بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

رعد الشّمال

رعد الشّمال
 
مَا أَدْرَكَ القَصْدَ مَنْ لِلْيَـأْسِ قَدْ تَبِعَـــا    
وَلاَ البَعِيـــدُ بِهَــا يَدْنُو لِمَـنْ جَزَعَـــا
وَلاَ عَزِيــزٌ عَلَـــى رَبِّــــي فَيَمْنَعَـــــهُ   
  خَلْقًا دَعَوْهُ وَعَبْـدًا بِالرَّجَــاءِ سَعَـــى
رَبٌّ كَرِيـــمٌ مَتَـــى يُدْعَـــى لِنَازِلَـــــةٍ   
  أَجَـابَ سُؤْلاً وَأَعْطَى سَائِــلاً طَمَعَـــا
وَأَتْبَعَ البَأْسَ مِــنْ ذِي الهَـــمِّ عَافِيَــةً   
  وَأَبْدَلَ الدَّهْـرَ أَهْـــلَ الضِّيقِ مُتَّسَعَــا
وَغَيَّـــرَ الحَــالَ مِمّـَنْ عَـــزَّ شَانِئُـــــهُ   
  وَيَسَّرَ العُسْرَ بِالمَكْرُوبِ حَيْثُ دَعَــا
يَـا سَائِلِـــي وَلَـــهُ بِالشُّـــؤْمِ تَذْكِــــرَةٌ 
    وَاليَأْسُ فِي سُدَدِ الأَلْفَـــاظِ قَدْ جُمِعَـا
ذِي شَامُنَا غُصِبَتْ مِـنْ كَفِّ خَـــائِنَــةٍ   
  فَمَنْ يُجِيــرُ وَمَنْ يَهْوِي لَهَا جَزَعَــا
وَمَا لِسَاكِنِهَـــا غَيْـــرُ الأَنِيـــنِ فَـــــلاَ  
   نَبْلٌ هُنَــاكَ وَلاَ سَيْــفٌ بِهَـــا لَمَعَــــا
إِلاَّ رِمَاحًــــا لَهَــــا بِالغِــــلِّ تَنْشِئَـــــةٌ   
  تُخْطِي الظّلُومَ لِرَاجِيهَا وَمَنْ شَفَعَــا
مِنْ مِلَّةِ الكُفْرِ أَوْ مِــنْ حَشْدِ مَارِقَــــةٍ   
  فِـــي كُلِّ زَاوِيَةٍ قَـــرْنٌ لَهَـــا طَلَعَـــا
تَرْمِي عَلَـــى عَمَـــهٍ لاَ تَرْتَجِي أَحَــدًا    
مَنْ كَـانَ مُجْتَهِدًا أَوْ كَــانَ مُنْقَطِعَـــا
وَكُلَّمَــــا اسْتَتَـــرَتْ بِالحَــقِّ طَائِفَـــــةٌ  
   عَرَّى الزَّمَانُ لَهَا عَيْبَا بِهَــا فَضِعَــا
إِنَّ الجَـوَابَ قَرِيـــبٌ لَيْـــسَ يَسْتُــــرُهُ   
  عَنْ نَاظِرِ العَيْنِ بَرْقٌ خَادِعٌ سَطَعَــا
مِنْ شَاشَةِ الزُّورِ أَوْ مِنْ نَفْثِ دَاعِيْــةٍ   
  لاَ زَالَ مُخْتَرِعًــا فِي الدِّينِ مُبْتَدِعَــا
يَهْـــذِي بِبَاطِلِـــــهِ يَشْـــدُو بِبِدْعَتِــــهِ  
   قَدْ فَرَّقَ الصَّفَّ فِي إِثْرِ الّذِي جَمَعَــا
وَهَلْ تَخَفَّى بِأَنَّـــا فِـــي حِمَـــى مَلِــكٍ 
    بِالجِدِّ سِيرَتُــهُ بِالحَـــزْمِ مَـــا وُلِعَـــا
"رَعْدُ الشَّمَالِ" لَــهُ صَــوْتٌ يُبَلِّغُــــهُ    
مَنْ بَــاتَ ذَا أُذُنٍ لِلْجَهْـــرِ قَدْ سَمِعَــا
دَوَّى فَأَنْذَرَ مَنْ يَهْــذِي بِـــلاَ عَمَــــلٍ  
   أَنَّ الصَّبُورَ لَـــهُ بَطْشٌ وَقَـــدْ طَلَعَــا
