بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فضائح العَلمانية

فضائح العَلمانية


مقدمة

في أصل هذا المذهب الخبيث

يـا لاَبِسًـــا بِالـــــزُّورِ وَالبُهْتَــــــــانِ 
    ثَـــوْبَ الحَدَاثَـــةِ دُونَمَــــا بُرْهَـــــانِ
إِنَّ الدَّعَاوَى فِي الحِجَــــا مُحْتَاجَــــةٌ  
   بُرْهَــــانَ يُثْبِتُ مَتْنَهَــــا بِبَيَــــــــــانِ
هَـــــذِي البَلِيَـــةُ كَاسْمِهَا قَدْ أُحْدِثَــتْ  
   بِدْعًــــا مِـــنَ الأَهْوَاءِ فِي الأَدْيَــــانِ
زَعَمُــــوا بِأَنَّ عُقُولَهُــــمْ قَدْ أَدْرَكَــتْ   
  مَــا غَـابَ عَنْ إِنْسٍ وَعَنْ شَيْطَــــانِ
وَرَأَوْا بِـأَنَّ النَّــاسَ عَاشُـــوا قَبْلَهُـــمْ  
   حِقَبًـــا مِـــنَ الإضْـلاَلِ وَالخُرْصَـــانِ
جَهِلُوا بِـأَنَّ القَــوْلَ قَـــوْلُ شُيُوخِهِــمْ   
  فِرْعَــوْنَ ذِي الأَوْتَــادِ مَـــعْ هَامَـــانِ
بَــــلْ قَوْلُ قَــــارُونَ الّذِي مِنْ غَيِّــــهِ   
  قَـدْ كَـــانَ يُنْكِـــرُ نِعْمَــةَ الرَّحْمَـــــانِ
وأَخِ ثَمُــــودَ إِذَا تَذَاكَــــرْتَ الــــوَرَى 
    شَــــرُّ الخَلِيقَـــةِ قَـــــاتِــلِ الحَيَـــوَانِ
وَجَمِيعِ مَنْ عَـــادَى الإِلـــهَ وَحِزْبَـــهُ    
مِـــنْ كُـــلِّ أَلْفَيْــنِ تَحَاشَــى اثْنَـــــانِ
إِبْلِيـــسُ مَنْ سَـــارَ الأُلَــى بِطَرِيقِـــهِ 
    فَسَقَاهُـــمُ الغِسْلِيـــنَ فِـــي النِّيـــرَانِ

فصل

 في بيان بعض أسمائهم

وَسَمُـــوا طَرِيقَتَهُمْ بِوَصْــفٍ زَائِـــفٍ  
   وَتَسَمَّـى سَالِكُهَـــا الفَتَــى العَلْمَـانِي
لاَ نِسْبَـــةً لِلعِلْـــمِ حَاشَـــا العِلْـــــمَ لاَ   
  بَـــلْ زُورَ قَـــوْلٍ وَاصْطِلاَحَ مَعَـــانِ
أَوْ قَـــالَ ذِي عَصْرِيــــةٌ وَحَضَــــارَةٌ  
   كَـــلاَّ وَرَبِّ العَـــرْشِ ذِي الإِحْسَــانِ
كُـلُّ العُصُورِ وَإِنْ تَعَاظَـــمَ شَرُّهَــــــا
     لاَبُــدَّ يَعْلُوهَــــــا صَــــدَى الإيمَـــانِ
وَحَضَـــارَةٌ الـــلاَدِين تِلْـكَ جَهَالَـــــةٌ 
    وَزَخَــارِفُ الدُّنْيَـــا حُطَـــامٌ فَــــــــانِ
وَتَقَـــدُّمٌ زَعَمُــوا وَلَكِنْ صَــوْبَ مَـــا    
  يُــــرْدِي بِدِيـــنِ السَّـــالِكِ الوَلْهَـــانِ
وَتَخَلُّفٌ يَهْـــوِي بِعَقْلِ المَـــرْءِ سَــلْ    
عَنْ فِكْرِهِـــمْ فِـــي غَابِــرِ الأَزْمَــــانِ
وَتَحَـــرُّرًا رَامُـــوا بِكُـــلِّ طَرِيقَــــــةٍ 
    مِـنْ شِرْعَـــةِ الأَبْطَـــالِ وَالفُرْسَــــانِ
لَمَّـــا أَحَسُّـــوا هَامَهُــــمْ مَشْـــــدُودَةً 
    لِسَفَـــــاسِفِ الأَخْــــــلاَقِ كَالجِــرْذَانِ
وَحَدَاثَــــةٌ قَالُـــوا فَقُلْـــــتُ دِيَاثَــــــةٌ     
لَمَّـــــا تَسَـــــاوَى البَعْـــلُ لِلنِّسْـــوَانِ
مَدَنِيَــةٌ هَــــذِي؟ فَـــأَيُّ مَدِينَــــــــــةٍ  
   تَـأْوِي فِــــرَاخَ النَّسْـــرِ وَالغِرْبَــــــانِ
ذِي غَابَـــةٌ لَـــوْ قَدْ تَبَصَّرْتُـــمْ بِهَــــا    
أَبْنَـــاءَ وَحْـشٍ لَـــــمْ يَكُـــنْ بِمَكَــــانِ
بَــلْ فِيهِــم العَنْقَــاءُ وَالغُـــولُ الّتِـــي  
   أَضْحَــتْ أَسَاطِيــرًا تُـــــرَى بِعَيَــــانِ

