بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

نصر المحبّين من أولياء ربّ العالمين

35- نصر المحبّين
 من أولياء ربّ العالمين


 
فَتْحًــا مِــنَ اللهِ أَهْــلِ العَــوْنِ وَالمَــدَدِ  
   أَصْبُـــو وَأْطْلُـبُ أُجْـــرًا وَافِـــرًا بِغَـــدِ
وَالحَمْــدُ للهِ ذِي الإفْضَــــالِ رَازِقِنَـــــا   
  وَرَافِعِ الفُلْكِ فِـي العَلْيَـــا بِـــلاَ عَمَـــدِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَـــى المَرْسُــولِ سَيِّـــدِنَـا 
    وَالآلِ وَالصَّحْبِ قَدْرَ الخَلْقِ فِي العَـدَدِ
وَبَعْدُ فَالحُبُّ أَصْلٌ فِـــي النَّعِيـــمِ وَقَــدْ     
يُرْدِي بِقَلْبِكَ أَوْ يُضْنِي قًـــرَا الجَسَـــدِ
فِيـهِ السَّعَادَةُ فِـــي الأُخْـــرَى لِمُنْتَحِــلٍ  
   حُبَّ الإِلَهِ وَيَشْقَـــى عَـــاشِقُ الخُـــرَدِ
فَاعْلَمْ تَفَاضُلَ مَـا قَدْ رُمْـــتَ مُنْتَشِيًــــا   
  مِنْ ذَا القَصِيدِ تَصِرْ عُقْبَــاكَ لِلرَّشَـــدِ
أُولَى المَرَاحِلِ فِي ذَا البَـــابِ تَنْزِلُهَـــا 
    تَعَلُّقُ القَلْبِ زَوْجًــا دُونَ مَـــا رَصَـــدِ
ثُـمَّ الصَّبَابَـــةُ سُمَّـــتْ لاِنْحِدَارِكَ مَـــعْ 
    مَجْرَى الجَمِيلِ كَمَاءٍ سَالَ مِنْ طَــــودِ
كَذَا الغَرَامُ لُزُومُ المَــرْءِ صَـــاحِبَــــــهُ 
    فَــإِنْ تَمَـادَى فَعِشْـــقٌ مُوثَـــقٌ بِيَــــدِ
وَالشَوْقُ حَادِيك دَوْمًا إِنْ تَبَــاعَـدَ بَــلْ 
    لاَزَالَ ذِكْـرُهُ كَالمَنْقُـــوشِ فِــي الخَلَــدِ
فَـــــإِن تَتَيَّمْتَــــه حبّــا فَمِثْلُـــكَ فِـــــي   
  ذُلِّ العَبِيدِ كَسِيــرُ الـــذَّوْقِ وَالوَجـــــدِ
وَالحُـــبُّ أَصْــلٌ فِــــــي المُــــرَادِ وَذَا  
   سَبَـبٌ لِهِمَّــةِ أَهْـــلِ السَّعْــــيِ وَالرِّدَدِ
لَوْلاَ المَحَبَّةُ وَالأَشْـــوَاقُ مَـــا طَلَبَـــتْ 
    نَفْسُ الكَرِيمِ طَرِيقَـــا حُـــفَّ بِالنَّكَــــدِ
وَلاَ سَعَى المَرْءُ يَوْمًــا غَيْـــرَ رَاحَتِــهِ   
  مَنْ يَشْتَرِي الرَّوْحَ وَالرَّيْحَانَ بِالجَلَــدِ
وَلاَ ابْتَغَى النَّاسُ دَوْمًــا غَيْرَ حَاجَتِهِـمْ    
وَلاَ مَـــنْ اَحْجَـــمَ إِلاَّ عِنْـدَ ذِي قَصــدِ
