بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

ذكرى

17- ذكرى


 
تَدْمَى القُلُـوبُ إِذَا ذَكَـــرْتُ وَتَأْلَـــمُ   
  وَالدَّمْعُ مِنْ فَرْطِ المُصَابِ عَرَمْرَمُ
وَالثَّغْرُ قَدْ لَـــزِمَ التَّصَبُّـــرَ رَيْثَمَـــا   
  تَحْكِـي العُيُونُ قُبَيْـلَ ذَاكَ وَتَحْكُــمُ
فَإِذَا قَضَى دَمْعِي لَوَيْتُ بِمِعْصَمِــي 
    أَرْوِي اشْتِيَاقِــيَ لِلدِّيـَـارِ وَأَرْسُــمُ
خَطًّـــا عَلَـــى وَرَقٍ تَبَلَّلَ دُونَمَـــــا 
    حِبْــــرٍ يُـــرَاقُ وَلا إِدَاوَةَ تَرْقُــــمُ
فَاعْجَبْ لِحَالِيَ دُونَ نَاحِبَةِ الوَرَى     
أَبْكِـي عَلَـــى طَلَـلٍ يُشَــادُ وَيُكْــرَمُ
لا لَيْسَ رِبْعِيَ مَا تَقَـادَمَ أَوْ عَفَـــى   
  بَلْ تِلَكَ رَوحِـي عَنْ مَزَارِهِ تُصْرَمُ
وَلَقَدْ أَرَاهُ مِنَ الأَفَاضِلِ قَدْ غَــــدَى   
  يُحْتَـــلُّ دَوْمًـا كَيْفَ كَــانَ وَأُحْـرَمُ
أَتُـــــرَاهُ كَالبَلَدِ الحَــرَامِ إِذَا نَفَـــى   
  خَبَثَ العِبَـادِ وَقَـــدْ رَآنِي مِنَهُـــــمُ
أَمْ أَنَّ نَفْسِي يَوْمَ أُشْـرِبَتِ الهَـوَى  
  أَبَـــتِ الفِطَــامَ فَـلا أَخَالُهَــا تُفْطَـمُ
مَا للجَزَائِــرِ حِيـــنَ أَنْزِلُهَــــا أَرَى  
   قَلْبِـــي تَحُفُّـــــــهُ بِالمَكَـارِمِ أَنْجُـمُ
وَتَهُزُّنِي الأَحْلامُ أَذْكُرُ مَا ارْتَقَــــى  
   مِنْ كُـــلِّ نَابِلَةٍ لَهَـا يُتَبَسَّـــــــــــمُ
قَدْ كُنْتُ فِيهَــــــا للهِدَايَــــةِ طَالِبَــا   
  بَيْـَن المَسَــاجِدِ حَيْثُمَــــــا أَتَعَلَّــمُ
مِنْ كُلِّ شَيْـخٍ قَـــدْ أُجِــــلَّ بِذِكْـــرِهِ   
  بَيْـــــنَ العِبَــــادِ فَعَنْـــهُ لايُتَقَــذَّمُ
شَيْخِي مُحَمَّدُ حِينَ تَفْتَخِـــرُ الدُّنَـــا   
  فَلِــذَاكَ فَخْـــــرِيَ حِينَمَـــا أَتَكَلّـمُ
فِي مَسْجِدِ الفُرْقَانِ قَوْلُـهُ مَـا بَـــدَا   
  أَوْ بِالهِدَايَـــةِ يَــوْمَ يُســأل يُفهِـمُ
وَكَذَا بِبَلْكُـــورَ انْتِصَابُـــهُ شَارِحًــا   
  لِقَواعِـــدِ الفِقْــهِ التِـــي تُسْتَعْظَـمُ
وَ بِمَعْهَدِ الدِّينِ الّـــذِي قَـــدْ أَمَّنَـــا   
  أَغْـدُو إِلَيْــهِ كَأَنَّمَــا هُــــوَ مَغْنَـــمُ
أَكْـرِمْ بِأَزْهَـــرَ إِنْ ذَكَـــرْتَ فَإِنَّمَـــا   
  يَتَنَكَّرُ الأشْيَــاخَ مَـــنْ هُــــوَ أَلْـأَمُ
فِي حَظْرَةِ القُدْسِ اسْتَقَيْـتُ فَنالَنِي   
  مِنَ مَنْهَلِ التَّفْسِيــرِ غَيْـثٌ يَرْحَــمُ
وَكَذَا الصَّحِيــحُ يَحُـــلَّ مُشْكلَهُ كَمَا 
    فِقْهُ البُلُــــوغِ لَدَيْهِ مَـــــا يَتَلَمْلَــمُ
وَاذْكُرْ لِعِزِّ الدِّيـــنِ فَضْلَهُ إِذْ جَـــلا    
مِنْ نُورِ عِلْمِهِ مَــا عَهِدته يُظْلِــم
شَرَحَ العَقِيدَةَ ، وَاسْتَزَدْتُ فَزَادَنِـي    
مُلَحًـا مِــنَ التَفْسِيرِ فَضْــلاً يُنْعِـمُ
وَأَتَــى الحَدِيـثَ فَضَــمَّ مِنْ نَعْمَائِـهِ  
   شَرْحًـــا نَفِيسـًــــا رَائِقًـــا يُتَعَلَّــمُ
وَأجِلَّ عُثْمَــانَ الّــذِي مِـــنْ عِلْمِـهِ 
    بَسَطَ الوَجِيزَ فَعَــادَ بَحْـرًا يَعْظُــمُ
يَكْفِــي بِصَحْبِهِ إِنْ طَلَبْـتَ مَعَارِفًــا  
   مِــنْ عُمْــدَةِ الأَحْكَـامِ لا تُتَوَهَّــــمُ
فَضْلاً عَنِ الدَّوَرَاتِ وَالحِلَـقِ التِـي    
تَدْنُوا لِحَاضِرِهَـــا فَــلاَ يَتَجَشَّــــمُ
وَذَكَرْتُ خِلِّيَ فِي الدِّرَاسَـةِ سَاعِيًـا   
  وَالرُوحُ تَطْرَبُ وَالفُـؤَادُ مُصَمِّـــمُ
مِنْ أَهْـلِ جُرْجُــرَةَ الكِــرَامِ نَسَـائـمٌ   
  تَرْقَى بِصُحْبَتِهَا النُّفُوسُ وَتُعْصَـمُ
هَـــذَا وَإِنِّـي إِنْ فَصَحْتُ بِخَاطِــرِي    
 فَمِنَ الخَوَاطِــرِ مَا يَضُــرُّ وَيُؤْلِــمُ
وَعَــزَاءُ نَفْسِـي فِيهِ كَـْونُ غَرِيمِهَا   
  رَغـــدُ المَعِيشَـــة سَالِمًـــا يَتَنَعَّــمُ
 
 


 
 

المشاركات الشائعة