بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

لغتي.

لغتي
.
بَدِيعُ الشِّعْــرِ يَنْطِقُ عَــنْ هَوَاهَــا    
وَغَوْثُ الحِبْرِ يُمْطِرُ مِـنْ سَمَاهَــا
وَتِلْكَ الكَــفُّ قَدْ أُسِـــرَتْ لِفَضْـــلٍ 
    مِــــنَ الإِنْعَـــامِ تُنْبِتُـــهُ رُبَـاهَـــــا
كَـــأَنَّ المُلْــــكَ مُنْقَطِـــعٌ إِلَيْهَـــــا   
  وَهَذَا النَّـظْمُ يَسْرَحُ فِـــي حِمَاهَـــا
وَرَبُّ العَـرْشِ أَوْفَى حَيْثُ رَامَــتْ   
  مِنَ الخَيْرَاتِ مَـا شَـاءَتْ حَبَاهَــــا
هِيَ الجَوْزَاءُ مَــا ارْتَفَعَتْ مُنَــاكُمْ    
وُبْرُج الحَمْـلِ يَنْزِلُ عَــنْ عُلاَهَـــا
وَبَحْرُ الرُّومِ دُونَ الوَشْـــلِ فِيهَــا   
  وَضَــوْءُ الشَّمْــسِ يَحْجُبُهُ سَنَاهَـا
كَمَــا البَدْرُ التَّمَـــامُ لَئِـنْ عَــرَاكُـمْ    
مِـنَ الظَّلْمَـــاءِ نَجْـــمٌ قَدْ تَبَـــاهَـى
وَسُـــرْجُ الفُاتِحِيــنَ لَهَــا مَطَايَـــا  
   وَبَـابُ النَّصْـــرِ يُفْتَـــحُ مَا رَآهَـــا
فَقُلْ لِلْفَاسِقِيــنَ بِـــأَرْضِ قَوْمِـــي 
    صَدَقْتُمْ حِينَ خِفْتُمْ مِـــنْ صَدَاهَـــا
فَتِلْـكَ الــــدَّارُ لِلْجُبَنَــــاءِ تَــأْبَـــى   
  وَتَنْفِــي لِلْخَبَــائِثِ عَـــنْ خَلاَهَــــا
قِلاَعُ الضَّـــادِ تَبْغِـــي كُـــلَّ حُــــرٍّ   
  وَلِلشُّجْعَـــانِ رَبِّـــي قَـــدْ بَرَاهَـــا
هِيَ المَرْجُ الفَسِيـــحُ لِكُـــلِّ عَبْــدٍ 
    عَصَى الأنْفَاسَ مَا طَلَبَتْ هَوَاهَـــا
رَفِيع الهَـامِ يَنْثُـــرُ قَـــوْلَ  خَيْـــرٍ  
   شَرِيف القَصْدِ إِنْ وَعَظَتْ تَنَاهَــى
كَفَى فَخْـرًا بِحَــرْفٍ كَــانَ مَبْنًـــى   
  لِقَوْلِ الـرَبِّ يَوْمًـــا مَـــا تَبَاهَـــى
وَمَنْطِقُ خِيـرَةِ الأكْـــوَانِ صِدْقًـــا    
شَفِيعُ الخَلْقِ إِنْ ضَـاقَتْ عُرَاهَـــا
وَقُــــرْآنُ الهِدَايَـــةِ مَـــدَّ مِنْهَـــــا   
  عِمَادًا بَــاتَ يَنْفِــي مَـــنْ قَلاهَـــا
وَدِيـــنُ اللهِ يَـدْرُسُ حَيْـــثُ بَــانَتْ    
وَيَظْهَرُ حَيْثُمَــــا قَرُبَـــتْ بُنَاهَـــا
فَمَنْ جَهِلَ الوَسِيلَـةَ كَيْـــفَ يَبْغِـي  
   مَقَــــــرًّا لِلشَّرِيعَـــةِ أَوْ سِوَاهَــــا
سَلُوا التَّارِيـــخَ يُخْبِرُكُـــمْ عَجِيبًـا    
مِــنَ الأنْبَـــاءِ عَمَّـــنْ قَدْ هَوَاهَـــا
فَكَــمْ فَتَنَتْ لِحُسْـــنٍ مِـــنْ مَلِيـــكٍ  
   فَخَلَّـى المًلْكَ حُبًّـــا فِـــي شَذَاهَـــا
كَفَارِسِها ابْن حُجْرِ الحَرْبِ ذَاكُـــمْ  
   أَمِيـــرُ العُرْبِ لَــوْ جُمِعَتْ قُرَاهَــا
وَكَمْ رَفَعَـــتْ بِعَبْدٍ طُـــولَ ذِكْــــــرٍ   
  كَعَنْتَرَةَ ابْــنَ عَبْسٍ مُـــذْ شَرَاهَــا
وَكَمْ نَالَ الكَرَامَـــةَ مِـــنْ وَضِيــعٍ    
بَنَـــى دُرَرَ القَوَافِـــي أَوْ رَوَاهَــــا
سَلُوا عَنْهَا المَفَــاوِزَ حَيْثُ سِرْتُـمْ  
   سَتُنْبِئُكُـــمْ بِقَـــوْلٍ مِــــنْ ثَرَاهَــــا
بِــأنَّ القَصْـــدَ يَدْنُـــو مَـــا تَغَنَّــتْ  
   قَوَافِلُكُــــمْ حُـــدَاءً مِـــنْ شَدَاهَــــا
وَأَنَّ الـدَّرْبَ تَــأْنَسُ رَجْـــزَ قَـــوْمٍ 
