بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

صرخة نصر بن يسار

صرخة نصر بن يسار([1])


...

 
أَبْلِغْ رَبِيعَــةَ فِـــي مَـــرْوٍ وَإِخْوَتِهَـــا   
  أَنْ يَغْضبُوا قَبْـلَ أَنْ لاَ يَنْفَعَ الغَضَبُ
مَــا بَالُكُـمْ تَلْقِمُــونَ الحَـــرْبَ بَيْنَكُمُ  
   كَأَنَ أَهْــلَ الحِجَـا عَنْ فِعْلِكُمْ غُيُـــبُ
وَتَتْرُكُــــونَ عَــــدُوًا قَـــــدْ أَظَلكُـــــمُ   
  فِيمَــنْ تَأَشَبَ لاَ دِيـــنٌ ولاَ حَسَـــبُ
لَيْسُـــوا إِلَى عَـرَبٍ مِنَّـــا فَنَعْرِفَهُـــمْ   
  وَلاَ صَمِيمِ المَوَالِي إِنْ هُـــمُ نُسِبُــوا
قَوْمٌ يَدِينُونَ دِينًا مَـــا سَمِعْــتُ بِــــهِ 
    عَـنِ الرَّسُولِ وَلاَ جَاءَتْ بِـــهِ الكُتُبُ
فمَنْ يَكُنْ سَائِلِـي عَنْ أَصْلِ دِينِهِــــمُ  
   فَـــإِنَ دِينَهُــــمُ أَنْ تُقْتَـــلَ العَـــــرَبُ
دِينُ المَجُوسِ غَدَى بِالشِرْكِ مُلتَبسًا    
 وَلِلْيَهُودِ لَـــهُ مَــــا حَقَّقُــــوا نَســبُ
دِينٌ مَتَى عَرَفَ الشَيْطَـــانُ نَشْأَتَـــهُ   
  صَـارَ الرَّجِيمُ لَــهُ بِالـــذُّلِ يَقْتَــــرِبُ
دِينٌ إِذَا سَأَلُوا عَــــنْ حَـــالِ تَابِعِـــهِ  
   قِيلَ الذِي أَنَفَتْ عَنْ قُرْبِــهِ الجَــرَبُ
دِينٌ بِهِ اشْتَهَرَتْ فِي النَّاسِ سَادَتُــهُ   
  أَنَّ العَبِيدَ لَهَــــا فِـــي زَوْجِـــهِ أَرَبُ
دِينٌ فَلَوْ لَحَظُـــوا بِالْعَقْـــلِ زُمْرَتَـــهُ   
  نَظَـــرُوا الكِلَابَ وَقَدْ أَجْرَاهُمْ الكَلَـبُ
دِينُ التَقِيَّـــةِ إِنْ تَعْجَـــبْ لِزُورِهِـــمُ    
فَقَدْ أُحِلَّ لَهُــمْ فِي شَرْعِـــهِ الكَـــذِبُ
دِيـــنٌ يَغُــــشُّ إِذَا بِالْوَحْــــيِ نَاقِلُــهُ  
   وَاللهُ يَغْلَــطُ وَالاَمْـــــلَاكُ وَالكُتُـــــبُ
دِينٌ مَتَى طَلَبَتْ عَيْنَـــاكَ مُعْجِــــــزَةً   
  أَلْفَتَ بِـهِ عَجَبًـــا بَلْ خَانَهَـــا العَجَبُ
أَخْبَارُ نُوحٍ بِهِ تُـرْوَى عَلَـــى سَنَـــدٍ    
وَالحُمْــرُ تَنْقُلُـــهُ حِفْظًــــا وَتَكْتَتِـــبُ
فَيَـــا لِقَوْمِــيَ إِنْ غَطَّــتْ جُفُونُهُـــمْ   
  وَالعِيـرُ تَطْلُبُهُمْ وَالخَيْـــلُ وَالنُّجُـــبُ
وَالحَرْبُ قَدْ وَضَعَتْ فِيهِـمْ مَآزِرَهَــا  
   وَالمَـوْتُ تَنْظُرُهُــمْ جَهْـــرًا وَتَرْتَقِبُ
وَالفُرْسُ قَدْ نَصَبَتْ لِلشَـــرِّ خَيْمَتَهَـا   
  وَفِـي العِرَاقِ بَدَا مِنْ بَطْشِهَــا سَبَبُ
وَبِالْمَنَامَــةِ غَيْــــمٌ سَــــاءَ مَنْظَـــرُهُ  
   وَفِي ِدمَشْقَ وَقَدْ أَزْرَى بِهَا العَــرَبُ
وَمِــنْ مَرَافِئِ عَـــدْنٍ رَامَ بَيْضَتَهَـــا  
   بُغَــاثُ صَعْــــدَةَ وَالذُبَّــــانُ تَجْتَلِــبُ
فَلْيَأْخُذِ العُرْبُ مِنِّي إِنْ هُـمُ سَمِعُـــوا   
  أَنَّ الحَيَاةَ لَهَـــا مَهْرٌ بِـــهِ النَّصَـــبُ
وَلَا حَيَاةَ لِمَــنْ يَرْضَـى بِزَهْرَتِهَــــا    
 وَالدِّيــنُ مُنْتَهَـــكٌ فِيهَــــا وَمُسْتَــلَبُ


.




([1]) تتمة لقصيدة نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر القرن الاول وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة ، والتي أرسلها الى الخليفة مروان بن محمد يحذره فيها من ثورة العباسيين على يد أبي مسلم ، ويخبره ان اكثر اتباعه من الشعوبية الذين يكنون الحقد والسوء لعامة العرب ، فلم يجبه ، فكانت نهاية دولة الامويين على ايديهم
فما أشبه اليوم القريب بالأمس البعيد. فكأن التاريخ يعيد نفسه كما قيل ، فلقت قرأت الابيات أول ما قرأتها ، وانا أظنها من كتابة بعض المعاصرين من عرب إيران ، لأنها أبلغ في وصف حالنا وأصدق في تفسير عاقبتنا ومآلنا ، لذلك كتبت على منوالها تتمة لها وشرحا لما اردته من نشرها ، فحق لمثلها ان تتلى وتحفظ وتشرح وتتم وتقرأ على المنابر وينادى بها في الاسواق والله المستعان

هناك 3 تعليقات:

  1. و وفقك الله أخي مراد

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  3. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف

المشاركات الشائعة