بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فَضَائِحُ الصُّوفِيَّة

فَضَائِحُ الصُّوفِيَّة


فَصْلٌ

 فِي التَّسْمِيَةِ وَالنَّشْأَة

هَــذَا وَإِنْ أَخَّــــرْتُ لَسْـــتُ بِغَافِــــــلٍ    
عَنْ نَبْتَـــــةٍ زُرِعَــــتْ بِكُـــلِّ مَكَـــانِ
رُبِطَ اسْمُهَا ِفي النَّاسِ بِالزَّمَنِ الّـــذِي 
    بَلَغَ السَّـــــلاَمُ بِــــهِ لِكُــــلِّ هَــــوَانِ
أَعْنِي بِـــهِ الصُّوفِـــيَّ ذَاكَ المُفْتَـــرِي  
   وَسَلِيــلَ أَهْـــلِ الدِّيــــرِ وَالرُّهْبَــــانِ
سُمُّوا بِلِبْسِ الصُّوفِ زُهْدًا فِي الّــذِي
     لَبِـــسَ العِبَـــادُ بِهَــا مِـــنَ الكِتَّــــانِ
وَكَذَا كِسَاءُ الفَاسِقِيـــنَ وَمَـــنْ بَغَــــى  
   لِبْــسَ الحَرِيــرِ كَمَعْشَــرِ النِّسْـــوَانِ

( المرحلة الأولى )


قد كَــــانَ أوَّلُهُــــمْ بِحَــــقٍّ زَاهِـــــدًا   
  وَمُقَدَّمًــــــــا بِالدِّيــــــنِ وَالإِيمَـــــانِ
سَمْحُ الكَـــلَامِ مُحَقِّـــقُّ التَّوْحِيـدِ بَــلْ  
   صَـافِي العُلُـــومِ وَبَــــالِغ العِرْفَــــانِ
رَجُــلٌ تَفَـــــرَّغَ لِلْعِبَـــــادَةِ وَالتُّقَــــى 
    وَرَمَـــى حُظُوظَ النَّفْـــسِ بِــالنُّكْـرَانِ
مِثْــــلُ الجُنَيْـــدِ وَبِشْرِهِـــمْ كَرخِيِّهِــمْ  
   أَهْـلِ الهُـــدَى وَطَرَائِـــقِ الإِحْسَــــانِ
هَــــذَا وَلَا يَخْلُـــو كَبِيـــــرٌ مِنْهُـــــــمُ    
عَنْ شطْحَةٍ أَوْ مِـنْ سُقُـــوطِ لِسَـــانِ
فَلَهُمْ كَـــلَامٌ فِــي الحَقِيقَـــةِ وَالهَــوَى  
   وَالكَشْـــفِ أَوْ كَخَـــوَارِقِ الأَكْــــوَانِ
لَكِنَّهَــــا نَــــزْرٌ قَلِيـــــلٌ فِــــي الّــــذِي 
    قَـــالَ المُتَابِـــــعُ آخِــــرَ الأَزْمَـــــانِ
وَكَذَا اعْتِــزَالُ النَّــاسِ كُرْهًـــا لِلَّـــذِي 
    رَكِبُــوا مِـــنَ الآفَــــاتِ وَالعِصْيَـــانِ
فَكَـــأَنَّهُمْ فَتَحُـــوا بهِــــاَ بَابًـــا لِمَــــنْ   
  غَــالَى فَأَفْسَــدَ بَعْــدُ فِـي الأَدْيَــــــانِ

( المرحلة الثانية )


مِــنْ بَعْدِهِـــمْ وَرِثَ الطَّرِيقَـــةَ أُمَّــــةٌ 
    مِنْ أَهْـــلِ فَـــارِسَ مَوْطِـــنُ الفَتَّـــانِ
وَغِــرَاسُ كَـــلِّ المُحْدَثَـاتِ وَأَرْضُهَــا   
  وَسَمَاؤُهَـــــا مِــنْ سَــــائِرِ البُلْـــدَانِ
كَأَبِـــي سَعِيـدٍ وَ الحَكِيـــمِ التِّرْمِــــذِي   
  وَأَبِـــي اليَزِيــــدِ وَسَـــائِرِ الخِـــــلاَّنِ
ذِي النُّـونِ وَالشِّبْـــلِيِّ قَــــوْمٌ كُلُّهُــــمْ    
وَضَعُـوا أَسَـــاسَ البَيْـــتِ وَالبُنْيَـــانِ
عَنْهُمْ قَدِ اِشْتَهَرَ التَّصَوُّفُ فِي الـوَرَى
     وَسَرَى كَمِلْـــحٍ ذَابَ فِــي الخلْجَـــانِ
وَبِوَقْتِهِـــمْ مُــــزِجَ الكَــــلَامُ بِدِينِهِـــمْ   
  فَتَنَاقَلُـــوا شَرْعًــــا عَــــنِ اليُونَـــانِ
وَغَدَى الكَــلَامُ لَدَيْهِـــمُ أَصْـــلٌ وَقَــــدْ   
  رَجَعَ السُّلُــوكُ إِلَــى المَقَــامِ الثَّانِــي
وَبِعَصْرِهِمْ عُــرِفَ اجْتِمَاعُهُــمُ عَلَــى  
   غَيْــــرِ الهُــــدَى وَشَرَائِــعِ القُــــرْآنِ
وَبَــدَتْ لَهُـمْ تِلْكَ الأُصُــولُ وَفَرْعُهَـــا   
  وَبَـدَتْ بَوَاطِنُهُـــمْ عَلَى الأَعْيَــــــــانِ

