بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فصل الخطاب في فضائل الأصحاب

13- فصل الخطاب
في فضائل الأصحاب([1])


 
يَــــا زَائِرًا لِلحَــــيِّ بَلِّغْ قَوْلَتِـــــي   
  سَمْـــعَ اللَّئِيمِ الفَـــاجِرِ الكَــــذَّابِ
رَامَ الظُّهُورَ فَلَمْ يَجِدْ غَيْرَ الّــــذِي   
  لَبِــسَ المَعَالِـي سَــابِغَ الجِلْبَــابِ
فَأَمَدَّ فِي طَعْنِ الصَّحَابَةِ خِسَّـــــــةً 
    وَرَمَى شُيُوخَـــهُ مُعْـــــدَمُ الآدَابِ
أَفْشَى الخَبِيثُ سُمُومَهُ حَسَدًا بِــلاَ   
  حُكْـمٍ وَجِيــهٍ ظَـــاهِرِ الأَسْبَـــــابِ
حَـــزَّ الكَمَـــالُ بِقَلْبِهِ لَمَّـــــــا رَأَى
     صَفْـــوَ السَّرَائِرِ وَارِثَ الأَحْبَــابِ
فَسَعَى لِسُوءِ القَوْلِ حَتَّى أَنَّــــــــهُ   
  بِـالنَّفْـسِ يُنْفِــذُ سَبَّـــةَ الأَصْحَـابِ
وَمَشَى بِنَهْجِ الهَالِكِينَ وَقَبْلَــــــــهُ  
   سَارَ الخَوَارِجُ عُمَّهًـــا بِضَبَــــابِ
وَأَتَى بِنُسْكِ الرَّافِضِيِّ وَإِنَّــــــــــهُ    
شَرُّ العِبَـــادِ مَعَرَّةُ الأَحْـــــــــزَابِ
لَوْ كَانَ يَوْمًا لِلنَّصِيحَةِ مُضْمِــــرًا 
    مَا سَارَ يَبْغِـــي شِرْعَةَ المُغْتَـــابِ
أَوْ قَدْ تَبَصَّرَ مَنْ رَمَى لَبَدَا لَــــــهُ  
   مِنْهُـــمْ عُلُوَّ القَـــدْرِ بِالإِطْنَـــــابِ
أَهْلُ الفَضَائِلِ لاَ يُرَامُ جَنَابُهُـــــــمْ  
   أَنْسَـــابُ دِيـــنٍ خِيرَةُ الأَحْسَـــابِ
قَامَتْ لَهُمْ بِالنَّفْسِ كُـــلُّ فَضِيلَـــةٍ 
    وَبَقَتْ مَـــآثِرُهُمْ مَــدَى الأَحْقَـــابِ
بِالصِّدْقِ قَدْ لَزِمُوا مَجَـالِسَ أَحْمَدٍ    
فَعَلَتْ مَنَازِلُهُــمْ عَنِ الأَتْـــــــرَابِ
حَمَلُوا العُلُومَ وَبَلّغُوا مَـا حُمِّلُـــوا 
    مِنْ شِرْعَةِ التَّرْغِيـبِ وَالإرْهَــابِ
وَالُوا الأَمِيـنَ وَقَاتَلُوا فِي صَفِّـــهِ   
  آبَـــاءَهُمْ وَالأَهْــــلَ بِالنُشَّـــــــابِ
نَصَرُوا مَوَالِيهِـــمْ لِدِيـنِ نَبِيِّهِــــمْ    
وَسَبَوْا كِرَامَ الآلِ فِــي الأَسْــلاَبِ
قَامُوا لِقَيْصَـرَ وَالمَقُوقَسَ وَالّـذِي   
  حَكَمَ المَجُوسَ بِهَيْـــأَةِ الأَرْبـــابِ
لاَقُوا العَدُوَّ فَأَشْهَـــرُوا أَسْيَافَهُــمْ   
