بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

حلب ... عنوان مأساة

حلب .... عنوان مأساة


 

حَمِّلْ سُطُورَكَ مِنْ شِعْرِي وَمِنْ نُظُمِـي 

    وَافْرَحْ بِحَظِّكَ يَا قِرْطَــاسُ مِــنْ قَلَمِــي

وَارْوِ الغَلِيـــــلَ فَقَــــدْ أَوْلاكَ خَالِقُهَـــــا 

    رِزْقَا يَهُونُ عَلَـى ذِي الفَضْلِ وَالكَـــرَمِ

إِنِّـــي مَتَـــى بَخِلَــتْ بِالحِبْــــرِ دَاوَتُـــهُ   

  أُغْنِيــكَ مُبْتَذِلاً مِـــــنْ مُقْلَتِـــي وَدَمِـــي

فَاجْمَعْ حُرُوفَ أَسًىى مِــنْ فَـيِّ مُعْتَصِرٍ   

  أَذْكَـى بِهَا وَجَعًا أَوْ صَــاحَ مِـــنْ أَلَــــمِ

وَارْفَعْ بِهَا لِسَمَاءِ الإنْـسِ صَرْخَــةَ مَـــا  

   تُخْفِــي الصُدُورُ وَهَمْـسَ القَلْبِ بِالظُّلَمِ

فَلَسْـــتُ أَمْلِــــكُ إِلاَّ رِيشَتِـــــي قَنِعًـــــا 

    أَلاَّ عَـزَاءَ بِهَـــا عَـــنْ بَـــارِقِ الرُّجُـــمِ

أَشْدُو بِصَوْتِ نَذِيرٍ صَـاحَ مِــنَ جَــزَعٍ   

  فِــي أُمّــَةٍ أَلِفَتْ عَيْشًـــا عَلَــى سَقَــــمِ

وَلَيْــــسَ يُسْمِــــعُ إِلاَّ حَاذِقًــــا فَطِنًـــا  

   حُـرًّا غَدَا أَنِفًـــا عَـــنْ سَـــافِلِ الهِمَـــمِ

يَـا أُمَّــــةَ الخَيْـــرِ مَالِــي لاَ أَرَى لَكُـــمُ    

 عَزْمًا عَلَــى الجِدِّ أَوْ رَأْيًا مِـــنَ الحِكَــمِ

وَمَـــــا لِسَـــادَتِكُمْ تَهْـــــوِي لأَرْذَلِكُــمْ 

    وَمَـا لِصَوْتِهِمُ يَجْــرِي عَلَـــى الصَّمَـــمِ

لاَ لَيْـــسَ يَنْفَعُكُـــمْ طَيْـشُ البُغَـاثِ وَلاَ  

  بَطْشُ السَّفِيــهِ لِدَفْـــعِ الحَـادِثِ اللَّمَـــمِ

قَدْ رَامَ لُحْمَتَكُمْ نَسْـــلُ المَجُـوسِ وَمَـا  

   بَاضَ اليَهُودُ وَعَبْدُ الصَّخْــرِ وَالصَّنَــمِ

وَاْجْتَاحَ سَاحَتَكُمْ جَيْـشُ الصَّلِيبِ فَمَـا 

   تُغْنِـي نَوَاحِبُكُــمْ مِــــنْ هَبَّــــةِ الأُمَــــمِ

فَـــذِي دِيَارُكُــــمُ أَضْحَـــتْ تَقَاسَمُهَــا  

   رَايَـــاتُ مُغْتَصِـــبٍ بَـــــاغٍ وَمُغْتَنِـــــمِ

فَانْظُرْ إِلَـــى حَلَب الشَّهْبَـــاءَ تَعْدِمُهَـا 

    كَفٌّ لِمَــــارِقَ أَوْ عِلْـــجٍ مِــــنَ النَّعَـــمِ

وَانْظُـــرْ إِلَــــى بَلَدٍ بِالأمْــــسِ رِفْعَتُــهُ   

  أَهْوَى بِهِ سَفَــهٌ مِــــنْ شَــاهِقِ القِمَـــمِ

مَــــنْ لِلْعِبَــــادِ وَقَدْ سَــــالَتْ دِمَاؤُهُـمُ  

   فِيهَــــا بِغَيْـــرِ يَدٍ جَـــــارَتْ وَلاَ قَــــدَمِ

وَلِلْكُنُــــوزِ وَقَـــدْ  تُجْبَــــى خَزَائِنُهَــا 

    فِي عُصْبَةِ الشَّرِّ بَلْ فِــي سَفْلَــةِ الغَنَـمِ

مَــــنْ لِلبُيُــوتِ وَقَـــدْ هُــدَّتْ قَوَائِمُهَـا  

   وَلِلـزُّرُوعِ وَقَدْ أَخْــــوَتْ مِــــنَ النِّعَـــمِ

وَلِلْيَتَامَــى بِهَـــا مِـــنْ جُـــورِ ظَالِمِهَا    

 وَلِلأَرَامِــــلِ فِــــي دُنْيًــــا بِـــلاَ كَـــرَمِ

فَمَــنْ يُمِيــــرُ بِهَــــا ذَا الجَهْـدِ حَاجَتـهُ 

    أَوْ مَنْ يَصُـونُ إِذًا عِرْضًــــا لِمُحْتَشِـــمِ

وَأَيْـــنَ مَـــنْ بَلَغَــتْ بِالأمْـسِ صَيْحَتُهُ   

  يُغْــرِي العِبَـادَ بِلَحْنِ القَــــوْلِ وَالكَلِــــمِ

وَأَيْـــنَ مَـــنْ وَهَبُـــوا لِلوَهْـــمِ رَايَتَهُـمْ   

   يَـــوْمَ الوَفَــــاءِ بِعَهْـدٍ غَيْــــرِ مُلْتَــــزَمِ

قَالُـــوا الخِلاَفَةَ مَــا نَبْغِـــي فَقُلْتُ لَهُـمْ   

  إِنَّ الخِلاَفَةَ لاَ تُبْنَــــــى عَلَــــى عَــــدَمِ

وَالدِّيـــــنُ يَنْصُــــرُهُ بِالحَــــقِّ تَابِعُـــهُ  

   لاَ يُمْكِنُ الشَّرْعَ أَهْلُ الغَــــدْرِ بِالذِّمَــــمِ

وَاللهُ يَرْفَـــــعُ مَــــنْ وَالَــــى شَرِيعَتَـــهُ   

  لاَ عُصْبَةً مَرَقَتْ عَــنْ دِينِــــهِ القِيَـــــمِ

وَذِي الدَّوَائِــــرُ يَوْمًــــا مَــــا تُجَامِلُكُمْ  

   فَـإِنْ سَطَتْ قَلَبَتْ رَأْسًـــا عَلَــــى قَـــدَمِ

كَـــذَا العَوَاقِــــبُ لِلإسْــــلاَمِ مَجْمَعُهَــا  

   وَبِالقِيَامَـةِ مَـا يُقْضَــــى عَــــنِ الأُمَــــمِ


 

.

هناك 5 تعليقات:

  1. بوركتم على هذه القصيدة المعبرة عن حال المسلمين وما يعانيه اخواننا في سوريا فرج الله عنهم

    ردحذف
  2. فرج الله على المسلمين أينما كانوا
    ......جزاك الله خيرا

    ردحذف
  3. احسن الله اليك اخي الحبيب مراد

    ردحذف
  4. حسبنا الله ونعم الوكيل
    جزاك الله خيرا وبارك فيك

    ردحذف

المشاركات الشائعة