بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

سبل التّمكين

20- سبل التّمكين

 

يَا رَافِعَ الرَّايَــةِ السَّـــوْدَاءِ مُثْقَلَـــةً 
    بِخَالِصِ القَوْلِ تُحْنَى عِنْدَهَا الهَـامُ
وَدَاعِيًـــا كَأَمِيـــرِ المُؤْمِنِينَ فَتًـــــى 
    سَبَى العِرَاقَ وَذَاقَتْ شُؤْمَهُ الشَّـامُ
رَجَا الخَلاصَ لأَرْضِ الأَنْبِيَاءِ فَمَـــا   
  أَجَابَ سُؤْلَهُ غَيْر الوَيْل وَالسَّـــــامُ
جَمْعٌ مِنَ العُلُجِ الأَوْبَاشِ هِمَّتُهُـــــمْ  
   سَفْكُ الدِّمَاءِ فَلاَ عُرْبٌ وَلاَ حَـــــامُ
دُمَـــــى تُحَرِّكُهَــــا أَيْدٍ مُخَضَّبَــــــةٌ   
  بِنِيَّةِ السُّـــوءِ لاَ تُغْرِيـــكَ أَعْـــلاَمُ
يُرْجِيكَ مَنْظَرُهَا الجَنَّاتِ مُغْتَبِطـًـــــا 
    أَفِـــقْ لِنَفْسِك قَدْ سَامَتْـــكَ أَحْــلاَمُ
مَا كُلُّ حُلْمٍ لَـــهُ بِالخَيْــرِ عَاقِبَــــــةٌ  
  حَتَّى يُلِـــمَّ بِقَلْبِ المَــرْءِ إِسْــــلاَمُ
مَطَامِعُ النَّــــاسِ أَقْسَــــامٌ مُلَوَّنَـــةٌ  
   البَعْضُ يُقْضَى وَجُلُّ الفِكْرِ أَوْهَــامُ
خَاضَ الأُلَى لِبُلُوغِ المُنْتَهَى لُجَجًـا   
  فِي كُلِّ بَحْــرٍ لَهُمْ بِالدِّيـــنِ إِلْمَــامُ
أَفْنُوا الجُيُوشُ الّتِي كَانَتْ مُجَنَّـــدَةً 
    لِوَقْعَـــةِ السُّــوءِ لاَ تُثْنِيــهِ آجَــامُ
سَـــامُوا البِـــلاَدَ فَلَمْ تَلْبَثْ مُسَلَّمَـةً   
  تِلْكَ الدِّيَارُ لَهَـــا بِالدِّيـــنِ إِكْـــرَامُ
عَابُوا الحَيَاةَ بِعَيْنٍ شَأْنُهَـا مَضَضٌ  
   سُكَّــانُ قَفْـرٍ لَهُـــمْ بِالحَقِّ تِهْيَــامُ
أَعْنَاقُهُــمْ للهُدى ذَلَّتْ فَبَـــانَ لَهَــا  
   نَصْرٌ وَفَتْحٌ مِــنَ المَوْلَـى وَإِنْعَــامُ
وَخَالَفَ الخَلْفُ أَمْرَ اللهِ فَانْطَفَـــأَتْ    
نَــارٌ لِمَجْدِهِـــمُ وَانْحَــطَّ أَعْـــــلاَمُ
بَاتُوا عَبِيدًا وَأَسْرَى لاَ نَصِيرَ لَهُـمْ   
  بَعْــدَ العُلُوِّ يُهِيـنُ القَـــوْمَ أَقْـــزَامُ
وَدِينَ بِالذُّلِّ إِثْـــرَ العِـــزِّ أَزمْنِـَــــةَ  
   حُكْـــمُ الإلَــهِ وَلِلأقْـــدَارِ أَحْكَـــــامُ
يَا مَنْ أَهَمَّهُ حَـالُ الذُّلِّ فَانْفَطَــــرَتْ 
    مِنْهُ الدُّمُوعُ وَغَطَّى العَيْنَ أَكْمَــامُ
وَذَاقَ مَاهُ وَفِي أَحْشَائِهِ غُصَــــصٌ    
رَامَ الخَلاَصَ وَلَمْ تُدْرِكْهُ أَفْهَـــــامُ
كَمْ ذَا سَمِعْنَا بِهَذَا البَابِ مِنْ دَجَـــلٍ 
    صَاغَتْهُ أَلْسِنَــةٌ أَوْ خَطَّتْــهُ أَقْــلاَمُ
اِسْمَعْ لِقَوْلِــي إِنْ تَحْيَـــا فَتُدْرِكـــهُ  
   يَكْفِيكَ فَخْرًا فَمَــا يُحْذِيـكَ تِلْـــوَامُ
اِبْدَأْ بِنَفْسِــكَ لاَ تَجْتَـــازَ سَوْأَتَهَــــا   
  حَتَّـى يَحِلَّ مَحَلَّ السُّـــوءِ تِقْـــوَامُ
