بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

وحشة!

11- وحشة!

زُرُونِـــي كُلَّ يَـــوْمٍ لاَ تُبَالُــــوا 
    وَحُطُّوا عَنْ وُجُوهِكُمُ القِنَـــــاعْ
فَنَفْسِي لَـــنْ تَمَـــلَّ لَكُـــمْ لِقَــاءً   
  وَقَلْبِـــي لاَ يُسَلِّيـــهِ الــــــوَدَاعْ
أَيَا أَهْـلَ الأُخُـــوَّةِ مَــــا دَهَاكُــمْ   
  هَجَرْتُمْ ذَا الزَّمَانَ بِغَيْــــــرِ دَاعْ
وَيَا أَهْلَ المَحَبَّةِ هَـــلْ أَرَاكُـــــمْ   
  بِدَارِ الحَاسِدِينَ مِنَ الرِّتَــــــــاعْ
وَهَـــلْ أَحْيَــــا لأَرْمُقَكُمْ عَيَانـًــا   
  بِعَيْـــنٍ لَيْـــسَ يُمْكِنُهَـــا الدِّفَـاعْ
فَصُورَتُكُـمْ تُلَوِّحُ فِـــي الدَّيَاجِي    
أَحَبُّ إليَّ مِــنْ لَـــوْنِ الشُّــــعَاعْ
وَصَوْتُكُمُ أَزِينُ بِــــهِ سَمَـاعِــي   
  فَيُغْنِي القَلْبَ عَنْ حُسْنِ السَّمَاعْ
كَذَاكَ مَجَالِس الإِخْـوَانِ أَغْشَــى   
  فَيَكْفِينِي الحُضُورُ عَنِ التِّــــدَاعْ
فَكَمْ أَنْزَلْتُ مِنْ عَبَـرَاتِ عَيْنِـــي   
  لِفَقْدِ الصِّدْقِ فِي أَرْضِ السِّبـَـاعْ
وَكَمْ جُرِّعْتُ مِنْ سُمِّ الأَفَـاعِـــي    
وَلَدْغِ الحَنْشِ مِــنْ آلِ الشِّجَــاعْ
فَلاَ بُشْـــرَى لِحَمْلٍ بِالبَـــــرَارِي  
   إِذَا أَمْسَــى تُجَـــاوِرُهُ الضِّبَـــاعْ
وَلاَ سَكَــنٌ لِعَبْــدٍ فِـــي دِيَـــارِي   
  وَجُــلّ ُالخَلْـــقِ سَقْـــطٌ لِلمَتَـــاعْ
فَلَمْ يُبْقِ الزَّمَــانُ لَنَــا شَرِيفًــــا   
  وَعَادَ القَوْمُ كَالمَــــالِ المُضَـــاعْ
وَرَأْسُ المَـــالِ عِـــزٌّ نَبْتَغِيــــــهِ  
   بِجَعْــلِ المَــــالِ عَبْدًا لِلطِّبَـــــاعْ
وَرِبْـــحُ البَيْـــعِ خُلْقٌ لو شريتم 
    جَــزَاءُ مَلِيكِهِ صَاعًـــا بِصَــــاعْ
وَخَيْـــرُ المُلْـكِ عِلْـــمٌ لو دريتم   
  وَحُسْنُ العِلْمِ مِنْ حُسْنِ السَّمَاعْ
وَمَا أَجْـــدَى التَّعَلُّمُ دُونَ خُلْــــقٍ  
   وَلاَ بُنِــيَ التَّخَلُّـقُ مِـــنْ فَـــرَاغْ
وَأَهْنَى العَيْشِ فِي بِــرٍّ وَتَقْـــوًى   
  نَعِيـــمٌ مَـــا يُوَافِيـــهِ الرِّعَــــاعْ
وَقُبْحُ القَوْلِ فِي حُكْــمِ السَّجَايَــا  
   كَقُبْحِ الفِعْـــلِ خَاطِئَـــةٌ شَنَــــاعْ
وَحُسْنُ الدَّلِّ مَعْ صِــدْقِ النَّوَايَـا  
   يُسَكِّنُــــكَ العَلاَلِــــيَ وَالقِـــــلاَعْ
وَدُونَ المَجْدِ أَصْــوَاتُ المَنَايَــــا    
وَدُونُ النَّصْـــرِ تُخْتَبَرُ الصِّقَـاعْ
وَصِدْقُ الاسْـــمِ هَمَّــامٌ وَسَـــاعٍ  
   وَخَيْرُ الرِّزْقِ تُدْرِكُهُ المَسَـــــاعْ
وَكُلُّ بَعِيــدَةٍ فِـي النَّــاسِ تَبْــــدُو 
    تَطُولُ إِذَا تَرُومُ لَهَــــا الـــذِّرَاعْ
وَلَكِنَّ الأَيَـــــادِيَ قَــدْ تَـــــوَارَتْ   
  بِصِبْـــغٍ لِلدَّنَــــاءَةِ وَالخِـــــدَاعْ
وَظُفْرٌ بِالقَنَاعَــــةِ لاَ تُسَــــــاوَى   
  بِهِ الأَعْطَانُ مَـلآى بِالكُــــــرَاعْ
وَلَوْ زَكَّى الغَنِيُّ رَغِيــفَ خُبْــــزٍ    
لَمَـا أَضْحَــى بِدَارٍ مِنْ جِيَـــــاعْ
وَلَكِــــنَّ العِبَــادَ بِهَــــا تَمَنُّـــــوا   
  عَشَاءَ الكَلْبِ فِي غَيْـرِ امْتِنَـــاعْ
وَنَفْسِي وَيْحَ نَفْسِي مَـا دَهَاهَـــا   
  تَبَذَّلَــــتِ المَحَـارِمَ كَالمَشَـــــاعْ
تَنَاسَتْ يَوْمَ تُفْتَضَــحُ الخَبَايَــــــا    
وَتَمْتَازُ الفُحُولُ عَـنِ الرِّعَــــاعْ
وَأَعْمَارُ الخَــــلاَئِقِ قَدْ تَفَانَـــــتْ   
  وَأْمَّ شَبَابَهَـــــا هَـــــرَمٌ مُطَـــاعْ
زَمَانُكَ لَنْ يُــــرَدَّ بِلَـوْنِ صِبْــــغٍ  
   وَلاَ لُبْـــسِ البَـرَانِسِ وَالخـِـلاَعْ
فَـــلاَ عُمْـــرٌ يُمَـدُّ إِذَا تَلاَشَـــــى  
   وَلاَ ثَــــــوْبٌ تُجَـــدِّدُهُ الرِّقَــــاعْ
وَلاَ حَـــــيٌّ يُخَلَّدُ فَـــــوْقَ أَرْضٍ  
   وَلاَ مَــــاءٌ يَسِيـلُ إِلَى ارْتِفَـــاعْ
فَـــلاَ تَنْسَ المَنِيَّـــةَ وَارْتَقِبْهَــــا    
فَرَبُّ الرُّوحِ يَنْزِعُهَــا انْتِـــزَاعْ
وَدَعْ عَنْكَ التَّصَابِـي وَالأَمَانِـــي    
وَجَهِّـــزْ مَـــنْ أَلِفْتَـهُ لِلـــــوَدَاعْ
تَصَابِي الشَّيْـخِ يُنْـذِرُ بِالرَّزَايَـــا   
  تَحِلُّ بِذِي البِـــلاَد ِوَذِي البِقَــاعْ
وَهَذَا الدَّهْــــرُ أَوْلَــى بِالبَلاَيَــــا   
  إِذَا رَامَ الشَّبَـــابُ بِهِ الرَّضَــــاعْ
وَهَذَا الحَــيُّ بِالهُجْـرَانِ أَوْلَــــى   
  إِذَا حَنَّــتْ شُيُوخُــــهُ لِليَفَــــــاعْ
وَإِنْ أَمْسَى الشُّيُـوخُ بِمِثْلِ سِنِّـي 
    فَصُورُ الحَقِّ عَنْ قُـرْبٍ يُـــذَاعْ
وَمَا جَــادَتْ يَـدَايَ لَكُـمْ بِشَـــيْءٍ   
  وَأَحْسَبُنِـــي جَـــوَادًا بِالــــوَدَاعْ





المشاركات الشائعة