بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

بين الجهل والكفر

37- بين الجهل والكفر

 
مَا لِلعُقُولِ تَدَاعَتْ فِي دُجَــى الظُّلَـمِ   
  وَلِلجُسُــومِ تَرَضَّتْ سَطْـــوَةَ الأَلَــمِ
وَلِلنُّفُـــوسِ وَقَــدْ دَانَـتْ مَطَـامِعُهَــا  
   فَتِلْكُمُ الهَـامُ رَامَــتْ سَافِــلَ الهِمَـمِ
مَا لِلعِبَـــادِ أَرَاهُــمْ أَلَّهُــــو بَشَــــرًا 
    بِالقَبْرِ نُزْلُهُ ، مَهْلاً عَابِـــدَ الرِّمَـــمِ
أَذَاكَ رَبُّكَ حَقًّا ، لاَ تَكُـنْ غَفِـــــــ،لاً  
   مَــا غَفْلَةٌّ رَجَعَـــتْ إِلاَّ عَلـى نَــــدَمِ
تَبِيعُ عِرْضَكَ يَــا مَغْبُــونُ مُنْتَشِيًــا   
  لأَهْوَنِ الخَلْقِ بَيْعَ الـــرِّقِ وَالخَــدَمِ
زعمـــت للهِ نِـــدًّا أَنْـــتَ وَاعَجَبًـــا  
   لِخَلْطِكَ الـرَأْيَ بَيْـنَ العَيْنِ وَالحُلُــمِ
بُعَيْدَ حُكْمِكَ فِيهَـــا مُغْمَضًـــا عَمِيًـا   
  وَلاَ أَرَاكَ بمُخْــطٍ صُمَّــة الصَّمَــــمِ
أَمْ قَـــدْ تَقُـــولُ إِلَهِـــي سَيّـــدٌ وَلَـهُ 
    عِنْدَ العَظِيـمِ كَبِيـــرُ القَــدِرِ وَالذِّمَـمِ
وَذَا يُبَلِّـــغُ مَـــا قَـــدْ حَــــلَّ ذِمَّتَـــهُ    
فَتِلْكَ حُجَّــةُ مَـــنْ قَــدْ لاَذَ بِالصَّنَـمِ
تُرَاهُ قَدْ شَفَعَتْ بِالنّـــَاسِ حَظْوَتُـــهُ   
  حَتَّى تَنَاهَــى إِلـــهًا كَــابِرَ الحُـــرَمِ
فَهَبْ شَفِيعَكَ نَالَ اليَوْمَ مِـــنْ كَــرَمِ  
   فَمَـا جَـزَاؤُكَ رَبَّ الهَاطِلِ العَـــــرِمِ
كَيْفَ التَّعَلُّلُ بِالأَوْهَـــامِ مِنْ رَجُــــل  
   بَنَى لِدِينِهِ قَصْــرًا أُسَّ مِــنْ عـَــدَمِ
فَالجَهْلُ شَرُّ لِبَـــاسٍ أَنْـــتَ لاَبِسُــهُ   
  أَفْضَى لِشَرِّ خَلاَقٍ : كُفْرُ ذِي النِّعَـمِ
أَرَى النُّفُوسَ كَمُرْدِ الجَانِ فِي جُسُمِ  
   بُنِــــيَّ آدَمَ حِيـــنَ الفِعْــــلِ والكَلِــمِ
فَلاَ مُجِيرَ لِمَـنْ قَدْ سَـــارَ سِيرَتَــهَا    
وَإِنْ تَنَاهَى لِحُكْمِ العُرْبِ وَالعَجَـــــمِ
إِلاَّ الإِنَابَـــــةَ لِلرَّحْمَــــانِ إِنَّ لَـــــهُ   
  خَزَائِنَ اللُّطْفِ وَالإِنْعَـــامِ وَالكَــــرَمِ
أَيَمْلِكُ المُلْكَ رَبِّــــي ثُــــمَّ يُعْجِـــزُهُ   
  إِجَابَةَ السُّؤْلِ أَوْ تَكْفِيــرُ ذِي اللّمَــمِ
فَمَـــا يَصُدُّكَ عَـــنْ رَبٍّ أَحَبُّ لَــــهُ  
   إِقَالَـةَ الذَّنْبِ مِـــنْ تَعْزِيــرَةِ الأَثِــــمِ
مَلِيكُ خَيْـــرٍ لَــهُ النَّعْمَـــاءُ مُوفَــدَةً    
لِطَالِبِي السَّبْـقِ وَالوَافِيـــنَ بِالشِّيَــمِ





المشاركات الشائعة