...
يَــا وَاقِفًا بِالــزُّورِ مِـــنْ
أَطْلاَلِهَـــا
وَمُحَدِّثًا
بِــــالإفْكِ عَــــنْ أَيَّامِهَــــــا
مُتَكَلِّفًا تَبْغِـــي مُحَـــالاً لَــمْ
يَكُـــــنْ
يَوْمًـــا بِذَاكَ
الحُسْنِ فِي أَشْعَارِهَـــا
تَبْكِي عَلَـى طَلَلٍ يُذَكِّـــرُ
رَسْمَهَـــــا
وَيُحَـرِّكُ
المَخْفِـــيَّ مِــنْ أَشْجَانِهَـــا
غَزَلاً تُرِيدُ بِسُــوءِ قَـــوْلٍ
مَاجِـــــنٍ
وَتُثِيرُ مــنْ نَفْسِ
الفَتَــى أَهْوَاءَهَــا
أَقْصِرْ فَلَيْسَ الفُحْشُ يُظْهِرُ
غَائِبًـــا
وَيَرُّدُّ فِــي خَرَبِ
الدُّنَـــا عُمَّارَهَــــا
إِنِّي وَقَفْتُ اليَـــوْمَ أَنْظُـــرُ
مَعْلَمًــــا
لاَزَالَ يَحْفَــــظُ
بِالبِـــلادِ جَمَــالَهَــــا
وَيَرُدُّ تُــونُسَ لِلأصَـــالَةِ
وَالهُـــدَى
وَيَغِيضُ أَهْلَ
الفِسْقِ مِــنْ حُسَّادِهَـا
زَيْتُونَةُ العُلَمَــاءِ مَصْـــدَرُ
فَخْرِهَـــا
وَفَرِيــدَةُ
البُنْيَـــانِ مِـــنْ عُمْرَانِهَــا
لاَ لَيْسَ يَشْقَـــى بِالشَّقِيقَـــةِ
مُسْلِــمٌ
مَـــادَامَ حِصْنُهُ
شَامِخًـــا بِسَمَائِهَــا
وَالصَّوْتُ يَرْفَعُ كُـــلَّ حِيــنٍ
بِالنِّـــدَا
فَيُذَكِّــرُ
السَّـــاهِينَ مِـــنْ سُكَّانِهَـــا
وَبِهِ الصَّلاةُ تُجَمِّـعُ الأنْفَـــاسَ
مِــنْ
نَسَمَاتِ مَنْ عَشِقَ التُّقَى
أَرْوَاحَهَــا
شَعْبٌ لَــهُ شَغَفٌ بِدِينِ
المُصْطَفَـــى
أَبَــدًا وِإِنْ
أَخْفَـــاهُ شَـــرُّ عُصَاتِهَــا
وَلَقَدْ جَلَسْـــتُ بِسَاحِـــهِ
مُتَفَحِّصًـــا
آثَــــــــارَ
عِــــزٍّ خَلَّفَتْــــهُ بُنَاتُهَـــــا
مِــــنْ كُـــلِّ فَنٍّ قَدْ بَـــــدَا
مُتَأَلِّقًـــــا
فِـي كُــلِّ رَسْمٍ
قَدْ حَوَتْ أَرْجَاؤُهَـــا
وَالطَّيْرُ يَسْرَحُ مِنْ أَمَامِــي
سَالِمًــا
وَهَدِيلُهَــا يَحْكِــي
عَرِيــقَ جِوَارِهَـا
مُتَأَمٍّــــلا تِـلْكَ السَّـــوَارِي
وَالِهًــــا
بِجَمَالِ نَقْشٍ قَدْ
جَـــرَى بِرُخَامِهَـــا
وَمُفَكِّرًا فِـي مَوْضِـــعِ الآجُرِّ
مِــــنْ
فَـــوْقِ العَمُـــودِ
مُشَكِّـــلا أَقْوَاسَهَـا
وَالصُّورُ يَنْبِضُ بِالنُّقُوشِ
مُزَخْرَفًـا
يَسْبِــي الفُؤَادَ
بِمَنْ يَرَى أَغْوَارَهَــا
وَبِلاَطُهَا يَحْكِي مَكَـانَةَ مَــنْ
غَــدَى
للهِ يَسْجُـدُ فِــــي
رُبُـــــوعِ فِنَائِهَــــا
وَمُحَدِّقًـــا بِجَـــلالِ مِئْذَنَـــةٍ
بِهَــــــا
وَقَفَ الشُّمُوخُ فَلا
يُجَــاوِزُ هَامَهَـــا
قَدْ أُخِّرَتْ بِــالغَرْبِ مِـــنْ
بُنْيَانِهَــــا
وَعَلَتْ جِدَارَ السَّـاحِ
حَذْوَ شِمَالِهَـــا
وَبِــأَوْسَطِ الأبْـوَابِ قَدْ رُفِعَتْ
عَلَــى
ظَهْــرِ المُصَلَّــى
