بسم الله الرحمن الرّحيم
المقدّمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾،
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾،
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ .
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فإنّ "لامية الأفعال" لجمال الدّين ابن مالك رحمه الله تعالى من أمّهات متون الصّرف التي داوم على دراستها أغلب طلاّب هذا الفنّ ولم يستغن عنها كلّ عالم ومتقن ، وقد وضعها مؤلفها ابتداء لباب الأفعال غير أنّه أودع فيها من مباحث الأسماء ما يربوا على مقصده منها ، ولأنّه لم يرد فيها استيعاب جميع مسائل الصّرف فقد جاءت منقوصة من كثير المباحث والمسائل ، التي أودعها رحمه الله ألفيته المشهورة .
وقد حاول الكثير من العلماء جبر نقصها وإتمام نظمها فزادوا عليها زيادات عدّة لعلّ أهمّا ما يعرف عند طلبة العلم من المغاربة خاصّة بـ "الاحمرار والاخضرار" لابن زين الشنقيطي وبحرق اليمني رحمهما الله تعالى ، غير أنّها جاءت في مجملها استدراكات على ما كتبه ابن مالك رحمه الله من مسائل دون التّطرّق لما أهمله منها .
وها أنا قد جمعت العزم على أن أضمّ إليها أهمّ المسائل التي اغفلتها ، عسى أن تكون مغنية لي عن غيرها في أثناء الدّرس والمراجعة وقد أسميتها بـ"حسن المقال تتمة لامية الأفعال" والله الموفّق
ملاحظة : الأبيات بين قوسين (...) هي لابن زين ، وبين أربعة أقواس ((....)) للحضرمي ، والتي بين عارضتين [...] هي من نظمي ، بينما تركت أبيات ابن مالك على حالها .
وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .
مقدّمة
الحَمْدُ لله لاَ أَبْغِي بِهِ بَــــــــــــــــــــــــــــــدَلاَ
حَمْدًا يُبَلِّغُ مِنْ رِضْوَانِهِ الأَمَــــــــــــــــــــــــلاَ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى خَيْرِ الوَرَى وَعَلَــــــــــــــــى
سَادَاتِنَا آلِهِ وَصَحْبِهِ الفُضَـــــــــــــــــــــــــــلا
وَبَعْدُ [فَالصَّرْفُ] مَنْ يُحْكِمْ [قَوَاعِــــــــــــــدَهُ]
يَحُزْ مِنَ اللُّغَةِ الأَبْوَابَ وَالسُّبُــــــــــــــــــــــلا
فَهَاكَ نَظْمًا مُحِيطًا بِالمُهِمِّ وَقَــــــــــــــــــــــــدْ
يَحْوِي التَّفَاصِيلَ مَنْ يَسْتَحْضِرُ الـــــــــــجُمَلا
[فَخُذْهُ عَنِّي قَصِيدًا مُشْبَعًا وَبِــــــــــــــــــــــهِ
نَظْمُ ابْنِ مَالِكَ في الأفْعَالِ قَدْ كَمَــــــــــــــــلاَ]
[فصل في معنى الصّرف وفائدته]
[الصَّرْفُ ذَا العِلْـمُ يُعْنَـــى فِــي قَوَاعِـــدِهِ
بِبِنْيَــــةِ الكَلِــــمِ المَــــوِزُونِ
إِذْ نُقِــــــلاَ]
[مِنْــــهُ المَعَانِــــي كَمَنْسُــــوبٍ وَتَثْنِيَــــةٍ
تَصْغِيرُهُ الجَمْعُ وَالتَّـــأْنِيثُ مَـــا
عُمِـــلاَ]
[كَــــــذَاكَ اَلْفَاظُــــــهُ جَــــــرْدًا وَتَكْمِلَـــةً
وَالقَلْــبُ وَالحَــذْفُ وَ الإِبْـــدَالُ
مُفتعَـــلاَ]
[نَقْـــلُ الحُـــرُوفِ وَتَحْرِيــــكٌ لِسَاكِنِــــهِ
وَالابْتِـــدَاءُ كَـــذَاكَ الوَقْـــفُ
قَــدْ شَمِــلاَ]
[صَـــوْنُ الّلِسَـــانِ مُـــرَادٌ مِـــنْ تَعَلُّمِـــهِ
وَحِفْــــظُ نُطْـــقٍ وَتَخْفِيـــفٌ لِمَـــا
ثَقُـــلاَ]
[وَكُلُّ حَـــرْفٍ وَشِبْـــهٍ بِالحُـــرُوفِ فَقَــدْ
تَجَـاوَزَ الصَّرْفَ فِــي مَوْضُوعِـهِ جَــدَلَا]
[فصل في ميزان الصّرف]
[مِيزَانُهُ العَــدْلُ يَرْعَـــى
فِـــي حُكُومَتِـــهِ
زِيَــادَةَ
الحَرْفِ مَـــعْ تَحْقِيقِــهِ الأُصُــلاَ]