جَيْشٌ لِحَاضِـــرَةِ الإِسْـــلاَمِ تَدْفَعُـــــهُ   
  أَخْلاَقُ صِـدْقٍ وَإِيمَـــانٌ بِـــهِ طُبِعَـــا
قَدْ قَــــامَ مُمْتَثِـــلاً بِالجِـــدِّ سَاعِــــدُهُ  
   يُجِيبُ عِقْـدًا وَمَظْلُومَـا لَـــهُ هَرَعَـــا
فَلْتُبْشِرِ الخَلْقُ أَنَّـــا يَـــوْمَ غَضْبَتِنَـــا    
نَـرُدُّ لِلْفُرْسِ كَيْـــلاً بِالّـــذِي صَنَعَـــا
وَلاَ نُرِيـــدُ بِهَـــــا بَطْــــرًا فَقَائِدُنَــــا  
   بِالعَــدْلِ يَأْمُرُنَــــا لِلظُّلْمِ قَــدْ مَنَعَـــــا
وَلِلسَّــــــلاَمِ بِنَــــا يَوْمًــــا يُؤَمِّلُـــــهُ  
   مَنْ بَاتَ فِـي نُسُكٍ لِلدِّيـــنِ مُنْقَطِعَـــا
وَنَدْحَرُ الرُّوسَ مَنْ هَبّــُوا لِنَجْدَتِهِــمْ    
وَيَحْصُدُ البَرُّ مِنَّــا كُلَّ مَـــا زَرَعَـــــا
وَلِلمَجُـــــوسِ بِنَــــا حَــظُّ تَعَارَفَــــهُ  
   أَهْلُ التَّوَارِيخِ أَوْ مَنْ كَــانَ مُطّلِعَـــــا
قَدْ كَانَ أَبْلَغَ مِنْ بَـرْقِ السُّيُوفِ لَهُـمْ  
   آيٌ مُحَبَّرَةٌ مِـنْ فَـــيِّ مَـــنْ صَدَعَـــا
تُتْلَـى فَتُبْلِغُ مَـــنْ أَلْقَـــى لَهَـــا أُذُنًــا  
   دِينًـا وَخُلْقًـــا وَإِيمَانًـــا بِـــهِ جُمِعَـــا
إِذْ لَيْـسَ فِينَـــا بَنُو حِقْــدٍ غَرَائِزُهُــمْ 
    تَهْـوَى الدِّمَاءَ كَغَيْثٍ ظَـــلَّ مُنْهَمِعَــا
فَــــذَاكَ كَائِدُنَـــا غَــــدْرًا وَنَطْلُبُـــــهُ 
    لِلرِّبْحِ فَوْقَ الّذِي يَبْغِي وَمَــا طَمِعَــا
تَجُـــرُّهُ الجُنْــدُ بِالأَغْـــلاَلِ مُنْكَسِــرًا  
   وَالخُلْدُ تَنْظُرُهُ مَثْـــوًى وَمُضْطَجَعَـــا
يَا حَظَّ قَوِمٍ بِهَا كُنّـَا لَهُـــــمْ رَصَــــدًا 
    يَـا رِبْـحَ قَوْمٍ بِهَا كَانُوا لَنَــــا تَبَعَـــا
لاَ غَـــــرْوَ أَنَّــا لِدِيــــنِ اللهِ أَلْوِيَــــةٌ 
    وَالخَيْرُ مَقْصِدُنَا وَالبِرُّ مَـــا صُنِعَــــا
دِيــنٌ مَفَاخِرُنَــــا أَنَّــــا لَـــــهُ تَبَــــعُ  
   مِنْ كُلِّ نَابِلَةٍ رَبِّــــي بِــــهِ شَرَعَـــــا
دِيـنُ مَحَاسِنُــــهُ تَرْبُــــو بِصَاحِبِــــهِ   
  فَلاَ يُبَالِي بِشَـــيْءٍ ضَــــرَّ أَوْ نَفَعَـــا
أَبَانَ فِي النَّـاسِ حُكْمًـــا لَـــوْ تَأَمَّلَــهُ  
   كُـلُّ العِبَادِ لَزَالَ الشِّــرْكُ وَانْقَشَعَــــا
أَنَّ العِبَــادَةَ لِلْمَوْلَــــى فَــــلاَ صَنَــــمٌ    
يُدْعَـــى بِحـقٍّ وَلاَ عَبْدٌ وَإِنْ بَرَعَـــا


.
 

المشاركات الشائعة