بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فوائد المصائب

23- فوائد المصائب


 
دَمْعٌ غَزِيرٌ مِنْ جُفُونِي قَدْ جَـــرَى    
 وَسَقَى وُرُودَ الخَدِّ سُمًّـــا وَانْبَــــرَى
يَرْوِي شِغَافَ القَلْبِ زَقُّومًـــا لِمَــا   
  قَدْ قِيلَ مِنْ جُورِ الكَـــلاَمِ المُفْتَــــرَى
ذَاكَرْتُ ذَاكَ الظُّلْمَ يَوْمًا إِذْ غَـــدَى   
  مِنِّي القَصِيدُ يَسِيرًا امْلِي مَـــــا أَرَى
أَتُرَاهُمُ جَهِلُوا لِحَالِـــيَ أَمْ غَـــدَتْ    
عَنِّي العُيُونُ كَحِيلَةً كَـــيْ لاَ تَــــــرَى
وَكَــذَاكَ ظُلْـــمُ الأَقْرَبِيــنَ فَإِنَّــــــهُ  
   شَرُّ المَظَـــالِمِ إِنْ جَرَعْتَهُ وَالفِــــــرَا
فَاصْبِرْ فَصَبْرُكَ لَنْ يَعُـودَ بِخَيْبَـــةٍ  
   وَاجْلَدْ فَفِي الصُّبْحِ الثَّنَاءُ لِمَنْ سَرَى
وَتَبَصَّـــرِ الحِكَمَ الّتِي مِـــنْ أَجْلِـهَا 
    قَدَرَ الإِلَـــهُ مَصَائِبًـــا عَــدَّ الثَّــــرَى
وَابْدَأْ بِأَجْــرٍ قَدْ حَذَاكَ وَلَـــمْ تَكُــنْ   
  تَصْبُوا بِــأَنْ يُهْدَى إِلَيْكَ فَقَدْ جَـــرَى
وَالذَّنْـــبُ يَرْفَعُـــهُ البَـــلاَءُ فَإِنَّــــهُ    
مِثْلُ الدَّوَاءِ يُزِيـــلُ جُرْمًـــا مُنْكَــــرَا
وَهُـــوَ المُذَكِّـــرُ إِنْ بُلِيــتَ بِغَفْلَــةٍ   
  فَاحْمَدْ صَنِيعًـــا لِلمُنَادِي إِذْ عَــــرَى
وَلَقَدْ يُعَلِّمُكَ الدُّعَـــاءَ وَلَـــمْ تَكُـــنْ   
  يَوْمًـــا بِمُنْفِذِهِ فَسَهْمَـــكَ قَدْ بَــــرَى
وَكَذَا التَّجَارِبُ سَـوْفَ تُجْنِبُكَ الّذِي   
  يُخْزِي ويُرْدِى لَوْ أَصَابَكَ أَخْضَــــرَا
وَتُذَكِّـرُ القَلْبَ المُصَـابَ بِأَنْفُـــــسٍ  
   هَدَّتْ لَهَـــا البَلْوَى العَزَائِمَ وَالقَــــرَا
وَتُعَلِّمُ المَغْـــرُورَ قَـــدْرَهُ مُكْرَهًـــا   
  فَهُــوَ الأَذَلُّ بِخَلْقِـــــهِ مَــــا إِنْ دَرَى
فَيَغُضُّ طَرْفًـــا عَـنْ عِبَــــادِ اللهِ لاَ  
   يَسْعَـــى لِنَجْدَتِهِمْ غَرِيقَـــا مُغْمَـــــرَا
وَتُعَــــرِّفُ المَلْهُـوفَ قَدْرَ العَافِيَـه 
    فَهِيَ النَّعِيمُ وَحَضُّهَــــا لاَ يُشْتَــــرَى
وَتُنَبِّـــهُ السَّكْـــرَانَ عُقْبَــى أَمْــرِهِ  
   فَيُنِيبُ مِـــنْ فَوْرٍ وَيَمْشِي القَهْقَــرَى
وَيُعَايِنُ الأُخْرَى وَيَجْزِمُ بِـالـــــذِي  
   خَلْفَ الحِجَابِ كَأَنَّ قَلْبَهُ مَنْ يَـــــرَى
وَيَرَى الحَيَاةَ كِسَاؤُهَا مِنْ خِسَّـــةٍ  
   وَأَعَزَّ مَـــا فِيهَـــا بَخِيسًـــا أَحْقَــــرَا
وَرِضَا الرَّحِيمِ يَنَالُهُ أَهْلُ الرِّضَــى   
  وَلَمَــنْ تَسَخَّطَ فَلْيُعِدْ مَـــا قَدْ فَــــرَى
وَلَئِنْ قَبِلْتَ مِــــنَ الأَدِيـــبِ مَقَالـةً    
فَاسْمَعْ لِشِعْرٍ مِنْ كَرِيـــمٍ قَدْ قَــــرَى
هَذَا وَمَنْ يَدْرِي لَعَـلَّ مُصَابَنَــــــــا   
  يَطْوِي انْفِرَاجَهُ فِي جِرَابِهِ مُضْمَــرَا
ومَعَــــادُ رَاحَتِكَ الّـــذِي قَدْ رُمْتَــهُ  
   حَقَّــا يَقِينًـــا يَـــوْمَ تُحْشَرُ أَحْسَـــرَا