فصل

في نشأة هذا المذهب الخبيث

لَمَّـــــا رَأَى الأَقْوَامُ ظُلْـــمَ كَنِيسَــــــةٍ  
   حَكَمُــوا عَلَــى الأَدْيَـــانِ بِالطُّغْيَـــانِ
ثُـــــمَّ اسْتَعَانُـــوا بِالمُؤَرِّخِ نَجْـــــــدَةً  
   فَحَكَـــى لَهُــمْ عَــنْ غَابِــــرِ البُلـدَانِ
عَــنْ حِقْبَةٍ لِلـــــرُّومِ كَانَتْ حَسْبَهُـــمْ   
  أَزْهَـــى زَمَـــانٍ عَاشَــــه الحَيَّـــــانِ
وَحَضَارَةُ الإِغْرِيقِ فِيهَـــا مَخْــــــرَجٌ    
مِــنْ ظُلْمَــةِ العَصْرِ الكَئِيبِ العَانِـــي
وَتَبَصَّـرُوا حُكْـــمَ الشُّعُوبِ وَدَوْلَـــــةً  
   للِعَدْلِ فِيهَـــــا صُورَةٌ بِمَعَــــــــــــانِ
فتَيَمّمُوا صَــوْبَ السّـــرَابِ وَأَيْقَنُـــوا 
    أنَّ الخَـــــلاصَ بِصُحْبَــــةِ الرُّكْبَـــانِ
تَبِعُوهُـــمُ فِـــي سَيْرِهِـــــــمْ وَتَلقّفُــوا   
  شَـــــرَكَ العَـدوِّ فَكـــانَ بِالأحْضَـــانِ

فصل

في عقيدتهم وقول الفرقة الأولى منهم ( الإلحاد )

قَــــالَ المُقَدَّمُ وَالمُبَجَّــــلُ فِيهِــــــــــمُ   
  لاَ رَبَّ خَــــلاَّقٌ لِـــذِي الأَكْـــــــــوَانِ
وَالكُــــلُّ مَوْجُودٌ بِمَحْضِ تَصَـــــادُفٍ   
  أَوْ بِانْتِخَــــــابِ الأَرْضِ لِلسُكَّــــــــانِ
وَجَمِيعُ مَــــــــا يَجْرِي فَحُكْمُ طَبِيعَــةٍ 
    فَهِــــــيَ المُدَبِّرُ حِكْمَةَ الحَدَثَــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أَغْــــــــرَقَ رَبُّنَــــا
     أَعْدَاءَ نُــــــــوحٍ لَيْلَةَ الطُّوفَــــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَخْبَــــــــرَ صَالِــــحٌ    
عَـــــــنْ نَاقَةِ الأَرْزَاقِ وَالرِّضْـــــوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ صَاعِقَةِ الـــــــوَرَى  
   مِنْ قَوْمِ عَــــــــادٍ سَاكِنِي الوِدْيَــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حَالَ مَصْرَعِ مَدْيَــــــــنٍ 
    وَهَـلاَكِ كِسْرَى صَــــــاحِبِ الإيـــوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَمْطَرَت السَّمَــــــــا 
    صَخْرًا عَلَـــــــى لُوطِيَّةِ الذُّكْـــــــرَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أُلْقِـــــــيَ سُجَّـــــدًا  
   أَعْدَاءُ مُوسَى فِــــــــي فِنَا الثُّعْبَـــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَــــــــوْمَ أَبْرَأَ رَبُّنَــــــــا 
    بِيَدِ المَسِيحِ جَمَـــــــاعَةَ العُمْيَـــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ شُقَّ البَدْرُ عَــــــــنْ  
   أَمْرِ الرَّسُولِ المُصْطَفَى العَدْنَانِــــــي

