بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

غربة

16- غربة


 
لاَ تَسْأَلِـــي بِـاللهِ عَـــنْ أَحْوَالِنَـــــا    
فَلَقَدْ خَبِـــرْتُ مَـــرَارَةَ التِّرْيَـــــاقِ
وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّفْسَ فِـي أَغْوَارِهَـــا  
   دَاءٌ وَحُـــزْنٌ مَــا لَـهُ مِــــــنْ رَاقِ
إِلاَّ وِصَــــالا لِلإِلَـــــهِ وَرُبَّمَـــــــــا  
   وَصْـلُ المَنَايَـــا جَـــاءَ بِالإِرْفَـــاقِ
جَرَّبْتُ حَظِّيَ فِي بِحَــارِكِ يَـا دُنَـــا  
   فَلَقَيْتُ طَعْــمَ النَّـــزْعِ وَالإِغـْـــرَاقِ
فَكَأَنَّ حَنْشَ الدَّهْـــرِ رَامَتْ مَنْزِلِي  
   جُحْــــرًا فَعُذْتُ لِسُمِّهـــاَ المُـــرَّاقِ
إِنْ تَسْأَلِي السَّلَفِـيَّ عَـــنْ أَحْوَالِــهِ 
    فَهُوَ الغَرِيبُ بِحَضْــــرَةِ النُّعَّـــــاقِ
لَيْسَ الغَرِيبُ عَـنِ الدّيَـارِ بِمُغْــرَمٍ   
  غُـــرْمَ الفَرِيـــدِ بِدِينِــهِ المِفْــــرَاقِ
ذَاكُــمْ غَرِيــبُ الحَقِّ يَأْنَـسُ قَلْبُــهُ  
   بِوِصَـــالِ رَبِّهِ صَادِقَ المِيثَــــــاقِ
مَنْ رَامَ مِنْ فَضْــلِ العَظِيمِ جَنَابَـهُ  
   خَفَّـــتْ لَدَيْـهِ قَوَاطِـــعُ الأَعْـــــلاَقِ
وَرَأَى الجَفَاءَ بِذِي الدَّيارِ وَضِــدَّهُ    
حَــدًّا سَـــوآءً بَالِــــغَ الإِطْبَــــــاقِ
لاَ يَنْفَعُ النَّـاسُ القَتِيـــلَ إِذَا بَـــدَى   
  مِنْهُمْ عَظِيـمُ الحُـــزْنِ وَالإِشْفَـــاقِ
وَكَذَاكَ لاَ يُجْـــدِي التَّشَمُّتُ بِالّـذِي  
   بَلَـــغَ المُنَـــى وَمَحَاسِــنَ الأَرْزَاقِ
مَعْ ذَاكَ جُلُّ تَظَلُّمِــــي وَتَسَاؤُلِــي  
   مَا سَوْأَتِي عِنْدَ الفَتَــــى المَــــذَّاقِ
حَتَّى يَكُونَ هِجَاءُ نَفْسِــــيَ عِنْـدَهُ    
أَحْلَــــى الكَــــلاَمِ يُذَاعُ بِالآفَــــــاقِ
قَدْ كَانَ غَيْــرِي لَوْ أَسَـاءَ بِمَعْـزِلٍ     
عَـــنْ ثَــوْرَةِ القَالِينَ بِالأَسْــــــوَاقِ
وَأَنَا وَإِنْ رُمْتُ المَكَــــارِمَ كُلَّهَــــا  
   فَأَنَا المُسِـــيءُ بِمَنْظَرِ الأَحْـــــدَاق
مَا ذَنْبُ عَبْدٍ حِيـنَ يَنْظُـــرُ مَنْهَجًا   
  وَالبَعْضُ يَمْشِي مُغْلَقَ الآمَـــــــاقِ
وَيُطِيعُ رَبَّا فِـي شُــــؤُونِ حَيَاتِــهِ    
وَيُجِيبُ دِيَـــن الحَقِّ بِالإِطـْـــــرَاقِ
وَيُحَكِّمُ القُرْانَ فُرْقَــــانَ الهُــــدَى   
  وَيُقَابِـــلُ التَّشْرِيعَ بِالإِحْقَــــــــــاقِ
وَيَخَافُ نَـــارًا لِلمُخَالِفِ أُسْعِـرَتْ   
  وَيَـــرُومُ دَارَ الخُلْـدِ بِالأَشْـــــــوَاقِ
وَيُتَابِعُ الأَسْلاَفَ فِـــي أَحْوَالِهِـــمْ   
  وَيُخَالِفُ الأَخْلاَفَ فِــــي الأَعْمَــاقِ
وَيُحِبُّ فِي الرَّحْمَـانِ كُــلَّ مُوَحِّـدٍ  
   وَيُقَــــابِلُ الإِخْــــوَانَ بِالأَعْنَــــــاقِ
عَادَيْتُ فِــــي ذَاتِ الإِلَهِ أَحِبَّتِـــي   
  وَنَكِرْتُ نَفْسِـــيَ وَافْتَقَدْتُ رِفَاقِـــي
وَتَصَدَّرَ الإِخْـوَانُ مَشْهَدَ غَزْوَتِي   
  فَأَمَدَّ ضِحْـــكُ الكُفْـــرِ بِالتَّشْهَــــاقِ
قَدْ جَيَّشَ الشَّيْطَانُ عُصْبَةَ حَرْبِنَا   
  وَأَعَـــدَّ جُنْدًا مِــنْ بَنِـــي الفُسَّـــاقِ
وَبَدَا المُنَافِقُ فِي دِيَــارِي غَازِيًـا   
  وَأَتَـى السِّجَـــالَ بِبَغْلِهِ الدَّقَــــــــاقِ
وَعَدَا المُبَدِّعُ فِـي دِمَائِــيَ مُفْتِيًــا 
    فَغَـــدَى بِذَنْبِ الفِعْـــلِ وَالإِيــــرَاقِ
فَصَبِرْتُ عِلْمِي أَنَّ رَبِّـــي نَاصِـرٌ  
  وَطَلَبْتُ عَـــوْنَ الوَاحِدِ الخَــــــلاَّقِ
ذُقْتُ العَظِيمَ مِنَ المَكَــارِهِ صَابِرا    
فَكَفَفْتُ دَمْعَ عُيُونِـــيَ المِهْـــــرَاقِ
قَدْ كَانَ يُغْرِقُ لَوْ تَطَــاوَلَ عَهْــدُهُ   
  سُفُنًـــا تَعَاهَدَهَــا الوَلِــيُّ البَـــاقِي
سُفُنٌ أَقَلَّتْ فِي حُطَـــامِ شِرَاعِهَــا    
خَبَـــرَ الغَرِيـــقِ لِسَاحِــلِ الأَوْرَاقِ
فَبَنَى القَصِيدُ مَجَـــامِعَ الدَّارِ الّتِي   
  حَفِظَتْ دِمَـــاءَ القَلْبِ بِالأَطْــــوَاقِ
وَغَدَى قِرَاضُ الشِّعْرِ مِـنْ أَدْوَائِنَا 
    وَشِفَاؤُنَا فِـــي حَضْــــرَةِ الأَوْرَاقِ
لَوْ أَنْكَرَتْ تِلْكَ الحُــرُوفُ جَمِيلَنَـا 
    لَسَقَاني المَــوْتَ الرّخِيصَةَ سَــاقِ
عَزَّ الوَفَاءُ لَـــدَى الـــوَرَى لَكِنَّــهُ  
   بَيْـنَ الدَّفَـــاتِرِ فِي المَكَاتِبِ بَــــاقِ







المشاركات الشائعة