بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

أبي ... كما تدين تدان

28- أبي
 ... كما تدين تدان


 
أَتَطْرُدُنِـــي أُبَـــيَّ وَأَنْــتَ تَــدْرِي  
   بِــأَنَّ القَطْــرَ أَلْطَــافُ السَّحَـــابِ
أَتَطْرُدُنِـــي وَتَحْسَبُ أَنَّ طَــــرْدِي  
   يُزِيلُ الحُكْمَ عَـــنْ وَجْــهِ الكِتَـابِ
أَتُرْسِلُنِـي إِلَـــى المَجْهُــولِ كَيْمَــا
     تُوَارِيَ مَـا أَصَـابَكَ مِــنْ جَنَــابِي
أَتُرْسِلُنِي إِلَـــى السَّفَّـــاحِ طَـــوْرًا  
   لِيُكْمِلَ مَـــا تَبَـادَرَ مِـــنْ نِصَــابِي
أَلا إِنِّــي دَرَيْتُ الجُــرْحَ غَـــــوْرًا   
  وَقَلْبِيَ إِثْرَ جُرْحِـكَ فِـــي عَـــذَابِ
وَلَكِــنَّ القَضَـــاءَ مَضَـــى فَأَمْلَـى   
  بِأَنِّــــي مِــــنْ بُنَيَّــــاتِ النُّـــدَابِ
وَمَــا يُغْنِـــي النَّحِيبُ لِبِنْتِ غَــدْرٍ    
سِوَى العَبَـرَاتِ تَــرْوِي لِلتُّــرَابِ
أُبَـــيَّ أَلا سَـــأَلْتَ النَّفْــسَ عَنِّــي   
  فَيُغْنِيكَ السُّــؤَالُ عَــنِ الجـَــوَابِ
أَمَـــا أَبْصَرْتَنِـــي يَوْمًـــا وَإِنِّــــي    
لَبِسْتُ لِنَـاظِــرِي زَهْــوَ الثِّيَـــابِ
وَعَيْنُكَ كَمْ تَرَاءَتْ صِبْــغَ وَجْــــهٍ   
  جَمِيــلَ اللَّـوْنِ مُكْتَمِـلَ الخِضَـابِ
وَشَعْــــرًا قَــدْ تَغَافَلَـــهُ خِمَـــارِي    
وَبِنْطَـــــالاً تَلَبَّـــــسَ بِالحِجَــــابِ
أَمَا أَنْكَرْتَ صَوْتِــيَ حِينَ أَمْسَــى   
  دَعِــــيَّ رَذِيلَــةٍ بَيْــــنَ الشَّبَـــابِ
وَأُذْنُـــكَ كَــــمْ تَلَقَّفَــتِ البَلاَيَــــــا  
   وَقَدْ فَاضَ الكَـلاَمُ عَـــنِ الرَّوَابِـي
وَأَلْحَانًــــا بِبَيْتِـــكَ مَــــا تَغَنَّـــــتْ   
  فَأَسْقَتْنَــا الخَبِيـثَ مِـــنَ الشَّـرَابِ
وَأَنْفُكَ كَمْ أَقَــرَّتْ رِيـــحَ عِطْـــــرٍ    
يُنَـــادِي الغَافِلِيـــنَ بِــلاَ خِطَـــابِ
وَهَاتِفِـــــيَ الخَبِيــــثُ أَلاَ تَـــــرَاهُ  
   سَفِيــــرًا لِلشَّقَـــــاوَةِ وَالخَـــرَابِ
فَلَمْ تَرْفَــعْ بِهَذَا الخِـــزْيِ رَأْسًـــا   
  وَأَبْلَغْـتَ التَّأَمُّــلَ فِـــي السَّــــرَابِ
أَلَمْ تَكُ مَانِحِـــي بِالأَمْــسِ إِذْنًــــا  
   أَدُقُّ لِرَغْبَتِــي فِـــي كُـــلِّ بَـــــابِ
وَأَخْرُجُ مَا أَرَدْتُ وَمَــا بُـــرُوزِي    
