بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

صرخة مذنب

5- صرخة مذنب


 
ذَرُونِي مَا أَسَـــأْتُ أَنَــا وَرَبِّــي 
    فَمَــا يُغْنِـــي التَّشَمُّتُ إِذْ يُكَـالْ
فَذَنْبِي مَــا تَعَـــاظَمَ لَيْسَ يُعْيِــي  
   إِلهًـــا لَيْسَ يُعْجِـــزُهُ المُحَــالْ
وَإِنِّـــي بِـتُّ أَرْجُــو الآنَ عَفْــوًا   
  وَمَغْفِرَةً تَنُــوبُ عَـــنِ الفِعَـالْ
تَمَادَيْتُ الذُّنُــوبَ وَفِــي جِرَابِـي   
  خَطَايَــا قَدْ تَنُوءُ بِهَــا الجِبَـالْ
وَسَيْلُ البَحْرِ لاَ يُحْصِي مَدَاهـَـا  
   وَصَحْرَاءٌ تَمُوجُ بِهــاَ الرِّمـَالْ
وَلَكِنِّـــي بِبَـــابٍ حِيـــنَ يَغْـــدُو    
إِلَيْهِ النَّـــاسُ تَنْفَــرِجُ العِضَـالْ
فَمَا ظَنُّ المُسِيءِ بِخَيْـــرِ مَوْلًـى   
  يَمُدُّ الكَافِرِيــــنَ بِخَيْـــرِ مَـــالْ
أَيَرْزُقُ مَنْ يُعَـــادِي ثُـــمَّ يُبْـدِي   
  لِمَــــوْلاَهُ انْتِقَاصًــــا بِالنَّـــوَالْ
عُذُولِــي لاَ نُصِرْتُـــمْ إِذْ نَسَيْتُـمْ   
  كَرِيمًـــا لِلمُجَـــاوِزِ قَـدْ أَقَـــالْ
وَقَلْبًــا حِيـــنَ تَخْنُقُهُ المَعَاصِـي  
   يَذِلُّ بِبَـــابِ مَعْلُـــومِ الوِصَـالْ
فَلَـــوْلاَ اللهُ مَـــا كُنَّــــا لِنَحْيَــــا   
  وَنَجْنِي الإثْمَ مَعْ سُـوءِ المَقَـالْ
وَلَكِـــنَّ الإلَــــهَ بِهَــــا حَبَانَــــا  
   لِيَنْظُــرَ كَيْــفَ نَغْــدُو بِـالمَـــآلْ
أَلَمْ يَفْرَحْ إِلَــهُ العَـــرْشِ دَوْمًــا   
  بِتَوْبَـــةِ نَـــادِمٍ بَعْــدَ الضّـَــلالْ
كَفَرْحَةِ تَائِــهِ الصَّحْـــرَاءِ لَمَّــا 
    تَدَارَكَ مَا أَضَاعَ مِــنَ الرِّحَــالْ
وَرَبِّي حِيــنَ يَضْحَكُ لاَ أُبَالِـــي   
  فَكُلُّ الخَيْرِ فِي ضَحِكِ الجَـــلالْ
ذَرُونِـــي لاَ أَبَ لَكُــمُ ذَرُونِـــي   
  لِعَــدِّ ذُنُوبِكُـــمْ قَبْـــلَ السـُّـــؤَالْ
فَــإِنَّ وُقُوفَكُــمْ بِيَـــدَيْ عَظِيــمٍ  
   يُنَسِّي العَهْدَ طَـــوْرًا وَالوِصَـالْ
وَيُنْسِيكَ المُكَـاشِحَ وَالمُعَــادِي   
  وَمَا كَسَبَ الغُوَاةُ مِــنَ الرِّجـَالْ
وَسَهْمُ المَــوْتِ تَطْلُبُنَـا حَثِيثًــا    
وَتُقْبِلُ مِثْــلَ بَــرْقٍ أَوْ غَــــزَالْ
وَنَـــارٌ لَـــوْ تَذَاكَرْتُـــمْ بلاَهَـــا  
   لَمَــا أَبْقَتْ عَلَيْكُمْ مِـــنْ جَمَــالْ
فَكَمْ أَرْدَتْ جَهَنَّمُ مِـــنْ صَرِيـعٍ    
وَمَا نَظَرَتْ إِلَى عِـــزٍّ وَمَـــــالْ
وَكَمْ حَفَّتْ يَدَاهَـــا مِـــنْ فَقِيــرٍ  
   فَلَمْ تَشْفَــعْ بِـــهِ سُـــودُ اللُّيَـالْ
وَكَمْ مِنْ جَــاهِلٍ فِيهَــا تَــرَدَّى  
   وَكَمْ مِـــنْ عَــالِمٍ بَلَغَ الشِّمَــالْ
أَرَاكُـــمْ قَــدْ حَكَمْتُــمْ دُونَ إِذْنٍ   
  مِـنَ الرَّحْمَـنِ سُــوءًا بِالمَقَــالْ
فَمَـــا رَبِّــي بِمُوكِلِكُمْ حِسَابـِـي 
    وَلاَ نَفْسِـــي تَرُومُ لَكُـمْ سِجَـالْ
وَعُمْــرِي إِذْ أُمِدَّ فَلَيْسَ عِندِي    
مِنَ الأوْقَاتِ مَــا يَسَعُ الجِــدَالْ
وَخَيْـــرٌ مِـــنْ جِدَالِكُمُ رُكُونِـي 
   لِرَبِّ العَرْشِ مَأْمُـــولِ النَّـــوَالْ
وَصَوْمٌ عَنْ كَــلاَمٍ لَيْسَ يُجْدِي    
كَقَوْلِ الخَيْـرِ مَحْمُــود المَجَــالْ
وَذِكْرُ النَّاسِ يُــزْرِي بِالمَعَالِي  
   وَيُسْقِطُ مِنْ مُرُوءَةِ ذِي الخِلالْ
وَذِكْــرُ اللهِ أَوْلَــى إنْ بَــدَا لِي  
   كَـــلاَمٌ قَـــدْ يُبَلِّغُنِـــي الكَمَــــالْ
وَتَرْتِيلُ القُـــرَآنِ بِخَيْــرِ لَحْـنٍ   
  وَتَهْلِيــــلٌ وَتَسْبِــــح ُالنِّمَـــــالْ
وَتَكْبِيـــرٌ يُــدَوِّي فِــي سَمَائِي   
  وَيَخْتَــرِقُ العَوَالِـــي وَالتِّـــلالْ
ذَرُونِـــي مَـــا تَرَكْتُكُــمُ فَإِنِّــي  
   إِذَا مَــا قُلْتُ تَنْكَسِـــرُ القِـــلالْ
وَجَهْلِي حِينَ أُظْهِرُهُ خُصُومِي   
   كَحِلْمِي يَــوْمَ تُخْتَبَــرُ العِقَــالْ
وَذُلِّي عِنْدَ رَبِّــي لَيْسَ يُفْضِـي  
   لِـــذُلٍّ عِنْـــدَ مَمْلُــوكِ الخَبَــالْ
وَلَكِنِّي العَزِيـــزُ بِحُكْــمِ مَوْلًـى 
    يَعِزُّ لَدَيْهِ مَـــنْ لَـــزِمَ الذُّبَـــالْ
وَأَخْزَى القَوْمِ مِنْهُمْ مَنْ تَغَطَّى  
   بِثَـــوْبِ البَطْرِ مَمْدُودَ السِّبَــالْ


.

المشاركات الشائعة