بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

لقم الحجر في فيّ من هدر

لقم الحجر

في 

فيّ من هدر[1]


*****

مَا مِحْنَةُ الأقْـــلامِ فِـــي أَزْمَانِنَـــــا     

إلا مِـــــدَادٌ لَـــــمْ تُحَـــطْ بِزِمَـــــامِ

فَالحِبْرُ يَجْرِي مِنْ مُتُــونِ أَكُفِّهَــــا 

    كَــــالقِيـــحِ أوْ كَصَدِيــدِ ذِي الآلامِ

قَــــوْلٌ تَشُــمُّ لـَـــهُ كَأَنْتَنِ رِيحَــــةٍ

     وَلَـهُ بِذَوْقِ الحِمْضِ شِبْـــهُ تَمَـــامِ

غِرْبَالُ سوءٍ خَالَهُ السُّفهـــاءُ مَـــا    

 يَغْشَـى النُّجُــومَ بِسُتْــرَةٍ وغَمَـــامِ

عِيرٌ وَقَدْ مَسَخَتْ بِطِينَـــةِ رَوْثِهَــا  

   قِرْطَـاسَ عِلْمٍ أَوْ صَفِيــحَ حُسَـــامِ

وَلَنَــا بِهَذَا العَصْــرِ مِــنْ أَبْنَائِهَـــا     

جِيــلٌ مِـــنَ الأوْبَـــاشِ وَالأنْعَـــامِ

غَنَمٌ وَتَحْشُرُ فِــي الكِتَـــابَةِ أَنْفَهَــا 

    يَـــــا مِحْنَــــةَ الأوْرَاقِ بِالأَغْنَـــامِ

بَقَرٌ وَتَنْشُرُ فِــي الأَنَــامِ خُوَارَهَـــا    

 وَتُعِيـدُ بَعْـــثَ الـــرَّوْثِ بِالأفْهَـــامِ

كَتَبَتْ وَمَا ظَـــنَّ العِبَـــادُ بِحَــافِـــرٍ

     أَنْ يَسْتَطِيــــلَ لِمَوْضِـــعِ الأَقْـــلامِ

كَــــلاَّ وَلاَ نَظَـــرَ العِبَـــادُ كِتَابَهَــــا 

    أَبَــدًا وَلاَ رَغِبُـــوا لَهَـــا بِخِصَـــامِ

لَكِنَّنِي بِالحَـــزْمِ أُكْـــرِهُ رِيشَتِــــــي    

 حَتَّـــــى تَــــرُدَّ قَطِيعَكُــــمْ بِلِجَـــامِ

هَــذَا وَإِنِّـــي قَدْ أَسَـــأْتُ لِمَــاعِــــزٍ  

   وَشِيَــاهِهَـــــا وَلِسَـائِـــرِ الأنْعَـــامِ

وَاللهِ مَـــا شَهِــدَ الزَّمَــانُ بَهِيمَـــةً   

  سَبَّـــتْ فَصِيــلاً فَـــاضِـلاً بِكَـــلاَمِ

لَكِنَّكُمْ يَــــا مَعْشَـــرَ الأنْـــذَالِ قَـــدْ

     جَــــــاوَزْتُــمُ لِلْبُهْـــــمِ بِالإِجِـــرَامِ

قَـــامَتْ جُمُوعُكُمُ لِبَعْـــثِ ثَقَــــافَةٍ  

   دَرَسَتْ مَعَالِمُهَـــا عَلَـــى أَعْـــوَامِ

حَمَلَتْ بِأَغْوَارٍ لَهَــا شِرْكًــا وَمَـــا

     خَــــطَّ الكُهَــانُ وَصَنْعَــةُ النَّجَّـــامِ

وَكَلاَمَ مَــنْ هَذَرَ الحُرُوفَ لِعُجْمَـةٍ     

وَرَطَانَـةً عَسُرَتْ عَلَـــى الأَفْهَـــامِ

دَعْوَاكُــــمُ فِيهَـــا رَدَى عَصَبِيَّــــةٍ   

  لِـلآلِ وَالآبَــــــــــــاءِ وَالأَرْحَــــامِ

