46- بين الخوف والرّجاء
أَخَافُ عَلَيْكَ
مِنْ عَجَـلِ وأَنْ تَنْقَـــــادَ لِلكَلَــــلِ
وأُشْفِقُ أَنْ
أَرَاكَ وَقَـــدْ شَرَيْتَ اليَأْسَ
بِالأَمَـِل
فَمَا أَخْزَاكَ
لَوْ قَـصُرَتْ مُنَاكَ بِأَسْفَلِ
السُبُــــلِ
ومَا أَغْوَاكَ لَوْ
طَلَبَـــتْ عَظِيمَ الشَّأْنِ
بِالكَسَـلِ
وَمَا أَرْجَاكَ
إِنْ قَرَنَـــتْ كَبِيــرَ الهَــامِ
بالعَمَــلِ
فَلاَ تَيْأسْ
وَلَوْ صُدِمَتْ مُنَـــاكَ بِعَـــائِقِ
جَلَــلِ
ولاَ تَنْظُرْ
لِمَنْ بُذِلَــــتْ لَهُ الدُّنْيَـــا بِلاَ شُغُـــلِ
فَدَارُ الخُلْدِ
تَأْنَـُـــف أَنْ تُــزَفَّ لِوَالِـــهٍ غَفِـــلِ
وَحُكْمُ اللهِ أَعْــــــدَلُ
أَنْ يُعِيدَ السَّعْيَ بِالفَشَـــلِ
فَكَمْ تَسْعَى
وَكَمْ تَشْقَـى وَتَبْغِي الرِّزْقَ بِالحِيَلِ
وَهَذِي الدَّارُ قَـدْ
تَدْنُــو لِذِي العَاهَاتِ
والعِلَــلِ
فَكَيْفَ تُرِيدُ
أَنْ تَلْقَـــى جِنَـــانَ الخُلْـدِ بِالنَّفَــلِ
وَلَيْسَ الظُّفْرُ
بِالعَجَــلِ كَمِثْـلِ الظُّفْرِ
بِالأَجَـــلِ
فَكُنْ فِي جَانِبِ
التَقْوَى سَوِيَّ السَيْـــرِ مُعْتَـدِلِ
فَلا خَابَـتْ
رَجَـاؤُكَ إِنْ خَلَطْتَ الفَأْلَ
بِالوَجَــلِ
وَلاَ أَعْيَاكَ
خَوْفُـــكَ إِذْ هَــدَاكَ لأَقْـــوَمِ الخُلَـلِ
وَحُبّ اللهِ زَادَك
بـَــــلْ وَميــزَةُ كُــلِّ مُرْتَحِــلِ
.