( المرحلة الثالثة )


وَلَقَــدْ تَحَمَّـــلَ كِبْرَهَـــا عِلْـــجٌ لَهُــــمْ  
   فَـــأَبَــــانَ قَــــوْلَ الإِفْـــكِ وَالبُهْتَـــانِ
حَـلاَّجُهُـــــمْ ذَاكَ البَغِــــيُّ المُفْتَــــرِي   
  رَأْسُ الفُجُــــورِ وَمُفْسِـــدُ الأَدْيَـــــانِ
مِـنْ بَعْـدِهِ سَهُـــلَ الطَّرِيــــقِ لَدَيْهِـــمُ    
وَفَشَــــا قَبِيــــحُ القَــــوْلِ بِالعُمْيَـــانِ
فَأَتَى ابْنُ فَـارِضَ وَابْـنُ سَبْعِيــنٍ كَـذَا   
  وَالسَّهْـــــرَدُورِي بَعـــــدُ بالكُفْــــرَانِ
وَلَعَلَّ أَشْهَـــرَ مَـــنْ تَجَــاسَرَ مِنْهُــــمُ 
    بِالكُفْرِ مُحْيِ الدِّيــــنِ ذُو العِصْيَــــانِ

( المرحلة الرّابعة )


وَمَــعَ انْحِطَــاطِ المُسْلِمِيـــنَ بِدِينِهِــمْ  
   وَعُمُومِ جَهْـــــلِ النِّـــاسِ بِالفُرْقَــانِ
طَلَبَ الزَّعَامَةَ فِي البُغَــاثِ جَمَاعَــــةٌ    
دَعْـــوَاهُمُ نَسَــــبٌ إِلَـــى العَدْنَانِـــي
فَغَــدَى لِكُــــلِّ المُفْتَرِيــــنَ طَرِيقَـــــةٌ    
بِعَدِيـــدِ حَــــبِّ طَلَائِـــــعِ الرُّمَّـــــانِ
كَالشَّاذِلِــــيِّ وَنَسْلِــــهِ البَـــــــدَوِيِّ أَوْ    
جَمْــعِ الرَّفَاعِــــيِّ الحَقِيــرِ الدَّانِـــي
وَكَـــذَا البَهَــــاءُ النَّقْشَبَنْـــدِيُّ الدَّنِـــي   
  وَجَلَالُهُــــمْ مِـــنْ خِلْفَــــةِ الرُّومَــانِ
وَلَعَلَّ أَقْبَـــحَ مَــــنْ تَــــرَاءَى مِنْهُــــمُ 
    مِنْ غَرْبِنَـــا فِـــي آخِــــرِ الأَزْمَـــانِ
رَجُلٌ غَدَا بِالكُفْرِ يَنْضَحُ فِــي الـــوَرَى  
   أَعْنِــي الخَبِيثَ المَــــارِدَ التِّيجَانِـــي
فَإِلَيْــهِ قَــدْ بَلَـــغَ التَّصَـــوُّفُ مُنْتَهًـــى   
  بِالشِّرْكِ لَـــمْ يَبْلُــغْ لَـــهُ النَّصْرَانِـي
لَكِــنْ بِحَمْــدِ اللهِ مَــــا بَلَــــغَ العُــــــلَا  
   شَــــيْءٌ مِــــنَ الأَهْــــوَاءِ وَالأَدْرَانِ
إِلاَّ وَأُتْبِعَ بِــــالسُّقُوطِ إِلَــــى الـــــرَّدَى   
  قَــــدَرُ العَلِيــــمِ وَحِكْمَـــــةُ الدَّيَّــــانِ
 فَصْلٌ

فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّة

كَمْ قَرَّرَ الغَــاوُونَ مِنْكُــمْ غَيْـــرَ مَــــا 
    يُرْضَـــى مِـــنَ التَّوْحِيـــدِ لِلرَّحْمَـــنِ
مِنْ قَـــائِلٍ بِحُلُولِ رَبِّـي فِـــي الدُّنُــــا   
  أُوْ بِاتِّحَـــــــــادِ الخَلْـــــقِ بِالدَّيَّـــــانِ
وهو الّــذي جَعَــــلَ الخَلَائِــقَ عَيْنَهَـا   
  رَبًّــــــا فَــــلَاذَ بِجُمْلَـــــةِ الأَوْثَـــــانِ
أَوْ مُنْكِـــــرٍ لِعُلُـــوِّهِ عَــــــنْ عَرْشِـــهِ   
  فَهُــوَ الوُجُـــودُ إِذًا بِغَيْــــرِ مَكَـــــانِ
أَوْ مَـــــــنْ رَأَى رَبَّ العِبَــــادِ بِــدَارِهِ    
 أَوْ مَسْجِـــــدٍ أَوْ سَـــــائِـرِ البُنْيَـــــانِ
أَوْ مَـــنْ تَنَكَّـــرَ لِلرَّحِيــــمِ صِفَــــاتَــهُ  
   وَفِعَالَــــهُ مِـــــنْ مَعْشَــــرِ العُمْيـــانِ
وَلَرُبَّمَــا نَسَبُوا القَبِيــحَ مِـــنَ الــرَّدَى 
    لِفِعَــــــــالِ رَبِّ الجِــــنِّ وَالإِنْسَــــانِ
أَوْ مَنْ تَحَامَلَ فِــي انْتِقَــاصِ اللهِ مَــعْ   
  سُـــوءِ المَقَــــالِ بِحَضْــرَةِ المَنَّــــانِ
مِمَّنْ يُخَــــاطِبُ رَبَّـــــــهُ "يَا أَنْتَ" أَوْ  
   مَــنْ يُبْدِهَــــا "يَا هُـــو" بِلَا تِبْيَـــانِ
مَعْ مَــــا قَضُـــوا لِلهِ مِـــنْ أَنْدَادِهِــــمْ
     فِي خَلْقِــــهِ أَوْ رِزْقِ ذِي الحِرْمَــــانِ
وَلَرُبَّمَــا نَسَبُوا لَهُــــمْ تَصْرِيـفَ مَــــا   
  يُجْـــــرِي الإِلَــــهُ بِهَـــذِهِ الأَكْــــوَانِ
مِنْ بُـــرْءِ مَوْبُـــوءٍ وَفِكْـــرَةِ عَـــالِــمٍ   
  أَوْ مَنْــــعِ مَحْـــرُومٍ مِــــنَ الوِلْـــدَانِ
أَوْ مِـــــنْ شَفِيــــــــعٍ دُونَ إِذْنِ اللهِ أَوْ     
مِنْ غَـــــافِرٍ لِبَوَائِـــــقِ العِصْيَـــــانِ
أَوْ مَـنْ يَنُـوبُ عَـــنِ الإِلَــهِ بِزَعْمِهِــمْ   
  كَنِيَابَـــةِ الوَالِــــي عَــــنِ السُّلْطَـــانِ
أَوْ مَنْ يُشَرِّعُ غَيْـــرَ شَـــرْعِ اللهِ بَـــلْ   
  مَــــنْ يَرْفَـــعُ التَّكْلِيـــفَ بِالإِنْســــانِ
أَوْ مَنْ رَضُوهُ مُبَارَكًـــا دُونَ الـــوَرَى  
   كَذِبًـــــا بِــلَا نَـــــصٍّ وَلَا بُرْهَـــــــانِ
 
 فَصْلٌ

فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّة

وَلَكُـــمْ بِشِـــرْكِ الغَابِرِيــــنَ وَسِيلُــةٌ 
    وَطَـرِيقَـــــــةٌ مَعْلُومَــــةُ الأَرْكَــــــانِ
عَظَّمْتُمُ مَـــا عَظَّمُــوا مِــنْ سَــــالِفٍ    
 كَقُبُــــورِ أَهْـــلِ الصِّــدْقِ وَالعِرْفَـــانِ
وَرَقَمْتُـــمُ تِلْكَ التَّصَاوِيــــــرَ الّتِـــــي  
   كَـانَتْ بَرِيـــــدَ القَــــــوْمِ لِلْكُفْـــــرَانِ
وَمَسَــاجِدِ المَاضِيـــنَ مِثْــلُ مَزَارِهِـمْ  
   وَمَـآثِــرِ المَوْتَــــــى بِــــلَا نُكْــــرَانِ
شَيَّدْتُـــمُ تِلْــكَ المَشَـــــاهِدَ فَوْقَهَــــــا  
   وَرَفَعْتُـــــــمُ لِلْقَبْـــــــرِ بِالبُنْيَــــــــانِ
وَلَقَـــــدْ تَأَلَّهْتُــــمْ بِهَــــــا وَلِأَهْلِهَـــــا    
 وَأَتَيْتُــــــمُ بِــــالشِّـرْكِ وَالعِصْيَـــــانِ
فَصَرَفْتُــــمُ لِلْخَلْــقِ دَعْــــوَةَ جَــــــاِئرٍ  
   وَنَذَرْتُــــــمُ وَذَبَحْتُــــــمُ بِمَكَـــــــــانِ
وَرَهِبْتُمُ فِي السِّـرِّ عَبْــدًا قَـــدْ قَضَــى    
 وَرَجَوْتُـــــمُ المَقْبُــــــورَ كُــــلَّ أَوَانِ
وَأَنَبْتُـــــــمُ لِلْعَـــــــالَمِينَ تَضَرُّعًـــــــا 
    وَتَقَرُّبًــــــا لِوِلَايَــــــــةِ الشَّيْطَــــــانِ
وَكَمِ اِسْتَعَـــــانَ فَرِيقُكُـــمْ بِـــالجِـنِّ أَوْ  
  بِـــالسِّحْــــرِ أَوْ بِطَرَائِــــقِ الكُهَّـــانِ
وَتَتَبَّــــــــعَ الأَنْـــــوَاءِ تَنْجِيمًـــــا وَقَدْ 
    يَتَعَبَّــــــدُ المِسْكِيــــــنُ لِلْأَكْـــــــوَانِ
فَجَعَلْتُمُ الشِّــرْكَ الصَّرِيـــحَ كَرَامَـــــةً    
 وَدَلِيــلَ صِــدْقِ الحُـــبِّ وَالإِيمَـــــانِ
وَطَلَبْتُمُ بَرَكَاتِ مَــــنْ شِئْتُــــمْ وَمَـــنْ   
  أَفْضَــى لِغَيْـــرِ مَنَــــازِلِ الحَيَـــــوَانِ
كَــــمْ رُقْيَــــــةٍ بِدْعِيَّــــــةٍ أَحْدَثْتُــــــمُ  
   مَجْهُولَـــةٍ تُتْلَــــى بِغَيْــــرِ مَعَـــــــانِ
عَلَّقْتُـــــــمُ تِلْــــكَ التَّمَـــــائِمَ أُسْــــوَةً    
 بِالكَافِرِيــــنَ وَعُصْبَــةِ النِّيـــــــــرَانِ
وَحَلَفْتُـــــــمُ بِوَلِيِّكُــــــمْ وَرَضِيتُـــــــمُ  
   حِنْثَ اليَمِيــــنِ تَكُـــــونُ لِلرَّحْمَـــــنِ
دُونَ الّتِــــــــــي أَجْرَيْتُــــمُ لِإِلَهِكُـــــمْ 
    سُبْحَــانَ رَبِّ النَّــاسِ ذِي السُّلْطــانِ
 
