بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

جواب !!

24- جواب !! ([1])
 


إِذَا سَكَـــتَ الحَلِيـمُ فَقَـــدْ أَجَابَـــــا  
   وَصَمْتُ الحُــرِّ عَنْ قَــــوْلٍ أَنَابَـــا
وَلَوْ كُــلُّ النَّعِيـــقِ أُجِيـبَ هَــــدْرًا   
  لَغَــــضَّ الحَــقُّ مِنْ لَغْـــوٍ وَغَابَــا
لَكَــــمْ قَـــدْ نَالَنَــا فِــي اللهِ ظُلْــــمٌ    
فَلَـمْ نُـــرِدِ الجَـــوَابَ وَلا العِقَـــابَـا
فَلمَّـــــا اشْتَــــــدَّتِ الآثَـــامُ قُلْنَـــا   
  فَمَـا فِـــي وِسْعِنَـــا لَكُـــمُ اجْتِنَابَــا
كَذَاكَ الأُسْـــدُ تَحْمِـــلُ إِنْ تَـرَاءَتْ   
  خِــرَافَ الحَـــيِّ قَدْ أَبْدَيْـــنَ نَابَــــا
فَعُدْنَــا كَالرِّمَـــاحِ بِكَـــفِّ حَــــــقٍّ  
   يُسَدِّدُهَـــا مَتَـــى يَبْغِـــي أَصَابَــــا
أَيَا شَيْتُــورُ قَدْ جَاهَـــرْتَ قِحًّــــــا   
  وَدَوَّيْـــتَ ارْتِعَـــادًا وَاصْطِخَابَـــــا
فَسَمَّعْـــتَ العَوِيلَ كَمِثْــلِ ثَكْلَـــــى    
تُبَلِّـــغُ مِـــنْ مُصِيبَتِهَـــا انْتِحَابَـــا
إِلَــى كَمْ تَخْتَفِي فِـــي ثَـوْبِ حَمْـلٍ   
  وَتَأْمَـــــلُ أَنْ تُــــوَدَّ وَأَنْ تُحَابَــى
فِإِنَ جَنَّ الظَّـــلامُ رَكِبْـــتَ شَــــرًّا  
   فَـأَلْهَمْــــتَ الثَّعَــالِـــبَ وَالذِّئَابَــــا
رَضيــتَ بِسِيـــرَةِ الفُجَّـــارِ سَيْـرًا   
  فَلَــمْ يَصْـــفُ الفُـــؤَادُ وَلا أَطَابَــا
وَظَاهَـــرْتَ الــخَوَارِجَ حَيْثُ حَلُّوا  
   وَنَـــاصَــرْتَ الأَرَاذِلَ وَالكِـلابَـــــا
وَتَهْجُـــــو مِنْ بَنِـي الدُّنْيَا فُحُـولاً   
  إِلَـــى المَعْرُوفِ تَنْتَسِـبُ انْتِسَابَــا
فَكَـــــمْ مِــنْ غَافِــلٍ أَسْدَيْتَ شَــرًّا   
  وَآخَرَ قَــدْ وَزَنْـــتَ لَـــهُ السِّبَابَـــا
يَئِسْتَ بِأَنْ يُقَـــــالَ بَشِيــرُ خَيْــــرٍ  
   فَــأَنْذَرْتَ الفَوَاحِـــشَ وَالخَرَابَــــا
أَمِثْلُكَ يَـــــا وَلِيــدَ السُّـــوءِ يُفْتِي   
  بِسَفْكِ دِمَــاءِ مَـــنْ لَـــزِمَ الكِتَابَــا
وَمِثْلُكَ يَــا بَغِـــيُّ يُشِيــــرُ رَأْيًــــا  
   وَيَنْظُـــــرُ أَنْ يُقَـــــرَّ وَأَنْ يُثَابَــــا
إِذَنْ لَبَـــدَا بِحُمْــرِ الوَحْـــشِ رَأْيٌ  
   يَنَــالُ النَّـــاسَ خَطًّــا أَوْ خِطَابَــــا
أَلاَ أَبْشِـــرْ بِصُــورِ الحَــقِّ يَعْلُـــو   
  فَقَدْ نَطَـــقَ الرُّوَيْبِضَةُ اغْتِصَـابَــا
وَذَا فِــــي آخِــرِ الأَزْمَـــانِ يَبْـــدُو  
