بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فوائد تعدد الزوجات

فوائد تعدد الزوجات([1])


تَبًّا لِمَـنْ جَعَـــلَ الرُّجُولَـــةَ مَسْخَـــرَهْ  
   وَقَضَـــى بِقَـــوْلِ الفَاسِقِيـــنَ وَأَكْبَــرَهْ
وَغَـــدَا بِنَظْــمِ الشِّعْــرِ يَقْدَحُ جَهْــرَةً   
  فِـــي شَـــرْعِ رَبِّـــيَ خِفْيَـــةً وَتَسَتُّــرَا
وَأَتَـــى أَقَاصِيصَ الخَيَـــالِ فَصَاغَهَــا   
  يَبْغِي انْتِقَـــاصَ فَضِيلَــةٍ مَـــا أَمْكَــرَهْ
لَوْ شَاءَ قَصَّ عَنِ الفَضَـــائِلِ وَارْتَقَـى   
  لَكِنَّــــهُ لِلفَضْــــلِ صَــــارَ مُدَمِّـــــــرَهْ
فَاسْمَعْ إِلَـــى قَصَصِ الحَقِيقَةِ وَاعْتَبِـرْ   
  وَادْفَــــعْ بِأُذْنِــــكَ إِنْ أَرَدْتَ التَّذْكِــرَهْ
ذَكَرَ ابْنُ جَـوْزِي فِــي مَقَـــالٍ حَاكِيًـــا    
مِــنْ صَفْــوَةِ الثَّقَلَيْنِ حَـــالاَ مُؤْثِــــرَهْ
عَنْ تَـــاجِرٍ بَلَغَ الثَّـــرَاءَ وَلَـــمْ يَكُـــنْ   
  يَرْضَى سِــوَى سُبُلِ السَّـــلاَمِ النَّيِّــرَهْ
جَاءَتْــــهُ يَوْمًــــا عِنْدَ دُكَّــــانٍ لَـــــــهُ   
  بِنْــتٌ لِفَاضِـــلَ قَدْ حَوَتْــــهُ المَقْبَـــرَهْ
خَطبَتْــهُ تَرْجُو أَنْ يَكُـــونَ لَهَـــا يَـــدًا   
  لِيَتِيمَــــــــةٍ مَغْبُونَـــــــةٍ وَمُكَسَّــــــرَهْ
وَرِثَتْ مِــــنَ الأَمْـــوَالِ قَــدْرًا هَائِـــلاً   
  لَكِنَّهَـــــا لِلـــــزَّوْجِ جِـــدُّ مُقَــــــــدِّرَهْ
فَأَجَابَهَــــا شَــــرْطَ التَّخَفِّـــي بِالّـــذِي   
  يَرَيَانِـــهِ عَــــنْ زَوْجِــــهِ المُتَكَــــدِّرَهْ
وَقَضَـــى سِنِينًا لَيْسَ يَعْـــرِفُ سِـــرَّهُ 
    إِلاَّ الــذِي شَهِــدَ القِـــرَانَ وَأَحْضَـــرَه
وَبِيَـــوْمِ شَكَّتْ زَوْجُـــهُ فِـــي شَأْنِــــهِ    
تَبِعَتْهُ جَارِيَةٌ لِبَيْتِهِ مُخْبِــــــــــــــــــرَهْ
وَحَكَــــتْ لِرَبَّتِهَــــا بِــــأَنَّ شَرِيكَهَــــا   
  فِـــي بَيْتِ أُخْرَى مَــا يَبِيتُ مُعَسْكِــرَا
كَتَمَتْ كَرِيمَتُــهُ وَلَــــمْ تُخْبِـــرْ بِـــــذَا    
عَبْــدًا وَلَـــــمْ تُكْثِــــرْ بِذَاكَ الثَّرْثَــــرَهْ
حَتَّى قَضَــــى رَبُّ العِبَــــادِ بِمَوْتِـــــهِ  
   فَدَعَــتْ لَـــهُ بِالخَيْــرِ بَعْــدَ المَغْفِـــرَهْ
وَدَعَـــتْ بِأَمْـــوَالِ الفَقِيـــدِ فَقَسَّمَـــتْ  
   مِيرَاثــهُ بِالعَـــدْلِ فعْــــلَ المِسْطَــــرَهْ
وَعَدَتْ لِشَطْرِ نِصَابِهَـــا مِنْ زَوْجِهَــا   
  بَعَثَـــتْ لِضَرَّتِهَــــا بِــــهِ كَالمُؤْثِــــرَهْ
لَكِــــنَّ ضَرَّتَهَــــا أَبَــــتْ إِمْسَاكَــــــهُ  
   وَتَعَـــذَّرَتْ مِنْهَــــا أَشَــــدَّ المَعْــــذِرَهْ
وَتَحَجَّجَتْ بِطَلاَقِهَـــا مِـــنْ زَوْجِهَــــا  
   فَافْهَـــمْ قَصِيــدِي إِنْ أَرَدْتَ التَّذْكِـــرَهْ
إِنَّ التَّعَــــــدُّدَ سُنَّــــــةٌ مَظْلُومَـــــــــةٌ  
   بَيْنَ الوَرَى فِـــي جِدِّهَـــا وَالمَسْخَــرَهْ
فَاحْذَرْ أُخَيَّ مِــــنَ المــــزَاحِ فَرُبَّمَـــا  
   كَفَـــرَ اللّئِيــــمُ بِقَوْلِــــهِ إِذْ أَصْغَـــــرَهْ
وَاعْلَـــمْ بِأنَّ اللهَ لَـــمْ يَشْـــرَعْ لَنَـــــا  
  إِلاَّ الجَمِيــلَ فَكُـــنْ لِـــرَبِّكَ شَاكِـــــــرَا
إِنَّ التَّعَــــدُّدَ نِعْمَــــةٌ لَــــوْ أَنْصَفُــــوا 
    لِنِسَائِنَــــا قَبْــــلَ الرِّجَــــالِ المُكْثِـــرَهْ
لَكِنَّ أَهْلَ الفِسْــــقَ قَدْ رَامُــــوا بِنَــــا    
شَــــرًّا فَصَدَّقَهُــــمْ بِــذَاكَ الأَحْمِـــــرَهْ
وَتَحمَّلُوا أَسْفَــــارَهُمْ فِــــي سَيْرِهِـــمْ   
  يَا وَيْحَهُمْ مِــــنْ جُرْمِهِمْ مَــــا أكْبَــرَهْ
فَلَرُبَّمَــــا كَبِــــرَتْ حَلِيلَــــةُ وَاجِــــــدٍ 
    أَوْ أَصْبَحَــتْ عِنْدَ الفِـــراشِ مُقَصِّــرَهْ
أَوْ أَنَّهَـــا مَرِضَتْ فَلَـــمْ يُحْصَنْ بِهَـــا   
أَوْ عِنْدَ حَيْـــضٍ أَوْ نِفَـــاسٍ أُحْصِـــرَا
وَكَـــذَاكَ تَكْثِيـــرُ الصِّـــلاتِ فِإنَّمَــــــا    
فَضْـــلُ الحَيَـــاةِ مَـــوَدَّةٌ وَمُصَاهَــــرَهْ
وَصِيَانَــــــةٌ لِنِسَائِنَــــــا وَكَفَالَـــــــــةٌ   
  لِلمُحْصَنَـــاتِ وَذَاكَ حَسْـــبَ المَقْــدِرَهْ
أَوْ رُبَّمَـــا غَـــابَ العَشِيـــرُ مُسَافِـــرًا   
  وَالنَّفْـــسُ مِـــنْ أَهْوَائِهَـــا مُتَسَعِّــــرَهْ
وَكَـذَاكَ فِـــي زَمَـــنِ القِتَـــالِ فَرُبَّمَـــا   
  كَثُــرَ النِّسَـــاءُ وَقَلَّ وَالِـــي الطَّنْجَــرَهْ
وَلَرُبَّمَـــا وَقَـــعَ الغَــــرَامُ لِمُحْصَـــــنٍ  
   حَتَّى وَلَــــوْ كَـــانَ المُقَـــاتِلُ عَنْتَـــرَهْ
وَكَـــذَاكَ تَشْوِيــــقُ النِّسَــــا لِبُعُولِهَــا 
    يَـــوْمَ الغيَــابِ وَذَا بِحَـــقِّ قَدْ جَـــرَى
وَكَــــذَا تَفَرُّغُهَــــا بِنَوْبَــــةِ غَيْرِهَــــا   
  لِلعِلْمِ وَالإِيمَانِ تَرْجُو المَغْفِـــــــــــــرَهْ
وَجِمَـاع ذَاكَ الأمْـــرِ تَكْثِيـــرُ الّــــذِي  
   تَبِـــعَ الرَّسُـــولَ فَكُـــنْ لِدِينِكَ نَاصِــرَا