فَصْل

فِي مَصَادِرِ التَّلَقِّي عِنْدَ الصُّوفِيَّة

أَحْدَثْتُـــمُ الكَشْـــفَ الَّــــذِي شَابَهْتُــــمُ  
   بِصَنِيعِــــــــهِ لِمَعَـــاشِــــرِ الكُهَّــــانِ
بَـــلْ أَنْتُـــــمُ تَبَــــــعٌ بِــــــهِ لِمُسَيْلِـــمٍ   
  وَسَجَــــاحِهِمْ وَلِأَسْـــــوَدِ البُهْتَـــــانِ
وَلِكُلِّ مَــنْ زَعَـــمَ النُّبُــــوَّةَ وَادَّعَــــى
     وَصْـلَ الرَّحِيـــمِ وَقَــــالَ بِـــالكُفْـرَانِ
فَالكُلُّ يُخْبِرُ عَــنْ إِلَـهِ العَـــرْشِ مَـــــا  
   يَبْغِـــــــي بِغَيْــــــرِ تَثَبُّـــتٍ وَبَيَـــــانِ
زَعَمُـــوهُ هُــمْ وَحْيًـــا وَقُلْتُـــمْ أَنْتُــــمُ   
  إِلْهَـــامُ نَفْـــسٍ فَــــاضَ بِالإِنْسَــــانِ
فَلَكَــمْ تَنَـــــزَّلَ رَبُّنَــــا فِـــي إِفْكِكُــــــمْ    
 فَيْضًــــا عَلَــــى الأَرْوَاحِ وَالأَبْـــدَانِ
وَلَرُبَّمَــــا عَرَجَـــتْ إِلَيْـــهِ نُفُوسُكُــــمْ     
فَغَــــدَتْ بِصَيْـــدِ العِلْــمِ وَالإِيمَــــانِ
وَلَرُبَّمَــا تَسْــــرِي إِلَيْــــهِ بِأَرْضِنَــــــا   
  فَهُوَ الوُجُــودُ جَــرَى بِكُـــلِّ مَكَـــانِ
وَلَرُبَّمَـــا سَمِعَتْ هُتَافًـــــا بِالدُّجَـــــــى   
  بِمَنَامِهَـــــا وَبِسَكْــــــرَةِ اليَقْظَــــانِ
وَلَرُبَّمَــــــــــا سَمَّيْتُمُـــــوهُ فَرَاسَــــــةً 
    أَوْ قُلْتُــــمُ إِلْهَـــــــامَ ذِي الغُفْـــــرَانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِــبُ دُونَ ذِي مِـــنْ إِفْكِكُــــمْ 
   كَمَـــــدَارِجِ الإِلْحَــــــادِ وَالكُفْـــــرَانِ
فَـالبَعْــضُ يَنْظُـــرُ بِالمَنَــــامِ مُحَمَّــــدًا   
  وَالبَعْضُ أَهْـلَ الزُّهْـــدِ وَالعِرْفَـــــانِ
وَالبَعْضُ يُبْصِرُهُـــمْ عَيَانًـــا دُونَمَـــــا    
 حُجُـــبٍ كَـــذَاكَ مَنَـــاظِرُ العُمْيَـــــانِ
وَالبَعْضُ يَلْقَى الخِضْرَ مِنْ وَلَهٍ وَمَــنْ  
   يَلْقَـــى شُيُـــوخَ الغَــــيِّ وَالطُّغْيَـــانِ
وَمَـــلَائِكَ الرَّحْمَـــنِ أَيْضًـــا قَــدْ رَأوا   
  وَالمُرْسَلِيــــنَ وَصَـــالِحَ الإِخْــــوَانِ
وَالأَكْثَــرُونَ رَوُوا بِحَــقٍّ مَـــــــا رَأوا   
  مِــنْ صُـــورَةِ الجِنِّـــيِّ وَالشَّيْطَـــانِ
فَهُوَ الّــذِي يُلْقِــي إِلَيْهِـــمْ شَـــرَّ مَــــا   
  يَبْغِي مِــــنَ الأَنْجَــــاسِ بِالأَذْهَــــانِ
وَجَمِيعُهُـمْ يَبْنِـــي الشِّــــرَائِعَ بِـــالّذِي  
   يُلْقِـــي إِلَيْــــهِ مُخَـــــرِّبُ الأَدْيَـــــانِ
وَيُحَمِّـــلُ القُـــــرْآنَ فَهْمًـــــا بَاطِنًـــــا    
 وَحَدِيثَ خَيْـــرِ الخَلْقِ مَعْنًـــى ثَــــانِ
 