   كَمَــا نَاظَـرْتَ فِي الظُّلَــمِ الشِّهَابَـا
وَمِثْلُكَ يَــا بَلِيـــدُ لَسَوْفَ يُفْضِـــي   
  رَئِيسًــــا لِلعِبَـــادِ مَتَــــى تَغَابَـــى
وَذَا حَــالُ الزَّمَـــانِ فَنَـــــمْ هَنِيئًــا   
  وَأَمِّـــلْ أَنْ تَحُـــوزَ لَـــكَ الذُّبَابَـــا
وَذَا يَـــوْمُ انْتِصَابِـــكَ يَـــا ذَلِيــــلا   
  زَعِيمًـــا لاَ نَـــرُومُ لَكُــــمْ جَنَابَـــا
فَكَـــمْ مِــنْ فَاجِــرٍ كَسبَــتْ يَــــدَاهُ   
  مَرَامِيهَــــا إِذَا يَوْمَــــا أَصَابَـــــــا
وَلَـــوْ جَاعَ الجَبَانُ نَظِيــرَ يَـــــوْمٍ  
  لأَبـْـدَى الــذُّلَّ عَـــنْ رَأْيٍ وَطَابَــــا
وَلَـــوْ رَامَ اللّئِيـــمُ رَغِيـــفَ خُبْــزٍ 
    لَبَاعَ العِـــرْضَ وَالدِّيـــنَ المُهَابَــا
أَمَـا إِنِّــي كَتَبْـــتُ وَلَسْـــتُ أَبْغِــي 
    سِبَــابَ فُوَيْسِـــقٍ أَلِــــفَ السِّبَابَـا
وَلَكِنِّـــي أَرَى زُمَـــــرًا تَغَشّـَـــــى  
   نَوَاظِرَهَا مِــــنَ الشُّبَـــهِ اخْتِلابَـــا
وَلَـــوْلا أَنْ يُقَـــــالَ لَنَــــا جَبنْتُـــمْ   
  لَمَــا عَلَّقْـــتُ مِــــنْ خَـــطٍّ كِتَابَـــا
وَإِنِّــي حِينَ أَغْضَـــبُ لاَ أُجَـــارِي   
  سِوَى المَعْرُوفِ إِنْ طَلَبَ الغِضَابَا
إِذَا مَــا اسْتَنْسَرَ الحَشَـــرَاتُ يَوْمًا    
فَمِثْلِـــيَ لاَ يَـــرُومُ لَهَـــا انْتِسَابَــا
وَلَكِنَّـــــا الأَعِـــزَّةُ عـِــزَّ مَوْلًـــــى  
   لَنَــــا رَفَـــعَ المَنَـــازِلَ وَالقِبَابَــــا
وَدُونَكَ يَا غَوِيُّ مَقَالُ صِـــــــــدْقٍ  
   صَرِيحٌ قَدْ جَـــلاَ عَنْـــهُ الضَّبَابَـــا
كِتَابٌ مِنْ كَرِيمٍ لَيْسَ يَبْغِـــــــــــي   
  سِوَى المَعْرُوفِ إِنْ خَطَّ العِتَابَــــا
أَخُــو عَدْلٍ مَتَى أَوْفَى بِقَــــــــــوْلٍ  
   يُديـــنُ لَـــهُ الحَنَـــاجِرَ وَالرِّقَابَـــا
غَشَـــاكَ بَشِيرُنا بِالخَيْـــرِ فَاسْمَـعْ   
  جَــــوَابَ مُوَفَّـــقٍ سَبَــكَ الجَوَابَــا
أَتَـــاكَ بِحُجَّـــةِ القُـــرْآنِ نُصْحًـــا   
  وَبِـالآثَــــارِ جَلّبَــــكَ اجْتِلابَـــــــــا
فَتُبْ يَا مَـــنْ حَبَـــاكَ اللهُ عَقْـــــلاً   
  تَمِيــــزُ بِهِ مِنَ الخَطَـــإِ الصَّوَابَـــا
فَخَيْرُ النَّاسِ فِـــي حَــرَمٍ وَحِـــــلٍّ  
   لَـــــذُوا ذَنْـــبٍ إِذَا أَفْضَـــى أَنَابَـــا









([1]) جواب عن مقال سوء لأحد كتّاب الجرائد يحرّض فيه على قتل المصلحين ، ويتّهمهم بالجبن والعمالة !!!

المشاركات الشائعة