وَعَجِبْـتُ يَوْمِيَ كَيْفَ يُؤْتَمَنُ الّـذِي  
   مَـــا زَالَ دَهْـــرَهُ لِلغِوَايَةِ مُظْهِـــرَا
وَلَمَنْ تَتَبَّـعَ فِـــي البُيُوتِ عُيُوبَهَـا    
فَغَدًا يُذَاعُ دَفِيـــنُ جُرْمِـــهِ مُجْبَـــرَا
يَــا مَـنْ تَرَبَّصُ جَهْدَ نَفْسِكَ زَلَّتِـي 
    أَوَمَا فَطِنْتَ لِمَـــنْ بِظَهْرِكَ صُـــدِّرَا
أَتُـرَاكَ تَكْسِــبُ إِنْ قَبِلْــتَ فُوَيْسِقًـا  
   وَنَكِرْتَ بَدْرًا فِي سَمَائِكَ مُبْصَـــــرَا
فَالرِيـــحُ تَلْعَـــبُ بِـالغُيُــومِ تَسَلِّيًــا   
  وَالنَّاسُ تَحْمَدُ مَـا أَظَــــلَّ فَأَمْطَـــرَا
والصِّدْقُ يُنْجِي فِي المَـــآلِ وَإِنَّمَــا   
  كَذَبَ الّـــذِي قَدْ رَامَ بَيْتَــهُ مُسْعَــرَا
وَشَــرَائِعُ الفُرْسَـــانِ تُنْكِرُ بَائِسًـــا 
    يَرْمِي النِّبَالَ يَسُـــومُ عَبْدًا مُدْبِـــرَا
وَأَرَاكَ تَطْعَنُنِي بِظَهْرِيَ مَــــــــــرَّةً   
  وَتَرُدُّ أُخْرَى فِـــي المَنَـــامِ مُكَــرِّرَا
وَالضَّبْعُ يَنْظُرُ فِي الفُضَالَةِ رَيْثَمَــا  
   أَكَلَتْ لُحُومَ الصَّيْدِ آسَـــادُ الشَّــرَى
وَالوَحْشُ تَقْتُلُ قَبْـلَ ذَلِكَ صَيْدَهَــــا 
    وَأَرَاكَ تَنْهَشُنِـــي سَلِيمًـــا مُنْظَـــرَا
وَمُنَــافِسُ الأَبْطَـــالِ يَبْلُغُ مَجْدَهَـــا   
  وَالحَـــاسِدُ المَفْتُونُ يَهْلَكُ مُسْعَـــرَا
نَجَّسْتَ زَمْـــزَمَ لِلظُّهُـورِ مُطَـــاوِلاً   
  فَسَقَاكَ دَلْوِي مَاءَهَـــا المُسْتَغْـــزَرَا
وَرَوَاكَ شِعْـــرِي بِالحَقِيقَـةِ بَلْسَمًـا    
وَأَذَعْتَ صَوْتًــا بِالغِوَايَــةِ مُسْفِـــرَا
صَرِمَـتْ حِبَـــالُكَ عِنْـدَ أَوَّلِ زَلَّــــةٍ 
    وَلَكَـــمْ ذَخِرْتُكَ لِلزَّمَـــانِ مُعَسْكَـــرَا
أَخْشَابُ كُوخِيَ كَالجِبَـالِ رَوَاسِـــيٌ  
   وَزُجَـــاجُ بَيْتِكَ لَـــنْ يَحِيدَ مُكَسَّــرَا
وَسَـــوَادُ قَلْبِـــكَ يَعْتَلِيـــكَ بِظُلْمَـــةٍ  
   وَيُعِيـدُ صُبْحًـــا عِنْدَ بَابِـــيَ نَيِّــــرَا
كَلاَّ وَإِنِّي لَــوْ صَبِـــرْتُ فَلَيْـــسَ ذَا  
   سَبَــبٌ لأُخْــزَى كَالأَذَلِّ وَ أُنْحَـــــرَا
لا لَيْسَ ذَا خُلُقِي وَلَسْتُ بِزَاعِــــــمٍ    
غَيْرَ الّذِي أَسْعَـــى ابْتِغَـــاءً لِلمِــرَا
يَا قَوْمِ لَسْتُ أَنَـــا الأَذَلَّ بِأَرْضِكُـــمْ  
   حَتَّــى أُرَدَّ مَتَــى طَلَبْــــتُ وَأُزْدَرَى
يَا قَـــوْم لَسْتُ أَنَـــا البَلِيدَ بِحَيِّكُـــمْ   
  حَتَّى يُبَاعَ لِـيَ السَّـرَابُ وَيُشْتَــرَى
يَا قَوْم أَحْسَبُكُمْ جَمَعْتُمْ أَمْرَكُــــــــمْ    
وَرَمَيْتُــمُ حَسَــدًا بِلَيْــلٍ قَــدْ سَــرَى
فَلَتُصْبِحُـــنَّ وَقَـــدْ غَـــدَوْتُمْ أُمَّـــةً   
  أَرْدَتْ أَفَاضِلَهَا عَبِيدًا فِــي الـــوَرَى
حَقَّا وَإِنِّي لَسْتُ أَرْفَعُ صَوْبَكُـــــــمْ    
سَيْفِي أُحَاكِي فِي سُلُوكِي الشَّنْفَرَى
لَكِــــنْ أُقَابِلُكُــــمْ بِقَـــوْلِ نَبِيِّكُـــــمْ    
غُفْـــرَانَ مُذْنِبِهِـــمْ فَإِنَّـــهُ مَــا دَرَى
 






المشاركات الشائعة