وَمَــــا أُهِلَّ لِشَــــيْءٍ غَيْــــرِ مُنْتَحِـــلِ   
  وَصْفَ الكَمَالِ لِزَامًا غَيْر ذِي فَقَـــــــدِ
وَلاَ هَــوَى النّـــاسُ إِلاَّ كُـــلَّ مُلْتَبِـــسٍ
     ثَوْبَ الجَمَالِ كَرِيمًــا حُـــفَّ بِالحَمــــدِ
كَذَا المَحَــاسِنُ تُغْـــرِي العَالَمِينَ بِمَــنْ 
    أَوْفَـى العَطَاءَ جَزِيـلاً ظَـــاهِرَ الجُـــودِ
أَوْ عِنْدَ ذِي طَمَعٍ فِــي نِعْمَـــةٍ حَصَلَـتْ   
  مِمَّنْ يَحُـــوزُ فِكَـــاكَ الغَّـــمِّ وَالقَــــودِ
وَاحْكُمْ لِمَنْ خَاضَ فِي أَهْوَائِــهِ عَبَثًـــا   
  بِنَقْـــصِ عَقْلــــهِ أَوَ للقَلْـــبِ بِالرَّكَـــدِ
وَاللهُ وَحْــدَهُ مَــــنْ تُرْتَضَــى محبّـتـــه 
    لِفَضْلِ ذَاتِـــهِ مَفْصُـــولاً عَــنِ السَّنَــدِ
مَـــــا ذَاكَ إِلاَّ لأنَّ الـــــرَّبِ مُنْفَـــــــرِدٌ    
بِكَامِــلِ المَجْـــــدِ وَالإنْعَـــــامِ لِلأَبَــــدِ
أَمَّــــا الأَنَـــامُ وَإِنْ مُـــدَّتْ فَضَائِلُهُــــمْ    
فَمِنْ هُدَى اللهِ مَــنْ قَدْ كَانَ بِالعَضُــــدِ
مِنْ أَجْلِ ذَا حُــقَّ أَنْ يُدْعَـــى بِمُفْــرَدِهِ  
   فَقَــدْ بَـــرَاكَ أَسِيـــرًا فِيـــهِ بِالوَجــــدِ
وَالحُبُّ فِي اللهِ يَغْشَــى أَهْـــلَ طَاعتِــهِ 
    يُــوَدُّ لِلـرَّبِّ أَهْـــلُ الدِّيــــنِ وَالهَــــودِ
هَذَا الّذِي جَـــاءَ مَشْكُـــورًا بِصَاحِبِـــهِ  
   لاَ وُدَّ أَخْدَاِن أَهْلِ الفِسْـــقِ وَالــــــرِّدَدِ
وَفِـــي التَّعَلُّــقِ بِالنِّسْـــوَانِ فَاخْتَلَفَـــتْ    
فَتْـوَى النَّـوَازِلِ تَحْكِــي رَأْيَ مُجْتَهِـــدِ
فَمَنْ حَكَى الذَّمَّ صَــاغَ الحُكْمَ مُسْتَنِـــدًا  
   لِوَاقِعِ الحَــالِ أَوْ مِــنْ غَيْـــرِ مُعْتَمَـــدِ
وَمَنْ حَكَى المَدْحَ صَرْفًا دُونَ مَــا قَيـدِ   
  رَامَ الدَّلِيــلَ لأَمْــــرٍ وَاِضــــحِ الفَنَــــدِ
وَالحَقُّ فِيــــهِ بِــــأَنْ لاَ حُكْــمَ يَتْبَعُــــهُ   
  لِفَقْــدِهِ القَصْــدَ فَاشْــدُدْ قَوْلَتِــــي بِيَــدِ
أَمَّا الّذِي يُرْتَجَى أَوْ عِيبَ فِيـــهِ فَمِـــنْ   
  أسْبَـــابِ ذَا الوَضْعِ أَوْ مَا يَنْقَضِي بِغَدِ
فَمِــــنْ جَوَالِبِــــهِ خِزْيًـــا بِصَاحِبِهَــــا   