([1]) نظمت هذه القصيدة معارضة لأحد الشّعراء ممّن نظم قصّة مخترعة في الاستهزاء بسنّة التّعدّد والتنفير منها ، فعارضته بذكر قصّة حقيقية من كتاب ابن الجوزي " صفوة الصّفوة " ، مع ذكر بعض محاسن وفوائد التّعدد

هناك 17 تعليقًا:

  1. جزاك الله خيرا أبها المبارك
    ولكن حبذا لو تراجع لفظة القِران فقد أنكرها بعض أهل العلم ، وليست مما قال به السلف فيما أعلم ، والله أعلم

    حفظك الله

    ردحذف
  2. أحسنت القول أحسن الله إليك

    ردحذف
  3. بارك الله فيك الشبخ مراد مفخرة بريش

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا على ما ألفت وأفدت

    ردحذف
  5. نصرالدين السلفي المالكي6 مارس 2016 في 2:19 م

    بارك الله فيك

    ردحذف
  6. بارك الله فيك احسنت

    ردحذف
  7. ماشاء الله
    جدتها رائعة خاصة في ما يخص فوائد التعدد
    جازاك الله خيرا

    ردحذف
  8. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  9. أحسن الله إليك أخي مراد

    ردحذف
  10. أحسن الله إليك أخي مراد

    ردحذف
  11. وفقنا الله وإياكم

    ردحذف
  12. وفقكم الله

    ردحذف
  13. نعم معك حق التعدد سنة واحله الله جل في علاه ....لكن نحن النساء خلقنا هكذا يجرحنا الزوج اذا عدد ليس رفضا لما احله الله للرجال ....لكن من غيرتنا على ازواجنا وحبنا لهم ....ماذا نفعل هذه قلوبنا^^

    ردحذف

المشاركات الشائعة