وَابْغِ العُلُومَ وَإِنْ أَعْيَتْكَ شَوْكَتُهَـــا   
  فَالعِلْـــمُ نُــورٌ وُلِلجُهَّـــالِ إِظْـــلاَمُ
تَاجُ العُلُومِ فُوَيْقَ الشَّمْسِ مَقْعَــدُهُ   
  فَاجْعَلْهُ قَصْدَكَ إِنَّ الحَــيَّ هَمَّــــامُ
بَادِرْ بِعِقْدِكَ وَاسْعَى فِي تَعَلُّمِـــــــهِ    
فَالقَلْبُ يَبْلَى وَفِي التَّعْلِيمِ إِجْمَــــامُ
مَا ضَرَّ عَبْدًا سَلِيمًا فِي عَقِيدَتِـــــهِ   
يَوْمَ النِّـــزَالِ وَإِنْ لاَقَــاهُ دِرْغَـــامُ
وَحَارِبِ الشِّرْكَ لاَ تُلْهِيكَ مَظْلَمَـــةٌ   
  فَكُلُّ شِـــرْكٍ لِـــرَبِّ الخَلْقِ ظَـــلاَّمُ
وَتَابِعِ الرُّسْلَ فِي مَحْيَاكَ إِنَّهُـــــــمُ   
  أَسْيَادُ خَيْرٍ وَبَاقِـــي الخَلْقِ خُــدَّامُ
وَأَخْلِصِ الفِعْلَ إِنَّ الأَجْرَ مُرْتَهَـــنٌ   
  مَــا لَـــمْ يُتَمَّ لِوَجْــــهِ اللهِ إِبْــــرَامُ
كَمْ عَدَّتِ النَّاسُ خَيْرًا فِي أَكِنَّتِهَـــا  
   فَقَدْ لَقَتْهُمْ بِيَــــوْمِ الحَشْــــرِ آثَــامُ
كَأَنَّمَا السَّعْيُ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ سَبَــــبٌ  
   بَعْدَ الرِّيَـــاءِ فَهَذَا الشِّـرْكُ هَـــدَّامُ
خَلِّ البَدَائِعَ وَاسْتَبْصِرْ ضَلاَلَتَهَــــا    
وَاهْجُرْ بَنِيهَا فَإِنَّ الوَصْلَ إِعْـــلاَمُ
وَادْعُ إِلَى اللهِ بِالأَهْلِينَ مُبْتَدِئًـــــــا    
تَلْقَــــى المُــرَادَ وَقَدْ بَلَّتْكَ أَرْحَــامُ
وَأَبْلِغِ النَّاسَ فِعْلاً قَبْلَ نُصْحِهِـــــمُ   
  إِنَّ الفِعَـــالَ قُبَيْـــلَ القَـــوْلِ تُرْتَــامُ
وَالوَعْظُ بِالسَّيْرِ إِذْ تَحْذُوهُ أَلْسِنَــةٌ  
   يَبْقَى مَـــعَ الدَّهْرِ لاَ تُبْلِيـــهِ أَيَّــــامُ
وَفِّ الدُّعَاءَ فَمَا تُغْنِيكَ تَوْسِعَـــــةٌ 
    إِنَّ المُلُـــــوكَ بِبَـــــابِ اللهِ أَيْتَـــــامُ
جَاوِزْ لأَهْلِكَ وَالإِخوَان زَلَّتَهُــــــمْ   
  وَوَفِّـــرِ العَذِلَ أَنْ يَلْقَــاكَ أَخْصَـــامُ
أَعِنْ أَجِيرَكَ وَاسْتَنْصِرْ لِمُضْطَهَـدٍ   
  رُدَّ الكَــــذُوبَ وَلاَ يُغْرِيـــكَ نَمَّــــامُ
أَطِعْ وُلاَتَكَ إِذْ أُلْزِمْتَ بَيْعَتَهُـــــــمْ    
فَنَكْثُكَ العَهْــدَ بَعْــدَ العَقْــدِ إِجْـــرَامُ
رَامَ البَلاَءَ غُثَاءُ الخَلْقِ فَاسْتَعَرَتْ    
أَرْضُ السَّلاَمِ وشَاكَ النَّـــاسَ أَزْلاَمُ
وَأَمِّنِ الأَرْضَ يَامَنْ رَامَ عِزَّتَهَـــا   
  وَاحْفَظْ حِمَاهَــــا إِذا دَاسَتْهُ أَقْـــدَامُ
فَإِنْ فَعَلْتَ فَأَنْتَ اليَوْمَ فِي سَعَـــةٍ 
    تَحْيَا الشُّمُوخَ وَفِي المِيعَادِ تِتْمَـــامُ
فَالنَّصْرُ نَصْرُ قدِيرٍ لاَ شَرِيكَ لَــهُ     
رَبُّ البَرَايَا مُجِيرُ الخَلْـِق قَـــــــوَّامُ
 






المشاركات الشائعة