فَصْلٌ

فِي العِبَادَةِ عِنْدَ الصُّوفِيَّة

أَهْــلُ العِبَــادَةِ ذَا شِعَـــارٌ لَـــمْ يَـــزَلْ  
   بِالزُّورِ يَخْــرِقُ مَسْمَـــعَ الطَّرْشَـــانِ
فَكَـــأَنَّ غَيْرَكُــــمُ لِرَبِّـــي قَــدْ نَسِـــي  
   وَذَكَرْتُمُــــــوهُ بِغَـــــايَةِ العِرْفَـــــــانِ
كَـــلاَّ فَـــذِي دَعْـوَاكُـــمُ زُورًا وَلِــــي  
   عَـــنْ إِفْكِكُــــمْ بِـــالحَقِّ قَـــوْلٌ ثَـــانِ
إِنَّ العِبَــادَةَ فِـي الــوَرَى قَدْ شُرِّعَـتْ   
  بِشُرُوطِهَــــا وَبِجُمْلَــــةِ الأَرْكَــــــانِ
فَمَتَى انْتَفَى شَــرْطٌ لَهَـــا لَـــمْ يُنْتَفَـعْ    
 بِسُلُوكِهَــا يَوْمًــــا مِــــنَ الأَزْمَــــانِ
فَهِــيَ الّتِـــي لَا تُرْتَجَــــى إِلَّا مَتَــــى    
 طَلَبَ العِبَـادُ بِهَــا رِضَــى الرَّحْمَـــنِ
وَكَذَاكَ مَا تَبِـــعَ المُرِيـــدُ بِوَصْفِهَــــا  
   لِنَبِيِّنَــــا المَبْعُـــوثِ مِـــنْ عَدْنَــــانِ
هَذَا وَلَيْــسَ الطَّعْــنُ فِـــي النِّيَّـاتِ إِذْ   
  هِيَ فِـي الغُيُـــوبِ بِمَنْـــزِلٍ وَمَكَــانِ
لَكِنَّنِــي بِالحَــقِّ أَسْــــأَلُ هَــــلْ لَكُـــمْ   
  حَـــــظٌّ بِسُنَّـــــــةِ سَيِّــدِ الأَكْـــــوَانِ
أَنَّى وَقَدْ زَهَّدتُّـــمُ فِـــي العِلْـــمِ بَــــلْ  
   عَـــــانَدْتُمُ لِشَرَائِــــــعِ القُـــــــــرْآنِ
وَتَبِعْتُــمُ فِـــي الدِّيـــنِ رَأْيًـــا دُونَمَــا   
  شَــرَعَ الإِلَــهُ الحَــــقَّ بِالبُرْهَـــــانِ
كَمْ مِنْ صَـــلَاةٍ عِنْدَكُــمْ غَيْــرَ الّتِـــي 
    صَلَّـى بَنُـــو الإِسْــــلَامِ وَالإِيمَـــــانِ
أَوْ وِرْدِ ذِكْـــرٍ قَــدْ طَغَـــى بِلِسَانِكُـــمْ   
  مِنْ غَيْــرِ فَضْـــلٍ جَــاءَ بِالفُرْقَــــانِ
بَـــل رُبَّمَـــا فَضَّلْتُمُوهُ عَلَـــى الّـــذِي 
    شَرَعَ الرَّحِيـــمُ بِظَــــاهِرِ البُهْتَــــانِ
وَصِيَـــامُكُمْ بِـالصَّمْتِ فِعْــلُ المُقْتَفِـي   
  لِمَــــــآثِرِ الأَحْبَــــــارِ وَالرُّهْبَــــــانِ
وَكَـــذَاكَ حَجُّكُــــمُ لِغَيْـــرِ البَيْــــتِ بَلْ    
 لِمَعَــــــالِمِ الإِشْـــــرَاكِ وَالطُّغْيَــــانِ
وَعِبَادَةُ الخَــــلاَّقِ بِالـــرَّقْصِ الّــــذِي     
هُـــــوَ عِنْدَنَـــــــا لِأَرَاذِلِ النِّسْــــوَانِ
وَغِنَاءِ أَهْلِ الفِسْـــقِ وَالغَـــزَلِ الّــذِي   
  أَنْشَـــــــأْتُمُوهُ لِقُرْبَــــــــةِ الدَّيَّــــــانِ
وَكَذَا اخْتِــلَاطُ الحُمْــرِ فِــي أَعْيَــادِكُـمْ 
    فِسْقًـــا وَهَتْكَ العِــــرْضِ وَالأَدْيَــــانِ
وَبَلِيَّةُ الغَـــاوِينَ مِــنْ أَهْـــلِ الهَـــوَى  
   وَعَمَــى القُلُــــوبِ بِفِتْنَـــةِ المُــرْدَانِ
تَعْذِيبُ أَنْفُسِكُـــمْ وَقَهْــــرُ جُسُـــومِكُمْ  
   وَعِقَابُهَــــــا بِالبُخْـــــلِ وَالحِرْمَــــانِ
مِنْ غَيْــــرِ ذَنْـبٍ قَدْ حَوَتْـــهُ وَإِنَّمَــــا    
 ظُلْــمُ العِبَــــادِ بِشُــــورَةِ الشِّيْطَــــانِ
لِبْـــسُ الرِّقَــــاعِ تَقَشُّفًـــا مِـــنْ وَاجِدٍ  
   كَـالمُنْكِرِيـــنَ لِنِعْمَــــــــةِ المَنَّـــــــان
أَكْـــلُ النَّجَــــاسَةِ وَالقَــذَارَةِ وَالَّــــذِي    
 تَأْبَــــاهُ فِطْــرَةُ خَــــالِقِ الأَكْــــــوَانِ
وَلَرُبَّمَـــــا زَعَــــمَ السَّفِيــــهُ لَدَيْكُــــمُ   
  أَلاَّ جُنَـــاحَ عَلَيْــهِ فِـــــي العِصْيَـــانِ
وَهُـــوَ الّـــذِي جَــازَ التَّكَالِيـفَ الّتِــي 
    قَــــدْ عُلِّقَـــتْ بِعَوَاتِـــقِ الإِنْسَــــــانِ
هَــذِي وَرَبِّــي شِرْعَـــةُ الإِلْحَـادِ بَـــلْ    
عَيْــــنُ الجُحُـــودِ وَغَـايَـــةُ الكُفْـرَان
  