قُبَّــــةٌ بِرِكَابِهَـــــا
وَالسَّقْفُ مِنْ خَشَبٍ لَــهُ عَبٌق
كَمَــا
للمِنْبَـــرِ المَبْنِـــيِّ
مِـــنْ أَعْوَادِهَـــا
وَأَرِيكَةُ نُصِبَتْ عَلَـى شَـــرَفِ
الّذِي
قَدْ خَـــرَّجَ العُلَمَـــاءَ
مِنْ أَعْلاَمِهَـــا
وَكَذَا الزَّرَابِـــي تَحْتَفِـــي
بِتُرَاثِهَـــا
وَتُعَرِّفُ
الحِرَفِـيَّ مِـــنْ صُنَّاعِهَـــــا
صَــرْحٌ يُحَـــرِّكُ بِالقُلُوبِ
حَنِينَهَـــا
لِزَمَانِ عِـــزٍّ قَدْ
جَـــرَى بِظِلالِهَـــــا
وَيُثِيرُ مِنْ هِمَمِ الرِّجَــالِ
وَيَرْتَجِــي
يَوْمًـــا يُعِيـــدُ
المَجْدَ فِـــي أَبْنَائِهَـــا
أَجْرَى مِنَ العَبَرَاتِ عَيْنًــا لَمْ
تَكُــنْ
تَسْقِـــي سِـــوَى جَلَلٍ
يَحِــلُّ بِبَالِهَــا
فَلَقَدْ أَرَيْـتِ العَيْــنَ أَيَّامًـــا
مَضَـــتْ
فِــي أُمَّتِــــى آسَـــى
لِحَرِّ ذَهَابِهَــــا
كَمْ ذَا تَرَبَّـعَ فِـــي رِحَـــابِكِ
عَـــالِمٌ
يَهْدِي بِنُــورِ الحَقِّ
مِنْ عَرَصَاتِهَـــا
أَوْ طَــالِبٍ يَرْجُــو مَكَــانَةَ
فَـــاضِلٍ
فَيَكُفُّ هَــامَ
النَّفْسِ عَــنْ شَهَوَاتِهَــا
أَوْ زَاهِدٍ رَغِبَ الأخِيــرَةَ
فَانْقَضَــى
لِعِبَـادَةِ
الرَّحْمَـــانِ فِـــي أَرْكَانِهَـــــا
أَوْ نَاشِئٍ حَفِظَ الكِتَـــابَ وَلَمْ
يَــزَلْ
فِي حِجْـرِ أُمِّهِ لَمْ
يُصِبْـــهُ فِطَامُهَـــا
أَوْ شَـــاعِرٍ قَرَضَ القَصِيدَ
مُحَبَّــرًا
فِي نُصْرَةِ
المَعْرُوفِ مِـنْ أَحْوَالِهَـــا
وَأَدِيــبُ قَـــوْمٍ بِالفَصَاحَــةِ
يَبْتَغِــي
بِـالمَنْطِقِ
العَرَبِـــيِّ حِفْـظَ لِسَانِهَــــا
كَمْ أَخْرَجَتْ هَذِي المَعَالِمُ مِنْ
فَتًــى
يَحْمِي رُبُوعَ الحَقِّ مِـــنْ
أَعْدَائِهَـــا
وَكَرِيمَـــةٍ رَبَّتْ لَنَـــا أُمَمًـــا
بِهَــــا
بَلَغَ السَّلامُ
القَفْـــرَ مِــنْ أَقْطَارِهَــــا
فَلَعَلَّ رَبِّـــي أَنْ يُعِيــدَ
المَجْـدَ مِـــنْ
هَذَا الَّـــذِي
شَهِدَ العُـــلا بِدِيَارِهَــــا
وَيَـــرُدَّ لِلإسْـــلامِ سَطْـــوَةَ
حُكْمِــهِ
وَيَغِيــضَ قَلْبَ الغِرِّ
مِـــنْ عُذَّالِهَـــا
فَهُوَ القَدِيـــرُ مَتَـــى يَشَــاءُ
يَرُدُّنَــا
لِصَـــدَارَةِ الدُّنْيَـــا بُعَيْـــدَ
هَوَانِهَـــا
جزاك الله خيرا
ردحذففَلَعَلَّ رَبِّـــي أَنْ يُعِيــدَ المَجْـدَ مِـــنْ
ردحذفهَذَا الَّـــذِي شَهِدَ العُـــلا بِدِيَارِهَــــا
زَيْتُونَةُ العُلَمَــاءِ مَصْـــدَرُ فَخْرِهَـــا
ردحذفوَفَرِيــدَةُ البُنْيَـــانِ مِـــنْ عُمْرَانِهَــا
لا فض فوك، و جزاك الله خيرا أبا عبيد الله
ربما كانت أجمل أيامك؟؟
ردحذفأدام الله عليك السعادة والأيام الجميلة