بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

فضائح المميعة والحدّادية

فَصْلٌ فِي فِرْقَةِ المُمَيِّعَةِ
الَّذِينَ شَابَهُوا الإِخْوَانَ فِي مَنْهَجِهِمُ الفَسِيح


وَلَقَــدْ مَشَـــى بِطَرِيقِهِــمْ قَــــوْمٌ لَهُـــمْ   
  نَهْــــجٌ فَسِيــحٌ وَاسِــــعُ الأَرْكَـــــانِ
مَنْ مَيَّعُوا فِي سَيْرِهِمْ طُــرُقَ الهُـــدَى   
  بِمَكَــــــامِنِ الأَنْجَــــــــاسِ وَالأَدْرَانِ
وَرَضُوا بِتَجْمِيعِ القَذَى مِـــنْ حَوْلِهِـــمْ    
كَــالحَشِّ يَجْمَــــعُ سَفْلَـــةَ الدُّبَّــــانِ
لَا يُنْكِرُونَ عَلَــى المُخَـــالِفِ سَقْطَــــةً   
  أَوْ يَرْفَعُـــــونَ الحَـــقَّ بِالبُرْهَــــــانِ
فَهُــمُ عَلَــى مَــــرِّ الزَّمَــــانِ أَذِلَّـــــــةٌ   
  عَـــنْ دَفْــــعِ كُـــلِّ مُعَــــانِدٍ فَتَّــــــانِ
قَالُـــوا نُصَحِّــــحُ دُونَ إِسْقَــــــاطٍ وَذَا    
وَاللهِ عَيْــــنُ الجَهْــــلِ وَالعِصْيَـــــانِ
وَمَثِيلُــــــهَا نَبْنِــــي بِغَيْـــرِ الهَـــدْمِ أَوْ 
    لَـــيْسَ الخِــلافُ بِغَيْرِنَـــا ذُو شَــانِ
دَارَيْتُمُ أَهْـلَ البَدَائِـــعِ عَــــنْ هَـــــوًى   
  لِنُفُوسِكُـــمْ وَبِشُــــــورَةِ الشَّيْطَــــانِ
وَشِعَارُكُـــمْ تَهْوِيــنُ شَـــرِّ المُفْتَـــرِي   
  وَتَكَتُّــــمٌ عَـــــنْ بِدْعَــــــةِ الفَتَّـــــانِ
وَلَرُبَّمَــــا دَافَعْتُـــمُ عَـــــنْ حِزْبِهِـــــمْ   
  فِـي حَرْبِ أَهْـلِ الدِّيـــنِ وَالفُرْقَـــــانِ
وَلَقَـدْ تَحَمَّـــلَ كِبْـــرَ مَنْهَجِكُـــمْ فَتًـــى  
   مِــنْ أَخْبَثِ السُّكَّـــانِ فِــــي عَمَّــــانِ
أَعْنِي بِـــهِ الحَلَبِــيَّ كَـــذَّابَ الـــوَرَى   
  لِــصَّ العُلُــــومِ وَخَـــائِنَ الخِــــــلاَّنِ
مَنْ أَنْشَأَ المِرْحَاضَ يَجْمَـــعُ شَمْلَكُـــمْ
     دُونَ الكِــــرامِ وَخِيــــرَةِ الإِخْـــــوَانِ
حَشُّ المَنَاهِجَ مَجْمَـــعُ الأَدْرَانِ مِــــنْ 
    شَتَّـى الدُّرُوبِ وَسَائِــــرِ الأَوْطـــــانِ
وَ المَأْرِبِـــيُّ وَمِـــنْ بِـــلَادِي جُمْلَــــةٌ    
كَأَبِــــي سَعِيــــدٍ ذَاكَ وَالرَّمَضَانِــــي
قَالُوا : وَعِلْــمُ الجَـرْحِ لَيْــسَ بِنَــــافِذٍ    