فَصْل

فِي بَعْضِ المُسَمَّيَاتِ

 التِي تَمَيِّزَ بِهَا الصُّوفِيَّةُ عَنْ سَائِرِ المُسْلِمِين

هَذَا وَمِــنْ بِدَعِ التَّصَـوُّفِ أَنْ رَضُــوا  
   أَحْوَالَ أَهْــلِ السُّكْــرِ فِـــي الأَدْيَـــانِ
فَلَهُــــمْ بِغَيْبَتِهِــــمْ ذُهُــــولُ المُبْتَلَـــى  
   عَنْ حَـــظِّ نَفْــسٍ كَـــانَ بِالإِمْكَـــــانِ
وَالسُّكْـــــرُ عِنْدَهُـــمُ يُغَيِّـــبُ بِالفَتَـــى     
عَيْــشَ الجُسُـــومِ وَمَشْهَـدَ الأَبْــدَانِ
وَالمَحْوُ مَحْوُ العَقْلِ مِنْ فَــرْطِ الهَـوَى  
   وَالصَّحْوُ عَـــــوْدُ العَقْـلِ بِالإِنْسَـــانِ
وَكَذَا الحُضُـورُ فَحَـــالُ إِدْرَاكِ الدُّنَـــــا   
  وَالصَّـوْلُ حَصْـــرُ العِلْمِ بِالرَّحْمَــــنِ
وَالجَمْعُ جَمْعُ الخَلْقِ فِـي رَبِّ الــوَرَى   
  وَالفَـــرْقُ تَمْيِيـزُ الـــوَرَى بِعَيَــــانِ
ثُــــمَّ التَّجَلِّـــي رُؤْيَـــةُ الدَّيَّـــانِ فِـــي   
  غَيْــــرِ المَنَــامِ وَفِطْنَـــةِ اليَقْظَــــانِ
وَفَنَــــــاؤُهُـمْ بِــــاللهِ ذَاكَ المُبْتَغَــــــى   
  وَحُلُــولُ رَبِّ العَـــرْشِ بِالأَكْـــــوَانِ
وَالصِّـــدْقُ قَـــوْلُ العَبْــدِ أَنِّــي رَبُّكُـــمْ   
  وَالشِّــرْكُ إِثْبَــاتُ الأَنَـــــا بِمَكَـــــانِ
تَوْحِيدُهُـــمْ يَعْنِـــي اِتِّحَـــادَ جُسُومِهِـمْ   
  وَقُلُوبِهِـــــــمْ بِجَلَالَـــــةِ الدَّيَّــــــــان
وَالحَضْرَةُ اسْتِحْضَارُ أَمْــلَاكِ الهُـــدَى
     أَوْ مَيِّــتٍ مِـــنْ غَــــابِرِ الأَزْمَــــــانِ
مِثْــل النَّبِـــيِّ أَوِ الوَلِـــــيِّ بِزَعْمِهِــــمْ   
  بِطُقُوسِ أَهْـــلِ الشِّــرْكِ وَالأَوْثَـــانِ
وَلَرُبَّمَـــا طَلَبُـــوا شُهُـــودَ اللهِ فِــــــي    
 دَارِ البِـــــــلَا وَدَنِيَّــــــةِ الأَوْطَــــانِ
وَكَـــمِ اِبْتَلَــــى اللهُ الحَمِيــرَ لِظُلْمِهِـــمْ   
  بِحُضُورِ شَـــرِّ الجِـــنِّ وَالشَّيْطَـــانِ
وَالكُلُّ مِــنْ بِدَعِ المَجُــوسِ وَفِكْرِهِـــمْ  
   وَدِيَانَـــــةِ البُــــوذِيِّ ذِي الكُفْــــرَانِ

