بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

دنيا الغدر

38- دنيا الغدر

 
لِلحِبْرِ دَمْعُهُ قَبْـلَ العَيْـنِ فِـي الأَدَبِ  
   والشِّعْرُ يُجْمَعُ بَعْدَ القَلْبِ فِي الكُتُــبِ
يَسْقِي المِدَادُ لَدَيْنَا وَجْهَ صَفْحَتِنـَــا  
   سَقْيَ الدُّمُوعِ لِخَدِّ المُغْرَمِ الصَّبـــــبِ
إِنْ كَانَ بُعْدُكِ والنِّسْيَانُ لاَزِمَنـَـــــا    
فَوَصْلَنَا الشِّعْرَ بَادِي القُرْبِ لَمْ يَغِـبِ
هَلْ تَنْظُرِينَ أَيَا دُنْيَا بِذِي  رَشَـــــدٍ   
  أَهْدَاكِ قَلْبًا ومَـــا بَــادَرْتِ بِالطَّلَــــبِ
لَوْ كَان غَيْرُكِ لا يَرْقَى مَنَازِلَـــــــهُ  
   إِلاَ أَمـــدَّ عَظِيــــمَ الجِـــدِّ والتَّعَـــــبِ
رُدِّي بِرَبِّي جَمِيلَ الفَضْلِ صَاحِبَــهُ    
مَنْ كَانَ أَوْفَى نَصِيبَ النَّفْسِ بِالتَّعَـبِ
أَو قَدْ عَدَى حَدَّهَا يَوْمًا فَأرْغَمَهـَــا   
  صَبْرًا يَنُوءُ بِذِي الأَثْقَالِ والكُــــــرَبِ
حَتَّــى تَحَمَّلَ مِـــنْ أَحْزَانِكَ مَــــدَدَا   
  يُرْضِي العُذُولَ فَيَا لِلحَادِثِ العَجَــــبِ
كُنَّا نُأَمَّـــلُ مِنْكِ الخَيْـــرَ يَغْمُرُنَـــــا   
  فَنَالَنَـــا بِكِ حَــظُّ البُخْـــلِ والجَــــدبِ
سَمَّاكِ بِالقُرْبِ مَنْ قَدْ كَانَ يَحْسِبُنَـا   
  أَسْرَى الكَلاَمِ نُعِيرُ الحُكْــمَ لِلخُطَــــبِ
فَغَرَّنَا الاِسْمُ والمَوْعُودُ أَوْهَمَنَــــــا  
   قُرْبَ الدِّيَــارَ فَبَـــاءَ القَصْدُ بالخِيَـــبِ
يوْمًا عَهِدْتِ فَقَدْ أَخْلَفْتِ مَوْعِــــدَكِ    
يَا دَارُ مِنْكِ دَوَامُ الهَـــــمِّ والنَّصَــــبِ
وَقُلْتِ فِي النَّاسِ مَنْ دَانٍ فَأُكْرِمَــهُ   
  ثُــمَّ اِنْسَحَبْتِ فَمَـــا وَفَّيْــتِ بِالطَّلَـــبِ
يَا رَحْمَـــةَ اللهِ تَغْشَانَـــا فَيَشْمَلُنَـــا     
عَطْفُ الكَرِيمِ وَنَعْـدُو رِبْعَكِ الخَـــرِبِ
زَهْرُ الحُقُولِ تُمَنِّي النَّفْسَ كاذبــــةً  
   وَغَفْلَةُ القَلْبِ تُنْسِي المَرْءَ فِي الغِبَبِ
صَوْتُ البَلابِلِ وَهْمٌ حِينَ نَسْمَعُــــهُ   
  لَوْ كَانَ يَصْدُقُ لاسْتَمْلاهُ مِنْ كَثَـــــبِ
مَاءُ العُيُونِ يَسُرُّ النَّفْسَ مَنْظَـــــرُهُ  
   ونَقْصِـدُ البِئْـــرَ عِنْدَ الحَـــرِّ لِلشُــرَبِ
رِيحُ الوُرُودِ عَلِيلٌ فِــــي مَنَابِتِهَـــا  
   كَرِيحٍ قِدْرِكَ لاَ تُغْنِي عَـــنِ السَّبَــــبِ
فَمَــا طَلَبْتُ جَمِيلاً مِـــنْ شَمَائِلِهَـــا    
إِلاَّ أَجَابَ مجِيبُ السُّـــــؤْلِ بِالسّلـــبِ
لاَ مَا قَضَتْ رَغْبَتِي مِنْهَا حَوَائِجَـهَا   
  ومَا انْتَهَـــى أَمَلِـــي إِلاَّ إِلَى نَصَـــبِ
هَذِي اليَمِيـــنُ يَمِيــنُ اللهِ أُقْسِمُهـَـا     
ما نِلْتُ مِنْكِ طِوَالَ العُمْرِ مِـــنْ أَرَبِ
ولاَ جَزَى النَّفْسَ حَظٌ يَوْمَ جَـاوَرَهَا     
عِشْـــقٌ لِدَارِكُمُ فِـــي الجِــدِّ واللَّعِـبِ
فَغَايَةُ الوَصْلِ فِي أَحْكَامِ شِرْعَتِهَـــا    
قَوْلُ الِمرَاءِ وخَلْطُ الصِّدْقِ بالكَـــذِبِ






المشاركات الشائعة