فصل

في قول الفرقة الثانية (فصل الدين عن الدولة )

وَأَخُوهُ لَمْ يُنْكِرْ وُجُــــــــودَ إِلَهِنَـــــــا 
    بَلْ أَنْكَرَ التَّشْرِيــــــــعَ لِلدَيَّـــــــــــانِ
وَرَأَى بِأَنَّ الشَّــــــــرْعَ يَلْزَمُ أَهْلَـــــهُ 
    فِي الدِّيرِ أَوْ فِــــــي مَسْجِدِ البُنْيَــانِ
لاَ دَخْلَ لِلرَّحْمَانِ فِـــــــــي حُكْـــمٍ وَلاَ   
  فِي دَوْلَةٍ أَوْ فِي قَضَـــــــا الأَقْــــرَانِ
لاَ فِي اقْتْصَـــــــــادٍ أَوْ سِيَاسَةِ أُمَّــــةٍ    
فَالكُلُّ مَتْرُوكٌ لِـــــــذِي السُّلْطَــــــانِ
هَلْ أَدْرَكَ المَخْبُولُ أَنَّ الكَوْنَ فِـــــــي 
    مُلْكِ الإِلَــــــــهِ الوَاحِدِ الدَّيَـــــــــــانِ
وَالأَرْضُ أَرْضُ اللهِ يُورِثُهَا الّـــــــذِي   
  يَرْضَى مِــنَ الإِفْرَنْـــجِ وَالعُرْبَـــــانِ
لاَ رَبَّ يُصْلِحُ شَأْنَهَا غَيْرَ الّـــــــــذِي  
   أَرْسَى رَوَاسِيهَــــــــا بِذَا الإِتْقَــــــانِ
أَتُرَاهُ يَجْهَلُ رُشْدَهَــــــــا وَصَلاَحَهَــا 
    وَهُــوَ العَلِيـــمُ بِعِلَّــــــــةِ الأَبْــــــدَانِ

فصل

في قول الفرقة الثالثة ( الدعوة إلى وحدة الأديان)

وَالثَّالِثُ المِسْكِينُ فَاخْتَــــــــارَ الّــذِي  
   قَدْ خَــــالَفَ المَعْقُــــولَ فِي الأَذْهَــانِ
فَالدِّينُ كُلُّ الدِّيــــــــنِ يَصْلُحُ مَسْلَكًــا   
  لِلرَّاغِبِينَ بِمَنْهَــــــــجٍ رُوحَانِـــــــــي
فَتَسَاوَى فِي ذَاكَ المُوَحِّدُ وَالّــــــــذِي   
  عَبَدَ الصَّلِيبَ وَعَــــــــابِدُ الأَوْثَــــــانِ
وَدَعَا الخَبِيثُ إِلَى التَّسَامُحِ مَــــــــرَّةً   
  وَإِلَــى التَّآخِي فِـــي مَقَـــــامٍ ثَــــــانِ
وَلَقَدْ دَعَــــــــا لِلجَمْعِ بَيْنَ الكُلِّ فِــــي 
    دِيــــــــنٍ جَدِيدٍ لَيْسَ بِالإمْكَــــــــــانِ
فَمَتَى تَآخَى المَاءُ وَالنِّيرَانُ فِــــــــــي  
   بَطْنِ الإِنَــــــــاءِ فَسَوْفَ يَجْتَمِعَــــانِ
لاَ يُجْمَعُ الضِّدَّانِ فِـــــــي وَضْـٍــع وَلاَ   
  يَتَنَــاطَحُ العَنْــزَانِ فِـــي ذَا الشَّـــانِ 

فصل

 في شريعة القوم ( الحرية الشخصية والقوانين الوضعية )

قَدْ أَنْكَرَ الفُسَّــاقُ شِرْعَـــــــةَ أَحْمَـــدٍ 
    وَطَرِيقَةَ المَبْعُـــــوثِ بِالقُــــــــــــرْآنِ
وَتَنَكَّرُوا التَوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مَــــــــــعْ  
   زَابُورِنَـــــــا المَخْطُوطِ بِالعِبْرَانِــــــي
ضَــــــــلَّ المُوَحِّدُ وَالمُثَلِّثُ عِنْدَهُـْـــم  
   وَأَخُ اليَهُودِ كَــــــذَاكَ وَالنَّصْرَانِـــــي
لاَ يَسْجُدُونَ وَلاَ يُزَكِّي القَوْمُ بَــــــــل 
    لاَ صَــــــوْمَ عِنْدَهُمُ وَلاَ الحَجَّـــــــــانِ
صَدَقَاتُهُمْ لاَبُدَّ فِيهَـــــــا مِنْ رِيَــــــــا  
   حَتَّى يَغُرُّوا النَّــــــاسَ بِالإِحْسَـــــــانِ
وَجِهَــــــادُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ وَسَمَائِهِـمْ  
  وَمَغَانِمٌ تُجْبَــــــى وَمَدْحُ فُــــــــــــلاَنِ
لاَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِــــــــالمَعْرُوفِ لاَ  
   وَالنَّهْيُ عِنْدَهُــــــمُ فَذُوا نُكْــــــــــرَانِ
فَالنَّاسُ أَحْرَارٌ إِذَا لَــــــــمْ يَخْرِمُــــوا   
  حُرِّيَـــــةً أُخْـــــرَى بِذَا العِصْيَـــــــانِ
شَهَوَاتُهُمْ مَتْبُوعَـــــــةٌ وَمُطَاعَـــــــةٌ     
أَهْوَاؤُهُمْ فِي الحِــــــلِّ وَالِحْرَمــــــانِ
مَعْبُودُهُـــــــمْ قَانُونُهُمْ وَنِظَامُهُـــــــمْ   
  أَعْرَافُهُـــــمْ وَشَــــــرَائِعُ اليُونَـــــــانِ
قِصَصُ الأَوَائِلِ وَالأَحَاجِـــــــي مَــرَّةً    
وَمَلاَحِـــــمُ الوِنْــــــدَالِ وَالرُّومَـــــانِ
بَلْ يَـــــــاسِقُ الأَتْرَاكِ خَيْرُ كِتَابَــــــةٍ   
  تَـــرْوِي شَرَائِعَهُــمْ لِـــذِي العِرْفَـــانِ

فصل

في السيّاسة (الديمقراطية)

حَدُّ السِّيَاسَةِ فِيهِـــــــمُ وَنِصَابُهَــــــــا   

  أَنْ يُشْــــــرَكَ المَخْلُوقُ فِي التِّبْيَــــانِ
إِمَّـــــــا بِحُكْمٍ أَوْ بِتَفْوِيضٍ كَــــــــــذَا   
  أَوْ بِانْتِخَــــــابِ مُشَرِّع ٍخَــــــــــــوَّانِ
وَتَحَزَّبُوا لَمَّـــــــا رَأَوْا أَفْكَارَهُـــــــــمْ  
   شَتَّــــــى وَرَأْيَهُمُ فَلَيْسَ بِـــــــــــــدَانِ
وَتَحَاكَمُـــــــوا لِلغَاِلبِيَةِ مَــــــــــــــرَّةً 
    وَتَقَاسَمُــــــوا الأَدْوَارَ طَوْرًا ثَـــــــانِ
وَالـــــــرَّأْيُ فِيهِمْ لِلمُسَيْطِــــــــرِ أَوَّلاً  
   وَالجَمْعُ يُرْجَى إِنْ بَغَى الخَصْمَـــــانِ
أَقْوَالُ صُنْدُوقٍ تُرَجِّـــــــحُ تَــــــــارَةً   
  بَيْنَ القَرَائِــــــنِ قِسْمَةَ الخرصَــــــانِ
فصل

 في الاقتصاد و التجارة

وَعَنِ التِّجَارَةِ إِنْ تَسَلْ فَجَمِيعُ مَـــــــا  
   تَبْغِي مِنَ الأَرْجَــــــاسِ فِي الدُّكَّـــانِ
مَـــــــا أَهْلُ مَدْيَنَ إِنْ عَقَلْتَ بِبَالِــــغِي  
   قَــدْرَ العِيَـــــالِ بِمَتْجَـــرِ المِبْطَــــانِ
وَالحِلُّ مَا حَلَّ الدِّيَـــــــارَ وَإِنَّمَــــــــــا   
  حَرُمَ الّذِي مَا عَـــــادَ بِالإمْكَــــــــانِ
وَالعِلْمُ جَـــــــزْمٌ بِالمَكَاسِبِ قَدْرُهـَـــــا    
تَقْوِيمُهَا بِالتِّبْـــــرِ وَالعِقْيَــــــــــــانِ
كَمْ تَعْتَرِي الأَقْوَامَ فِيهَـــــــا فِطْنَـــــــةٌ  
   وَفَرَاسَـــــةٌ وَتَيَقُّـــــظُ الأَجْفَـــــــــانِ
فصل

 في الثقافة

وَكَذَا الثَّقَافَةُ عَنْ حِمَاهَــــــا لاَ تَسَــلْ  
   فَجَمِيعُ مَـــــا قَدْ قِيلَ مِنْ بُهْتَـــــــــانِ
حَتَّى الدَّعَــــــارَةُ عِنْدَهُمْ مَعْــــــدُودَةٌ   
  لَكِنْ تَنَكَّرَهَـــــا بَنُـو الإِنْسَـــــــــــــانِ
وَالرَّقْصُ وَالتَّمْثِيلُ مَــــــعْ أَلْحَانِهِــــمْ   
  وَمَسَارِحٌ بُنِيَتْ عَلَـــى الأَرْكَـــــــــانِ
وَالرَّسْمُ وَالنَّحْتُ الّذَيْنِ هُمَــــا هُمَــــا  
   رَأْسُ البَلِيَّـــــةِ مَنْبِتُ الكُفْـــــــــــرَانِ
وَصحَافَــــــةٌ تَرْوِي وَتَنْشُرُ كُلَّ مَـــــا
     صَنَعَ الأَرَاذِلُ سَـــــاطِعَ الأَلْــــــــوَانِ
آدَابُهُمْ لاَ شَكَّ يَلْعَنُهَــــــا الّــــــــــــذِي  
   يَتْلُـــــوا صَحَائِفَهُمْ مَعَ الإمْعَــــــــانِ
قِصَصُ الغَرَامِ مَلِيئَةٌ بِالعُهْرِ مَـــــــــعْ   
  خُلُقٍ رَدِيءٍ بَـــــاءَ بِالخُسْــــــــــرَانِ
وَكَذَا المُبَجَّلُ فِيهِـــــــمُ وَالمُصْطَفَــــى  
   فَفُـــــــوَيْسِقٌ سمّـــــــوه بِالفَنَّــــــانِ
أَوَلَيْــــــسَ يَثْقُــفُ فِيكُـــمُ إِلاّ الّـــــذِي   
  نَكِــرَ الطَّـــرِيقَ الحَـــقَّ للرَّحْمَـــــانِ
أَوَلَيْـــــسَ يَثْقُــفُ فِيكُـــــمُ إِلاّ الّــــذِي 
    رَكِبَ الشُّرُورَ وَجَازَ فِــي الطُّغْيَــــانِ
وَاللهِ مَــــا ثَقُفَ الّــــذِي طَلَبَ الخِنَــــا    
أَبَـــــدًا وَلا فَهِـــــمَ الدُّنَــــــا بِــــأَوَانِ
لَـــوْ كَـــانَ يَومًـــا حَاذِقًـــا وَمُثَقَّفًـــــا  
   لأبَــــى علَيْكُـــمْ سِيـــرَةَ الخُســــرَانِ
أَيُبَـدَّلُ اللّهْوُ الوَضِيــــعُ بِمَــــا غَـــــلا   
  مِـنْ رَائِـــقِ الأَخْــــــلاقِ وَالأدْيَــــانِ
وَتُبَـــاعُ بالثّمَنِ الوَضِيــــعِ نُفُوسُكُــــمْ   
  وَتُــــرَدُّ بَعْـــــدَ جَلالَــــــةٍ لِهَــــــوَانِ
أُفٍّ لِمَـــــــا بَلَغَـــتْ إِليْــــهِ عُقُـــولُكُـمْ   
  حَتَّــــى طَـــرَقْتُمْ مَنْزِلَ الشَّيْطَـــــــانِ
تَدْعُونَ مَنْ تَبِــعَ الهُـــدَى لِضَــــلالِكُمْ   
  وَتُنَافِحُونَ عَــــنِ الـــــرَّدَى بِبَيَـــــانِ

