بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

بشار

بشار([1])

 


[تَزِلُّ بِـي قَدَمِي فِـــي الذَّنْبِ وَاللَّمَــمِ   
  وَيَغْفَلُ القَلْبُ عَــنْ مَوْتٍ وَعَنْ سَقَمِ]
وَأَرْكَبُ الوِزْرَ لاَ أَشْـرِي بِـــهِ ثَمَنًـــا  
   مِنْ لَذَّةِ الرُّشْدِ أَوْ مِـنْ حَسْرَةِ النّــَدَمِ
[وَتَشْتَهِـــي النَّفْسُ آمَـــالاً تُحَصِّلُـهَا    
وَهَلْ يَنَالُ المُنَــى مَنْ تَاهَ فِي الظُّلَمِ]
[مَنْ لِلأمَانِي إِذَا رُمْتُ السَّرَابَ بِهَــا 
    أَوْ سِرْتُ أَطْلُبُهَا مِنْ مَــوْرِدٍ عقِــــمِ]
مَنْ لِلإجَابَةِ إِنْ كَـانَ الدُّعَـاءُ بِنَـــــــا   
مِنْ سَيِّءِ الفِعْلِ بَلْ مِــنْ بَـاطِلِ الكَلِمِ
إِنِّي أَرَى الغَيَّ مَا يَرْبُو عَلَى رَشَـدِي    
وَأَطْمَعُ العَفْوَ مِـنْ ذِي الفَضْلِ وَالنِّعَمِ
[وَلِي إِلَى العِلْمِ أَشْـــوَاقٌ وَمَسْغَبَــــةٌ   
 وَأَسْتَكِنُّ لِمَــا يُــودِي إِلَـــى سَقَمِـي]
فَهَلْ أَتُــــوبُ إِلَـــى رَبِّي فَيُكْرِمنِــــي    
أَوْ اسْتَبِدُّ فَــلاَ أَجْنِــي سِـــوَى أَلَمِــي
وَهَلْ أَعُـودُ إِلَــى وَجْـــدِي فَأَعْمُـــرَهُ    
مِنْ وَاحَةِ العِلْمِ أَوْ مِنْ مَنْبَــعِ الحِكَــمِ
وَهَـلْ أَقُـــومُ إِلَى قَصْـــدِي فَأَنْظُــــرُهُ 
    بَيْـــــنَ الدَّفَاتِـــرِأَوْ فِي صَوْلَــةِ القَلَمِ
فَيَـــا خَلِيلَــيَّ قُومَــا إِنَّ لِــي سَفَـــــرٌ 
    لأَرْضِ بَشَّــارَ أَرْضِ الجُودِ وَالكَــرَمِ
وَأَرْضِ مَا كَانَ مِنْ دِيـنٍ وَمِـــنْ أَدَبٍ   
  وَأَرْضِ مَنْ حَازَ خَيْرَ الخُلْقِ وَالشِّيَـمِ
مَحَلَّةٌ رُفِعَـــــتْ بِالعِلْـــــمِ شَامِخَــــــةٌ   
  فَــوْقَ الكَثِيبِ وَصُمِّ الصَّخْــرِ وَالعَلَمِ
فَسُوقُهَـــا بِكُنُوزِ الخَيْرِ مَــــا نُصِبَـتْ   
  وَرِبْحُهَـا رُصِدَتْ لِلعُـــرْبِ وَالعَجَــــمِ
مَضْمُونَةُ الكَسْبِ لاَ يَشْقَى الفَقِيرُ بِهَا   
  وَلاَ الجَـوَادُ إِذًا يُفْضِي إِلَـــى عَــــدَمِ
وَلاَ المُكُوسُ بِهَـــا تُجْبَـى لِظَالِمِهَــــا    
وَلاَ اللُّصُوصُ بِهَا تَسْطُو عَلَى الأُمْمِ
كَأَنَّمَا عَمِيَتْ عَــنْ عَيْـــنِ خَائِنِهَــــــا   
  أَوْ أَنَّهَــا نُصِبَتْ فِــي بَاطِنِ الحَــــرَمِ
بَشَّارُ يَا صَاحِ قَدْ جَـادَ الرَّحِيمُ لَهَـــــا  
   بِجَمْعِ مَشْيَخَــةٍ مِنْ خِيــــرَةِ النُّجُـــمِ
تُبِينُ لِلنَّاسِ مِــنْ أَحْكَـــامِ شِرْعَتِهَـــا   
  فَتَجْمَعُ الخَلْقَ مِــنْ بَـــاغٍ وَمُخْتَصِــمِ