    بَلِيغٍ بَـاتَ يُنْظَـــمُ فِـــــي سُرَاهَـــا
وَأَنَّ المَجْدَ يُصْنَـعُ مِـــنْ حُــرُوفٍ 
    وَأَنَّ الحَـرْبَ تُسْقَى مِـنْ صَدَاهَـــا
سَلُوا الطُّلاَّبَ عَنْهَا كَيْـــفَ تَجْلُـــو   
  بِهَــا الأفْكَـــارُ إِنْ فَقَدَتْ جَلاَهَــــا
وَكَــمْ يَغْــدُو البَعِيــدُ بِهَـــا قَرِيبًـــا    
وَكَأمْ يُجْنَـــى ثَمِينٌ مِـــنْ جَنَاهَـــا
وَقُولُــــوا لِلْمُعَلِّـــمِ كَـــــمْ أَمَــــدَّتْ  
   بِعَوْنٍ مَنْ يُجَـــاوِرُ فِـــي حِمَاهَـــا
سَلُوا العُلَمَاءَ عَنْ أَسْفَـــارِ خَيْــــرٍ   
  بِصِدْقِ القَــوْلِ تُرْقَمُ فِـــي فِنَاهَـــا
وَدِيـــنٌ ظَـلَّ يُنْشَــرُ مَـــا أُمِـــــدَّتْ    
لَهَا الأَوْطَـانُ فَاغْتَنَمَـــتْ هُدَاهَـــا
سَلُـــوا الشُّعَـــرَاءَ إِنَّــا قَدْ عَلِمْنَــا   
  بِـأَنَّ النَّظْمَ فَضْـــلُ مِـــنْ مُنَاهَــــا
وَلَيْسَ الشِّعْــرُ يُلْفَظُ عَـــنْ مَقَـــالٍ  
   سِوَى قَوْلِ ابْنِ يَعْرُبَ مَنْ بَرَاهَــا
فَيَـــا بَـــــاغٍ بِهَــــا بَـــدَلاً تَمَهَّـــلْ   
وَرُدَّ الطَّـرْفَ يَجْلُو مِـــنْ خَفَاهَـــا
أَتَشْرِي بِالرَّطَانَــةِ خَيْـــرَ حَـــرْفٍ  
   وَتَطْلُــبُ بِالأَمِيـــرَةِ مَـــا وَرَاهَـــا
وَتَرْضَى مِنْ كَلاَمِـكَ هَـذْرَ عِلْــــجٍ   
  وَتَبْغِـــي عَنْ فَصَاحَتِهَـــا رَدَاهَـــا
أَلاَ إِنَّــــــــــا لِمَازِيـــــغٍ نُسِبْنَـــــا    
وَأُشْرِبْنَا الرَّطَانَـــةَ مِـــنْ قُرَاهَــــا
وَعُلِّمْنَا صِغَـــارًا غَيْـــرَ حَــــرْفٍ     
لِبَرْبَـــرَ أَوْ فِرَنْجَـــةَ أَوْ سِوَاهَـــــا
فَـــلاَ وَاللهِ مَـــــا سَـــاوَتْ لَدَيْنَـــا    
 جَمَالَ الضَّادِ أَوْ قَرُبَـــتْ مَدَاهَـــــا
فَهَـذِي قَوْلَـــةُ الإِنْصَـــافِ مِنِّـــي 
    أُبَلِّغُهَــــــــا لِمَفْتُــــــونٍ قَلاَهَــــــا
أَضَعْتَ الخَيْــرَ كُلَّ الخَيْـــرِ لَمَّــــا   
  طَلَبْتَ الأُنْسَ مِنْ حَرْفٍ عَدَاهَـــــا
فَأَقْصِرْ عَنْ طَرِيقِ الغَـيِّ أَقْصِــــرْ 
    وَأَسْلِـــمْ لِلْمَشَـــــاعِرِ مُبْتَغَاهَـــــا
سَتَلْقَاهَا تُوَالِـــي ضَــــادَ قَوْمِـــي  
   وَتَحْجِزُ لِلرَّطَانَـــةِ فِـــي عِدَاهَــــا
وَيَبْقَى الحُكْمُ فِـــي سُدَدِ المَعَانِــي   
  وَلَيْسَ اللَّفْظُ يُجْمِلُ مِـــنْ غَوَاهَــا
فَسُبْحَــانَ الّـــذِي زَانَ المَبَــانِـــي  
  بِرُشْدِ القَوْلِ يَصْدُرُ مِــنْ شَذَاهَـــا
وَحَمَّلَ كُلَّ حَـــرْفٍ مِنْـــهُ مَعْنًــــى   
  وَأَكْرَمَ بِالفَضَــائِلِ مَـــنْ رَوَاهَــــا
وَعَــابَ الفُحْشَ بِالأَقْـــوَالَ دَوْمًــا   
  وَإِنْ نَظَــــمَ البَذَاءَةَ مَـــنْ تَلاَهَـــا

.

هناك 5 تعليقات:

  1. جزاك الله خيرا
    وحفظ الله لغتنا لغة القرآن

    ردحذف
  2. حفظ الله لغة الوحيين

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تاثيرا قوياا، و اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرض، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا وبارك فيك.

    ردحذف
  5. سلم لسانك

    ردحذف

المشاركات الشائعة