وَهُوَ الدَّلِيـــلُ إِلَــــى السَّــدَادِ بِتِيهِهَـا  
   وَسَبِيلُهَــــــــا لِعِبَــــــادَةِ الرَّحْمَــــــنِ
هُوَ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ فِــــي أَرْجَائِهَـــــا 
    مِنْ كُلِّ إِنْسٍ فِـي الـــوَرَى أَوْ جَـــانِ
رَأْسُ البَرِيَّـــةِ مَـــا تَفَـــاخَرَ بَذْرُهَــــا   
  بِعَظَـــــائِمِ المَعْــــرُوفِ والإحْسَــــانِ
وَنَبِيلُهَـــا مَـــــا إِنْ تَنَــــافَسَ أَهْلُهَـــا  
   لِكَرَائِــــــمِ الأنْسَـــــابِ وَالوِلَــــــدَانِ
بَحْرُ العُلُومِ وَمَنْبَـــعُ الأخْـــلاقِ مَــــنْ  
   أَثْنَـــــــى عَلَيْـــــــهِ اللهُ بِالقُــــــــرْآنِ
مَـــنْ جَاءَنَـــــا بِالبَيِّنَـــاتِ يَسُوقُنَـــــا  
   لِمَنَـــازِلِ الأبْــــرَارِ خَيْـــرِ جِنَـــــــانِ
وَشَفِيعُنَا يَــوْمَ القِيَــــامَةِ مِـــنْ لَظَـــى   
  مِــنْ بَعْـــــدِ إِذْنِ اللهِ ذِي السُّلْطَــــانِ
وَمُقَــــــدَّمُ النَّسَمَـــاتِ للجَنَّـــــــاتِ ذَا   
  يُعْطَـى الوَسِيلَةَ وَالمَقَــــامَ الدَّانِـــــي
وَبِحَوْضِهِ يُسْقَى المُــــــوَحِّدُ شَرْبَــــةً
     تُغْنِيـهِ عَنْ شُـــرْبٍ مَــدَى الأزْمَـــانِ
وَكَذَا السَّلامُ عَلَيْهِ مَــــا طَلَعَتْ بِنَـــــا  
   شَمْسُ الصَّبَــــاحِ تُنِيـــرُ للأكْـــــوَانِ
أَوْ أَشْرَقَ البَـــــدْرُ البَهِـــــيُّ بِلَيْلِهَـــا   
  مُتَلألِئَـــــا بِمَشِيئَـــــــةِ الدَّيَّــــــــــانِ
ثُمَّ اعْتِـــذَارِي عَــــنْ رَدِيءِ مَقَالَتِــي   
  وَقَبِيـــحِ فِعْلِــــي وَارْتِيَــــابِ لِسَانِــي
فَلَقَدْ أتَـــتْ دُونَ الَّـــذِي أَرْجُو وَمَــــا   
  يَبْغِيهِ أَهْـلُ الحــــقِّ مِــــــنْ إِتْقَـــــانِ
وَاللهَ أَسْـــأَلُ أَنْ يُبَـــــارِكَ نَظْمَهَــــــا   
  وَيَزِيدَهَا حُسْنًــــا عَلَــــى إِحْسَــــــانِ
وَيُمِدَّ نَاظِمَهَـــــــا بِأَجْــــــرٍ وَافِـــــــرٍ  
   وَيُجِيـرَ قَارِئَهَـــا مِـــــنَ الطّغْيَـــــــانِ
وَاللهَ أَرْجُــو أَنْ يُبَلِّغَنَـــــا الّــــــــــذِي    
يَرْضَــــــى مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإيمَــــــانِ
وَيُجَنِّبَ الأَهْوَاءَ بَــــــابَ قُلُوبِنَـــــــــا  
   فَهِــــــيَ السَّبِيلُ إِذًا لِكُلِّ هَــــــــــوَانِ
وَيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِــــــنْ أَخْلاَقِنَــــــــــا  
   وَيَمُدَّنَـا بِبَسَالَــــــةِ الشُّجْعَـــــــــــــانِ
وَيُسَخِّـرَ البَاقِي مِـــنَ الأَعْمَــارِ فِـــي 
    نَصْــرِ الهُـــدَى وَحِرَابَــةِ العِصْيَـــانِ
لاَ خَيْرَ فِي دِيـنِ امْــــــرِئٍ مُتَبَلِّـــــــدٍ   
  مُتَخَــــــاذِلٍ يَهْـوِي لِكُلِّ جَبَـــــــــــانِ
 
 
 والحمد لله وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

.

هناك 3 تعليقات:

  1. ما شاء الله سدد خطاك أخي مراد

    ردحذف
  2. أستاذ مراد
    هل لديك ديوان شعر مطبوع ويباع في المكتبات

    ردحذف
  3. أبو مالك البليدي27 فبراير 2018 في 12:29 م

    جعلها الله في ميزان حسناتكم أخي مراد

    ردحذف

المشاركات الشائعة