قُمْتُمْ عَلَى نَشْــرِ التَّفَـــرُّقِ بِالّّــذِي     

طَلَـبَتْ نُفُوسُكُــــمُ مَـــدَى الأيَّـــامِ

مَـــا هَمَّكُــمْ رَدُّ الحُقُــوقِ لأهْلِهَــا

     أَوْ نَصْـــرُ مَـأْسُورٍ مِـــنَ الغُـــرَّامِ

لَكِنّهَا دَعْوَى لِهَـــدْمِ الدِّيـــنِ فِـــي  

   ثَـــوْبٍ يُغَطِّـــي عَـــوْرَةَ الأقْـــزَامِ

زَهّدْتُـــمُ السُّفَهَــاءَ فِـــي أَدْيَــانِهِمْ     

وَطَلَبْتُـــــمُ لِلشِّــــــرْكِ وَالآثَــــــامِ

وَأَرَدْتُمُ نَشْرَ الرَّذِيلَةِ فِـــي الدُّنَــــا    

 وَكَرِهْتُــــــــمُ لِشَرَائِــــعِ العَـــــلاّمِ

حَارَبْتُمُ فِينَــــا العَفَــــافَ وَكُنْتُـــــمُ   

  أَبْوَاقَ فَاحِشَـــةٍ عَلَــــى الأيَّــــــامِ

تَبْغُونَ كُلَّ وَضِيعَةٍ فِــي أَرْضِكُــــمْ     

وَهَــــوَاكُمُ مِنْهَـــا فَكُـــلُّ حُطَــــامِ

مَــا سُخِّرَتْ أَقْلاَمُكُــمْ للطَّعْنِ فِـــي    

 أَهْــلِ العُرُوبَةِ خِيــــرَةِ الأقْـــــوَامِ

إِلاَّ وَقَــدْ كَـــرِهَتْ نُفُوسُكُـــمُ لِمَــــا

    حَمَلُوا إِلَيْكُمْ مِنْ هُـــدَى الإسْـــلامِ

قَـــدْ كُنْتُـــمُ لِلتَّيْـــسِ عُبَّـــادًا وَقَـــدْ  

   أَلَّهْتُـــــــمُ لِلصَّخْــــرِ وَالأَصْنَــــامِ

حَتَى أَتَاكُمْ مِنْ بَنِــي عَدْنَـانَ مَــــنْ   

  يَهدِيكُـــمُ لِعُـــرَى ذَوِي الأحْــــلاَمِ

أَتُرَاكُـــــمُ أَدَّيْتُـــــمُ شُكْـــرًا لِمَـــــنْ  

   أَسْـدَى إِلَــيْكُمْ خَـــالِصَ الإِنْعَــــامِ

أَمْ أنَّكُـــــــــمْ لِلمُنْعِمِيــــنَ كَفَرْتُــــمُ 

    فِعْلَ النّسَـــاءِ بِنِعْمَـــــةِ القَـــــوَّامِ

فَلأنْتُـــمُ حَقًّـــــا مَوَالِــــيهِمْ وَمَـــا    

 ضَــرَّ الشَّرِيـفَ ضَغَـــائِنُ الخُــدَّامِ

كَرِهَتْ نُفُوسُكُمُ لِحَرْفِ الضّـــادِ إِذْ    

 تُلِـيَ القُرَانُ بِـــهِ عَلَـــى الأعْـــلاَمِ

وَرَضَيْتُــمُ بِرَطَـــانَةِ الإفْرَنْــــــجِ ذَا   

  عَيْـــنُ الفُجُورِ وَخِرْقَـــةُ الأفْهـَــامِ

فَلْتَسْمَعُوا مِنِّي أَيَا شَــــرَّ الــــوَرَى  

   قَــوْلاً صَرِيحًـــا سَاطِعًــا بِرِجَـــامِ

إِنَّــا وَأَهْـــلَ الغَـــرْبِ مُذْ إِسْلامِنَـــا 

    لاَ نَرْتَضِي نَسَبًا سِـوَى الإسْــــلاَمِ

وَلِسَانُنَــا بِالضَّــادِ يَجْــرِي حَيْثمَـــا     