  سَامُـــوا فَوَارِسَهُمْ بِكُلِّ عَــــذَابِ
وَإِذَا تُصُبِّحَتِ الدِّيَـــارُ بِخَيْلِهِـــــمْ   
  سِيئَتْ صَبِيحَتُهَـــا بِكُلِّ خَـــــرَابِ
هَجَرُوا لِذَاتِ اللهِ أَكْـــرَمَ قَرْيَـــــةٍ   
  وَغَدَوْا بِطَيْبَةَ قَـــارِعِي الأَبْــوَابِ
فَأَجَابَهُمْ بِالنَّصْرِ أَنْصَـارُ الهُـــدَى 
    سُكَّانُ يَثْـــرِبَ صَفْوَةُ الصُــــيَّابِ
تَرَكُــوا لِوَجْـهِ اللهِ كُـــلَّ تِجَــــارَةٍ    
وَجِنَـــانِ نَخْــلٍ حُـفَّ بِالأَعْنَـــابِ
وَرَضُوا بِضِيقِ القُوتِ حَتَّى أَنَّهُمْ   
  رَمَقُـوا رَدِيءَ الأَكْـلِ بِالإِعْجَــابِ
شَهِدَتْ لَهُمْ بِالفَضْـلِ تَوْرَاةٌ كَـــذَا   
  إِنْجِيلُهُمْ وَنُصُوصُ خَيْـرِ كِتَــــابِ
أَعْلاَهُـــمُ صِدِّيقُهُـــمْ فَوَزِيــــــرُهُ   
  أَعْنِي المُفَرِّقَ نِسْمَـــةَ الخَطَّـــابِ
عُثْمَانُهُمْ صِهْرُ الرَسُــولِ وَبَعْــدَهُ   
  فَانْظُرْ عَلِيَّ مُشَـــارِكَ الأَنْسَــابِ
سَعْدٌ سَعِيدٌ وَابْنُ عَــوْفٍ طَلْحَـــةٌ   
  وَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالزُّبَيْـرُ الحَــــابِي
قُلْ بَعْدَهُمْ أَصْحَـــابُ بَدْرٍ إِنَّهُــــمْ    
نَصَـرُوا الرَّسُولَ بِقِلَّةِ الأَضْرَابِ
وَيَلِيهِمُ فِي الفَضْلِ قَــوْمٌ بَايَعُـــوا  
   لِلمُصْطَفَى فِــي سِدْرَةٍ وَشِعَــابِ
وَخِتَامُهُــمْ قَـــوْمٌ أَنَابُـوا للهُـــدَى    
أَعْقَـــابَ فَتْــحِ البَيْـتِ بِالإِطْنَـابِ
جُمِعَ الخَـــلاَقُ بِكَفِّهِــمْ فَتَخَيَّــرُوا  
   مِنْ كُلِّ حُسْنٍ مُذهِـبِ الأَلْبَـــــابِ
وَبَدَتْ سَجَايَـــا الأَوَّلِيـــنَ كَأَنَّــهُمْ  
   لَبِسُوا ثِيَـابَ العِزِّ فِي الأَعْــرَابِ
كَمْ يَسْتَنِيرُ النَّـاسُ مِنْ أَنْوَارِهِـــمْ    
وَجَنَابُ تَـابِعِهِمْ فَخَيْرُ جَنَـــــــابِ
نَارٌ تُضِـيءُ وَقَدْ أُمِيتَ لَهِيبُهَـــــا 
    بِعَظِيمِ فَضْلِ الخَـالِقِ الوَهَّـــــابِ
لَوْ زُرْتَهُمْ بِاللَّيْـلِ خِلْتَ خَيَالَهُــــمْ    
قِــسٌّ تَآلَـــفَ ظُلْمَــةَ المِحْــرَابِ
سَتَرُوا العِبَادَةَ بِالجِـدَارِ وَظُلْمَـــةٍ    
تُخْفِي الجَمَـالَ كَسُتْـرَةِ الجِلْبَـابِ
وَلَهُمْ نَهَارٌ فِي الجِهـــاَدِ كَأَنَّمَــــا    
أَلِفُوا حُصُوَل العَــيِّ وَالأَتْعَــــابِ
شَدُّوا زِمَامَ النَّفْسِ عَنْ شَهَوَاتِهَا   
  فَأَثَابَهُمْ رَبِّي بِحُسْنِ ثَــــــــــوَابِ
وَإِذَا تَذَاكَرَهَــا الزَّمَــانُ بِفِتْنَـــــةٍ   
  عَضُّوا عَلَى المَعْرُوفِ بِالأَنْيَــابِ
صَانُوا النُّفُوسَ فَمَـا أَعَزَّ مَكَانَهُمْ   
  حَتَّـــى لَدَى الأَهْلِينَ وَالحُجَّــــابِ
أَلِفُوا السَّكِينَةَ لاَ تُخَـــايِلُ ظِلَّهُــمْ  
   إِلاَّ كَطَيْــفٍ مَــــرَّ أَوْ كَسَحَــــــابِ
حِينَ الجِدَالِ فَمَا تَسَمّـَعُ صَوْتَهُـمْ   
  وَيُــرَدُّ عَــائِبُهُمْ بِغَيْـــرِ جَــــوَابِ
لَيْسُوا إِذَا غَضِبُوا بِأَهْـــلِ تَسَلُّـطٍ 
    رَغِبُوا السِّجَـالَ وَلاَ سَعوا لِعِقابِ
مَا ذَاكَ مِنْ نَقْصٍ تَعَرَّاهُـــمْ فَقَــدْ    
نَظَرُوا السِّفَالَ بِمُطْبَـقِ الأَهْــدَابِ
رُبُّوا عَلَى الصَّبْرِ الجَمِيلِ وَإِنَّهُـمْ   
  عِنْدَ الشَّدَائِدِ مِثْـــلُ طَيْرِ عُقَـــابِ
مَنْ ذَمَّ فِي الصُّحْبِ الأَئِمَةِ خِلْقَـةً 
    فَلَقَدْ يُـــــذَمُّ بِرَأْيِـــهِ المُتَغَـــــابِي
أَنَّى وَقَدْ غَفَرَ الكَرِيـمُ بِسَبْقِهِــــمْ  
   آثَامَهُــمْ فِـــي القِـــدْمِ وَالأَعْقَـابِ
يَامَنْ خَبِرْتَ تُرَابَهُمْ أَعَجِبْتَ فِـي 
    خَلْقِ ابْنِ آدَمَ مِنْ صَعِيــدِ تُــرَابِ
لَكَأَنَّمَا الطِّينُ اسْتَحَـالَتْ عَنْبَــــرًا
     بِمِزَاجِ وَحْيٍ ذَاكَ خَيْـرُ خِضَــابِ
هَذَا وَلَسْتُ اليَــوْمَ أَزْعُــمُ أَنَّهُـــمْ 
    لَـــمْ يَنْطِقُوا أَبَـدًا بِغَيْــرِ صَـوَابِ
فَلَدَيْهِــمُ المَعْرُوفُ كَـانَ مَضِنَّـــةً 
    مِثْــلُ الزَّوَاجِ مَضِنَّــةُ الإِنْجَـــابِ
أَمَّا الّذِي رَامَ الكَمَـالَ وَلَــمْ يَكُــنْ   
  رَكِبَ الصِّعَابَ فَذَاكَ بَحْرُ سَـرَابِ
بَـــادِرْ هَدَاكَ اللهُ لِلأِعْـذَارِ مِــــنْ   
  أَهْلِ السَّمَاحِ وَمُحْسِـنِي الإِعْتَـابِ
وَاصْدَعْ بِقَوْلِ الحَقِّ قَبْلَ لِقَـائِهِمْ    
وَاضْفَرْ بِأَجْرِ الخَاطِـئِ التَّــــوَّابِ
 
 






([1]) قصيدة كتبتها تعقيبا على أحد الرويبضة من بني جلدتنا ممّن اختار لنفسه الرفض دينا وأعلن الطعن في أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم على صفحات الجرائد .

المشاركات الشائعة