لِوَقْـتِ اللَّيْـــلِ بِالأَمْـــرِ العُجَـــابِ
أَمَا أَدْرَكْتَنِـــي يَوْمًـــا وَعِنْـــــدِي   
  مِـنَ الأَمْــوَالِ مَا أَرْبَــى حِسَـابِي
وَكَمْ مِنْ مَــــرَّةٍ قَدْ بِـــتُّ لَيْــــــلاً  
   بِغَيْـــرِ الـدَّارِ يَـــا عُلْوَ الجَنَـــابِ
وَسَافَرْتُ اغْتِرَابًا صَوْبَ فِسْـــــقٍ 
    وَبِالتَّعْلِيـــمِ أَفْتَــــحُ كُــــلَّ بَــــابِ
فَــــأَيُّ العِلْـــمِ يَـــا أَبَــتِ تُـــــرَاهُ  
   يُحِيلُ العِـرْضَ طُعْمًـــا لِلْغُــــرَابِ
فَوَاللهِ لَكَــــانَ الجَهْـــــلُ خَيْـــــرًا    
مِنَ التَّعْلِيـمِ فِــي يَــوْمِ الحِسَــابِ
وَإِنْ كُنْتُ المُقِــــرَّةَ شُـــؤْمَ ذَنْبِـي 
    فَذَنْبُكَ يَــــا أَبِـــي قَـدْر العِتَــــابِ
فَهَبْنَـــا كَالخِـــرَافِ وَقَدْ تَدَاعَـــتْ  
   وَعَـادَ العِــرْضُ طُعْمًـــا لِلذِّئَــابِ
فَمَا بَالُ الرُّعَـــاةِ لِمَـا تَـــوَاروا ؟   
  وَمَـا خَطْبُ البَنَــادِقِ وَالكِــلاَبِ ؟
كَمَـــا أَهْمَلْتَنِـــي بَـــابَـــا فَإِنِّـــــي  
   رَدَدْتُ الدَّيْــــنَ كَيْـــلاً بِالثَّــــوَابِ
وَلــمْ أَسْمَـــعْ كَـــلامَ البِنْتِ كَــــلاَّ   
  فَبَعْضُ الصَّمْـتِ أَبْلَغُ فِي الجَوَابِ
وَلَـمْ أَنْظُرْ لِعَيْـــنٍ كَيْــفَ فَاضَـــتْ   
  فُوَيْــــقَ الخَّـــدِّ أَمْ دُونَ النِّقَـــابِ
وَلَمْ أُدْرِكْ حَدِيــثَ النَّفْسِ يُـــرْوَى  
   وَلاَ الزَّفَرَاتِ فِــي صُمِّ الصِّـــلابِ
وَلا الآهَاتِ فِي الظَّلْمَــاءِ تَسْــرِى   
  وَلا الكَلِمَــاتِ تُهْمَـسُ بِالشِّعَـــابِ
وَلَـــمْ أَلْحَظْ بِسُـــوءٍ بِنْــتَ حَيِّــي    
وَلاَ اسْتَأْنَسْـتُ بِالبِكْـــرِ الكَعَــــابِ
وَلا أَدْرَكْتُ ذِئْبَ الغَـــابِ يَعْــــوِي  
   وَلا الفُجَّـارَ مِــنْ بَيْـنِ الشَّبَــــابِ
فَقَرْعُ النَّعْــلِ أَفْهَمَ حِيـــنَ مَـــرَّتْ  
   حَصِيفَ الـرَّأْيِ ذَا العَقْلِ العُبَــابِ
فَبِتُّ بِضِيقَةٍ فِـــي الصَّـــدْرِ مِمَّــا  
   جَنَاهُ الحِبْـرُ مِنِّي فِــي المُصَــابِ
وَجَاءَ الصُّبْحُ بِالأخْبَـــارِ تَتْــــرَى   
  تُصَدِّقُ مَـــا رَقَمْتُــهُ بِالصَّـــوَابِ
فَسُبْحَانَ المُهَيْمِنِ كَيْــفَ يُجْـــرِي  
   سَدِيدَ الفَهْـمِ مِـنْ عِصَــمِ اللُّبَـابِ


.

المشاركات الشائعة