بين يدي شيخي ( الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله )

بين يدي شيخي( الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله )

 

عُيُونُ الشِّعْرِ تُقْرَضُ لِلغَوَانِـي   

  وَجَبَّــــارٍ وَذِي مَـــــالٍ لَئِيــــــمِ

وَبَعْضُ النَّظْمِ أَشْبَـهُ بِالدَّرَارِي  

   يُقَلِّدُهَــــا المُغَفَّـــــلُ لِلبَهِيــــــمِ

وَلَكِنِّي لِقَـدْرِ النَّــاسِ أُحْصِـــي  

   فَأُقْسِـــطُ لِلعَــــدُوِّ ولِلحَمِيــــــمِ

فَلاَ عَجَبٌ إِذَا صُغْـتُ القَوَافِــي   

  لأَهْــلِ العِلْـمِ وَالفِقْـــهِ السَّلِيـــمِ

وَفِي شَرَفِ العُلُومِ أَمُـدُّ كَفِّـــي    

 وَأَبْسطُهَـا لِذِي الأَدَبِ الكَرِيـــمِ

أَيَـا شَيْخِــي جَزَاكَ اللهُ عَنِّــــي    

 جَــزَاءَ الوَالِـدِ البَــرِّ الرَّحِيــــمِ

وَأَسْدَاكَ الكَرِيمُ مَزِيـــدَ خَيْــــرٍ  

   كَمَـا عَرَّفْـــتَ بِـالمَلِكِ العَلِيــــمِ

وَأَوْلاكَ المُهَيْمِــنُ شَــأْنَ عِـــزٍّ    

 فَكَــمْ أَبْدَيْـت مِــنْ رَأْيٍ سَلِيــمِ

رَكِبْتَ المُعْضِلاتِ فَكُنْتَ فِيهـــا  

   دَلِيـــــلاً لِلعَيِـــــيِّ وَلِلسَّقِيـــــمِ

وَرُمْتَ المُشْكِلاتِ بِسَيْفِ حَــقٍّ   

  فَأَبْعَدْتَ اللَّهِيبَ عَــنِ الهَشِيــمِ

وَعَلَّمْتَ الصَّغِيرَ مِنَ المَبَــادِي   

  وَذَلَّلْــــتَ العَظَائِــــمَ للنَّدِيــــــمِ

وَأَرْشَـدْتَ المُغَفَّـــلَ لِلْعَوَالِـــي   

  وَعَرَّفْـتَ الفَضَائِـــلَ لِلزَّنِيــــــمِ

فَإِنْ أَحْكِي وَأْبْكِي مِنْ مُصَابِي  

   فَقَدْ أَشْكُو مِـنَ الوَجْدِ العَظِيـــمِ

لأَنِّي مُذْ هَجَرْتُكُـــمُ وَرُوحِـــي   

  تُعَاتِبُنِــي وَجِسْمِــي كَالرَّمِيـــمِ

وَمَا يُسْلِي عَـــنِ الأشْيَـــخِ إِلاَّ  

   مُذَاكَــــرَةٌ لِمِيـــرَاثِ النَّجِيـــــمِ

وإِنْ غُيِّبْتَ عَــنْ دَارِي فَإِنِّــي   

  شَهِيدُ الوَصْـلِ بِالأنْسِ القَدِيــمِ

فَقَوْلُكَ فِي فُؤَادِي لَيْسَ يُنْسَـى   

  وَإِنْ فُرِكَ المِـدَادُ عَـنِ الأدِيـــمِ

وَنُصْحُكَ فِي بِنَاءِ النّفْسِ يَبْقَى  

   كَأُسِّ الدَّارِ مِنْ تَحْتِ الرَّسِيـــمِ

وَمَا العَهْدُ الّــذِي أَوْرَثْتَ فِينَـا 

    بِمَنْسِــيِّ المَكَــانِ وَلاَ الذّمِيـــمِ

وَلاَ الخُلْقُ الَّذِي أَرْسَيْتَ يَبْلَـى  

   بِـــــذِي أَدَبٍ وَأَوَّابٍ حَلِيـــــــمِ

فَدُمْتُمْ مِـــنْ مَنَابِرِكُـــمْ دُعَــاةً   

  إِلَى نَهْـــجِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيـــمِ

وَعِشْتُمْ فِي مَنَازِلِكُــمْ كِرَامًـــا   

  بُرُغْـمِ المُعْتَدِي وَابْـــنِ اللَّئِيـــمِ

وَأْرُجو اللهَ أَنْ يُهْدِيكَ مَثْــوًى   

  بِــدَارِ الخُلْــدِ جَنَّـــاتِ النَّعِيـــــمِ

وَيُحْيِيَكُمْ عَلَـــى بِــرٍّ وَتَقْــوًى    

 وَيُثْبِتَكُمْ عَلَى القَـــوْلِ الحَكِيــــمِ

وَذَا أَمَلِـــي وَقَدْ أَمَّلْـتُ خَيْــرًا 

    مِنَ المَنَّـانِ ذِي العَفْوِ الكَرِيــــمِ

 

 

.