فَصْلٌ

فِي الطَّرَائِقِ الصُّوفِيَّة

كَـــــمْ فِرْقَـــــة بِالغَـــــيِّ قَــدْ شَتَّتْتُـــمُ   
  أَهْــلَ السَّــــلَامِ وَمَعْشَــرَ الإِخْـــوَانِ
وَرَضِيتُــــمُ بَعْـــدَ التَّكَــــافُلِ فُرْقَــــــةً  
   وَرَضَخْتُـــــمُ لِحَبَـــــائِلِ الشَّيْطَــــانِ
وَلَسَوْفَ يَعْجَزُ مَــنْ يُحَـــاوِلُ عَدَّهَـــا 
    وَيَعُــــودُ بَعْــدَ الجَهْــدِ بِالخرصَـــانِ
مَـــا أُمَّــــةٌ عُرِفَــتْ بِمِثْـــلِ خِلَافِكُـــمْ   
  فِـي السِّلْمِ بَلْ فِـــي سَــائِرِ الأَدْيَـــانِ
وَوَضَعْتُمُ فِـــي كَلِّ حِـــزْبٍ مُرْشِـــــدًا   
  دُونَ الوَلِــــــيِّ وَنَــــائِبِ السُّلْطَـــانِ
أَلْزَمْتُــــمُ الأَتْبَـــــاعَ طَاعَــــةَ أَمْــــرِهِ   
  وَطَرِيقَه فِــــــي السِّـــــــرِّ وَالإِعْلَانِ
ثُـــمَّ المُرِيــدُ فَذَاكَ عَبْــــدُ شُيُوخِكُـــمْ   
  وَأَسِيرُكُـــمْ مِــنْ مَعْشَـــرِ العُمْيَــــانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِبُ غَيْـــرَ ذِي مِـنْ وَضْعِكُـمْ   
  كَمَـــــرَاتِبِ الأَجْنَــــــادِ وَالأَعْــــوَانِ
قَدْ عَدَّهَا مُحْيِــي الذّنُـــوبِ تَخَرُّصًـــا   
  ستّــا بِــلَا سَبَـــبٍ وَلَا بُرْهَــــــــــانِ
قُطْـــبٌ إِمَــــامٌ ثُـــــمَّ أَبْـــــدَالٌ كَـــــذَا  
   نُجَبَــــاؤُكُمْ وَنَقِيـــبُ كَــلِّ زَمـــــــانِ
أَوتَـــادُكُمْ وَالبَعْضُ زَادَ الغَــوْثَ مَــعْ  
   عُرَفَــــــائِكُمْ بِالإِفْــــــكِ وَالبُهْتَـــــانِ
بِــــــاللهِ أَيُّ دِيَانَــــــــــةٍ أَنْشَأْتُــــــــمُ   
  يَــــــا أَمَّةَ العُمْيَـــــانِ وَالطُّرْشَــــانِ
مَا فِـي كِتَــابِ اللهِ وَالسُّنَــــنِ التِــــي  
   جَـــاءَتْ عَـــنِ المَبْعُــوثِ بِالقُــــرْآنِ
مِــــنْ إِفْكِكُمْ شَيْئًـــا بِـــهِ اسْتَشْهَدْتُـمُ
     كَــــــلاَّ وَلَا جِئْتُــــمْ لَهَــــــا بِبَيَـــــانِ
لَكِنُّهُ الـــرَّأْيُ القَبِيــــحُ بِمَـنْ هَــــوَى  
   قَـــــوْلَ الكَذُوبِ وَشِرْعَــةَ الهَذَيَـــانِ

فَصْلٌ

 فِي جَمَاعَةِ التَّبْلِيغ

ذَاكُـــمْ وَمِـنْ رَحِــمِ التَّصَــوُّفِ أُطْلِقَتْ  
   مَجْمُوعَــــــــةُ التَّبْلِيـــــغِ بِالبُلْــــدَانِ
منْ جَمَّعَتْ فِي حِجْرْهَا أُمَــمَ الـــرَّدَى   
  وَفُلُــولَ أَهْـــلِ الشِّـــرْكِ وَالطُّغْيَــــانِ
أَهْــلَ المَعَاصِــــي وَالبَدَائِــــعِ كُلِهَــــا    
 وَطَرَائِـــــقَ الغَالِيـــــنَ بِـالبُهْتَــــــانِ
فَلَها لَـدَى طُــرُقِ التَّصَـــوُّفِ بَيْعَـــــةٌ   
  وَلَهَــــا بِمُفْرَدِهَـــا إِمَــــــامٌ ثَـــــــانِ
وَلهَـــا لِــــعقْدْ الأشْعَرِيَّــــــةِ نِسْبَـــــةٌ  
   وَلَهَــــا بِأَهْـــلِ الـــرَّفْضِ شِبْــهٌ دَانِ
تَدْعُـو إِلَــى شَـــرْعِ الإِلَـــهِ بِزَعْمِهَـــا   
  وَتُقَـــــــرِّبُ العَاصِيـــــنَ لِلْإِيمَــــــانِ
بِالجَهْـــلِ قَدْ طَلَبَـتْ شَرِيعَـــةَ أَحْمَــــدٍ  
   وَبِجَهْلِهَــا حَمَلَتْ عَلَـــى العِصْيَــــانِ
قَـدْ وَكَّلُــوا بِعَظِيــمِ أَمْرِهِــــمُ الّـــــذِي   
  رَكِبَ الفُسُـــوقَ وَغَمْــــرَةَ الفِتْيَــــانِ
وَعَصَائِبَ الأَوْبَـاشِ مِنْ بَيْنِ الـــوَرَى  
   وَمَعَــــاشِرَ الطُّرْشَــــانِ وَالعُمْيَــــانِ
أَفَيُنْـذِرُ الجُهَّـــالَ مَـــنْ هُـــوَ مِثْلُهُـــمْ  
   أَمْ يُـــرْشِدُ الفُسَّـــــاقَ ذُو الكُفْـــــرَانِ
قدْ زَهَّــدُوا فِي العِلْمِ أَرْبَــابَ الهَــوَى  
   وَرَأَوْهُ مَنْشَــــــأَ فُرْقَـــــةِ الإِخْــــوَانِ
وَرَأوا بِـــأَنَّ الجَهْـــلَ أَسْلَـــمُ بِالفَتَــى   
  مِــــنْ نَهْــــجِ أَهْــلِ العِلْــمِ وَالقُــرْآنِ
جَعَلُوا الدِّيَانَــــةَ قِسْمَتَيْــــنِ فَبَعْضُهَـا  
   لُــــبٌّ وَذَاكَ القِشْـــرُ قِسْـــــمٌ ثَـــــانِ
فَدَعُـــوا عِبَــــادَ اللهِ لِلْأُولَـــــى وَقَـــدْ    
 زَهِدُوا بِشَطْـرِ شَرِيعَــــةِ العَدْنَانِــــي
هَـــذَا وَقَدْ جَهِلُوا مِـــــن التّوْحيدِ مَــا    
 خَلُصَتْ بِـــهِ الآيَاتُ فِـــــي القُـــرْآنِ
فَتَألّهُـــوا غَيْـــرَ الرَّحِيـــــمِ وَرُبَّمَـــــا    
 عَبَــدُوا القُبُـــورَ كَبَـــاطِلِ الأوْثَــــانِ
وَمُرَادُهُـــمْ أَبَــــدًا تَكَــــاثُرُ حِزْبِهِــــمْ    
 مِــنْ كُــلِّ غَـــثٍّ أَوْ بِكُــــلِّ سِمَـــــانِ
فَلِذَاكَ لا يَنْهَـــوْنَ عَــــــنْ شَـــرٍّ وَإِنْ 
    بَلَـــغَ اتِّخــــــاذَ النِّــــدِّ للرَّحْمَــــــانِ
وَلَهُمْ بِسِحْرِ القَــــوْلِ عِلْــــمٌ دُونَمَـــا    
 يُرْسِي شُعَــــاعَ الحَــــقِّ بِالأَذْهَـــــانِ
فَلَكَـمْ سَبُـوا بِالزُّورِ مِـــنْ عَبْدٍ بِـــــلَا    
 حُجَجٍ تَلُـــــوحُ لَهُـــــمْ وَلَا بُرْهَـــــانِ
بَلْ زُخْرُفُ القَــوْلِ الّذِي هُوَ عِنْدَهُــمْ     
رَأْسُ القَصِيـــــدِ وَغَـــــايَةُ التِّبْيَــــانِ
 
 

هناك 3 تعليقات:

المشاركات الشائعة