وَتَرْفَعُ اللَّبْسَ صِدْقًا عَنْ كِتَابِ أَبِـــي     
عَبْدِ الإلَــهِ رَفِيـــعِ القَـــدْرِ وَالشِّيَــــمِ
وَرِيثِ مَالِكَ فِي تَقْرِيــــرِ مَذْهَبِــــــــهِ  
   وَعِقْــــدِهِ وَسَلِيــــمِ نَهْجِـــــهِ القِيَـــمِ
فِي شَرْحِـهِ السُّنَّةِ المَحْفُوظِ جَانِبُهَـــا  
   عَـنْ مَــارِدِ الإِنْسِ بِالأقْلاَمِ وَالرُّجُـــم
مِنْ أُمَّةِ الرَّفْضِ مَــنْ بَاتَتْ تُطَاوِلُنَـــا   
  فِي عِـــــزِّ مِلَّتِنَا بِالغَمْــــزِ وَالتُّهَــــمِ
وَتُظْهِرُ الطَّعْنَ فِــــي أَعْـــلاَمِ أُمَّتِنَــــا    
وَتَجْحَدُ الخَيْـــرَ مِمَّنْ جَـــادَ بِالنِّعَـــمِ
وَفِرْقَةٍ مَرَقَتْ عَنْ أَصْــلِ شِـرْعَتِنَـــــا    
بِالسَّيْفِ مَا خَرَجَتْ فِي خِيــرَةِ الأُمَمِ
فَالبَطْشُ دَيْدَنُهَـــا وَالغَــدْرُ شِيمَتُهَــــا   
  وَالرُّعْبُ ثَمْرَتُهَا فِـي الحِلِّ وَالحَـــرَمِ
فَيَا لِحَاسِدِهَا فِـــي وُسْــــعِ نِعْمَتِهَـــــا   
  وَلائِمًـــا أَهْلَهَــــا أَقْصِــــرْ فَــــلا تَلُمِ
 فَذِي القُطُوفُ بِهَـــا تَـــدْنُو لِطَالِبِهَـــا   
  وَذِي مَنَازِلُهَا تُطْـوَى عَلَــــى قَــــدَمِ
فَأَسْرِعِ الخَطْوَ تَغْنَمْ مِــنْ مَكَاسِبِهَـــــا   
  وَأَخْلِصِ القَصْدَ تَسْبِقْ عَالِـيَ الهِمَـمِ
إِنَّ العُلُومَ نَعِيمُ النَّفْــسِ لَــوْ نَظَــــرَتْ  
   عَيْنُ الكَلِيلِ لِمُخْتَـــالٍ عَلَـــى القِمَــمِ
وَخَيْرُ زَادٍ وَقَدْ طَــالَ المَسِيـــرُ بِنَـــــا   
  بِأَرْضِ مَسْبَعَــةٍ فِـــي عَتْمَـــةِ الظُّلَمِ
وَخَيْرُ مُدَّخَـرٍ مِـــنْ سَعْــــيِ مُحْتَسِـبٍ   
  قَبْلَ الرّحِيلِ وَقَبْـــلَ العَجْزِ وَالهَـــرَمِ
وَخَيْـرُ دِرْعٍ يَلُـــوذُ العَامِلُـــونَ بِهَــــا   
  وَخَيْـرُ مُلْتَجَأٍ بَـــلْ خَيْـــرُ مُعْتَصَــــمِ
مِنْ فِتْنَةِ الدِّينِ مَا زَاغَ الهَوَى وَجَرَى  
   فَتَحْفَظُ العِرْضَ وَالمَعْـرُوفَ بِالذِّمَـمِ
فَــاللهُ يَحْفَظُنَــا مِــنْ شَـــرِّ أَنْفُسِنَـــــا    
وَاللّهُ يَرْزُقُنَا مِـــنْ فَضْلِــــهِ العَــــرِمِ
وَاللهُ يَجْـــزِي كَرِيمًــــا قَـدْ أَذَلَّ لَنَـــــا   
  هَذَا السَّبيلَ بِأَرْضِ الجُــودِ وَالكَــرَمِ
ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَــى المُخْتَـــارِ سَيِّدِنَــــا    
مَا لاحَ بِاللّيْلِ نُورُ البَـــدْرِ وَالنُّجُـــمِ





([1]) قصيدة بمناسبة دورة الإمام مالك العلمية الخامسة بمدينة بشار – حرسها الله -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة