بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

رسالة إلى متعصّب

31- رسالة إلى متعصّب([1])


 
يَا عَاذِلِي فِيمَنْ تَهَالَــكَ وَانْتَهـَــــى 
    لَوْ قَدْ صَبِرْتَ الدَّهْرَ عَنْهُ لَمَا انْتَهَــى
كَمْ زَادَ عَفْوُ الأَكْرَمِينَ لَـهُ المُنَـــى 
    حَتَّى بَغَى فِي الأَرْضِ مِنْ فَرْطِ اللّهَـا
مَنْ كَانَ يَحْسِبُ أَنَّ شَيْخَكَ يَا فَتَـى    
يُمْضِي عَلَى دَجَلٍ كَمَنْ فَقَدَ النُّهَـــــى
أَفَتِلْكَ يَا جَـــارِي وَثِيقَةُ مَـــنْ لَـــهُ 
    بِالشَّـــرْعِ عِلْـــمٌ أَمْ تَصَبَّـــحَ أَبْلَهَــــا
لاَحِظْ هَـــدَاكَ اللهُ جُـــرْأَةَ قَوْلِهِــــمْ  
   قَدْ صَارَ فِي الشِّرْكِ اخْتِلافٌ حَسْبَـهَا
وَكَذَا الجِهَادُ فَذَاكَ ظُلْـــمٌ كُلُّــــــــهُ  
   إلا الدِّفَــــاع كَذَاكَ جَــــاءَ بِخَطِّهَــــــا
تَرْمِي المَشَايِـــخَ بِالغُلُـــوِّ كَأَنَّهُـــمْ  
   غِلْمَانُ سُـــوءٍ فِي هَـــــوَى أَفَّاكِهَـــا
وَتُقِرُّ فِي الإِسْلاَمِ رَأْيًــــا مُنْكَـــــرًا  
   مُتَمَسِّكًا بِفَتِيلِ حَبْــلٍ قَــــدْ وَهَــــــى
سَرَّتْ يَقِينًا ذِي الوَثِيقَــةُ مُشْرِكًــــا   
  فَتَعَالَى مِنْ فَرْطِ الغُـــرُورِ وَفَوَّهَــــا
وَأَتَتْ عَلَى التَّوْحِيدِ كَالسَّوْطِ الّــذِي   
  أَفْضَــى لِظَهْرِ مُعَــــــذَّبٍ فَتَأَوَّهَـــــا
لَمَّا قَرَأْتُ ضَلالَهَا قَلْبِي انْطَــــــوَى  
   وَجَرَى بِخَدِّي كَالغَدِيرِ مِنَ المَهَـــــا
وَسَأَلْتُ نَفْسِي أَيُّ عَقْلٍ عِنْدَكُـــــــمْ   
  أَمْ أَيْنَ غَابَتْ فِيكُمُ هَــذِي النُّهَــــــى
مـَـا هَكَذَا يَــا سَعْـــــدُ تُورَدُ نُوقُنَــا    
كَـــــــــلاَّ وَلاَ رَاعٍ كَمِثْلِــكَ شَبَّهَـــــا
أَفَّاكُكُـــمْ ذَا قَدْ أَجَــــازَ القَنْطَــــــرَه    
وَأَتَى الجَحِيمَ لَـوِ انْتَهَــــى وَتَنَبَّهَـــا
أَوَمَا دَرَيْتَ السَّيْلَ قَدْ بَلَــغَ الرُّبَـــى  
   وَغَوِيُّكَ الأَفَّاكُ يَكْتُبُ مَــا اشْتَهَــــى
بَلْ رُبَّمَا اسْتَلْقَــى بِبَيْتِهِ ضَاحِكًــــــا    
مِنْ فِعْلِ مِثْلِكَ لَـوْ سَمِعْتَ القَهْقَهَــا
لَوْ كَانَ شَيْخُكَ جَاهِـــلاً لَرَحِمْتُـــــهُ   
  أَوْ كَانَ مِمَّنْ قَدْ تَغَافَــــلَ أَوْ سَهَــــا
أَمَّا الّذِي رَكِبَ الهَـــوَى مِنْ رَأْيِـــهِ    
فَأَنَا الطَّبِيبُ لِكُلِّ مَنْ زَعَــمَ الدَّهَــــا
لاَهُـــمَّ إلاّ أَنْ يَكُــــــونَ مُقَيَّــــــــدًا   
  بَيْنَ السَّلاسِلِ أَوْ لِرَأْيِهِ أُكْرِهَـــــــــا
فَلَنَـــا بِعُــذْرِ الجَـــاهِلِينَ وَصِيَّـــــةٌ    
وَلَنَـــا بِعُـــذْرِ المُكْرَهِيــنَ كَمِثْلِهَــــا
واللهُ يَقْبَــلُ مَـــنْ أَقَــــرَّ بِذَنْبِــــــــهِ  
   وَيَتُوبُ عَنْ ظُلْمِ المُسِيءِ إِذَا انْتَهَى
فَافْهَـْم هـَــدَاكَ اللهُ قَوْلَـــةَ نَاصِــــحٍ    
يَرْجُوا لَكَ الرَّحَمَاتِ مِـــنْ وَهَّابِهَـــا
مَاحَضُّنَا فِي الشَيْــخِ شَهْــوَةُ نَاقِــدٍ  
   كَـــلاَّ وَلاَ الأَهْــــوَاءُ نَفْتَحُ بَابَهَــــــا
أَبَـــدًا وَلاَ عُدْنَـــا لِحِيـــنٍ مِثْلكُـــــمْ  
   طُرْشَانُ مِنْ فَــرْطِ المَحَبَّــةِ عُمَّهَـــا
فَاحْكُـمْ كَحُكْمِ المُقْسِطِينَ وَلا تَكُــنْ    
بِغَـــرَامِ مَنْ لَـــزِمَ الغِوَايَـــةَ مُولَهَــا







([1]) قصيدة كتبتها ردّا على أحد أتباع " علي حسن الحلبي " ممن أصرّ على إتباعه وسلوك طريقته ، حتى بعد إمضائه على وثيقتين متتابعتين كلاهما شرّ وضلال .

المشاركات الشائعة