إِلاَّ بِـــــــــرَاوٍ أَوْ شَهِيــــدِ قِـــــــرَانِ
لاَ بِالدُّعَــــــاةِ وَسَائِــــرِ العُلَمَــــاءِ ذَا   
  عَيْـــنُ الجُنُـونِ وَغَايَــــةُ الهَذَيَــــانِ
كَلاَّ وَلا نَرْضَى سِوَى الإجْمَـاع فِــــي   
  جَــــرْحِ الّـــذِي قَدْ جَــاءَ بِالبُهْتَــــانِ
مَـــادَامَ قَدْ زَكَّـــــى المُبَــدَّعَ عَــــــالِمٌ   
  فَالجَــــرْحُ إِثْـرَ الخُلْفِ ذُو بُطْـــــلانِ
وَكـذَاكَ رَدُّوا الحُكْــمَ إِنْ لَـــمْ تَقْتَنِـــعْ 
    أَهْوَاؤُهُـــــمْ يَـــــا ذِلَّـــــةَ الخِــــذْلانِ
وَلَقَدْ تَوَسَّعَ جَمْعُهُمْ فِـــي بَــــابِ مَـــا   
  يُطْوَى مِـــنَ التّجْرِيــــحِ بِالأقْــــرَانِ
حَتَّى غَــدَى جُـــــلُّ العِبَــــادِ أَئِمَّــــــةً  
   وَالكُـــلُّ يُنْفِــذُ سَيِّــــئَ الأَضْغَـــــــانِ
وَأَبُــــــوا كَـــلامَ المُنْصِفِيـــنَ بِحُجَّـــةٍ    
فَزَعًــــا مِــنَ التّقْلِيدِ فِـــي الأدْيَـــانِ
وَلَرُبَّمَا رَدُّوا مِـــنَ الأخْبَـــــارِ مَـــــــا     
تَـــرْوِي الثِّقَـاتُ وَصَـــالِحُ الإخْــوَانِ
قبلوا مَقالَةَ مَـــنْ دَنَــــا دُونَ الّـــــذِي  
   يَنْـــأَى عَـنْ المَوْسُــــومِ بِالعِصْيَــانِ
وَكَلامَ أَهْــــلِ البَيْـــتِ أَجْرُوا بِالفَتَـــى    
وَأَبُـــــــوا لِقَاصيهَــــا عَــــنِ البُلْدَانِ
وَمُعَـــاصِرَا قَبِلُـــوا ورَدُّوا مِـــــنْ أَخٍ    
مُتَــــــــأَخِّرٍ بِتَعَــــاقُبِ الأزْمَـــــــــانِ
وَاسْتَحْضَـرُوا فِقْـــهَ المَوَازيــنِ الّتِــي   
  رَهَنَـتْ عُقُــــولَ النَّـشْءِ للشَّيْطَـــانِ
وَهِـيَ الّتِــي عَلِمَ الخَلِيقَـــةُ زُورَهَـــــا  
   فِــي السُّنَّـــــةِ الغَـــــرَّاءِ وَالقُــــرْآنِ
لَكنّهَـــــا الأهْــــوَاءُ تَجْـــرِي بِالفَتَـــى   
  حَتَّـــــى يَصِيــــرَ لِذِلّــــةٍ وَهَــــــوَانِ
أَفَأَنْتُـــــمُ أَهْـــــدَى وَأَرْشَــدُ لِلْــــوَرَى  
   مِمَّنْ مَضَى بالبــــــــرٍّ والإحْسَـــانِ؟
أَمْ أَنَّكُــــمْ أَدْرَكْتُـــمُ سُبُــــلَ الهُـــــدَى   
  وَمَضَتْ قُـرُونُ الخَيْـــرِ كَالعُمْيَـــــانِ؟
أَمْ أَنَّكُـــمْ لِلنَّــــاسِ أَنْصَــــحُ قَوْلَــــــةً    
مِـنْ سِيـــرَةِ المَبْعُــــوثِ بِالفـــرْقانِ؟


فَصْلٌ فِي
الحَدَّادِيَّة الغُلَاة
الذِينَ كَانُوا عَلَى النَّقِيضِ مِنْ مَنْهَجِهِم


وَعَلَى النَّقِيضِ مِنَ المُمُيِّعِ قَدْ جَـــرَى  

   قَــــوْلُ البَغِيــضِ المُجْـــرِمِ الفَتَّـــانِ
حَدَّادُهُــمْ ذَاكَ الّـــــــذِي فَتَنَ الـــوَرَى  
   بِعَظِيمِ جُرْأَتِــــهِ عَلَــــى الرَّحْمَـــــنِ
كَمْ فَسَّقَ المَخْبُولُ مِــنْ أَهْــــلِ التُّقَـى    
وَقَضَـى بِكُفْـرٍ فِــي بَنِــي الإِيمَــــانِ
وَجَـرَى لِتَبْدِيـــعِ الثِّقَــــاتِ سَفَاهَـــــةً    
بِقَــــوَاعِدٍ بُنِيَـــتْ عَلَـــى الطُّغْيَـــانِ
فَهُوَ الَّذِي لَا يَرْتَضِـي شَرْطًا سِــــوَى  
   فِعْــــل المُخَـالِفِ مُطْلَـقَ العِصْيَـــانِ
لِيَكُـونَ فِــي نَظَـــرِ المُغَفَّـــلِ سَاقِطًــا  
   بِالجَهْــــــلِ وَالإِكْـــــرَاهِ وَالنِّسْيَـــانِ
فَالعُذْرُ يُقْبَــلُ حِيـــنَ يُحْشَـــرُ جَمْعُنَـا   
  يَـوْمَ القِيَامَةِ فِـــي قَضَــا الرَّحْمَــــنِ
أَمَّــــا بِــأَرْضِ العَامِلِينَ فَلَــنْ تَــــرَى   
  عُـــذْرًا يَكُــــفُّ الحُكْــــمَ بِالأَعْيَــــانِ
وَلَرُبَّمَـــا جَــرَحَ العِبَـــادَ بِغَيْـــرِ مَـــا 
   يَقْضِيــــــهِ ذَاكَ الفِعْـــــلُ بِالإِنْسَـــانِ
فَلَقَدْ يُبَـــــــدِّعُ بِالخَطِيئَــــةِ فَاسِقًـــــا 
    وَيُعَلِّـــــمُ البِدْعِـــــــيَّ بِالكُفْــــــــرَانِ
مُتَسَرِّعٌ فِــي كُــــلِّ أَمْــــــرٍ كَالَّــــذِي   
  يَشْفِـــــي لِغِــــلٍّ حَـــــزَّ بِالوِجْــــدَانِ
مُتَسَلْسِلٌ فِــي الحُكْــمِ حَتَّـى يَنْقَضِــي   
  لِجَمِيــــعِ أَهْـلِ الأَرْضِ مِـنْ سُكَّــــانِ
فَلَقَــدْ قَضَـــى يَوْمًـــا سَفِيـــهٌ مِنْهُـــمُ   
  أَنْ لَيْــسَ يَسْلَــــمُ غَيْــــرُهُ بِمَكَـــــانِ
وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْتَضِــــى قَوْلًا سِـــوَى   
  حُكْـمٍ لَــــهُ بِالصِّــــدْقِ وَالرُّجْحَــــانِ
حَتَّـــى وَلَوْ كَانَ الخِـــلَافُ مُسَوَّغًــــا   
  مِنْ عَــالِمٍ أَفْتَـــى عَلَــــى البُرْهَـــانِ
وَلَهُمْ بِسُــوءِ الخُلْقِ بَــاعٌ مَــا جَــرَى 
    مِــنْ قَبْلِهِمْ فِــــي سَــــائِرِ الأَدْيَــــانِ
شَتْـــمٌ وَسَــبٌّ بَــلْ وَضَـــرْبٌ رُبَّمَــــا   
  لِمُخَـــــالِفٍ يَأْبَـــى عَلَــــى الدُّبَّــــانِ
طَعَنُوا بِأَهْلِ العِلْـــمِ ظُلْمًـــا بِالهَـــوَى  
   أَوْ بِاخْتِـــلَاقِ الـــــزُّورِ وَالبُهْتَـــــانِ
وَلَرُبَّمَـــا رَجَعُــــوا إِلَيْهِــــمْ ظَــــاهِرًا 
    وَتَسَتُّــــرًا كَصَنِيـــــعِ كُــــلِّ جَبَــــانِ
وَبِعَكْسِهِمْ قَدْ عَظَّمُـــوا بِــالزُّورِ مَــنْ   
  وَالَاهُــمُ مِـــــنْ جُمْلَــــةِ الصِّبْيَــــانِ
كَـــمْ سَفَّهُوا أَهْــلَ الحَدِيــثِ وَنَهْجَهُـمْ  
   فِي الجَـــرْحِ وَالتَّعْدِيــــلِ وَالتِّبْيَــــانِ
وَرَضُوا قَوَاعِدَ غَيْرَهَـــا فِـي حُكْمِهِــمْ   
  وُضِعَتْ عَلَى الإِجْحـافِ وَالطُّغْيَــــانِ
نَبَـذُوا المَصَـــالِحَ وَالمَفَـــاسِدَ جُمْلَـــةً  
   وَتَمَسَّكُــــــوا بِالهَجْــــرِ كُـــــلَّ أَوَانِ
عَنْ كُــــلِّ فِعْـــلٍ لِلْمُخَــــالِفِ أَطْلَقُـــوا   
  لِلّعْــــنِ كُـــلَّ شَكِيمَــــــةٍ وَعَنَــــــانِ
وَلَعَــلَّ أَكْبَــــرَ جُرْمِهِـــمْ أَنْ حَــــذَّرُوا   
  مِنْ كُتْبِ أَهْـــلِ العِلْــــمِ وَالعِرْفَـــــانِ
كَالحَافِظَينِ وَمَــنْ سَــرَى فِــي فُلْكِهِـمْ  
   مِـــنْ جُمْلَـــةِ الأَصْحَـــابِ وَالأَقْــرَانِ
 

.
 

هناك 4 تعليقات:

المشاركات الشائعة