[حَـــذْفٌ وَإِثْبَـــاتٌ اَوْ تَحْرِيـــكُ سَاكِنِــــهِ
تَقْدِيمُــكَ الحَـرْفَ وَالتَّأْخِيـرُ
إِنْ حَصَـلَا]
[بِجَعْلِكَ الأَصْلَ فِــي المَــوْزُونِ مُرْتَفِقًـــا
مُقَابِـلَ الحَرْفِ فِي المَأْخُوذِ مِـنْ فَعَــلَا]
[وَفِي الرُّبَاعِــيِّ ضَــاعِفْ لاَمَـــهُ وَكَـــذَا
كَـــرِّرْهُ بَعْــــدُ إِذَا خَمَّسْــــتَ
مُحْتَمِـــلاَ]
[أَمَّــــا المَزِيــــدُ فَجَــــرِّدْ قَبْــــلُ زَائِـــدَهُ
لِتَعْرِفَ الأَصْـــلَ حَقًّـــا أَيْنَمَـــا
جُعِــــلَا]
[فَـــإِنْ تَكَـــرَّرَ عَــــنْ أَصْـــلٍ فَلاَزِمُـــــهُ
تكْرَارُكَ الــوَزْنَ وَالتَّضْعِيفُ قَــدْ
كُفِــلاَ]
[أَوْ كَانَ مِــنْ قِبَـــلِ المَجْمُوعِ نَظْمُهُ فِـي
"اليَــوْمَ تَنْسَــاهُ" فَالْـزَمْ
لَفْظَـــهُ بَـــدَلاَ]
[كَذَاكَ مَـــا زِيـــدَ عَـــنْ أُنْثَــى وَتَثْنِيَــــةٍ
وَنِسْبَـةٍ جَمْــعٍ أَوْ تَوْكِيــدِ مَــنْ
غَفَـــلَا]
[تَعْرِيفُـــــهُ ، وَإِذَا حَـــــــذْفٌ تُقَابِلُـــــــهُ
وَقَلْبُهَـــا غَيْـــرَ إِبْـــدالٍ ومَـــا
اعْتَلَـــلَا]
[فصل في أحرف الزّيادة ومواضعها]
[ثُـــــمَّ الزِّيَــــادَةُ مِـــنْ قِسْمَيْـــنِ أَوَّلُهَـــا
[الصَّرْفُ ذَا العِلْـمُ يُعْنَـــى فِــي قَوَاعِـــدِهِ
بِبِنْيَــــةِ الكَلِــــمِ المَــــوِزُونِ
إِذْ نُقِــــــلاَ]
[فصل في ميزان الصّرف]
[مِيزَانُهُ العَــدْلُ يَرْعَـــى
فِـــي حُكُومَتِـــهِ
زِيَــادَةَ
الحَرْفِ مَـــعْ تَحْقِيقِــهِ الأُصُــلاَ]
[فصل في أحرف الزّيادة ومواضعها]
تَكْـــــرَارُ أَصْــــلٍ وَذَا
تَمْيِيـــزُهُ سَهُـــلَا]
[فَمَــــا تَكَــــرَّرَ عَــــنْ لاَمٍ فَشُــــدَّ بِــــــهِ
أَوْ عَيْنِــــهِ وَبِحَــــرْفٍ آخَــــرٍ
فُصِـــــلَا]
[أَوْ كَـالمُقَطَّـــعِ أَوْ مَــا جَـــاءَ مُزْدَوَجًـــا
تَكْــرَارُ عَيْنِـــهِ وَالفَـــاءُ الّــذِي
اسْتُهِــلَا]
[صَمَحْمَـــحٌ نَقَلُـــوا فَافْهَـــــمْ مَوَازِنَـــــهُ
وَاعْرِفْ مَوَاضِعَ مَا بِالأَصْلِ قَدْ هَضَـــلَا]
[أَمّـــا المَزِيـــدُ بِغَيْـــرِ الأَصْــلِ تَعْلَمُـــــهُ
عِنْدَ السُّقُـــوطُ بِتَصْرِيـــفٍ لِمَـــا
حَمَـــلَا]
[وَذِي الزِّيَـــادَةُ عَـــنْ مَعْنًـــى تُرَافِقُــــهُ
أَوِ اللَّحَــــاقِ بِلَفْـــظٍ كَـــانَ
قَــــدْ عُمِــــلَا]
[كَــــذَا زِيَــــادَةُ مَــــدٍّ للهَــــوَاءِ وَفِـــــي
تَكْثِيرِ حَرْفِـــهِ أَوْ تَعْوِيضِ مَـــا
اخْتُـــزِلَا]
[فَاحْكُــمْ لِــذِي أَلِـــفٍ بِالزَّيْـــدِ إِنْ حَمَــلَا
مِـنَ الأُصُـــولِ ثَلاَثًـــا أَوْعَـــدَا
فَغَـــــــلَا]
[وَالوَاوِ وَاليَـــاءِ أَيْضًـــا غَيْـــرُ مُشْتَبِــهٍ
بِـ"سِمْسِمٍ" وَمَتَــى صُدِّرْنَ
مَـــا احْتَفَــلَا]
[وَالمِيــــمُ إِنْ سَبَقَــــتْ أَمْثَالَهَــــا أَبَــــدَا
وَالهَمْـــزُ نَحْـــوَهُ وَ الحَمْـــرَاءَ
إِنْ مَثَــلَا]
[أَوْ نُــونُ شَبْعَــــانَ أَوْ كَـقَرَنْفُـــلٍ وَكَــذَا
حَـرْفُ المُضَارِعِ أَوْ فِـي إِخْـــوَةِ
انْفَعَـــلَا]
[وَالتَّـــاءُ إِنْ دَخَلَــــتْ بَـــابِ التَّفَعُّـــلِ أَوْ
بَـــابِ التَّفَاعُـــلِ أَوْ مَا صِيغَ كَـافْتَعَــــــلَا]
[أوْ كـَاسْتَحَــلَّ وَمِنْهُ السِّيــنُ قَدْ عُلِـمَـتْ
بِــــــهِ الزِّيَـــادَةُ وَالتَّأْنِيـــثُ
إِنْ حَصَــــلَا]
[وَالهَاءُ وَالاَّمُ زِيدَا فِــي الصَّحِيــحِ كَمَــا
بِـالأُمَّهَـــــاتِ وَطَيْسَـــــالٍ فَكُـــنْ
جَـــذِلَا]
الباب
الأوّلالفعل
الباب
الأوّلالفعل