فصل

في حرية المرأة

نَادُوا بِتَحْرِيرِ النِّسَــــــاءِ وَرَافَعُـــــوا  
   عَنْ فِكْرِهِـــــمْ بِبَسَالَةٍ وَتَفَـــــــــــــانِ
رَامُوا المُسَاوَاةَ الّتِــــــي قَدْ أُنْكِـــرَتْ  
   فِـــي نَصِّ قَــوْلِ الخَــالِقِ الرَّحْمَـــانِ
حَتَّى تَنَصَّلَ جَمْعُهُمْ مِــــــنْ كُلِّ مَـــــا    
لَزِمَ الرِّجَــــالَ بِفِطْرَةِ المَنَّـــــــــــــانِ
بَلْ أَلْزَمُوا العَذْرَاءَ بِالأَشْغَــــــالِ مَـْـع  
   مَحْبُوبِهَا فَكِلاَهُمَـــــا مِثْـــــــــــــــلاَنِ
لاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَــــــا فَكُلٌّ مُلْـــــــــــــزَمٌ 
    بِـــــتَدَارُكِ الأَرْزَاقِ وَالأَثْمَـــــــــــــانِ
نَصَـــــرُوا التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ وَأَمْعَنُـوا  
   فِي نَشْـرِ مَذْهَبِهِمْ لَـــــدَى النِّسـْــوَانِ
فَغَدَى الحِجَابُ جَرِيرَةً فِي نِسْــــــــوَةٍ   
  لَبِسَتْ زَمَانًـــــــا بُرْنُسَ الرُّهْبَــــــانِ
أَغْلُوا المُهُورَ وَزَهَّدُوا الشُّبَّانَ فِـــــي 
    تَحْصِينِ مَا نَــــادَى إلى الإحْصَــــانِ
وَلَقُوهُمُ بِالحُضْنِ إِذْ رَامُوا الخِنَــــــــا  
   فِـــــي مَجْمَـعِ الأَوْسَــــــاخِ وَالأَرْدَانِ
طَعَنُوا مَحَــــــارِمَ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ فِـــــي   
  شَرِّ المَقَاتِلِ طَعْنَـــــةً بِيَمَــــــــــــانِي

فصل

في حقوق الإنسان

أَمَّا الحُقُوقُ فَتِلْكَ مَحْضُ خَدِيعَـــــــــةٍ    
تُغْرِي الفَتَـــــى بِظَوَاهِرِ الإِعْــــــلاَنِ
تُصْغِــــــي لِقَائِلِهِمْ فَتَحْسِبُ أَنَّهُــــــــمْ  
   بَلَغُوا يَقِينًــــــا جَنَّةَ الرِّضْــــــــــوَانِ
جَعَلُوا لِكُلِّ الخَلْقِ حَقَّــــــا بَعْدَمـَـــــــا    
صَاغُوا حُقُــــوقَ الوَحْشِ وَالحَيَوَانِ
وَنَسُوا حَقُوقَ اللهِ حِيـــــنَ أَهَمَّهُــــــمْ  
   تَقْيِيدُ ذِي الأَقْـــــوَالِ بِالدِّيــــــــــوَانِ
لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا النَّبِـــــيَ وَقَدْ حَكَــــى  
   تَقْسِيمَهَــــا بِالَعْـدِل وَ المِيـــــــــزَانِ
فَقَضَى بِحَقِّ اللهِ أَنْ يُدْعَــــــى فَــــــلاَ 
    يُدْعَـــــى سِـوَى المَعْبُودِ بِالإذْعَـــانِ
وَالنَّــــــاسُ حَقُّهُمُ إِذًا إِنْ يَفْعَلُــــــــوا  
   أَنْ يَحْرُمُــوا أَبَــدًا عَلَـــى النِّيــــرَانِ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة