أمير المؤمنين
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
جَفَّ الغَدِيـــرُ وَشَحَّ الغَيْـــمُ وَالمَطَـرُ
وَاصْفَـــرَّ بَعْدَ دَوَامِ الخُضْرَةِ الشَّجَــرُ
وَازْدَادَ عَارِضُهَا رِيــحُ السَّمُومِ وَقَـدْ
تَنَازَعَ النَّــاسُ أَمْـــرًا شَأْنُـــهُ خَطَـــرُ
مَا لِلْحُرُوفِ وَقَدْ أَفْضَــى الكَلامُ إِلَـى
خَيْــرِ القُـــرُونِ أُخَلِّيهَـــا وَمَـــا تَــذَرُ
أَبْغِي سُكوتًــــا وَمَا أَلْقَى لَـــهُ وَطَنًـا
كَذَاكَ شِعْـــرِيَ هَدْرٌ مَـــا بِـــهِ ظَفَـــرُ
فِيــــمَ الكَــــلاَمُ وَلاَ خَيْــــرًا نُأَمِّلُــــهُ
مِمَّــنْ تَقَدَّمَـــهُ فِــي سَيْــــرِهِ البَقَـــرُ
فَـــاللهُ يَحْفَظُ فِـــي عَلْيَائِـــهِ بَلَــــدِي
مِنْ قِحَّةٍ قَدْ سَرَى فِي أَهْلِهَــا ضَــرَرُ
خَالِي وَخَــالُ جَمِيعِ المُسْلِمِينَ غَــدَا
فِي أَرْذَلِ الخَلْقِ يُزْرَى ثُـــمَّ يُحْتَقَــــرُ
وَعَبْدُ كِسْــرَى يُزَكَّى دُونَمَـــا حَـرَجٍ
وَلاَ بِأَجْهَـــرَ مِنْهَـــا حِيــنَ يُفْتَخَـــــرُ
ذَاكَ الَّـــذِي قَتَلَ الفَـــارُوقَ مُعْتَدِيًـــا
ذَاكَ الشَّقَاءُ لَهُ وَالخِــزْيُ إِنْ جَهَـرُوا
حَازَ ابْنُ سُفْيَانَ فَخْرًا لَيْسَ يَحْجُبُــهُ
حِقْدُ الحَسُـــودِ وَلاَ غَيْــمٌ وَلاَ كَـــــدَرُ
أَيْنَ ابْـــنُ هِنْدَ وَقَدْ بَانَـــتْ مَآثِــــرُهُ
مِــنْ نَبْــحِ مُنْتَقِدٍ يَهْـــذِي فَمَـــا يَــذَرُ
أَيْـــنَ الَّـــذِي مَلَكَ الدُّنْيَـــا فَأَسْلَمَهَـا
إِنْ نَاحَ ذُو ضَعَــةٍ قَدْ نَابَـــهُ السَّكَـــرُ
صَلَّى الإلَـــهُ عَلَـــى عَبْـــدٍ تَخَيَّـــرَهُ
لِيَرْقُمَ الوَحْـيَ فِــي قَــوْمٍ لَهُمْ خَبَــــرُ
وَاللهُ يَرْضَى عَنِ الفَارُوقِ صَاحِبِـــهِ
مَنْ كَــانَ وَالِيَـــهُ يُولِـــي وَيَعْتَـــــذِرُ
كَذَا الرِّضَاءُ لِذِي النُّورَيْنِ مُثْبِتِــــــهِ
فِي سُلْطَةٍ قدْ قَضَى فِي مِثْلِهَا البَشَـرُ
بَلْ ذَاكَ خَصْمُهُ فِي صفّين قَالَ لَنَـــا
ذَنْــبُ الفَرِيقَيْـــنِ عِنْــدَ اللهِ مُغْتَفَـــــرُ
وَكَمْ تَرَجَّـــى بِـــأَنْ تَبْقَـــى إِمَارَتُـــهُ
حِفْظًــا لأمَّتِنَـــا إِنْ نَابَهَـــا الخَطَـــــرُ
كَذَاكَ سِبْطُهُ هَـــلْ خَلَّـــى خِلاَفَتَـــــهُ
لِغَيْــرِ فَارِسِهَـــا لَـــوْ نَــالَكَ النَّظَــــرُ
أَوْ كَالحُسَيْنِ وَقَدْ بَانَ الرِّضَاءُ لَنَــــا
مِنْ مِثْلْ صَمْتِهِ فَاصْمُتْ نَالَكَ الظَّفَــرُ
أَوْ مَا سَمِعْتَ حَدِيثَ المُصْطَفَى بِـوِلاَ
فِي مَدْحِ ذَا البَيْعِ فَافْهَمْ أَيُّهَـا الحَجَـرُ
وَاذْكُــرْ وَقَدْ حَمَلَتْ لِحْيَــاكَ فَاحِشَــةً
قَوْلَ الرَّسُولِ مَتَى أَزْرَى بِكَ الدَّعَـــرُ
لاَهُـــمَّ فَاجْعَلْـــهُ مَهْدِيًّـــا وَهَادِيَهَـــا
وَاهْدِ بِهِ الخَلْقَ لِلإِحْسَانِ إِنْ أَشَــرُوا
وَغَزْوَةُ البَحْرِ مَــا أَسْمَــا فَضَائِلَهَــا
وَافَخْرَ صَاحِبِهَـــا لَوْ كَـــانَ يَفْتَخِــــرُ
أَوْ وَقْعَةِ الرُّومِ إِذْ لاَقَـــى فَوَارِسَهَــا
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ غُفْرَانًا وَمَــا اغْتَفَـرُوا
وَكُـــلُّ ذِي نَسَـــبٍ لاَبُـــدَّ قَاطِعُــــــهُ
يَــوْمَ القِيَـامَــةِ إِلاّ الحرُّ لَــوْ ذَكَـــرُوا
فَإِنّـــهُ نَسَـــبُ المُخْتَـــارِ سَيِّدِنَـــــــا
لَوْ أَدْرَكَ النَّــاسُ مَـا يَبْقَى وَيُدَّخَـــــرُ
وَاسْمَعْ كَلامَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَإِنَّ لَـــــــهُ
مِنْ حِكْمَةِ القَوْلِ مَا تَرْضَى لَهُ البَشَرُ
مَا كَانَ مِنْ رَجُلٍ لِلْمُلْكِ أَخْلَقَ مِــــنْ
مِثْلِ ابْــنِ هِنْدٍ وَقَدْ أَفْضَى لهُ القَـــدَرُ
كَذَاكَ قَالَ " فَقِيهٌ " حِينَمَـــا سَأَلَــتْ
عَنْ وِتْــــرِ صَاحِبِـهِ هَاتِيكُــمُ الزُّمَـــرُ
وَعَنْ أَخِيــهِ أَبِـــي الدَّرْدَاءِ أَنَّ لَــــهُ
سَمْتًا كَسَمْتِ رَسُــولِ اللهِ لَوْ نَظَــرُوا
بَلْ ذَاكَ ثَــوْبُ رَسُـــولِ اللهِ أَسْلَمَـــهُ
حِبُّ الرَّسُـــولِ لَــهُ لِليُمْنِ وَالشَّعَــــرُ
كَذَاكَ حَـــدَّثَ عَـــنْ إِسْنَـــادِهِ نَفَـــــرٌ
مِنْ خِيرَةِ الصُّحْبِ يَـا مَنْ أَمَّهُ النَّفَــرُ
أَبُـــو سَعِيدٍ كَذَا النُّعْمَـــانُ صَاحِبُـــهُ
جَرِيـــرُ ثُـــمَّ أَبُـــو الدَّرْدَاءِ يَعْتَبِــــــرُ
وَابْنُ الزُّبَيْرِ كَذَاكَ ابْــنٌ لِعَمْـَرو وَزِدْ
ذِكْرَ ابْنَ عَبَّاسَ أَوْ مَنْ أَنْجَبَ الحجـرُ
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ إِسْنَادِ فَاضِلِنَــا
عَشْرٌ وَتِسْـــعٌ مِـــنَ الآثَـــارِ تَشْتَهِــرُ
وَللمُسَوّرِ فِـــي ذِكْـــرِ الفَتَــى خَبَـــرٌ
يَشْفِـــي غَوَائِلَهَـــا يَـــا حَبَّذَا الخَبَـــرُ
وَفِي اعْتِذَارِ حَبِيبِ المُصْطَفَى مَثَـــلٌ
عَـــنْ قَتْلِ حجـر لَعُذْرٌ حِيـــنَ يُعْتَـــذَرُ
وَالتَّابِعُـــونَ بِقَـــوْلٍ مِثْلِــهِ جَهَـــرُوا
مَـــا لَيْسَ يَحْجُبُهُ شَمْـــسٌ وَلاَ قَمَـــرُ
وَقَـــدْ تَبَدَّلَهَــــا بِالسُّــــوءِ طَائِفَـــــةٌ
فِي مِثْلِ قَوْلِهِـــمُ عَجْـــزٌ كَذَا قِصَـــــرُ
تَفَاقَمَ الظّلْمُ حَتَّـــى لَـــمْ أَجِدْ سَبَبًــــا
إِلَـى سُؤَالِــــهِ أَيْـــنَ الفِقْـــهُ وَالنَّظَــرُ
وَإِنْ أَجَبْتُ بِشَيءٍ مِنْ شَمَائِلِـــــــــهِ
فَمَــا تَجَلَّـــى بِقَوْلِــي ذَلِـــكَ القَمَـــــرُ
قَدْ هَالَنِي مَنْظَرُ الخِذْلانِ فِي فَــــزَعٍ
لَمَّــا ذَكَـــرْتُ وَقَـــدْ فَاتَتْنِـــي العِبَــــرُ
يَا عَيْنُ جُودِي فَإِنِّــي مُمْسِكٌ قَلَمِــي
وَمَــــا لِدَمْعِــــكَ إِنْ آثَــــرْتَ مُدَّخَــــرُ
وَيَا جُفُونِـــيَ خَلِّي عَنْكِ وَاعْتَرِفِـــي
بِالعَجْــزِ وَاقْتَنِعِي أَنْ لَسْتُ أَصْطَبِـــــرُ
سَهِرْتُ لَيْلِــيَ فِـــي خَيْـــرٍ أُمَثِّلُـــــهُ
وَطَالَ فِكْرِيَ وَاحْتَـــارَتْ بِـــيَ الفِكَـــرُ
وَبَاتَ جَنْبِيَ سُلْطَـــانٌ يُسَامِرُنِــــــي
فَكَــانَ فِيهِ عَـــزَاءُ اللَّيْـــلِ وَالسَّمَــــرُ
.
وَاذْكُــرْ وَقَدْ حَمَلَتْ لِحْيَــاكَ فَاحِشَــةً
قَوْلَ الرَّسُولِ مَتَى أَزْرَى بِكَ الدَّعَـــرُ
أَبُـــو سَعِيدٍ كَذَا النُّعْمَـــانُ صَاحِبُـــهُ
جَرِيـــرُ ثُـــمَّ أَبُـــو الدَّرْدَاءِ يَعْتَبِــــــرُ
جزاك الله خيرا أخي مراد
ردحذفمعاوية كاتب الوحي، وخال المومنين، وخير ملوك الأرض..
ردحذفرضي الله عنه وعن جميع الصحب الكرام وأرضاهم، وأخزى من عاداهم
زجر الكلاب العاوية عرض خالنا معاوية رضي الله عنه بوركت اخ مراد
ردحذفجزاك الله خيرا
ردحذف