  مَدُّ العُيُـونِ إلَى مَــا ذُمَّ كَالمُــــــــــــرَدِ
أَوْ اخْتِلاَطُ بَنِي الجِنْسَيْنِ فِـــي شُغُــــلٍ   
  كَذَا اخْتِلاءُهُمَــا فِـــي القَفْـــرِ وَالبَلَـــدِ
أَمَّا المَـــآلُ فَـــأَنْ تَسْعَـــى لِمَعْصِيَــــةٍ  
   إذَا انْقَضَـــى أَمَدٌ للصَّبْـــرِ وَالجَلَـــــــدِ
وَمَا يُشَــادُ كفَضْـــلٍ لِلهَـــــوَى مَثَــــلا  
   حُـبُّ الزَّوَاجِ فَذَا مِــنْ أَوْثَقِ العُقَــــــدِ
وَكالإمَاءِ فَقَدْ جَـا حُكْمُهَـــا وَجَــــــرَى  
   فِـــي الشَّرْعِ مِثْلُ زَوَاجٍ دُونَ مَاعَــدَدِ
فَـاقصد إِذَا كُنْتَ مَأْسُورَ الحَشَى وَلِهًـا  
   لِوصْـلِ خِلِّكَ وَاغْنَمْ عِيشَــةْ الرَّغَــــدِ 
نَصِيحَة المُصْطَفَى فَالـــزَمْ مَشُورَتَـــهُ   
  بَعْدَ الشَّقَـاءِ تَنَلْ مِـــنْ رَائِــقِ المَـــدَدِ
وَاصْبِرْ إِذَا فَاتَكَ الأَمْـــرُ الّــذِي دَأَبَـتْ   
  كَفَّاكَ تَطْلُبُ وَاحْمَدْ نِعْمَـــةَ الصّمَــــــدِ
فَــــإِنْ يَئِسْتَ وِصَـــالاً فَالبِـــــدَارُ إذنْ   
  بِدَفْعِ مَا يَقْتَضِــي غُرْمًا بِلا صَفَـــــــدِ
وَإِنْ تَمَادَيْتَ سَيْــرًا لِلْهَـــلاكِ فَــــــــلا 
    تَلُمْ سِــوَى النَّفْس إِذْ آزَرْتَ ذَا الحَسَدِ
وَاسْمَـــعْ عُذُولَكَ بَعْـــدَ الآن وَابْتَذِلَــنْ   
  عِرْضًا حَفِظْتَهُ لِلأعْــــدَاءِ والرَّصَـــــدِ
فَالنَّاسُ تهْـوى مشَاعَـــا لا أَمِيـــرَ لَـهَ    
وَتَشْتَهِي نَهْشَ ذِي البَلْوَى من الطّردِ
وَقَدْ يُجَاوِزُكَ الطِّعَّـــانُ جُـــورًا اِلَــــى  
   مَن كان عِرْضُهُ مَوْفُورًا مِــنِ الغَــردِ
فَصِرْتَ فِيـــهِ شَرِيكًـــا آثِمًـــا وَلَقَـــــدْ   
  زَعَمْـــتَ أَنّـــكَ تَفْدِيهَـــا وَلَـــمْ تَفـــــدِ
وَذَاكَ فَهْمِـــيَ لاَ أَعْـــدُوهُ مُعْتَقِــــــــدًا  
   حِلَّ الحَرَامِ وَلا تَأْثِيـــمَ ذِي الرَّشَــــــدِ
أَهْدَيــه كُـــلَّ صَرِيـــعٍ عَاشِــــقٍ كَلِفٍ   
  أَمَّ التُّقَى وَأَذَلَّ النَّفْـــسَ بِالجَلَـــــــــــدِ
مُصَلِّيًـــا بَعْدَ تَسْلِيمِــي عَلَــى عَلَـــمِي     
مَـــنْ دَلَّنِي لِطَرِيـــقِ الرُّشْدِ بِالسَّنَــــدِ





المشاركات الشائعة