بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

كلمة وداع

كلمة وداع
 .

دُنْيَا الغُــرُورِ وَكُلُّ شُــرٍّ يُرْصَـدُ  
   وَنَعِيـــمُ كُـــلِّ مُغَفَّــلٍ لاَ يَرْشُــــدُ
وَسَرَابُ قَحْطٍ فِي فَـلاَةٍ لَمْ تَــزَلْ   
  تِيهًـا لِمَنْ يَرْجُـو النَّجَـاةَ وَينشـدُ
وَطَرِيقُ مَسْبَعَـــةٍ وَدَرْبُ مَزَلَّــةٍ 
    وَشِــرَاكُ فَــخٍّ أَوْ مَصَـائِد تُعْقَـــدُ
وَمَنَـازِلٌ لِلْغَافِلِيـنَ عَــنِ الهُــدَى  
   وَدِيَــارُ مَنْ تَنْفِـي الكِرَامُ وَتُبْعِــدُ
وَمَحَلُّ زُورٍ لِلْغِوَايَــةِ أُرْصِـــدَتْ    
وَكُـؤُوسُ خَمْــرٍ لِلْجُنَـاةِ وَمَـوْرِدُ
فَمَتَى نَزَلْتَ بِهَـا فَأَمِّـلْ غَيْرَهَـــا   
  وَمَتَـى ارْتَحَلْتَ إِذًا فَذَاكَ المَوْعِدُ
يَا سَائِلِي عَنْهَا وَقَدْ رُمْتَ الهُدَى 
    إِنِّــي امْرُؤٌ فِـي حَرِّهَـــا أَتَوَقَّـــدُ
أَهْذِي بِهَا مِنْ شَوْقِهَـا وَلِخَوْفِهَا   
  آوِي لَهَــــا وَلِنَحْرِهَــــا أَتَوَسَّـــدُ
وَلَرُبَّمَا أَشْـرِي بِهَــا دِينًــا وَقَــدْ 
    أَعْصِـي لَهَـا مَلِكًــا وَرَبًّــا يُعْبَــدُ
فَتَرُدُّنِـي فِــي كُــلِّ يَــوْمٍ خَائِبًـــا    
وَالسَّـوْطُ إِثْرَ السَّوطِ طَـرًّا يَجْلِـدُ
وَجَمِيلُهَا أَبَدًا فَبَــرْقٌ قَـدْ جَــرَى    
بِسَحَـابِ زُورٍ عَابِــرٍ لاَ يُرْعِــــدُ
وَلَخَيْرُ نُعْمَاهَـا مَــوَدَّةُ صَــاحِـبٍ  
   وَالضُّــرُّ مِــنْ أَدْوَائِهَــا إِذْ يُفْقَــدُ
فَكَأنَّ رُوحَ الخِلِّ فِي إِثْـرِ الّـــذِي    
تَهْوَى تُحَلِّقُ فِـي الفَضَاءِ وَتُبْعِدَ
مَـاذَا أَقُــولُ عَــنِ الــوَدَاعِ فَإِنَّـهُ    
نَــارٌ تَأَجَّـــجُ بِالفُـــؤَادِ وَمَوْقِـــدُ
وَبَرِيدُ شُــؤْمٍ مَــا تَنَاقَلَـهُ الـوَرَى 
    وَأَنِيـــنُ نَفْــسٍ بِالشِّكَايَـةِ تُزْبِــدُ
وَنَحِيبُ ثَكْلــى إِثْـــرَ مَفْقُودٍ لَهَـا   
  وَرِثَـــاءُ حِـبٍّ بِالمَقَابِــرِ يُنْشَـــدُ
وَصَـلاةُ مَفْجُــوعٍ وَذِلَّــةُ مُذْنِــبٍ     
عَــرَفَ الطّرِيقَ وَنَــاسِكٍ يَتَعَبَّــدُ
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ رَضِيتُ بِكُمْ فَــلاَ    
أَرْضَـى سِوَاكُـمْ أَوْ يُهَـدَّ المَعْهَــدُ
فَلَأَنْتُمُ مِنِّــي بِنُــزْلِ جَوَارِحِــــي  
   وَلأَنْتُـمُ رَشَــدِي فَنِعْــمَ المُرْشِـــدُ
وَلَأَنْتُمُ قَلْبِـي الّــذِي أَهْــوَى بِــهِ  
   وَلأنْتُـمُ جَسَـدِي مَتَى مَــا أجْهَـــدُ
وَلأنْتُمُ رُوحِي فَهَــلْ أَقْــوَى أَنَـا  
   أَنْ تَنْزِعُوا رُوحِي وَعَيْنِي تَشْهَدُ
مَاذَا أقُولُ وَلَيْسَ مِـنْ قَـوْلٍ يَفِي  
   فَالطّبْـعُ يَغْلِـبُ وَالغَرِيــزةُ تُسْنِـدُ
وَالنَّفْسُ تَرْفُضُ أَنْ تُفَارِقَ إِلْفَهَا  
   وَالقَلْبُ يُقَبَـرُ فِي الحَبِيبِ وَيُلْحَدُ
وَعَزَاؤُهَـــا أَبَـــدًا فَفَــأْلُ لِقَائِنَــا   
  بِجِنَـانِ مَنْ يَنْفِي الكُرُوبَ وَيُنْجِدُ
فَــاللهَ أَسْـــأَلُ أَنْ يُجَمِّعَنَـــا بِهَـا    
نِعْــمَ الدِّيَــارُ وَنِعْــمَ ذَاكَ السَّيِّــدُ


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة