بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

من هم أهل السنة

 من هم أهل السنة ؟([1]) 

.....
رُمْتُ العُجَـابَ فَلَــمْ أُدْرِكْ بِهَـا عَجَبَــا 
    مِـــنْ طُرْفَـــةٍ نُقِلَـتْ أَوْ بَـاطِلٍ كُتِبَــا
يُلْقَى لَكُمْ مَثَــلاً مِــنْ بَعْـدِ أَنْ عَجَـزَتْ    
تِلْكَ الأَكُــفُّ بِنَــا أَنْ تُظْهِـرَ الأَدَبَـــا
فَـــذِي عُيُونُكُــمُ مِـنْ بَاطِــلٍ سُحِــرَتْ  
   جُنْــحَ الظَّـــلاَمِ وَذَا حَادِيكُـــمُ نَكَبَـــا
فَهَلْ نُضِيءُ لَكُــمْ دَرْبًـا عَلَــى عَمَـــهٍ   
  أَمْ نُبْطِلُ السِّحْرَ أَمْ نَهْدِيكُـمُ السَّبَبَــا؟
يَــا مَـــنْ هَــــوَى بِكُـمُ رَأْيٌ تَجَاذَبَــهُ    
هَوًى يُطَــاعُ وَتَلْبِيـسُ الّـــذِي كَذَبَــا
فَلْتَسْمَعُـــوا رَشَـدًا قَــدْ جَاءَكُـمْ مَــدَدًا   
  يُجْلِـي بِسَكْرَتِكُــمْ عَقْـلاً قَـد اِنْجَذَبَــا
فَالسُّنَّـــةُ الْتَحَفَـــتْ فِـــي ثَوْبِهَــا أُمَمٌ  
   تُخْفِــي بِنِسْبَتِهَـا مِـنْ عَيْبِهَــا شُعَبَـا
كُــــلٌّ يَــرُومُ لَهَـــــا وَصْــلاً فَتُنْكِــرُهُ  
   إِلاَّ الَّــذِي عَرَفَتْ مِـنْ قَلْبِــهِ صَبَبَــــا
فَالأَشْعَــرِيُّ بِهَــا يَهْذِي عَلَـى خَـرَفٍ 
وَذُو التَّصَوُّفِ مَـا يَرْجُو لَهَــا نَسَبَــا
وَلَيْـــسَ يَرْفَعُهَـــا صِدْقًـــا وَيَحْمِلُهَــا 
    بَيْنَ الضُّلُوعِ سِوَى نَزْرٌ مِنَ الغُرَبَــا
أَهْــلُ الحَدِيثِ وَمَـنْ سَارُوا بِسِيرَتِهِمْ  
   نُـزَّاعُ قَوْمِهِــمُ أَهْــلُ التُّقَــى النُّجَبَـــا
مَــرَّ الزَّمَــانِ هُـــمُ يُحْيُونَهَـــا شُعَــلاً    
مَــرَّ الزَّمَانِ هُـــمُ يُعْلُونَهَـــا نُصُبَـــا
فَالنَّهْـجُ عِنْدَهُــــمُ نَهْــجُ الأُلَــى وَلَهُمْ  
فِـي سَيْرِهِــمْ سَلَــفٌ يَكْفُونَهُمْ حَسَبَا
قَـــــوْمٌ إِذَا تُلِــــيَ القُــــرْآنُ أَلْهَمَهُــمْ   
  أَوْ جَاءَهُـــمْ أَثَرٌ طَـارُوا بِـــهِ طَرَبَـــا
لَيْسَتْ لَهُمْ سُنَنٌ غيْرَ الَّتِــي شُرِعَــتْ  
وَالفَهْـمُ عِنْدَهُــمُ آثَــارُ مَــنْ صَحِبَـــا
لاَ يَبْتَغُونَ بِهَــا عَـــدْلاً وَإِنْ ظَهَـــرَتْ 
    فِي النَّاسِ مُحْدَثَةٌ صَاحُوا بِهَا غَضَبَا
كَمْ أَخْمَــدُوا فِتَنًا كَـــمْ أَلْجَمُـوا بِدَعًــا   
  كَمْ مِنْ هَوًى رَصَدُوا فِي صَدِّهِ الشُّهُبَا
فَهُمْ نُجُـومُ هُدًى فِـــي لَيْلِهَـــا وَهُـــمُ  
   عِنْــدَ النِّـــزَالِ بِهَـــا كَاللّيْثِ إِذْ وَثَبَـــا
للهِ مَــــا صَرَفُـــوا دَوْمًــــا عِبَادَتَهُــمْ   
  مِنْ بَعْدِ أنْ عَرَفُـوا قَدْرًا لَـــهُ وَجَبَــــا
للهِ مَــــا سَجَـــدُوا بِاللهِ مَـــا رَكَعُـــوا  
   فِـي اللهِ مَطْمَعُهُـمْ إِنْ يَرْتَجُــوا طَلَبَـــا
وَاللهُ غَوْثُهُـــــمُ إِنْ تَحْتَلِـــكْ كُــــــرَبٌ  
  وَاللهُ غَايَتُهُـــمْ إِنْ يَفْزَعُــــوا هَرَبَـــــا
لاَ يَجْحَدُونَ لَــــهُ وَصْفًـــا وَعِنْدَهُـــمُ  
أَسْمَاؤُهُ فَرَبَتْ عَنْ حَصْرِ مَنْ حَسَبَـــا
وَيُذْعِنُــــونَ لِمَـــا جَـــاءَتْ بِحُجَّتِـــهِ  
   تِلْكَ النُّصُوصُ مِنَ الغَيْبِ الّذِي حُجِبَـا
فَبِالمَلاَئِكَـــةِ الأبْـــرَارِ قَــــدْ عَقَـــدَتْ  
   مِنْهُـــمْ قُلُوبُهُـــمُ مَـــا لَيْـــسَ مُنْقَلِبَــا
مِنْ أَنَّهَــــا خُلِقَـــتْ لِلْبِـــرِّ فَانْتَصَبَـتْ  
   للهِ طَائِعَـــــــةً لاَ تَبْتَغِـــــــي لَعِبَــــــــا
وَاللهُ أَبْلَغَنَــــا مِــــنْ رَحْمَـــةٍ رُسُـــلاً  
   وَاللهُ أَنْـــزَلَ مِــــنْ عَلْيَـــائِهِ الكُتُبَــــا
وَاللهُ جَامِعُنَــــــا يَوْمًــــــا وَسَائِلُنَــــا   
  ثُــمَّ الجَزَاءُ بِهَــــا كُلٌّ بِمَــــا كَسَبَــــا
وَالنَّـارُ مَوْعِدُ مَــنْ يُعْصَــي وَجَنَّتُـــهُ 
    وَعْدُ الّذِي عَـرَفَ الإِخْلاَصَ وَالتَّعَبَــا
أَقْدَارَ خَالِقِنَــــا قَــــدْ أَثْبَتُــــوا وَهُـــمُ  
   قَدْ أَوْسَعُوا حُجَجًا فِيهَا مَنِ اضْطَرَبَــا
ثمَّ الرِّضَى بِهِــــمُ عَــــنْ آلِ سَيِّدِنَـــا  
   وَالصُّحْبِ كُلِّهِــــمُ وَالتَّابِــــعِ العَقِبَــــا
وَالدِّيــــنُ عِنْدَهُــــمُ قَــــوْلٌ يُصَدِّقُـــهُ  
   مِنْ فِعْلِ صَاحِبِهِ مَــا يَرْفَـــعُ الرِّيَبَـــا
وَالقَلْبُ إِنْ سُئِلُوا أَصْــــلٌ لَـــهُ ثَمَـــرٌ    
مَـــنْ يَبْتَغِــي ثَمَرًا مِـنْ دُونِهِ كَذَبَــــا
وَالكُفْــرُ مُعْتَقَــدٌ طَوْرًا وَمَــا كَسَبَـــتْ  
   تِلْكَ الجَـوَارِحُ لاَ تَعْبَـــأْ بِمَـنْ عَتَبَــــا
وَاسْلُكْ مَسَالِكَهُــمْ تَلْقَــــى جَوَائِزَهُــمْ  
   وَفِـي المَعَادِ غَدًا مَا تَنْتَشِـــي طَرَبَـــا
فَالعَالِمُـــونَ هُــــمُ وَالعَامِلُـــونَ هُـــمُ  
   أَهْلُ الخَلاَقِ هُــــمُ إِنْ تَطْلُبِ الأدَبَـــــا
وَالصَّادِقُـــونَ هُـــمُ وَالمُخْلِصُونَ هُـمُ   
  وَالصَّابِــرُونَ وَقَدْ ذَاقُوا بِهَـــا لَهَبَـــا
وَالطَّيِّبُــونَ وَهُــــمْ أَهْـــلُ التُّقَى وَلَقَدْ  
   جَادَ الإِلَهُ لَهُمْ مِــنْ خَيْـــرِ مَا كُسِبَـــا
وَاللهُ يَرْزُقُنَـــــا سَيْـــــرًا كَسَيْرِهِـــــمُ 
    فَقَدْ تَقَاصَرَ عَنْهُمْ سَعْيُ مَـــنْ رَغبَـــا
لَكِنَّنَـــــا بِهَـــــوَى قَـــــوْمٍ نُأَمِّـــلُ أَنْ   
  نَحْظَى بِصُحْبَتِهِمْ دُونَ الَّـــذِي نَكَبَـــا



.


([1]) هذه القصيدة نشرت في "مجلة الإصلاح " العدد :52 ، وقد جاءت تعقيبا على ما ورد في مؤتمر الشيشان من تعريف أهل السنة بأنهم أهل المذاهب الأربعة في الفروع ، والأشاعرة معتقدا ، والصوفية سلوكا 

هناك 3 تعليقات:

المشاركات الشائعة