وَقَفَ الغُـلامُ بنَــا عَلَـــى الأقْـــدَامِ

آثَارُنَـــا فِـــي كُـــلِّ وَقْتٍ قَدْ حَكَــتْ  

   إِيمَانَنَـــــــــا وَوَفَاءَنَـــــا بِذِمَـــــامِ

فِينَا مِنَ العُلَمَــاءِ وَالزُّهَّــــادِ مَـــــا

     تَحْكِـي السَّمَـــاءُ لِكَثْرَةِ الأجْــــرَامِ

فِينَا مِنَ الأدَبَــاءِ وَالشُّعَــــرَاءِ مَـــا

     يَرْبُــو عَنِ التَّعْرِيـــفِ وَالإعْــــلامِ

فَلْتَسْمَعُوا قَــــوْلَ الأدِيـــبِ بِحَيّكُـــمْ 

    فَأَنَـا ابْنُ مَازِيغَ الخَطِيـبُ الرَّامِـي

وَأنَـا الّذِي مَــــا خُيّرَتْ أَنْسَــــابُكُـمْ   

  حِــزْتُ العَلِـيَّ بِبَرْبَــــرٍ أَوْ حَـــــامِ

شَـاوٍ وَمِنْ أَوْرَاسِ خَيْـــرِ مُلُوكِكُـمْ    

 يُوغَرْطَـةَ المَلِكِ العَظِيـــمِ الهَــــامِ

شَاوٍ وَمِــنْ أَوْرَاسِ أُوقِسْتِينَ مَــنْ   

  سَمِعَـتْ لَهُ الرُّومَـانُ خَيْــرَ كَـــلامِ

شَاوٍ وَمِنْ أَوْرَاسِ كَـــاهِنَةَ الّتِـــي     

رَدّتْ فَصِيـــــلَ الخَيْــــــرِ بِالأزْلامِ

لَكِنّهَا لِلْحَــقِّ مَـــا عَـــرَفَتْ وَقَــــدْ

     أَوْصَـتْ بَنِيهَا شِرْعَـــةَ الإسْــــلامِ

شَاوٍ وَلَكِنِّــــي مُنَــــافِحُ كُفْرِكُــــــمْ

     دَوْمًــا وَإِنْ قَطّعْتُ مِــنْ أَرْحامِــي

شَـــاوٍ وَلَكِنِّــــــي بِدِيـــــنِ مُحَمَّــدٍ   

  لاَ أَشْتَــرِي وَثَنًــا مِــنَ الأَصْنَــــامِ

شَاوٍ وَلَكِنِّـــي لِفَضْـــلِ العُـــرْبِ لاَ  

   أُحْصِــــي وَلاَ أَرْمِيهِـــمُ بِسِهَامِــي

شَاوٍ وَلَوْ خَــارَ الفَتَــــى أَنْسَــــابَهُ 

    لاخْتَـرْتُ نَسْلَ اليَعْرُبِـيِّ السَّامِـــي

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] :  كتبت ردّا على بوق بربري علماني تبنّى الشّعوبية مذهبا ، والطّعن في العرب دينا ، والتنقّص من الإسلام وأهله ديدنا 


 .

هناك 7 تعليقات:

  1. أبو عمر محمد24 مارس 2016 في 6:27 م

    جزاكم الله خيراً

    ردحذف
  2. ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا

    ردحذف
  3. جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم لا فض فوك

    ردحذف
  4. جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم لا فض فوك

    ردحذف
  5. ذب الله عن محياك نار السعير كما تذب عن خير دين وعن خير لغة

    ردحذف

المشاركات الشائعة